בית איזי שפירא - ספרו של מר נואף זמירו - page 22

21
ﺗﺤﺪ ﻣﻦ ﺗﺤﺮﻛﻲ وﺗﻨﻘﻠﻲ وﺗﺒﻘﯿﻨﻲ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻤﻲ اﻟﻤﺤﺪود اﻟﻜﺎﺑﺖ واﻟﺨﺎﻧﻖ ﻟﺪواﻓﻊ ﺣﺐ اﻻﺳﺘﻄﻼع واﻻﺳﺘﻜﺸﺎف
. ﻟﺪي
ﻟﻘﺪ ﻛﺎن أﺑﻲ ﻗﺪوة ﻟﻠﺠﻤ
ﯿﻊ
ﻓﻲ
اﻟﺒﯿﺖ، ﻓﻘﺪ
اﻣﺘﻠﻚ
ﺷﺨﺼﯿﺔ ﻣﺤﺒﻮﺑﺔ وﺣﻨﻮﻧﺔ و
أ
دﻟﻠﻨﻲ و ﺣﺒﻨﻲ
ً
ﻛﺎن و ﻛﺜﯿﺮا
ً
داﺋﻤﺎ
ﯾﻜﺮر
"
إن ﻛﻞ ذي ﻋﺎھﺔ ﺟﺒﺎر
"
ً
ﻣﺆﻣﻨﺎ
ﺑﻌﻈﻤﺔ اﻟﺨﺎﻟﻖ وإﺑﺪاﻋﮫ وﺗﻌﻮﯾﻀﮫ ﻟﻤﺒﺘﻠﯿﮫ وﺧﻠﻘﮫ اﻟﻀﻌﻔﺎء ﺑﻤﯿﺰات
ﺗﺠﻠﺐ ﻟﮭﻢ اﻟﻤﻨﻔﻌﺔ واﻟﺨﯿﺮ ﻓﻘﺪ رأى أﺑﻲ أن
ﺑﺬور اﻟﻔﻄﻨﺔ
ً
واﻟﺬﻛﺎء ﺗﻈﮭﺮ ﺟﻠﯿﺎ
ﻋﻠﻰ ﻣﺤﯿﺎي، ﻓ
ذﻟﻚ ﺄﺛﺎر
إﻋﺠﺎﺑ
ﺗﮫ و ﺨﺮ وﻣﻔ
ُ
اﻣﺘﻠﻜﺖ
ﻣﺤﺒﺘﮫ اﻟﻜﺒﯿﺮة
واﻟﺨﺎﺻﺔ وﻧ
اﻏﻠﺐ
ُ
ﻟﻮﻗﺖ اﻟﻔﺮاغ اﻟﻜﺒﯿﺮ اﻟﺬي ﻛﺎن ﯾﻤﻠﻜﮫ ﻓﻘﺪ ﻗﻀﯿﺖ
ً
ﻈﺮا
اﻷوﻗﺎت ﺑﯿﻦ أﺣﻀﺎﻧﮫ
،
وﻓﻲ ﻛﻞ ﺻﺒﺎح
و
ﻣﺴﺎء اﻋﺘﺎد ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻘﯿﻨﻲ ﺑﻌﻀ
ً
ﻣﻦ دروس اﻟﺴﻠﻮك واﻷﺧﻼق
اﻟﺘﻲ
ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺗﺼﻨﻊ
ً
وﻣﺴﺘﻘﺒﻼ
ً
اﻷﻋﺎﺟﯿﺐ ﺣﺎﺿﺮا
،
ُ
ﻣﻨﮫ وﺗﻌﻠﻤﺖ
اﻟﺼﺮاﺣﺔ واﻟﻮﺿﻮح
ﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﺮدد
ً
ﻓﻜﺜﯿﺮا
ﻛﻦ "
ً
ﻋﻠﻰ ﺣﺜﻨﻲو " ﻛﺎﻟﺜﻠﺞ ﺻﺎﻓﯿﺎ
ﺿﺮورة اﺣﺘﺮام اﻵﺧﺮﯾﻦ
دون ﺗﻔﺮﻗﺔ وﺗﻤﯿﯿﺰ
.
ﻓﻲ
ْ
ﺮﺳﺖ
ُ
وھﺬه اﻷﺳﺲ اﻷﺧﻼﻗﯿﺔ ﻏ
ﺑﺴﻤﺎت وﻣﺰاﯾﺎ إﯾﻤﺎﻧﯿﺔ ﻟﺘﻜﻮﱢن إﻧﺴﺎﻧ
ً
ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ
ْ
ﻣﻦ ﻣﻜﻮﻧﺎﺗﮭﺎ اﻟﺮﺋﯿﺴﺔ ﻓﺎﺟﺘﻤﻌﺖ
ْ
ﺷﺨﺼﯿﺘﻲ وأﺻﺒﺤﺖ
ً
ﺣﻈﻲ
ﻓﻲ ﺗﺨﻄﯿﮫ وﻣﺠﺎﺑﮭﺘﮫ ﻟﺼﻌﺎب اﻟﺤﯿﺎة
ْ
ﺑﺮﻋﺎﯾﺔ وﻋﻨﺎﯾﺔ ﺳﺎھﻤﺖ
.
ْ
ﺑﻌﺪ أن
ْ
اﺳﺘﺘﺒﺖ
اﻷﻣﻮر ﺑ
ُ
ﻌﺾ اﻟﺸﻲء ﻓﻲ اﻟﺒﯿﺖ وﺗﺄﻗﻠﻤﺖ
ﻣﻊ اﻟﻈﺮوف اﻟﻤﺤﯿﻄﺔ واﻟﺠﺪﯾﺪة، ﺑﻐﯿﺎب أﻣﻲ ﻓﻲ
ﻧﮭﺎر
ُ
ﻛﻞ ﯾﻮم، ﺗﺎﺑﻌﺖ
اﻟﻤﺴﺎر اﻟﻤﻌﺘﺎد ذا
ُ
اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻤﺠﮭﻮل، وﺑﺪأ ﻋﺎم دراﺳﻲ ﺟﺪﯾﺪ وﺗﺮﻓﻌﺖ
ﻟﻠﺼﻒ اﻟﺜﺎﻧﻲ
،
ﻛﺎن ﺻﻔﻲ ﻓﻲ اﻟﻄﺎﺑﻖ اﻟﺜﺎﻧﻲ
ﺣﯿﺚ ﻟﻢ ﯾ
ﺒﻖ
ﻏﺮف
ﻓﺎرﻏﺔ
ﻓﻲ اﻟﻄﺎﺑﻖ اﻷرﺿﻲ،
وﻓﻲ ﻛﻞ ﺻﺒﺎح
ﻛﺎن اﺣﺪ
إﺧﻮاﻧﻲ
ﯾﺮﻓﻌﻨﻲ ﺣﺘﻰ ﻣﻘﻌﺪي ﻓﻲ اﻟﻄﺎﺑﻖ اﻟﺜﺎﻧﻲ،
وﻓﻲ اﻟﺤﺎﻻت اﻟﺘﻲ اﻧﺸﻐﻞ
ﻓﯿﮭﺎ
أﻓﺮاد أﺳﺮﺗﻲ
اﺿﻄﺮر و
ُ
ت
اﻟﻨﺰول ﺑﻤﻔﺮدي
ﻟﻠﻌﻮدة ﻟﻠﺒﯿﺖ
ﻛﻨﺖ ،
أﺳﺘﻌﯿﻦ
ﺑﺄﺣﺪ زﻣﻼﺋﻲ و
اﺳﺘﺠ
ﻤﻊ ﻗﻮاي ﺑﻜﻞ ﻣﺮة
وأﺗﻜﺊ
ﻋﻠﻰ اﻟﺪراﺑﺰﯾﻦ
ﻣﻦ درﺟﺔ ﻷﺧﺮى
ً
وازﺣﻒ زﺣﻔﺎ
ﻧﺰلوا
ﺑﺒﻂء وﺑﺼﻌﻮﺑﺔ ﺷﺪﯾﺪة، وأﺗﻨﻔﺲ اﻟﺼﻌﺪاء ﻋﻨﺪ اﻻﻧﺘﮭﺎء
ﻣﻦ ذﻟﻚ، و
ﻗﺪ
ُ
اﻋﺘﺪت
اﻧﺘﻈﺎر ﺧﻠﻮ اﻟ
ﺪرج ﻣﻦ اﻟﻄﻼب واﻟﺒﺪء ﺑ
ﺎﻟﻨﺰول ﺣﺘﻰ أﺗﺤﺎﺷﻰ ﺗﻌﻠﯿﻘﺎﺗﮭﻢ اﻟﻤﮭﯿﻨﺔ وﻧﻈﺮاﺗﮭﻢ اﻟﻤﺸﻔﻘﺔ
.
ْ
ﺑﻘﯿﺖ
اﻷﻣﻮر ﻋﻠﻰ ھﺬا اﻟﻨﺤﻮ دون ﺗﻐ
ُ
ﯿﯿﺮ أو ﺗﺠﺪﯾﺪ ﻓﺎﻋﺘﺪت
ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻘﺎء ﻓﻲ
اﻟﺼﻒ ﺣﺘﻰ رﻧﯿﻦ اﻟﺠﺮس
اﻷﺧﯿﺮ دون اﻟﻨﺰول إﻟﻰ اﻟﺴﺎﺣﺔ ﻓﻲ اﻻﺳﺘﺮاﺣﺎت، ﻧﺎھﯿﻚ ﻋﻦ
ُ
دروس اﻟﺮﯾﺎﺿﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﻨﺖ
اﻋﺸﻘﮭﺎ واﻋﺸﻖ
ﻛﺮة اﻟﻘﺪم
ﻓﯿ
ُ
ﺮﻣﺖ
ُ
ﮭﺎ، ﻓﻘﺪ ﺣ
ً
ﻣﻦ ﻣﻤﺎرﺳﺘﮭﺎ وﻣﻦ ﻣﺸﺎھﺪﺗﮭﺎ أﯾﻀﺎ
ُ
، وﺷﻌﺮت
ﺑﺎﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺮارة واﻟﺘﻔﺮﻗﺔ إزاء
ْ
ذﻟﻚ، وﺑﻘﯿﺖ
ُ
ﺑﻌﺾ ﻣﺸﺎﻋﺮ اﻟﻀﻌﻒ واﻟﺘﺮدد ﺗﻨﺘﺎﺑﻨﻲ ﺑﯿﻦ اﻟﺤﯿﻦ واﻵﺧﺮ، وأﺣﺴﺴﺖ
ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘﺮة ﺑﺄﻧﻨﻲ ﺗﺎﺋﮫ،
وﺣﯿﺎﺗﻲ ﻏﯿﺮ ﻣﻌﻨﻮﻧﺔ، وﺑﻀﺮو
رة وﺿﻊ اﻟﻨﻘﺎط ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺮوف، ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻷﻓﮭﻢ ﻣﺎ ﯾﺪور وﻷﺳﺘﻮﻋﺐ ﻣﺎ
ﯾﺠ
ﺮي وﻷﻓﮭﻢ ﻣﺎ أﻧﺎ
!!
وﺗﺴﺎؤﻻت ﻋﺪﯾﺪة ﺗﻌﺼﻒ ﺑﺮأﺳﻲ،
ٌ
ھﻞ ھﻨﺎﻟﻚ أﻣﻞ
أن أﺻﺒﺢ ﻣﻌﺎﻓﻰ ﻛﺒﺎﻗﻲ اﻷﺻﺤﺎب،
أم ھﺬا ھﻮ ﻣﺼﯿﺮي وﻗﺪري؟ وھﻞ ﻣﻦ ﺣﻘﻲ أن أﺗﺴﺎءل ھﺬه اﻟﺘﺴﺎؤﻻت؟
ْ
وﺳﯿﻄﺮت
ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻠﻲ أﻓﻜﺎر
وھﻮاﺟﺲ ﻷوﻗﺎت ﻃﻮﯾﻠﺔ،
ْ
ﻛﺎدت
و
ً
ﺗﻘﺘﻞ ﻣﻌﻨﻮﯾﺎﺗﻲ اﻟﻘﻠﯿﻠﺔ أﺻﻼ
ﺗﻔﻘﺪﻧﻲ ﻛﻞ ذرة ﺗﻔﻜﯿﺮ ﺳﻠﯿﻢ ﻓﻲ ﻋﻘﻠﻲ
.
ﻲﱠﻋﻠ رﺑﻲ أﻧﻌﻢ
ﺑﻮاﻟﺪﯾﻦ ﺣﻨﻮﻧﯿﻦ وأﺧﻮة وأﺧﻮات
رﺿﻌﻮا ﺣﻠﯿﺐ
اﻷم ﻣﻊ
ﻗﻮة اﻹرادة واﻟﺘﻤﺎﺳﻚ
واﻟﺘﻀﺤﯿﺔ
اﻷﺳﺮﯾﺔ
، وﻟﮭﺬه اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﻛﺎن دور رﺋﯿﺲ
ﻓﻲ اﺳﺘﻘﺮار
ﺻﻔﻮف
ّ
ورص
اﻷﺳﺮة
ً
و ﺣﺎﻟﯿﺎ
ً
إﻧﻲ ، ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ
اﻓﺘﺨﺮ
ُ
وﺳﺄﻓﺘﺨﺮ ﺑﮭﻢ ﻣﺎ دﻣﺖ
ُ
ﻋﻠﻰ ﻗﯿﺪ اﻟﺤﯿﺎة وأﯾﻨﻤﺎ ﻛﻨﺖ
ُ
ﻓﻘﺪ ، وذھﺒﺖ
ﺳﺎروا ﻋﻠﻰ درب اﻟﻄﻤﻮح واﻟﻌﻤﻞ واﻟﺘﺼﻤﯿﻢ،
ُ
وأﺣﺎﻃﻮﻧﻲ ﺑﻄﻮق ﻣﻦ اﻟﺮﻋﺎﯾﺔ اﻟﺪاﺋﻤﺔ واﻟﻌﻄﻒ اﻷﺳﺮي، وروﯾﺖ
ُ
ﻣﻦ ﻣﻨﺎﺑﻊ ﺣﺒﮭﻢ ﻟﻠﺤﯿﺎة واﻟﻌﻄﺎء وﺗﻐﺬﯾﺖ
1...,23,24,25,26,27,28,29,30,31,32 12,13,14,15,16,17,18,19,20,21,...120
Powered by FlippingBook