43
ﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎ
ﻧﻮﯾﺔ
ّ
إن
ً
اﻟﺤﯿﺎة ﻓﻲ ﻇﻞ اﻹﻋﺎﻗﺔ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻛﻠﯿﺎ
ﻋﻦ أي ﺣﯿﺎة أﺧﺮى، ﻓﻜﻞ ﺷﺨﺺ ﻣﺼﺎب ﺑﺈﻋﺎﻗﺔ
ﺗﺘﻜﺪس أﻣﺎﻣﮫ
اﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ اﻟﻌﻮاﺋﻖ
اﻟ ﻏﯿﺮ
ﻤﺘﻮﻗﻌﺔ، ﻓﺎﻟﻀﻐﻮط اﻟﻨﻔﺴﯿﺔ اﻟﻤﺮاﻓﻘﺔ
واﻟﺼﻌﺒﺔ
،
ﯾﺘﺄﺛﺮ
ﺑﮭﺎ ﻛﻞ ذي إﻋﺎﻗﺔ
ﺑﺸﻜﻞ
ﯾﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ اﻵﺧﺮ وﯾﺘﻌﻠﻖ ذﻟﻚ ﺑﻈﺮوف ﺑﯿﺌﺔ اﻟﻨﻤﻮ وأﺳﻠﻮب اﻟﺘﺮﺑﯿﺔ
وﻣﺪى اﻟﺪﻋﻢ واﻟﻤﺴﺎﻧﺪة اﻷﺳﺮﯾﺔ
.
و
ً
ﺗﻮاﺟﺪي ﻓﻲ ﺑﯿﺌﺔ داﻋﻤﺔ ﻣﻌﻨﻮﯾﺎ
وﺳﻂ و
ٍ
ﺟﮭﻮد
ﻣﺨﻠﺼﺔ وﻣﻀﻨﯿﺔ ﯾﻘﻒ ﺧﻠﻔﮭﺎ أﻓﺮاد ﻋﺎﺋﻠﺘﻲ اﻷﻋﺰاء،
ْ
وﻣﺴﺎﻋﺪﺗﮭﻢ ﻟﻲ ﻓﻲ اﻻﻧﺪﻣﺎج اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، إن
ﻛﺎن ذﻟﻚ ﻣﻊ اﻷﺻﺪﻗﺎء أو ﻣﻊ أﺑﻨﺎء اﻷﺧﻮال واﻷﻋﻤﺎم
واﻷﻗﺮﺑﺎء، ﻛﺎن اﻟﻠﺒﻨﺔ اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ﺑﻨﺎء ﺷﺨﺼﯿﺔ
ذات ﺧﺒﺮة
اﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ھﺎﻣﺔ و
ﻣﻌﺎﻓﺎة اﻟﺘﻔﻜﯿﺮ
وﺗﺠﯿﺪ ﺗﺒﺎدل اﻵراء
واﻷﻓﻜﺎر،
وﺳﻮﯾﺔ اﻟ
ﺘﻌﺎﻣﻞ
ﻣﻊ اﻵﺧ
ﺮﯾﻦ راﻏﺒﺔ ﺑﻤﻌﺎﻣﻠﺔ ﻣﺜﯿﻠﺔ ﻣﻦ اﻵﺧﺮﯾﻦ
، و
ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ دﺣﺮ
ﺟﯿﻮش اﻟﯿﺄس
اﻟﻤﻌﺘﺪﯾﺔ وﻣﺎ
أ ﺑﯿﻦ
ﺳﮭﺎم ﻣﻦ ﯾﺪﯾﮭﺎ
اﻻﻛﺘﺌﺎب اﻟﻘﺎﺗﻠﺔ
.
ْ
اﻧﺘﮭﺖ
ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ اﻟﺜﺎﻧﻮي، ﺑﻌﺪ ﺟﮭﻮد
ﻛﺒﯿﺮة
ُ
ﺑﺬﻟﺘ
ﮭﺎ ﻟﻼﺳﺘ
ﻌﺪاد ﻻﻣﺘﺤﺎﻧﺎت اﻟﺜﺎﻧﻮﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ، ﻛﺒﺎﻗﻲ
اﻟﻄﻼب
اﻟﺬﯾﻦ ﯾﻤﺮون ﺑﮭﺬه اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ، و
دﺪﻋﻗﺪ
ُ
ت
اﻟﺜﻮاﻧﻲ واﻟﺪﻗﺎﺋﻖ ﻹﻧﮭﺎﺋﮭﺎ واﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ اﻟﺘﺮﻗﺐ واﻟﺘﻮﺗﺮ
. واﻟﻘﻠﻖ
ُ
ﺗﺤﺖ وﻛﻨﺖ
ﺿﻐﻂ ﻏﯿﺮ ﻋﺎدي
إذ ﺣﯿﻨﮭﺎ
ْ
ﺟﺮت
ﻓﻲ ﺗﻠﻚ
اﻟ
ﻔﺘﺮة
ﻣﺒﺎرﯾﺎت ﻛﺄس اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻟﻜﺮة اﻟﻘﺪم
اﻟﺘﻲ
ﺗﺠﺮي ﻛﻞ أرﺑﻊ ﺳﻨﻮات،
ﺑو
ﺎﻟﺮﻏﻢ
ﻣ
ﻦ ﻋﺸﻘﻲ وﺗﺸﺠﯿﻌﻲ
ﻟ
ﮭﺬه اﻟﻠﻌﺒﺔ واﻧﺘﻈ
رﺎ
ﻣﺒﺎرﯾﺎﺗ
ﮭﺎ
ﺑﻔﺎرغ اﻟﺼﺒﺮ إﻻ أﻧﻨﻲ
ﻟﻢ أﺗﺎﺑﻌﮭﺎ ﺟﻤﯿﻌﮭﺎ
ﺑﺴﺒﺐ اﻧﺸﻐﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺪراﺳﺔ
واﻻﺳﺘﻌﺪاد ﻟﻼﻣﺘﺤﺎﻧﺎت
،
ْ
ﷲ أن ﺟﮭﻮدي أﺛﻤﺮت
ً
وﺣﻤﺪا
ﻧﺘﺎﺋﺞ
ً
ﺟﯿﺪة ﺟﺪا
ْ
وﻟﻜﻦ ﺧﺎﺑﺖ
آﻣﺎﻟﻲ ﺣﯿﻨﮭﺎ ﺑﺨﺴﺎرة ﻣﻨﺘﺨﺐ اﻷرﺟﻨﺘﯿﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺒﺎراة اﻟﻨﮭﺎﺋﯿﺔ ﻟﻜﺄس اﻟﻌﺎﻟﻢ أﻣﺎ
م ﻣﻨﺘﺨﺐ
أﻟﻤﺎﻧﯿﺎ
.
ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻓﺘﺮة اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ اﻟﺜﺎﻧﻮي أھﻢ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻓﻲ ﺣﯿﺎﺗﻲ، ﻓﺨﻼﻟﮭﺎ ﺗﻐﯿﺮ ﺗﻔﻜﯿﺮي وﻣﻮﻗﻔﻲ ﻣﻦ اﻹﻋﺎﻗﺔ ﺑﺼﻮرة
ْ
ﺟﺬرﯾﺔ، وﻛﺎﻧﺖ
ﺑﺪاﯾﺔ اﻻﻧﻔﺘﺎح ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻟﻢ اﻹدر
اك وﻓﮭﻢ ﻣﺎ ﯾﺪور ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻲ
.
ﻓﺤﯿﺎﺗﻲ
و
أﺣﻼﻣﻲ وﻃﻤﻮﺣ
ﺎﺗ
ﻲ ﻣﻦ
ﺟﮭﺔ واﻟﻮاﻗﻊ اﻟﻤﺮﯾﺮ ﺑﺎﻹﻋﺎﻗﺔ وﺣﻮاﺟﺰھﺎ ﻓﻲ ﺟﮭﺔ
أﺧﺮى، واﻟﺘﻔﻜﯿﺮ ﻓﻲ
اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ اﺳﺘﺤﻮذ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻠﻲ، وﻛﺎن
ﺗ
ْ
ﻜﺘﻨﻔﮫ اﻟﻀﺒﺎﺑﯿﺔ واﻟﻐﻤﻮض وﻋﻠﺖ
ً
ﺗﺴﺎؤﻻت دون ردود ﻣﻘﻨﻌﺔ، ﺟﻌﻠﺘﻨﻲ ﻣﺮﺗﺒﻜﺎ
دون اﺳﺘﯿﻌﺎب ﻣﺎ أراه ﻣﻦ
ﺗﺤﻄﻢ ﻗﺎرب أﺣﻼﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻃﺊ اﻟﺤﺴﺮة واﻟﺤﺮﻣﺎن
.
ُ
ﻟﻘﺪ ﻧﺴﺠﺖ
ُ
ﺧﯿﻮط آﻣﺎﻟﻲ وأﻣﻨﯿﺎﺗﻲ ﻃﯿﻠﺔ ﺳﻨﯿﻦ ﻋﻤﺮي، ورأﯾﺖ
ﻧﻔﺴﻲ ﺗﺎر
ة أﻛﺎدﯾﻤﯿ
ً
ﺎ
ورﺟﻞ ﺣﺎﺳﻮب ﻣﺨﺘﺼ
ً
ﺎ
ً
وﻣﺆھﻼ
ً
وﺗﺎرة ﻋﺎﻣﻼ
اﺟﺘﻤﺎﻋﯿ
ً
ﺎ
ﯾﻌﯿﻦ وﯾﺮﺷﺪ اﻟﻤﺤﺘﺎﺟﯿﻦ،
وﺗﺎرة ﻻﻋﺐ ﻛﺮة ﻗﺪم ﻣﺸﮭﻮر
ً
.... ا
وﻻ رﯾﺐ أن
ﻟﺪي
ﺟﻤﯿﻊ اﻟﻤﺆھﻼت
واﻟﻘﺪرات
اﻟﺘﻌﻠﯿﻤﯿﺔ
ﻷ واﻟﺬھﻨﯿﺔ
ً
أﻛﺎدﯾﻤﯿﺎ
ً
ﺣﻤﻞ ﻟﻘﺒﺎ
و .
أﻋﺮف اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ
ﻟﺪﯾﮫ ﻋﻼﻣﺎت
وﻗﺪرات
ﺗﻌﻠﯿﻤﯿﺔ
أﻗﻞ ﻣﻦ
ﻣﺴﺘﻮاي اﻟﺸﺨﺼﻲ
اﺳﺘﻄﺎع أن ﯾﻠﺘﺤﻖ ﺑﺎﻟﺘﻌﻠﯿﻢ اﻷﻛﺎدﯾﻤﻲ وأﺻﺒﺢ
ذا
ﺷﮭﺎدة أﻛﺎدﯾﻤﯿﺔ
ﺣﻘﯿﻘﺔ و .
إﻧﻲ
ﺣﺪأ ﻻ اﺣﺴﺪ
ً
ا
ﻋﻠﻰ
اﺟﺘﮭﺎده وﻧﺠﺎﺣﮫ،
ﺑﻞ
أرﺟﻮ
اﻟﺘﻮﻓﯿﻖ ﻟ
ﻠﺠﻤﯿﻊ زﻣﻼء ﻛﺎﻧﻮا أم ﻏﺮﺑﺎء،
ُ
وﻟﻜﻨﻨﻲ أﻣﻠﺖ
ً
داﺋﻤﺎ
ُ
ورﻏﺒﺖ
ُ
وﺣﻠﻤﺖ
ﺑ
ﺎﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻟﻘﺐ أﻛﺎدﯾﻤﻲ
ﻻﻛﺘﺴﺎب
ٍ
آﻓﺎق
ﻓﻲ ﻣ ﺟﺪﯾﺪة
ﯿﺎدﯾﻦ
ﻣﺠﺎﻻت و
ﻣﻌﺮﻓﯿﺔ ﺷﺘ
ﻰ
ﻷﻧﺘﻔﻊ واﻧﻔﻊ ﻣﺠﺘﻤﻌﻲ وأﻏﺪو
ً
وﻟﯿﺲ ﻓﻘﻂ ﻣﺴﺘﮭﻠﻜﺎ
ً
ﻣﻨﺘﺠﺎ
.