בית איזי שפירא - ספרו של מר נואף זמירו - page 117

116
ﺗﺄﺗﯿﮫ ﻓﺮﯾﺴﺘﮫ ﺑﻤﺤﺾ إرادﺗﮭﺎ ﺣﺘﻰ اﻟﻌﺮﯾﻦ، ﻓﻼ ﺑﺪ ﻟﻚ ﻣﻦ ﺗﻌﻤﯿﻖ ﺛﻘﺘﻚ ﺑﻨﻔﺴﻚ وﺗﻌﺰﯾﺰ اھﺘﻤﺎﻣﻚ وﺣﺒﻚ ﻟﮭ
واﻛﺘ
ﺸﺎف ﻣﺎ ﺟﮭﻠﺖ ﻣﻦ ﻗﺪراﺗﻚ وﻃﺎﻗﺎﺗﻚ و
إ
ْ
ن
ﻓﻲ اﻟﻤﺮة اﻷوﻟﻰ ﻓﺤﺎول ﻣﺮة أﺧﺮى
َ
ﻓﺸﻠﺖ
..
وأﺧﺮى
..
ُ
وأﺧﺮى وﻛﻦ
ﻛﺎﻟﻨﻤﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻜﻞ وﻻ ﺗﻤﻞ وﻣﻦ ﺛﻢ اﻧﻄﻠﻖ ﻧﺤﻮ ﺗﺤﻘﯿﻖ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺠﺎﺣﺎت ﻓﺎﻟﺨﻄﻮة اﻷوﻟﻰ
ﺗﺘﺒﻌﮭﺎ ﺧﻄﻮات واﻻﻧﺠﺎز ﯾﺘﺒﻌﮫ اﻧﺠﺎزات، وﻛﻠﻲ ﺛﻘﺔ أﻧ
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﻨﺸﻮة اﻟﻨﺠﺎح ﻟﻦ ﺗ
ﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﻃﻠﺐ
اﻟﻤﺰﯾﺪ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻞ واﻟﺘﻤﯿﺰ واﻹﻧﺘﺎج
.
ّ
إن
ﺗﻐﯿﯿﺮ ﺑﻌﺾ اﻟﻄﺒﺎع اﻟﺘﻲ
ﻻزﻣ
ْ
ﻣﻌﮭﺎ ﺷﮭﯿﺔ اﻟﺤﯿﺎة
ْ
ﻘﺪت
ُ
اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ ﻟﯿﺲ ﺑﺎﻷﻣﺮ اﻟﯿﺴﯿﺮ ﺧﺎﺻﺔ إذا ﻓ
ْ
، وﻣﻦ اﻟﻤﻨﻄﻖ أن
ً
أﯾﻀﺎ
ﻟﺪى اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻌﺰﯾﻤﺔ
ْ
ﺗﻜﻮن ﺑﺪاﯾﺔ اﻟﻤﮭﻤﺔ ﺻﻌﺒﺔ، ﻟﻜﻨﮭﺎ ﻟﯿﺴﺖ ﻣﺴﺘﺤﯿﻠﺔ إذا ﺗﻮﻓﺮت
اﻟﺼﺎدﻗﺔ ﺑﻞ ﺳﺘﻜﻮن
أﺳﮭﻞ وأﻣﺘﻊ ﺣﯿﻨﮭﺎ
.
ّ
واﻷﺻﻌﺐ ﻣﻦ ذﻟﻚ ھﻮ اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺄن
ﻻ ﺣﺎﺿﺮ ﻟﻺﻧﺴﺎن
وﻻ
ّ
ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ، وﻻ اﻋﺘﻘﺪ أن
ﻣﻦ ﺣﺪأ ھﻨﺎﻟﻚ
ً
ا
اﻟﺒﺸﺮ ﯾﺮﻏﺐ ﺑﺤﯿﺎة ﺳﻮداء وﻓﺎرﻏﺔ وﻗﺎﺗﻠﺔ ﻛﮭﺬه،
ﻓﺘﺰود أﺧﻲ
ﺑﺎﻹرادة اﻟﺼﻠﺒﺔ وﺗﺨﻞﱠ
ﻋﻦ ﻣﺎ ﯾﺴﻲء ﻟﻤﺴﯿﺮة اﻧﻄﻼﻗﻚ واﻣﺴﻚ زﻣﺎم ﻧﻔﺴﻚ وﻗﻢ ﺑﻤﺮاﺟﻌﺔ ﻃﺮﯾﻘﺔ ﺗﻌﺎﻣﻠﻚ ﻣﻊ
ﺣﯿﺎﺗﻚ ﺻﻌﺎب
وﻟﺘﺬ ﮭﺎ وﻇﺮوﻓ
َ
ق
روﻋﺔ اﻹﺣﺴﺎس ﻋﻨﺪ اﻹﻧﺘﺎج واﻻﻧﺠﺎز
.
وﻋﻨﺪ اﻟﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ اﻵھﺎت واﻵﻻم، واﻟﺜﺒﺎت ﻋﻨﺪ زﻻزل وھﺰات اﻟﺒﺆس واﻟﺸﻘﺎء، ﺳﺘﻜﺘﺸﻒ ھﺬه اﻟﻘﻮات
واﻟﻘﺪرات اﻟﺘﻲ ﺟﮭﻠﺘﮭﺎ وﻟﻢ ﺗﻌﺮﻓﮭﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ، وﻣﺎ ﻋﻠﯿﻚ ﺳﻮى اﺳﺘﺜﻤﺎرھﺎ واﺳﺘﻌﻤﺎﻟﮭﺎ ﻓﻲ ﻓﺘﺢ أﺑﻮاب وآﻓﺎق
ﺟﺪﯾﺪة، وﺗﺤﻘﯿﻖ
ا
ً
ﯾﻮﻣﺎ
َ
أﺣﻼم ﺳﺎﺑﻘﺔ اﻋﺘﻘﺪت
، ﻓﻨﻢﱢ
ً
ﻧﻚ ﻟﻦ ﺗﺴﺘﻄﯿﻊ ﺗﺤﻘﯿﻘﮭﺎ أﺑﺪا
ذاﺗﻚ وﺣﻔﺰ ﻧﻔﺴﻚ وﺿﻊ
اﻷھﺪاف أﻣﺎﻣﻚ واﺟﺘﮭﺪ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﯿﻘﮭﺎ ﻟﺘﺼﻞ إﻟﻰ اﻟﻘﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﺘﻨﺎﻓﺲ ﻓﯿﮭﺎ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ إﺧﻮاﻧﻨﺎ ذوي اﻹﻋﺎﻗﺔ
ﻋﻠﻰ اﻷﺻﺤﺎء
ً
ﻓﻠﻜﻞ ﻣﺠﺘﮭﺪ ﻧﺼﯿﺐ واﻟﺘﻤﯿﺰ ﻟﯿﺲ ﺣﻜﺮا
.
ْ
ﺗﺴﻠﺢ
أﺧﻲ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ واﻟﻤﻌﺮﻓﺔ واﻷ
ﻓﻜﺎر اﻟﻨﯿﱢ
ﺘ ﺮة ﻟ
ﻜﻮن ﻗﺪوة ﻟ
ﻐﯿﺮك ﻣﻦ
اﻟﺒﺸﺮ، ﻓﺘﻔﯿﺪ وﺗﺴﺘﻔﯿﺪ وﺗﺼﻞ
ﻟﻤﺮاﺗﺐ اﻟﻤﺠﺪ واﻟﻌﻼ، وﻻ ﺗﻘﺎرن ﺣﯿﺎﺗﻚ
ﺑﺤﯿﺎة اﻵﺧﺮﯾﻦ
ﻓﻼ ﯾﻌﻨﯿﻚ ﻣﺎ ﯾﻤﻠﻚ ﻓﻼن وﻋﻼن ﻓﻤ
ﻦ ﯾﻨﻌﻢ ﺑﺎﻟﺴﻌﺎدة
اﻟﺤﻘﯿﻘﯿﺔ ھﻮ ﻣﻦ رﺿ
ﺑ ﻲ
ﻤﺎ ﻓﻲ ﯾﺪﯾﮫ واﻛﺘﻔﻰ وﻗﻨﻊ ﺑﮫ
.
واﺣﺴﺮ
ِ
ﺗﺎه ﻋﻠﯿﻚ ﯾﺎ أﺧﻲ إذا ﻟﻢ ﺗﮭﺘﺪ
إﻟﻰ
ﻃﺮﯾﻖ اﻟ
ﺼﻮاب وﺻﺎر اﻟﺤﺰن رﻓﯿﻘﻚ وﺗﻼﺷﻰ اﻷﻣﻞ ﻣﻦ درﺑﻚ،
ﻛﻄﻮاﺣﯿﻦ اﻟﮭﻮاء ﺗﺤﺮﻛﮭ
َ
وﺗﻐﻠﺐ ﻋﻠﯿﻚ اﻟﻮھﻦ واﻟﻀﻌﻒ ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ
اﻟﺮﯾﺎح ﻛﯿﻔﻤﺎ ﺗﺸﺎء، و
إ
ْ
ن
ﻟﻢ ﺗﻨﻀﻢ ﻓﻲ
اﻟﺤﺎل إﻟﻰ رﻛﺐ اﻟﻨﺸﺎط
واﻷﻣﻞ، وﺗﻄﻮﯾﺮ ﻗﺪراﺗﻚ وﺗﺤﻤﻞ ﺷﻘﺎ
َ
ﻚ ﻓﺒﺎﻋﺘﻘﺎدي ﻛﺄﻧﻚ ﺣﻜﻤﺖ
ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻚ
ﺎﻟﻀﯿﺎع واﻟﻤﻮت اﻟﺒﻄﻲء
.
1,118,119 107,108,109,110,111,112,113,114,115,116,...120
Powered by FlippingBook