110
اﻷﺳﺮ ﻻ ﺗﺴﺘﺤﻖ
أن ﺗﺤﻈﻰ ﺑ
ﻨﻌﻤﺔ
ّ
ﺗﺮﺑﯿﺔ اﺑﻦ ﻣﻌﺎق واﻋﺘﻘﺪ أن
ﻋﻠﻰ اﻟﺰوﺟﯿﻦ إﻋﺎدة اﻟﻨﻈﺮ ﺑﺤﺎﻟﮭﻤﺎ واﻟﺘﻔﻜﯿﺮ
َ
ﻗﺒﻞ أن ﯾ
ً
ﻣﻠﯿﺎ
ُ
اﻮﺨﻄ
ﺧﻄﻮة ﺑﺎﺗﺠﺎه اﻹﻧﺠﺎب ﺑﻤﺜﻞ ھﺬه اﻟﻈﺮوف
.
ّ
إﻧﻲ أؤﻣﻦ أن
ْ
ﻣﻦ ﺣﻖ اﻟﻤﻌﺎق أن
ﯾﻌﯿﺶ ﻓﻲ ﺟﻮ ﻋﺎﺋﻠﻲ ﻣﺮﯾﺢ وﺑﮭﯿﺞ، ﻣﻊ ﺗﺤﻤﻞ أﻓﺮاد ھﺬ
ه
اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ
ﻟﻤﺴـﺌﻮﻟﯿﺎﺗﮭﻢ ﺗﺠﺎھﮫ، وﺗﻘﺒﻞ
ﻇﺮوف إﻋﺎﻗﺘﮫ واﻟﻀﻐﻮﻃﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺠﻢ ﻋﻨﮭﺎ، وﻋﺪم اﻋﺘﺒﺎره ﻋﺒ
ً
ﺌﺎ
ﻋﻠﯿﮭﻢ، ﻛﻤﺎ
اﻟﻮاﻗﻊ واﻟﺤﻘﯿﻘﺔ ﻣﻐﺎﯾﺮة ﻟﻤﺎ
ّ
وﺟﺪﻧﺎ أن
ْ
وﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ اﻟﺘﻠﮭﻒ ﻟﻠﻌﻨﺎﯾﺔ اﻟﻤﺜﻠﻰ واﻟﺮﻋﺎﯾﺔ اﻟﺪءوﺑﺔ ﻟﮫ، وإن
ﻧﺼﺒﻮ إﻟﯿﮫ ﻓﺤﺴﺐ رأﯾﻲ اﻟﺸﺨﺼﻲ ﯾﺠﺐ إﯾﺠﺎد ﺧﻄﻮات ﺗﻨﻘﺬ اﻟﻤﻌﺎق ﻣﻦ ﺣﯿﺎة ﻛﻠﮭﺎ ﺗﻌﺎﺳﺔ وﺑﺆس وﺗﺨﺘﺼﺮ
ﻣﻦ آﻻﻣﮫ وﻣﻌﺎﻧﺎﺗﮫ ﻓﺒﺎﻹﻣﻜﺎن ﻧﻘﻠﮫ إﻟﻰ ﻋﺎﺋﻼت ﺣﺎﺿﻨﺔ وداﻓﺌﺔ ﺗﻘ
ﻮ
م ﺑﺮﻋﺎﯾﺘﮫ واﻻھﺘﻤﺎم ﺑﮫ وﺳﻂ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﻣﻦ
ﺟﮭﺎت رﺳﻤﯿﺔ ﺣﻜﻮﻣﯿﺔ
.
ﻟ
ْ
ﻘﺪ وﺻﻠﺖ
ﻣﻦ اﻟﺴﻤﻮ واﻟﺮﻗﻲ وﺗﻢ ﻣﻨﺤﮭﻢ ﻛﻞ ﻣﺴﺎﻧﺪة ودﻋﻢ وﺗﻘﺪﯾﺮ،
ً
رﻋﺎﯾﺔ اﻹﺳﻼم ﻟﻠﻤﻌﺎﻗﯿﻦ ﻣﺴﺘﻮى ﺑﺎﻟﻐﺎ
ﻛﻤﺎ وﺗﻨﺎول ﻃﺮق اﻟﻮﻗﺎﯾﺔ ﻣﻦ اﻹﻋﺎﻗﺎت ﺑﺈﺳﮭ
ﺎب وﺗﻮﺳﻊ وﻗﺪ ورد ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ
)
ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ
(
أﻧﮫ ﻗﺎل
"
اﻟﻌﺮق دﺳـﺎس
ّ
ﺗﺨﯿﺮوا ﻟﻨﻄﻔﻜﻢ ﻓﺈن
"
وأﺷﺎر ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب
رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ
إﻟﻰ ﻣﺨﺎﻃﺮ اﻟﺰواج ﻣﻦ
اﻷﻗﺎرب ﻓﻘﺎل
" :
اﻏﺘﺮﺑﻮا ﻻ ﺗﻀﻮوا
"
أي ﺗﺰوﺟﻮا اﻟﻐﺮﯾﺒﺎت ﺣﺘﻰ ﺗﻘﻞ اﺣﺘﻤﺎﻻت إﺻﺎﺑﺔ اﻟﻨﺴﻞ ﺑﺄي ﻣﺮض أو
إﻋﺎﻗﺔ
.
ّ
إن
ﻣﻘﺼﺪي ﻛﺎن وﻣﺎ زال
و
اھﺘﻤﺎﻣﻲ اﻷول واﻷﺧﯿﺮ
ھﻮ
ﻣﺼﻠﺤﺔ ھﺬا اﻟﻄﻔﻞ وﺗﻠﻘﯿﮫ اﻟﻌﻨﺎﯾﺔ اﻟﻔﺎﺋﻘﺔ وأﻻ
ّ
ﯾﻜﻮن ﻣﻦ اﻷﺟﺴﺎد اﻟﻤﻠﻘﺎة ﺑﺈﺣﺪى زواﯾﺎ اﻟﻐﺮﻓﺎت ﻃﻮال ﺣﯿﺎﺗﮫ أو زﺟ
ﮫ ﻓﻲ إﺣﺪى اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت ﻓﯿﻔﻘﺪ ﺣﻨﺎن
اﻟﻮاﻟﺪﯾﻦ
ﮭﻤﺎ وﻋﻄﻔ
ﺤﺮم ﻣﻦ اﻷﻣﻦ واﻻﻃﻤﺌﻨﺎن وﻗﺪ ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻋﻨﻒ ﺑﻌﺾ اﻟﻌﺎﻣﻠﯿﻦ أ
ُ
وﯾ
ﺻﺤﺎب اﻟﻀﻤﺎﺋﺮ
اﻟﻤﺮﯾﻀﺔ اﻟﺬﯾﻦ ﯾﺘﻔﻨﻨﻮن ﻓﻲ اﻧﺘﮭﺎك ﻛﺮاﻣﺘﮫ، وﯾﻌﯿﺶ ﺣﯿﺎة ﻻ وزن
ﻟﮭﺎ
وﻻ ﻗﯿﻤﺔ، وﺗﺨﻠﻮ ﺣﺘﻰ ﻣﻦ أدﻧﻲ ﻣﻌﺎﻧﻲ
اﻟﺤﯿﺎة اﻟﺤﻘﯿﻘﯿﺔ وﻗﺪ ﯾﻤﻮت ﻛﻞ ﯾﻮم ﻋﺪة ﻣﺮات ﻧﺘﯿﺠﺔ أﺻﻨﺎف اﻟﺘﻨﻜﯿﻞ واﻹھﻤﺎل اﻟﺘﻲ ﯾﻮاﺟﮭﮭﺎ، وﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ
إﻧﻲ أرى أن ﻋﺪم وﻻدة اﻟﻄﻔﻞ اﻟﻤﻌﺎق ﺧﯿﺮ ﻣﻦ وﻻدﺗﮫ
ووﻻدة اﻟﺬل واﻷﻟﻢ ﻣﻌﮫ ﻃﻮال ﺣﯿﺎﺗﮫ
.
ّ
ﻻ ﺷﻚ
ّ
أن
ھﻨﺎﻟﻚ وﻗﻌ
ً
ﺷﺪﯾﺪ ﺎ
ً
ا
ﻟﺨﻼﺻﺔ ﺣﺪﯾﺜﻲ وﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻨﻲ
أﺻﻞ إﻟﻰ ھﺬه اﻟﺨﻼﺻﺔ
أﺷﺪ وأﻗﺴﻰ، وﻗﺪ
ُ
ﺗﺎﺑﻌﺘﻢ ﻣﺎ ﻋﺎﻧﯿﺖ
ْ
وأﻋﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺻﻌﺎب وﻋﻨﺎء وأﺣﺎﺳﯿﺲ ﻟﻜﻦ ھﻨﺎﻟﻚ ﻣﻦ ﯾﻤﺮون ﺑﺄﺿﻌﺎف ﻣﻌﺎﻧﺎﺗﻲ، وﺗﺠﺎوزت
ﻇﺮوﻓﮭﻢ اﻟﺨﻄﻮط اﻟﺤﻤﺮاء ﻓﻲ ﺧﻄﻮرﺗﮭﺎ و
ُ
ﻛﻠﻤﺎ ﻟﻤﺴﺖ
ُ
ﻣﻌﺎﻧﺎﺗﮭﻢ ورأﯾﺘ
ﮭﺎ
أﺗﻤﻨﻰ ﻟﻮ أﻣﻲ ﻟﻢ ﺗﻠﺪﻧﻲ ﻷرى ﻣﺎ
ﯾﻐﺺ ﻗﻠﺒﻲ وﻓﺆادي
.
ّ
ﻻ ﯾﺨﻔﻰ ﻋﻠﻰ اﺣﺪ أن
ْ
ﺣﯿﺎﺗﻲ ﻛﺎﻧﺖ
ْ
وﻣﺎ زاﻟﺖ
ٍ
ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻣﺎراﺛﻮن ﻏﯿﺮ ﻣﻨﺘﮫ
ُ
ﻣﻦ اﻟﺘﺤﺪﯾﺎت اﻟﺼﻌﺒﺔ، ﺗﺨﻄﯿﺖ
، و
ً
وﻣﺘﻠﺬذا
ً
ﺑﻌﻀﮭﺎ ﻣﻨﺘﺼﺮا
أ
ُ
ﺧﻔﻘﺖ
ُ
ﻓﻲ ﺑﻌﻀﮭﺎ ﻻﺳﺘﺤﺎﻟﺘﮭﺎ وﺗﻨﺎزﻟﺖ
ﻟﺪواﻓ
ً
ﻋﻦ ﺑﻌﻀﮭﺎ ﻃﻮﻋﺎ
ﻊ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ
.
وﻣﺎ دام
أﻧﮭﺎ
"
ﺳﯿﺮة واﻧﻔﺘﺤﺖ
"
ﻋﺪم ﺗﻜﻮﯾﻦ أﺳﺮة ﻣﺜﻞ
ُ
ﻋﻨﮭﺎ ﺑﻤﺤﺾ إرادﺗﻲ، وﻓﻀﻠﺖ
ُ
ﻓﺎﻟﺰواج ﻣﻦ اﻷﻣﻮر اﻟﺘﻲ ﻋﺰﻓﺖ
ﺑﻘﯿﺔ اﻟﺒﺸﺮ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻧﺪاﺋﻲ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻦ أﺟﻞ ذوي إﻋﺎﻗﺔ آﺧﺮﯾﻦ، وﻗﺪ ﯾﺘﺴﺎءل اﻟﺒﻌﺾ ﻋﻦ أﺳﺒﺎب ﻋﺰوﻓﻲ ﻋﻦ
اﻟﺰواج وﻣﺎ ﺑﮫ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻓﻊ ﻟﻠﺮوح واﻟﻨﻔﺲ واﻟﺠﺴﺪ
.