33
أ
ذﻛﺮ ﺧﻼل
ﺗﻠﻚ
ّ
اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ أن
آﻓﺔ اﻟﺘﺪﺧﯿﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻨﺘﺸﺮة ﺑﯿﻦ
اﻷ
وﻻد
ﻓﻲ
اﻟﺤﺎرة،
ﺣﯿﺚ ﺑﺪأ ﺑ
ﻌﻀﮭﻢ ﺑﺘﻘ
ﻠﯿﺪ
اﻟﻜﺒﺎر وأﺻﺒﺤﻮا ﻣﻮﻟﻌ
ﯿ
ُ
ﻦ ﺑﮫ وﻣﺪﻣﻨﯿﻦ ﻋﻠﯿﮫ، وﻛﻨﺖ
ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻢ ﺑﻤﺨﺎﻃﺮ ھﺬه اﻵﻓﺔ ﻓﻤﺮض واﻟﺪي ﺗﺴﺒﺐ ﻣﻦ
ﺟﺮاء ﺗﺪﺧﯿﻨﮫ اﻟﻤﺘﻮاﺻﻞ واﻟﻤﻜﺜﻒ
ﻣﻤﺎ
أدى ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ إﻟﻰ ﺗﺪھﻮر ﺣﺎﻟﺘﮫ ووﻓﺎﺗﮫ، وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓﺘﻲ ﺑﺨﻄﻮرة
اﻟﺘﺪﺧﯿﻦ
إﻻ
أﻧﻨﻲ ﺗﻘﻠﯿﺪ
ً
ﻣﺤﺎﻛﺎ و ا
ﻟﻸﺻﺪﻗﺎء
ً
ة
ً
وﻷﺻﺒﺢ ﻣﻘﺒﻮﻻ
ﻋ
ً
اﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺎ
ّ
ﻠﻰ اﻟﺸﻠ
ﺔ، وﻟﯿﺲ ﺑﺬﻟﻚ اﻹﻧﺴﺎن
اﻟ
، ﻤﺨﺘﻠﻒ
ُ
ﻗﻤﺖ
ﺑﺘﺪﺧﯿﻦ
ﺑﻌﺾ اﻟ
ﺠﺎﺋﺮﺴ
ً
ﻣﻈﮭﺮا
ﺳﻤﺎت اﻟﺮﺟﻮﻟﺔ واﻟﺒﻠﻮغ وﻧﺰوﺣﻲ ﻋﻦ ﻣﺮﺣﻠﺔ
اﻟﻄﻔﻮﻟﺔ
اﻟﻤﺨﺠﻠﺔ
اﻟﺘﻲ اﺗﺴﻤﺖ ﺑ
ﻘﺼﻮري وﻋﺪم اﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻲ ﺗﻨﻔﯿﺬ
ﻣﻦ اﻷﻣﻮر
ً
ﺑﻌﻀﺎ
اﻟﺘﻲ ﯾﻨﻔﺬھﺎ أﻗﺮاﻧﻲ ﺑﺴﮭﻮﻟﺔ ﻣﺘﻨﺎھﯿﺔ
ﻣﻤﺎ
ﺟﻌﻠﺘﻨﻲ اﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﺨﺠﻞ
واﻹﺣﺮاج ﻓﻲ ﻛﺜﯿﺮ ﻣﻦ
اﻷ
. ﺣﯿﺎن
ُ
ﻟﻘﺪ ﺗﻌﺎﻃﯿﺖ
ﺳﺠﺎﺋﺮ ﻣﻌﺪودات
ﻓﻲ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت ﻗﻠﯿﻠﺔ و
ُ
ﻛﺮھﺖ
راﺋﺤﺘﮭﺎ
وﻧﻜﮭﺘﮭﺎ
ﻣﻦ أول ﺳﯿﺠﺎرة،
ُ
وادﻋﯿﺖ
أﻣﺎم اﻷﺻﺪﻗﺎء أﻧﮭﺎ ﺗﻀﺮﻧﻲ ﺟﺪا ﻟﻜﻲ اﻣﺘﻨﻊ ﻋﻦ اﺳﺘﻌﻤﺎﻟﮭﺎ
وأﺗﺠﻨﺐ ﻣﻘﺎﻃﻌﺘﮭﻢ وﻧﺒﺬھﻢ،
و
ﺑﻨﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ أﻛﻮن
ّ
ﻣﺤﻞ ﺛﻘﺘﮭﻢ وﻣﻄ
ِ
ﻌﻠ
ً
ﺎ
ّ
ﻋﻠﻰ أﺳﺮار اﻟﺸﻠ
ﺔ وﻣﻐﺎﻣﺮاﺗﮭﺎ،
ً
أﻧﻨﻲﷲ وﺣﻤﺪا
ُ
أﺻﺒﺤﺖ
ً
ﺧﺼﻤﺎ
ً
ﻟﺪودا
ﻟﻠﺘﺪﺧ
ﯿﻦ وﺣﺘﻰ
ْ
أﯾﺎﻣﻨﺎ ھﺬه اﻣﻘﺖ
راﺋﺤﺔ اﻟﺴﺠﺎﺋﺮ ودﺧﺎﻧﮭﺎ، و
ﻣﺎ ﯾﺤﺰﻧﻨﻲ
وﯾﻮﺟﻊ اﻟﻘﻠﺐ
ﻟ أن
ْ
ﺒﻌﺾ اﻷﺻﺪﻗﺎء ﻛﺎﻧﺖ
ﺗﻠﻚ
اﻷﺣﺪاث ﺑﺪاﯾﺔ اﻟﻨﮭﺎﯾﺔ
ﻟﮭﻢ، ﻓﺒﻌﺪ
ﻣﺮور
ﻓﺘﺮة ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ ﺗﺪھﻮر ﺑﮭﻢ اﻟﺤﺎل
إﻟﻰ ﺗﻌﺎﻃﻲ
ﺷﺪ أ ھﻮ ﻣﺎ
ً
ﻣﻦ ﺿﺮرا
اﻟﺴﺠﺎﺋﺮ
اﻟﻌﺎدﯾﺔ
ﻓﺎﻣﺘﮭﻨﻮا اﻟﺴ
ﺮﻗﺔ واﻋﺘﺎدوا ﺷﺮب اﻟﺨﻤﺮ وأدﻣﻨﻮا ﻋﻠﻰ ﻏﺮز اﺑﺮ اﻟﻤﺨﺪرات
.
وﻟﻠﻄﺒﯿﻌﺔ
ﺛﻘﻞ وأھﻤﯿﺔ ﻛﺒﺮى
ﻓﻲ ﺣﯿﺎﺗﻲ،
ﺣﯿﺚ
ُ
ﻛﻨﺖ
أﺗﺄﻣﻠﮭﺎ وأﺗﻮﺟﮫ إﻟﯿﮭﺎ ﻋﺴﻰ أن ﯾﻜﻮن
ﻟﮭﺎ
دور ﻓﻲ
ﺗﮭﺪﺋﺔ اﻟﻨﻔﺲ
وﻃﻤﺄﻧﺔ اﻟﻘﻠﺐ
وإزاﻟﺔ
ﺑﻌﻀ
ً
ﻣﻦ ﺎ
ﺻﺪأ اﻟﺸﻜﻮك واﻻرﺗﺒﺎك
ّ
، وﻗﺪ ﺗﺠﻠ
ﻓﯿﮭﺎ ﺖ
ﻗﺪرة
اﻟﺨﺎﻟﻖ وﻋﻈﻤ
ﺘﮫ
ﺑﺄروع وأﺑ
ﺪع ﺻﻮرھﺎ، و
اﺳ
ً
ﻛﺜﯿﺮا
ُ
ﺘﻤﺘﻌﺖ
ﺑﻮﺟﻮدي ﺑﯿﻦ أﺣﻀﺎﻧﮭﺎ، ﺑﺴﮭﻮﻟﮭﺎ
ّ
وﺷﻢ
ﻧﺴﯿﻤﮭﺎ
وﺗﺤﺖ ﻇﻼل
أﺷﺠﺎرھﺎ
واﺳﺘﻨﺸﺎق ﻋﺒﻖ أزھﺎرھﺎ
ﺗﺄﻣﻞو
ﺑﺤﺎرھﺎ
ودﯾﺎﻧﮭﺎ و
ُ
وأﻛﺜﺮت
ﻣﻦ ﺗﺄﻣﻞ اﻟﻨﺠﻮم اﻟﻤﻀﯿﺌﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺮاﻗﺺ
ً
ﻟﯿﻼ
ُ
ﺑﺎﻋﺜﺔ ﻧﻮرھﺎ ﻟﻤﻦ ﯾﺒﺤﺚ ﻋﻦ درﺑﮫ اﻟﻤﻔﻘﻮد، وﻛﻨﺖ
ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺎت ا
ً
أﺟﺪ ﻧﻔﺴﻲ وﺣﯿﺪا
اﻟﻤﺘ ﻟﻠﯿﻞ
ً
ﺄﺧﺮة ﻣﺴﺘﻌﯿﻨﺎ
ً
ﻲ أﺟﺪ ﻣﺴﺎﻣﺮا
ّ
ﺑﺎﻟﻨﺠﻮم ﻟﻌﻠ
أو ﻷﻓﺘﺶ ﻋﻦ ﻛﯿﺎﻧﻲ ووﺟﻮدي ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻘﺎﺳﻲ، ﻓﻼ أﺟﺪ ﺳﻮى أﻓﻜﺎر ﺗ
ﻠﻔﱡﮭﺎ
اﻟﺒﻠﺒﻠﺔ واﻟﺘﺨﺒﻂ، واﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ اﻷﺳﺌﻠﺔ واﻻﺳﺘﻔﺴﺎرات اﻟﺘﻲ ﻻ ﯾﺠﯿﺐ ﻋﻠﯿﮭﺎ أﺣﺪ، وﯾﺒﺪو أﻧ
ﮫ
ﺣﺘﻰ اﻟﻨﺠﻮم
ْ
ﻋﺠﺰت
ﻋﻦ اﻹﺟﺎﺑﺔ
ُ
، وﻛﻨﺖ
ُ
وﻣﺎ زﻟﺖ
، ارﻓﻊ رأﺳﻲ ﻟﻠﺴﻤ
ﺎء
ﺑﻌﯿﻮن ﻣﻐﺮورﻗﺔ
ً
ﻃﺎﻟﺒﺎ
اﷲ رﺿﺎ
ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ وﺗﻌﺎﻟﻰ رب
ً
اﻟﺴﻤﻮات واﻷرض، ﻣﺘﻀﺮﻋﺎ
ً
وداﻋﯿﺎ
ُ
اﷲ ﻟﻠﺸﻔﺎء اﻟﺘﺎم وﻣﻨﺤﻲ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺸﻲ ﻷﺣﻘﻖ ﻣﺎ ﺣﻠﻤﺖ
وأﺣﻠﻢ ﺑﮫ
.
ﺪﺧﻞ اﻟﻔﺮﺣﺔ ﻟﻘﻠﺒﻲ ﻛﻞ ﯾﻮم ﻣﻦ ﺟﺪﯾﺪ، وﯾﻌﺘﺒﺮ
ُ
وﻟﺸﺮوق اﻟﺸﻤﺲ اﻟﺨﻼب ﻣﻌﺎن ﻛﺜﯿﺮة ﻟﺪي، ﯾ
رﻣﺰ
اﺳﺘﻤﺮارﯾﺔ اﻟﺤﯿﺎ
ِ
ة وﺗﺠﺪدھﺎ، ﻓﺒﻌﺪ ﻇﻼم اﻟﻠﯿﻞ وأرﻗ
ﮫ ﻧﺘﯿﺠﺔ
اﻟﺘﻔﻜﯿﺮ واﻟﻘﻠﻖ
، ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺼﺤﻮ اﻟﺸﻤﺲ ﻣﻦ اﻟﻨﻮم
ْ
واﻋﺘﺎدت
ﻋﻠﻰ إﯾﻘﺎﻇ
ﻲ
ﺑﺘﺴﻠﻞ أﺷﻌﺘﮭﺎ اﻟﺪاﻓﺌﺔ ﻋﺒﺮ ﻧﺎﻓﺬﺗﻲ اﻟﻤﻄﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﮭﺔ اﻟﺸﺮﻗﯿﺔ، وﺳﻂ ﺗﻐﺮﯾﺪ اﻟﻌﺼﺎﻓﯿﺮ
ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺷﺠﺮة اﻟﺴﺮو ﺑﻤﺤﺎذاة ﻏﺮﻓﺘﻲ،
وﺻﯿﺎح دﯾﻚ
"
ﺟﺎرﺗﻨﺎ أم ﻣﺤﻤﻮد
ﯿﻟ "
ﺒﺸﺮ ﺑﻮﻻدة ﺻﺒﺎح
ﺟﺪﯾﺪ و
اﻧﺘﻘﻞ
ﻣﻦ أﺣﻼم اﻟﻨﻮم اﻟﻤﻤﺘﻌﺔ
،
اﻟﺤﺒﻠﻰ ﺑﺎﻟﺴﻌﺎدة واﻟﮭﻨﺎء،
ﻣﺎ
ً
اﻟﺘﻲ ﻛﺜﯿﺮا
ْ
اﻧﻌﻜﺴﺖ
ﺑﮭﺎ رﻏﺒﺎﺗﻲ
وﺷﮭﻮاﺗﻲ
إﻟﻰ ،
أﺣﻼم
اﻟﯿﻘﻈﺔ
اﻟﺨﯿﺎﻟﯿﺔ
ﻛﺜﯿﺮة اﻷوھﺎم،
ﻓﺠﻤﯿﻠ
ھﻲ ﺔ
ﻟﺤﻈﺎت اﻟﺤﻠﻢ واﻟﻐﻮص ﻓﯿ
.. .ﮭﺎ
ﻟﻜﻦ اﻷﺟﻤﻞ أن ﻧﺤﻘﻖ اﻷﺣﻼم
وﻧﺠﻌﻠﮭﺎ واﻗﻌ
ً
ﺎ
ﻧﻔﯿﺪ وﻧﺴﺘﻔﯿﺪ ﺧﻼﻟﮫ
.