4
إھﺪاء ﻣﻦ اﻟﻤﺮﺑﯿﺔ
رﺣﯿﻤﺔ زﯾﺪان
إﻟﻰ أﺧﻲ ﻧﻮاف
ﺗﺤﯿﺔ اﻹﻟﮫ إﻟﯿﻚ وﻋﻠﯿﻚ
...
أﻗﻞ ﻣﺎ ﯾﻤﻜﻦ أ
ﻟﻜﻔﺎﺣﻚ وﻧﻀﺎﻟﻚ
ً
ﺄ ﺟﺒﺎه ﺗﻘﺪﯾﺮا
َ
ﻃ
ْ
ن ﯾﻜﻮن أن ﺗﺤﻨﻰ ھﺎﻣﺎت وﺗﻄﺄ
.
ﻣﺸﻮرﺗﻲ
َ
ﻟﻘﺪ ﻃﻠﺒﺖ
إن )
ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺘﺎﺑﺘﻚ ﺗﺴﺘﺤﻖ اﻟﻨﺸﺮ
(
أﻗﻮﻟﮭﺎ ﺑﻼ رﯾﺎء أو ﻧﻔﺎق ﻋﻠﯿﻚ أن ﺗﺴﺎرع ﻓﻲ ﻧﺸﺮھﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﺮاود ﻛﻠﻤﺎﺗﮭﺎ ﻣﻦ
ﯾﻐﻄﻮن ﻓﻲ ﺳﺒﺎت ﻋﻤﯿﻖ
.
وﺗﺸﺮق ﺷﻤﺴﮭﻢ ﻓﺘﻮﻗﻈﮭﻢ ﻟﯿﺒﺪأوا ﻣﺸﻮارھﻢ ﻣﻦ ﺟﺪﯾﺪ إن ﻣﺎ ﻛﺘﺒﺘﮫ ﻣﺮاوﻏﺔ ﺑ
ﯿﻦ
اﻟﺴﯿﺮة اﻟﺬاﺗﯿﺔ واﻟﺮواﯾﺔ، أﺳﻠﻮب ﻏﺮﯾﺐ وأﻏﺮب ﻣﺎ ﻓﯿﮫ ﻧﺴﺠﮫ ﺧﯿﺎل ﺑﺸﺮي ﻣﻦ ﻣﺂﺳﻲ وﻣﻼه
.
إن أﺟﻮاء اﻟﺴﺬاﺟﺔ واﻟﺒﺴﺎﻃﺔ ﺑﺪت واﺿﺤﺔ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﺘﻚ ﻓﺠﺎءت ﻟﻐﺘﻚ ﺣﻤﯿﻤﯿﺔ ﻣﻐﻠﻔﺔ ﺑﻌﺎﻃﻔﺔ ﺟﯿﺎﺷﺔ وﺗﻌﺎﺑﯿﺮ
اﯾﺠﺎﺑ
ً
ﺻﺎدﻗﺔ ﺗﻨﺴﺎب إﻟﻰ ﻗﻠﺒﻲ ﻛﻘﺎرﺋﺔ ﻛﺎﻧﺴﯿﺎب اﻟﻤﯿﺎه اﻟﺼﺎﻓﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻐﺪران ﻓﺘﺘﺮك أﺛﺮا
ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ
ً
ﻣﻤﺘﻌﺎ
ً
ﯿﺎ
إن .
ﻟﻐﺘﻚ اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻌﻤﻠﺘﮭﺎ ﻟﻐﺔ ﺳﻠﺴﺔ ﺑﺴﯿﻄﺔ ﺟﻌﻠﺘﻨﻲ اﻋﺘﻘﺪ أﻧﮭﺎ ﻟﻐﺘﻲ اﻟﺘﻲ أﺗﻜﻠﻢ ﺑﮭﺎ وأﺗﺤﺎور ﻓﻘﺪ أﺳﺮﺗﻨﻲ ﺑﺠﻤﺎﻟﯿﺎﺗﮭﺎ
وﻋﺬوﺑﺘﮭﺎ ودﻻﻻﺗﮭﺎ اﻟﻤﺘﺸﻌﺒﺔ وﺑﺈﯾﻘﺎﻋﯿﺎﺗﮭﺎ اﻟﻤﺘﻔﺮدة
.
ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام اﻟﺘﻌﺎﺑﯿﺮ اﻟﻤﺤﻜﯿﺔ واﻷﻣﺜﺎل اﻟﻔﺼﯿﺤﺔ وﻟﻐﺔ اﻟﻨﺎس اﻟﻤﺤﻜﯿﺔ إ
َ
ﻟﻘﺪ ﺗﺄﻟﻘﺖ
ﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻟﻐﺔ اﻟﻤﺘﻌﻠﻤﯿﻦ
اﻟﺼﻮر واﻟﻤﺸﺎھﺪ اﻟﻤﺜﯿﺮة ﺑﻜﻞ دﻗﺔ وإﺗﻘﺎن ﺣﺘﻰ
َ
ورﺳﻤﺖ
)
ﻟﺘﺮاﻧﻲ اﻋﺮف أﯾﻦ ﺗﻘﻊ ﺷﺠﺮة اﻟﺴﺮو وﻣﻦ أﯾﻦ
ﺗﺒﻌﺚ اﻟﺸﻤﺲ أﺷﻌﺘﮭﺎ ﻟﺘﺼﻞ إﻟﻰ ﻏﺮﻓﺘﻚ، وﻧﻔﺴﻲ ﺗﻮاﻗﺔ ﻷﻋﺮف ﻣﻦ ھﻲ اﻟﺠﺎرة
)
أم ﻣﺤﻤﻮد
.((
َ
ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺘ
ّ
ﻞ
ُ
إن ﺟ
َ
ﮫ أﺧﺬت
ﺳﯿﺮﺗﻚ اﻟﺬاﺗﯿﺔ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ إﺷﺮاق إﺑﺪاﻋﯿﺔ ﻟﻢ
َ
ﺗﻘﻢ ﺗﺴﻠﯿﻤﮭﺎ ﻟﻨﻔﺴﻚ ﺑﻞ أﺧﺬﺗ
ﮭﺎ ﺑﺎﻟﻘﻮة
َ
واﻟﺸﺪة وأﺧﻀﻌﺘ
َ
ﺳﺮاﺣﮭﺎ وأودﻋﺘ
َ
ﮭﺎ ﻟﻘﻮاﻧﯿﻦ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ واﻹﺑﺪاع ﺛﻢ أﻃﻠﻘﺖ
ﮭﺎ ﺑﯿﻦ ﯾﺪي اﻟﻘﺮاء
...
ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﺘﻚ رؤﯾﺔ واﻋﯿﺔ ﺻﺎدﻗﺔ ﻣﻠﺘﺰﻣﺔ ﻟﻘﻀﺎﯾﺎ ﺷﺮﯾﺤﺔ ﻋﺰﯾﺰة ﻋﻠﯿﻨﺎ، ﺷﺮﯾﺤﺔ اﻟﻤﻌﺎﻗﯿﻦ،
ْ
ﻟﻘﺪ ﻇﮭﺮت
آﻣﺎﻟﮭﻢ وأﺣﻼﻣﮭ
َ
وﺣﺪك ھﻤﻮﻣﮭﻢ ورﻋﯿﺖ
َ
ﺗﺤﻤﻠﺖ
ﺑﮭﻢ ﻟﻠﺘﺸﺒﺚ ﺑﺎﻟﺤﯿﺎة واﻟﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﺎﻋﺒﮭﺎ وﻣﺸﺎﻛﻠﮭﺎ
ً
ﻢ ﺷﺎدا
وﻋﻮاﺋﻘﮭﺎ
.
ﺑﻜﺘﺎﺑﺘﻚ ﺑﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﻗﻀﯿﺔ ﻣﮭﻤﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ وھﻲ
َ
ﻟﻘﺪ ﻗﻤﺖ
)
ﺗﮭﻤﯿﺶ ذوي اﻹﻋﺎﻗﺎت
(
ﻋﻠﻰ اﺧﺘﻼف أﻧﻮاﻋﮭﻢ
.
ﻓﻲ ﺗﺼﻮﯾﺮ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻤﻌﺎق وﻣﺸﺎﻛﻠﮫ ﺑﺄﺳﻠﻮب روﻣﺎﻧﺴﻲ ﺑﺴﯿﻂ ﯾﺮﻗﻰ إﻟﻰ إﯾﺪﯾﻮﻟﻮﺟﯿﺔ راﺋﻌﺔ ﻣﺤﺪدة
َ
ﻓﻨﺠﺤﺖ
.
ُ
وأﻧﺎ ﺑﺪوري أﺿ
ْ
ﻢ ﺻﻮﺗﻲ ﻟﺼﻮﺗﻚ وأﻧﺎدي ھﻠﱡﻢ ﺑﻨﺎ ﻣﻌﺸﺮ اﻟﻐﺎﻓﻠﯿﻦ واﻟﻐﺎﻃﺴﯿﻦ ﻓﻲ اﻟﺴﺒﺎت أن
ﻧﺘﺸﺒﮫ ﺑﻚ
وﺑﻜﻔﺎﺣﻚ ﻓﺈنﱠ
ﺛﻘﺎت
ً
ﻼح ﻓﻨﻜﻮن دﻋﺎة ﺧﯿﺮ وأﺷﺨﺎﺻﺎ
َ
اﻟﺘﺸﺒﮫ ﺑﺎﻟﻤﻜﺎﻓﺤﯿﻦ واﻟﻜﺮام ﻓ
.
ُ
أﺛﻨﺎء ﻗﺮاءﺗﻲ ﻛﻨﺖ
ً
أﺣﯿﺎﻧﺎ
ُ
ﺑﻜﯿﺖ
ً
اﺑﺘﺴﻢ ﺣﯿﺚ ﯾﺠﯿﺰ اﻟﻤﻮﻗﻒ ذﻟﻚ وﻣﺮارا
ُ
وذرﻓﺖ
ﺣﺎرﻗﺔ
ً
دﻣﻮﻋﺎ
أدري
ُ
وﻟﺴﺖ
ﻟﻤﺎذا
... ؟؟
ﻣﻊ ﺧﺎﻟﺺ ﺗﻘﺪﯾﺮي وﺷﻜﺮي وأﻣﻨﯿﺎﺗﻲ ﻟﻚ
ﺑﺎﻟﻌﻤﺮ اﻟﻤﺪﯾﺪ
واﻟﺼﺤﺔ واﻟﻌﺎﻓﯿﺔ واﻟﻌﻄﺎء اﻟﻮﻓﯿﺮ
رﺣﯿﻤﺔ زﯾﺪان