12
ﻷﻣﻲ اﻟﻐﺎﻟﯿﺔ واﻟﺤﻨﻮﻧﺔ دور ھﺎم ﻓﻲ ﺣﯿﺎﺗﻲ،
ﻓﻘﺪ
ْ
اﻗﺘﺼﺮت
اﻟﺘﻨﺸﺌﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻋﻠﯿﮭﺎ و
ْ
ﻛﺎﻧﺖ
ْ
وﻣﺎ زاﻟﺖ
رأس
اﻟﺒﯿﺖ وﻋﻤﻮده اﻟﺬي
ﯾ
إﻟﯿﮫ ﺴﺘﻨﺪ
ﻛﺎﻓﺔ أﻓﺮاد اﻷﺳﺮة
،
ﻓﻤﻨﺬ ﻣﻮﻟﺪي وھﻲ
ﺗﺤﺘﻀﻦ آﻻﻣﻲ وﺗﺮﻋﻲ ﺷﺌﻮﻧﻲ
وﺗﻠﻘﻨﻨﻲ أﺳﺲ وﻣﺒﺎدئ وﻗﯿﻢ اﻟﺤﯿﺎة
اﻟﻤﺜﻠﻰ
و
ﺗﻮاﻛﺐ ﺣﺎﻟﺘﻲ اﻟﺼﺤﯿﺔ،
ﻓ
ْ
ﺼﺎﻟﺖ
ْ
، وﺟﺎﻟﺖ
ْ
ﺗﻌﺒﺖ
ْ
وﻋﺮﻗﺖ
، و
ْ
ﺖ
ّ
ﺿﺤ
و
ْ
ﺗﺤﻤﻠﺖ
اﻟﻜﺜﯿﺮ
،ﺟﻠﻲ ﻣﻦ أ
ﻣﺤﺎوﻟﺔ اﻟﺘﺤﺴﯿﻦ ﻣﻦ
ﻗﺪراﺗﻲ اﻟﺠﺴﺪﯾﺔ
وز ،
ْ
ارت
ﻣﻌﻈﻢ ﻣﺴﺘﺸﻔﯿﺎت اﻟﺒﻼد
ﻣﻦ ،
ﻣﺨﺘﺺ ﻟﻄﺐ اﻷﻃﻔﺎل إﻟﻰ آﺧﺮ،
وﻛ
ْ
ﺎﻧﺖ
ﺗﺤﻤﻠﻨﻲ ﺑﯿﺪﯾﮭﺎ
ﻃﯿﻠﺔ اﻟﻮﻗﺖ وﺗﻌﺒﺮ ﻣﺴﺎﻓﺎت
ﻟﯿﺴﺖ ﺑﻘﺼﯿﺮة و
ﻧﻨﺘﻘﻞ ﻣﻦ
ﺣﺎﻓﻠﺔ ﻷﺧﺮى ﺣﺘﻰ ﻧﺼﻞ إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺘﻨﺎ،
ُ
وﻟﻢ ﺗ
ً
ﺼﺐ ﺑﺎﻟﯿﺄس واﻹﺣﺒﺎط أﺑﺪا
ْ
ﺑﻞ ﺗﻤﯿﺰت
ﺑﺎﻟﻤﺜﺎﺑﺮة واﻟﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ أﻣﻞ
أن ﺗﺤﻘﻖ ﻣﺎ ﺗﺼﺒﻮ إﻟﯿﮫ
،
ُ
ﷲ أﻧﻨﻲ ﺗﺘﻠﻤﺬت
ً
وﺣﻤﺪا
ﻋﻠﻰ ﯾﺪﯾﮭﺎ ﻓ
ُ
ﺘﺨﺮﺟﺖ
ﻣﻦ ﻣﺪرﺳﺘﮭﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺨﺘ
ﺺ ﺑﺎﻟﺘﺤﻤﻞ
واﻟﺼﺒﺮ واﻟﺘﻌﺎﻣﻞ
ﺑﺸﺠﺎﻋﺔ
ﻣﻊ اﻟﺘﺤﺪﯾﺎت
،
وأﺳﻠﻮﺑﮭ
ﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﺮﺑﯿﺔ واﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ وﺣﺪة وﺗﻤﺎﺳﻚ اﻷﺳﺮة ﺗﺮك
ﺑﺼﻤﺎﺗﮫ اﻟﻮاﺿﺤﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺰاﯾﺎ ﺷﺨﺼﯿﺘﻲ ﻓﻲ ﻣﺮاﺣﻞ
ﺣﯿﺎﺗﻲ
اﻟﻼﺣﻘﺔ
.
ﻟﻜﻞ
،أم
أﺣﻼم وﻃﻤﻮﺣﺎت ﻓﻲ ﻓﻠﺬة ﻛﺒﺪھﺎ، وﻻ ﺑﺪ
ﻣﻦ اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻟﺼﺪﻣﺔ واﻟﺮﻓﺾ ﺣﯿﻦ
وﻻدة
ي وﻟﺪھﺎ ذ
اﻹﻋﺎﻗﺔ
،
اﻹﺣﺴﺎس ﺑﺎﻟﺬﻧﺐ،
ً
وأﺣﯿﺎﻧﺎ
وھﺬا ﺷﻌﻮر ﻃﺒﯿﻌﻲ ﻟﻜﻞ أم
ﺗﺮﯾﺪ اﻷﻓﻀﻞ ﻟﮭﺎ وﻟﻮﻟﯿﺪھﺎ،
وﺗﺮﻏﺐ ﺑﺮؤﯾﺘﮫ
ﻛﺒﺎﻗﻲ
اﻷوﻻد
و
ً
ﺿﺤﻮﻛﺎ
ً
ﺷﻘﯿﺎ
وﻛﺜﯿﺮ اﻟﺤﺮﻛﺔ ﯾﻤﻸ
اﻟﺒﯿﺖ
ﺣﯿﺎ
ً
ة
ً
وﺳﻌﺎدة
ً
وﺻﺨﺒﺎ
واﻟﺪﺗﻲ و
ﻛﺎﻧﺖ
راﺿﯿﺔ
ﺑﻨﺼﯿﺒﮭﺎ وﻣﺘﻘﺒﻠﺔ ﻟﻸﻣﺮ
اﻟﻮاﻗﻊ
و
ﻣﺆﻣﻨﺔ ﺑﻘﻀﺎء اﷲ وﻗﺪره وﺑﻤﻌﺠﺰاﺗﮫ
وﻧﻌﻤﮫ
اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻌﺪ وﻻ ﺗﺤﺼﻰ واﻟﺬي
ﺟﻌﻞ ﻟﻜﻞ ﻣﺨﻠﻮق
ً
ﻜﻤﺔ
ِ
ھﺪﻓ و ﺣ
ً
و ﺎ
ً
رﺳﺎﻟﺔ
ُ
، وﻻ ﯾﻮﺟﺪ ﻣﺨﻠﻮق ﺧ
ﻠﻖ
ﺳﺪى ﺑﺪون ﺟﺪوى
أو ﻣﻨﻔﻌﺔ
.
ْ
وﻛﺎﻧﺖ
أﻣﻲ ﺗﺮﻗﺐ ﺗﺤﺮﻛﺎﺗﻲ وﺗﺘﺎﺑﻊ ﺧﻄﻮاﺗﻲ ﺑﻨﻈﺮات اﻷﻣﻞ ﻣﻦ ﺟﮭﺔ وﺑﻨﻈﺮات اﻷﺳﻰ واﻟﺤﺰن ﻣﻦ
اﻟﺠﮭﺔ اﻷﺧﺮى،
وﺑﺘﺮﻗﺒﮭﺎ
ﻓﻲ اﻷوﻟﻰ
ﻛﺎﻧﺖ
ﻣﺘﺄﻣﻠﺔ ﺑ
ﺤﺪوث ﺑﻌﺾ
ﻣﻦ
اﻟﻤﻌﺠﺰات و
اﻟﺘﻘﺪم اﻟﻤﺄﻣﻮل، وﺑﺎﻷﺧﺮى
ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﺄﻟﻤﺔ وﻣﺘﺤﺴﺮة ﻋﻠﻰ ﺣ
ﺎﻟﻲ وواﻗﻌﻲ
وﻋﻨﺪﻣﺎ
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻼﻗﻰ ﻧﻈﺮاﺗﻨﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺸﯿﺢ ﺑﻮﺟﮭﮭﺎ ﻋﻨﻲ ﺑ
ﻠﻤﺢ
اﻟﺒﺼﺮ، ﻟﻜﻲ ﻻ اﺷﻌﺮ ﺑﻀﯿﻖ أو ﻣﺎ ﺷﺎﺑﮫ ذﻟﻚ،
ْ
وﺑﺬﻟﺖ
ً
ﺟﮭﻮدا
ﺟﺒﺎرة ﻓﻲ ﺳﻌﯿﮭﺎ ﻟﻀﻤﺎن اﻟﻤﺮاﻗﺒﺔ اﻟﻄﺒﯿﺔ
اﻟﻤﺴﺘﻤﺮة وﻣﺤﺎوﻟﺔ إﯾﺠﺎد اﻟﻌﻼج واﻟﺮﻋﺎﯾﺔ اﻟﺼﺤﯿﺔ اﻟﺘﻲ
ﻣﻦ اﻟﻤﻤﻜﻦ
أن
ﺗﺤﺴﻦ
ﻧﻤﻮ ﺟﺴﻤﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﻃﺒﯿﻌﻲ
.
ً
ﻣﺎ وﻛﺜﯿﺮا
ُ
ﻛﻨﺖ
أﺻﻐﻲ
ﻟﻜﻼﻣﮭﺎ اﻟﺮزﯾﻦ
وﻧﺼﺎﺋﺤﮭﺎ اﻟﺤﻜﯿﻤﺔ
ﺄنﺑ
أﺟﻌﻞ أﻣﻠﻲ ﺑﺮﺑﻲ أﻛﺒﺮ
وأن
اﻟﺼﺒﺮ
داﺋﻤﺎ
ﻣﻔﺘﺎح
اﻟﻔﺮج
.