31
ُ
وﻓﻲ ﺳﺎﻋﺎت اﻟﻤﺴﺎء ﻣﻦ ذﻟﻚ اﻟﯿﻮم ذھﺒﺖ
ﻛﺎﻟﻤﻌﺘﺎد
إﻟﻰ
اﻟﻨﺎدي ﺑﺮﻓﻘﺔ
ھﺬﯾﻦ اﻟﺼﺪﯾﻘﯿﻦ
ُ
وﻛﻨﺖ
ً
ﻣﺘﻮﺗﺮا
ً
وﻣﻀﻄﺮﺑﺎ
و
ﺷﺎرد اﻟﺬھﻦ واﻟﺘﻔﻜﯿﺮ وﻋﻨﺪﻣﺎ اﻛﺘﺸﻒ اﻟﻤﺴﺌﻮل اﺧﺘﻔﺎء ﺑﻌﺾ اﻷ
ﺷﯿﺎء
ُ
ﻣﻦ اﻟﺨﺰاﻧﺔ ﺷﻌﺮت
ُ
ﺑﻀﻤﯿﺮي ﯾﺮﯾﺪ أن ﯾﺼﺮخ وﯾﺒﻠﻐﮫ ﻋﻦ ﺳﺎرﻗﻲ اﻟﺨﺰاﻧﺔ وﻗﺪ ﻛﻨﺖ
ً
أن ﻣﺪرﻛﺎ
ﺳﻜﻮﺗﻲ ھﻮ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ اﺷﺘﺮاﻛﻲ ﻓﻲ
اﻟﻌﻤﻠﯿﺔ
ﻓﺎﻟﺴﺎﻛﺖ ﻋﻦ اﻟﺤﻖ ﺷﯿﻄﺎن أﺧﺮس وھﺬا آﻟﻤﻨﻲ
ﺑﺸﺪة وﻟﻜﻦ ﻟﻌﻘﻠﻲ ﻛﺎن رأﯾ
ً
ﺎ
ْ
آﺧﺮ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ
ﺘﻲ ﺣﺎﺟ
ﺎ ﻟﮭﻤ
ْ
ﻧﺼﺐ ﻋﯿ
َّ
ﻨﻲ
ْ
ورﺟﺤﺖ
ﻛﻔﺘﮭﺎ أﻣﺎم ﻛﻔﺔ اﻟﺘﺼﺮف اﻟﺴﻠﯿﻢ واﻟﺘﺒﻠﯿﻎ ﻋﻨﮭﻤ
ﺎ
ُ
، ﻓﺤﺎﻓﻈﺖ
ً
ﻋﻠﻰ اﻷﻣﺮ ﺳﺮا
ُ
ﮫ وﻛﺘﻤﺘ
ﺣﺘﻰ ﻛﺘﺎﺑﺔ ھﺬه اﻟﺴﻄﻮر اﻟﺘﻲ ﺑﯿﻦ أﯾﺪﯾﻜﻢ،
و
ً
ﻣﺎ ﺧﻔﻒ ﻣﻦ روﻋﻲ وﺟﻌﻠﻨﻲ أھﺪأ ﻗﻠﯿﻼ
ﺎ أﻧﮭﻤ
ﻟﻢ ﯾﻜﺮ
ر
ا ﻓﻌﻠﺘﮭﻤﺎ
ﺑﻌﺪ أن
ُ
ﻗﻤﺖ
ﺑﺘﺤﺬﯾﺮھﻤﺎ ﺑﻌﺪم اﻟﺴﻜﻮت
ﺛﺎﻧﯿﺔ إذا ﻗﺎﻣﺎ ﺑﻌﻤﻞ
.ﺑﮫ ﻣﺸﺎ
ﯾﻌﺘﺒﺮ ھﺬا اﻟﻤﻮﻗﻒ
ﺣﻠﻘﺔ ﻣﻦ ﺳﻠ
ﺴﻠﺔ ﻣﻌﻀﻼت ﺣﯿﺎﺗﯿﺔ ﻣﺘﻌﺪدة ﺗﺘﻜﺮر
ﻓﻲ
ﻣﯿﺎدﯾﻦ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﻣﺴﯿﺮة ذوي
اﻹﻋﺎﻗﺔ
وﺑﮭﺬا
اﻟﻤﻮﻗﻒ اﻟﺬي ﯾﻌﺘﺒﺮ أﺣﺪ اﻟﻨﻤﺎذج ﻟﮭﺬه اﻟﻤﻌﻀﻼت ﻇﮭﺮ
ﻣﺪى
اﻟﺼﺮاع اﻟﺪاﺧﻠﻲ اﻟﺬي
ﻧ
ﻌﯿﺸﮫ
ﮫ وﻋﻤﻘ
ﻧﺘﯿﺠﺔ
اﺣﺘﯿﺎﺟ
ﻨﺎ
ﻟﻶﺧﺮﯾﻦ واﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ ﻋﻮﻧﮭﻢ وﻣﺴﺎﻋﺪﺗﮭﻢ ﻓﻲ اﻟ
ﺤﯿﺎة اﻟﯿﻮﻣﯿﺔ
ﻨﺎ ﺗﻌﻠﻘ و ،
ﺑﺎﻟﻐﯿﺮ ﻟﻢ ﯾﺒﻖ
أي ﻨﺎﻟ
أو ﺧﯿﺎر
ﺑﺪﯾﻞ ﻟﻠﺘﺼﺮف
واﻟﻤﻨﺎورة ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻣﻼت ﻛﺜﯿﺮة،
ﻨﺎ وﺻﻞ ﺑ و
اﻷﻣﺮ
إﻟﻰ
ﺳﯿﻄﺮة ﻣﻮﺿﻮع ﻋﻮن
اﻵﺧﺮﯾﻦ وﻣﺴﺎﻋﺪ
ﺗﮭﻢ
ﻋﻠﻰ ﺗﻔﻜﯿﺮ
ﻨﺎ وﻋﻘﻠ ﻧﺎ
ﻨﺎ وﺣﯿﺎﺗ
واﻗﺘﻀﻰ اﻷﻣﺮ
ً
أﺣﯿﺎﻧﺎ
إﻟﻰ اﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ ﻣﺒﺎدئ وﺷﺮاﺋﻊ
وﻗﯿﻢ
أﺧﻼﻗﯿﺔ
ﺗﺌﻦ ﻟﮭﺎ اﻟﻀﻤﺎﺋﺮ ﻣﻦ اﺟﻞ ﻋ
ﺪم ﻓﻘﺪان اﻟﻤﺴﺎﻋﺪة واﻹﻋﺎﻧﺔ
اﻟ
ﻀﺮورﯾﺔ ﻻﺳﺘﻤﺮار اﻟﻌﯿﺶ اﻟﻜﺮﯾﻢ
ﺑ
ﻘﻠﻮب
ھﺎدﺋﺔ وﻧﻔﻮس ﻣﻄﻤﺌﻨﺔ ﻣﺴﺘﻜﯿﻨﺔ
.
ّ
إن
ْ
اﻹﻋﺎﻗﺔ ﻟﯿﺴﺖ
اﻵﻻم اﻟﺠﺴﺪﯾﺔ ﻓ
ﺤﺴﺐ،
ّ
وﻻ ﯾﺨﻔﻲ ﻋﻠﻰ اﺣﺪ أن
اﻟﻤﻌﺎﻧﺎة
اﻟﺤﻘﯿﻘﯿﮫ
ً
واﻷﺷﺪ وﻗﻌﺎ
ً
وﺗﺄﺛﯿﺮا
ھﻲ
ﻧﺘﯿﺠﺔ اﻵﻻم
اﻟﻨﻔﺴﯿﺔ
ﻓ
ﺎﻻﻋﺘﻤﺎد واﻟﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﺴﺎﻋﺪة ا
ﺧﺮﯾﻦ ﻵ
ﯾﺠﻌﻞ ذ
ا
ﻣﻘﯿﺪ
ً
ﻟﺤﺮﯾﺘﮫ وأﺳﯿﺮا
ً
اﻹﻋﺎﻗﺔ ﻓﺎﻗﺪا
اﻟﻘﺪﻣﯿﻦ ﻏﯿﺮ ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺮوج ﻣﻦ ﻗﻔﺺ اﻟﻌﻮز واﻟﻌﺠﺰ واﻟﮭﻮان
، ﻓﺄﻧﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ
ﻟﻶﺧﺮﯾﻦ
ﺑﻜﻞ اﻷﺣﻮال
واﻷوﻗﺎت،
،ُ
أم أﺑﯿﺖ
ُ
ﺷﺌﺖ
ﻛﺎﻟﻄﻔﻞ اﻟﺬي
ً
ﺗﻤﺎﻣﺎ
ﻟﻢ ﯾﺒﻠﻎ رﺑﯿﻌﮫ اﻟﺜﺎﻟﺚ أو اﻟﺮاﺑﻊ اﻟﺬي ﯾﻨﺘﻈﺮ ﺧﺪﻣﺔ اﻵﺧﺮﯾﻦ ﻟﮫ
ﺎ، و
ً
داﺋﻤ
ﻇﺮوف وﺗﻔﺎ
ﺻﯿﻞ إﻋﺎﻗﺘﻲ ﻻ ﺗﺘﯿﺢ ﻟﻲ ﻓﻌﻞ أي ﺷﻲء وﺣﺪي، ﺣﺘﻰ
أﻣﻮر ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ أﺑﺴﻂ اﻷﻋﻤﺎل ﻋﻨﺪ
اﻹﻧﺴﺎن
اﻟﺴﻠﯿﻢ،
واﻷﻣﺜﻠﺔ
ﻛﺜﯿﺮة اذﻛﺮ
ﺑﻌﻀ
ً
ﺎ
ﻣﻨﮭﺎ ﻟﺘﺠﺴﯿﺪ اﻟﺼﻌﺎب
أﻣﺎم اﻟﻘﺮاء
ﻓ
ُ
ﻠﻮ أردت
ﺗﻨﺎول اﻟﻄﻌﺎم أو
ﺣﺘﻰ
أن أﺣﻚ أﺳﻔﻞ ﻗﺪﻣﻲ
أو
أﻋﻠﻰ ﻇﮭﺮي
أو ﺗﻘﺸﯿﺮ ﺑﺮﺗﻘﺎﻟﺔ أو
أو ...
و ....
اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻃﻮﯾﻠﺔ، ﻛﻞ ﻣ
ﮭﻤﺔ ﻣﻨﮭﺎ
ﺗﻌﺘﺒﺮ
ﻣﻦ اﻷﻣﻮر اﻟﺴﮭﻠﺔ ﻟﺪى اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻄﺒﯿﻌﻲ واﻟﻤﻌﺎﻓﻰ وﻟﻜﻨ
ﮭﺎ
ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺘﺤﯿﻼت وﻻ أﻗﻮى ﻋﻠﻰ
ً
ﻓﻌﻠﮭﺎ ﺑﺘﺎﺗﺎ
ﻓﺄ
ﺿﻄﺮ ﻟﻼﺳﺘﻨﺠﺎد
ﺑﺂﺧﺮ
ﻣﻤﻦ ﺣﻮﻟﻲ، وإن
ﺣﺪث
أن اﻟﺠﻤﯿﻊ ﺧﺎرج اﻟﺒﯿﺖ ﻓ
ﺄﻗﻮم ﺑﺎﻻﺗﺼﺎل ﺑﮭﻢ
واﺳﺘﺪﻋﺎﺋﮭﻢ
إذا اﻗﺘﻀﻰ اﻷﻣﺮ
ذﻟﻚ
ً
أﺣﯿﺎﻧﺎ
.
ّ
إن
ﺗﻌﻠﻘﻲ ﺑﺎﻵﺧﺮﯾﻦ أﺑﺪي ﻻ ﻧﮭﺎﯾﺔ وﻻ ﺣﺪود ﻟﮫ،
ْ
إﻟﻰ أن
ً
وﯾﺒﺪو أﻧﻨﻲ ﺳﺄﺑﻘﻲ ﻃﻔﻼ
ﯾﺤﯿﻦ اﻷﺟﻞ،
ً
ﻃﻔﻼ
ﺳﯿﺨﻂ اﻟﺸﯿﺐ ﻓﻲ ﺷﻌﺮه وﻣﻊ ذﻟﻚ ﯾﺤﺘﺎج ﻟﻌﻨﺎﯾﺔ ورﻋﺎﯾﺔ وﺧﺪﻣﺔ اﻵﺧﺮﯾﻦ ﻓﻲ ﺣﯿﺎﺗﮫ اﻟﯿﻮﻣﯿﺔ، ووﺻﻞ ﺑﻲ
ّ
اﻷﻣﺮ إﻟﻰ أن
ﺑﻌﺾ ﻣﺠﺮﯾﺎت
ﺣﯿﺎﺗﻲ
ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺣﺴﺐ أوﻗﺎت ﻓﺮاغ
اﻟﻤﺤﯿﻄﯿﻦ،
ﺣﺘﻰ دﺧﻮﻟﻲ
ﻟﻠ
ّ
ﺎمﺤﻤ
أﻧﻈﻤﮫ ﺣﺴﺐ
ذﻟﻚ،
ً
وأﺣﯿﺎﻧﺎ
اﺷﻌﺮ أﻧﻨﻲ ﺿﻌﯿﻒ ﻟﺪرﺟﺔ أﻧﻨ
ً
ﻲ ﻻ أﺳﺎوي ﺷﯿﺌﺎ
ﻣﻦ دون اﻵﺧﺮﯾﻦ
ﺰ وﻋﺎﺟ ،
ﻋﻦ اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ
ﻧﻔﺴﻲ وﻋﺎﺟﺰ ﻋﻦ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺧﺼﻮﺻﯿﺎﺗﻲ وﻋﺎﺟﺰ
ﻋﻦ
ﺧﺪﻣﺔ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﻨﻔﺴﻲ وﻋﺎﺟﺰ وﻋﺎﺟﺰ
....