109
واﻻﻃﻤﺌﻨﺎن
.
ّ
وﺣﺴﺐ رأﯾﻲ أن
ﯾﺘﺨﺬھﺎ زوﺟﺔ ﻟﮫ أﺑﺪ اﻟﺪھﺮ وﺳﺘﺼﻮﻧﮫ وﺑﯿﺘﮫ
ْ
ﻦ
َ
ر ﺧﻄﻮة ﻣ
ّ
اﻟﺰوﺟﺔ اﻟﻤﻌﺎﻗﺔ ﺳﺘﻘﺪ
ﺧﯿﺮ ﺻﻮن وﺗﻜﻮن ﻗﺪوة ﻓﻲ اﻟﺘﻀﺤﯿﺔ واﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ زوﺟﮭﺎ وﺳﻤﻌﺘﮫ ﻟﺠﻤﯿﻊ اﻟﻨﺴﺎء
و.
ّ
ﺑﺎﻋﺘﻘﺎدي إن
ﻣﺎ ﯾﻤﻨﻊ
اﻟﻤﻮدة واﻟﻤﺤﺒﺔ اﻟﻜﺎﻓﯿﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﻄﺮﻓﯿﻦ، ھﻮ ﻧﻈﺮة اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟ
ْ
ﻣﺜﻞ ھﺬا اﻟﺰواج إذا وﺟﺪت
ﺮﺟﻌﯿﺔ
ﻟﻜﻞ ﻣﺎ ﯾﺘﻌﻠﻖ
ﺑﺤﯿﺎة وﻇﺮوف اﻟﻤﻌﺎﻗﺎت اﻹﻧﺎث وﻣﻌﺎرﺿﺔ
ﻣﺤﺘﻤﻠﺔ
ً
ﻣﻦ ﻋﺎﺋﻠﺔ اﻟﺴﻠﯿﻢ ﺟﺴﺪﯾﺎ
ﻻ
رﺗﺒﺎط اﺑﻨﮭﻢ ﺑﺎﻣﺮأة ﻣﻌﺎﻗﺔ
ً
ﻻﻋﺘﻘﺎدھﻢ اﻟﺨﺎﻃﺊ ﺑﻌﺪم ﻛﻔﺎءﺗﮭﺎ ﺑﺄن ﺗﻜﻮن أﻣﺎ
أو زوﺟﺔ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯿﺎم ﺑﻮاﺟﺒﺎﺗﮭﺎ ﻛﺒﺎﻗﻲ اﻟﺰوﺟﺎت
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ
ﻟﻜﻮﻧﮭﺎ اﻣﺮأة
ً
ﻣﻀﺎﻋﻔﺎ
ً
إﻟﻰ ذﻟﻚ اﻟﺘﻤﯿﯿﺰ اﻟﺼﺎرخ اﻟﻤﻮﺟﻮد ﺿﺪ اﻟﻤﺮأة ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم وأﺻﺒﺢ ﺗﻤﯿﯿﺰا
. وﻣﻌﺎﻗﺔ
ّ
إن
ﺣﻖ ذوي اﻹﻋﺎﻗﺔ ﻣﻤﺎرﺳﺔ ﺣﻘﻮﻗﮭﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ وﺣﺮﯾﺎﺗﮭ
ْ
ﻦ
ِ
ﻣ
ﻢ اﻷﺳﺎﺳﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺿﻤﻨﮭﺎ اﻟﺰواج
،
و
أﻧﺎدي ﺑﺈزا
ْ
ﻟﺔ اﻟﺤﻮاﺟﺰ واﻻﻧﺘﮭﺎﻛﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺮض ذﻟﻚ، وﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪ ﺗﻄﺮﻗﻲ ﻟﮭﺬا اﻟﻤﻮﺿﻮع أرﯾﺪ أن
أﻛﻮن
وأ
ً
ذﻛﺮ ﺻﺮﯾﺤﺎ
ْ
أﻓﻜﺎر أرﺟﻮ أن
ْ
ﻦ
ِ
ﻣﺎ ﯾﺴﺎورﻧﻲ ﻣ
اﻧﺠﺢ ﻓﻲ إﯾﺼﺎﻟﮭﺎ ﻟﻠﻘﺎرئ ﺑﺸﻜﻞ واﺿﺢ ﻷھﻤﯿﺔ اﻟﻤﻮﺿﻮع
وﺣﺴﺎﺳﯿﺘﮫ
.
وا
ً
ﻣﻨﮫ وﺣﺪﺛﺎ
ً
ﻋﻨﺪ وﻻدة ﻃﻔﻞ ﻣﻌﺎق ﻓﻲ اﻷﺳﺮة، ﯾﺼﺒﺢ اﻷﻣﺮ ﻟﺪﯾﮭﺎ ﻣﻔﺮوﻏﺎ
وﻏﯿﺮ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﺘﻐﯿﯿﺮ
ً
ﻗﻌﯿﺎ
ً
وﯾﺠﺐ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﮫ ﺑﻜﻞ ﻣﺴﺌﻮﻟﯿﺔ وﺟﺪﯾﺔ إﺗﺒﺎﻋﺎ
ﻟ
ﺤﺪﯾﺚ اﻟﺮﺳﻮل
)
ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ
" : (
ﻛﻠﻜﻢ راع وﻛﻠ
ﻜﻢ
ﻣﺴﺌﻮل ﻋﻦ رﻋﯿﺘﮫ
"
إﺿﺎﻓﺔ ﻟﻀﺮورة اﻻھﺘﻤﺎم ﺑﺮﻋﺎﯾﺔ اﻟﻄﻔﻞ اﻟﻄﺒﯿﺔ ﺑﺄﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﯾﺎﺗﮭﺎ وﺗﺮﺑﯿﺘﮫ ﺑﺎﻟﺴﺒﻞ اﻟﻤﺜﻠﻰ
ﻟﻤﺤﺎوﻟﺔ ﺗﮭﯿﺌﺘﮫ ﻟﻤﺠﺎﺑﮭﺔ اﻟﺘﺤﺪﯾﺎت اﻟﺘﻲ ﺳ
ﺘﻌﺘﺮض ﺣﯿﺎﺗﮫ وﻟﯿﺼﺒﺢ ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﻤﻨﺘﺠﯿﻦ واﻟﻔﻌﺎﻟﯿﻦ ﻓﻲ
اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ
.
وﻟﻜﻦ وﺑﻌﺪ ﻟﻤﺲ اﻟﻤﻌﺎﻧﺎة اﻷﺳﺮﯾﺔ واﻟﺸﺨﺼﯿﺔ واﻟﻤﺮور ﺑﺄزﻣﺎت وﻣﻌﺎﻧﺎة ﻻ ﯾﺸﻌﺮ ﺑﻘﺴﻮﺗﮭﺎ وﻻ ﯾﻌﻠﻢ
ﺑﮭﺎ اﺣﺪ إﻻ اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ وﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻓﻘﺮاءة
اﻟﺤﺪﯾﺚ
ﮫ ﺳﻤﺎﻋ وأ
ْ
ﻋﻦ ﺷﺪة وﻗﺴﻮة اﻵﻻم ﺑﺄﻧﻮاﻋﮭﺎ ﻻ ﯾﻤﻜﻦ أن
ﺒﯿﻦ ﯾ
إﻻ ﺣﻘﯿﻘﮭﺎ
ﻋﺎﻧﺎھﺎ
ْ
ﻦ
َ
ﻣ
ّ
ق ﻋﻠﻘﻤﮭﺎ، ﻓﻼ ﯾﻐﯿﺐ ﻋﻦ ﻋﻘﻞ ﻛﻞ
ُ
، وأﻧﺎ ﻻ أﺗﻤﻨﻰ ﻷي أﺳﺮة أو إﻧﺴﺎن اﻟﻤﺮور ﺑﮭﺎ وﺗﺬو
ﺎ أن ﺣﯿﺎة اﻟﻄﺮﻓﯿﻦ
ّ
ﻨ
ِ
ﻣ
)
اﻷﺳﺮة وذ
ي
اﻹﻋﺎﻗﺔ
(
ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺐ ﻓﺼﺮاﻋﮭﻤﺎ ﻣﻊ اﻟﻈﺮوف اﻟﺼﺤﯿﺔ
ً
ﺗﻨﻘﻠﺒﺎن رأﺳﺎ
ﺳﯿﺴﺘﻤﺮ ﻣﺪى اﻟﺤﯿﺎة، وﺟﺒﺎل اﻟﮭﻤﻮم واﻟﺤﺰن اﻟﻤﺤﻤﻮﻟﺔ ﺳﺘﺤﻨﻲ ﻇﮭﺮﯾﮭﻤﺎ، وﻓﻘﺪان
اﻻﺳﺘﻘﺮار واﻟﺘﻮازن
ﺳﯿﻌﺮﺿﮭﻤﺎ ﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﻻ ﻣﻨﺘﮭﯿﺔ ﻣﻦ اﻷزﻣﺎت واﻟﻤﺤﻦ
.
ﻻ ﯾﻮﺟﺪ ﻣﻔﺮ ﻣﻦ ﻗﻀﺎ
ٍ
ء اﷲ وﻗﺪره وھﻮ ﻛﺎﺋﻦ وﺟﺎر
وﻋﻼ وﻟﺴﺖ
ّ
ﻻ ﻣﺤﺎﻟﺔ، وﻻ اﻋﺘﺮاض ﻋﻠﻰ أﻓﻌﺎﻟﮫ ﺟﻞ
ﻣﻦ اﻟﺴﺎﺧﻄ
ّ
ﯿﻦ ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻤﮫ وإرادﺗﮫ وأؤﻣﻦ أن
وﺟﻮد اﺑﻦ ذ
ي
إﻋﺎﻗﺔ
ﻓﻲ اﻟﺒﯿﺖ
ً
ﻧﻌﻤﺔ وﻟﯿﺲ ﻧﻘﻤﺔ
وﻣﻨﺤﺔ وﻟﯿﺲ
ﻣ
ً
ﺤﻨﺔ
، وﻟﻜﻦ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻷﺳﺮ ﺗﻌﺘﺒﺮ وﺟﻮد
ه
ً
ﻣﺄﺳﺎة
وﻣﺼﯿﺒﺔ ﻛﺒﯿﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﺜﻘﻞ ﻛﺎھﻠﮭﺎ وﻻ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ أﻓﺮادھﺎ
اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻇﺮوﻓﮭﺎ وﺷﻘﺎ
ﺋ
ﮭﺎ ﺑﺎﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﻤﻄﻠﻮب واﻟﻤﻼﺋﻢ، وھﺬا ﻣﻦ ﺷﺄﻧﮫ أن ﯾﻌﻮد ﺑﺎﻟﻀﺮر ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎر
ﺗﻄﻮر وﺗﻘﺪم ﻗﺪرات اﺑﻨﮭﺎ اﻟﻤﻌﺎق، وﻗﺪ ﻟﻤﺴﺖ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ ﻧﺪب اﻟﺤﻆ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺣﻞ ﺑﮭ
ﻢ واﻟﺘﺄﻓﻒ وﻛﺜﺮة اﻟﺸﻜﻮى
ﺑﻌﺪم ﻣﺴﺎﻧﺪة اﻵﺧﺮﯾﻦ ﻟﮭ
.ﻢ
اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻋﻨﮭﺎ، ﻓﻤﺎ ﺑﺎﻟﻚ
ُ
أﺿﯿﻒ إﻟﻰ ذﻟﻚ آﻻم وﺷﻘﺎء وﺑﺆس اﻹﻋﺎﻗﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﻤﺼﺎب ﺑﮭﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺛﺖ
ﻟﻮ ﻛﺎن ھﺬا اﻟﻤﻌﺎق
اﺑﻦ
ﻹﺣﺪى ھﺬه اﻷﺳﺮ اﻟﻤﻘﺼﺮة، واﻟﺘﻲ ﺗﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﻨﻘﺼﮭﺎ وﺗﺘﺠﺎھﻞ ﻣﺎ ﻋﻨﺪھﺎ
. ّ
ھﺬه إن