48
إﻧﻲ أؤﻣﻦ أن ﻟﺒﻌﺾ اﻟﻤﻌﺎﻗﯿﻦ ﻃﺎﻗﺎت
إﺑﺪاﻋﯿﺔ وﻣﻮاھﺐ ﻣﺨﺒﺄة ﻻ ﯾﺘﻢ اﻛﺘﺸﺎﻓﮭﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ أﺣﺪ
.
وﻟﻮ ﺗﻢ ﺗﺄھﯿﻠﮭﻢ
ﻓﻲ إﻃﺎر ﺗﻌﻠﯿﻤﻲ ﻣﻨﺎﺳﺐ و
ﺗﻠﻘﻮا ﻋﻼﺟﺎت ﻣﻦ
ﺧﺒﺮاء وﻣﻌﻠﻤﯿﻦ ﻟﮭﻢ ﺗﺠﺮﺑﺔ وإرادة ﻓﻲ إﻓﺎدة اﻹﻧﺴﺎن
ً
واﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ، ﺣﺘﻤﺎ
ً
ﺳﯿﻤﻨﺤﮭﻢ ذﻟﻚ ﻣﺰاﯾﺎ وﻓﺮﺻﺎ
ﻋﺪﯾﺪة وﯾﻨﻤﻲ ﻣﮭﺎراﺗﮭﻢ اﻟﻤﺨﻔﯿﺔ وﯾﺒﺮز ﻗﺪراﺗﮭﻢ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ
ﻣﺘﻮاﺿﻌﺔ،
ً
وﺑﺬﻟﻚ ﯾﺼﺒﺤﻮن ﻣﻨﺘﺠﯿﻦ وذوي ﻓﺎﻋﻠﯿﺔ ﻟﻤﺼﻠﺤﺘﮭﻢ أوﻻ
وﻣﻦ اﺟﻞ ﻣﺠﺘﻤﻌ
. ﺛﺎﻧﯿﺔ ﮭﻢ
وﺟﻤﯿﻌﻨﺎ ﯾﻌﻠﻢ
أن أﺷﮭﺮ ﻋ
ﺒﺎﻗﺮة اﻟﻌﺼﺮ ھﻢ ﻣﻦ ذوي اﻹﻋﺎﻗﺔ و
أردﻧﺎ ﻟﻮ
ذﻛﺮ اﺧﺘﺮاﻋﺎﺗﮭﻢ
واﺑﺘﻜﺎراﺗﮭﻢ وﻛﺘﺎﺑﺎﺗﮭﻢ
وﻓﻮاﺋﺪھﺎ
ﻟﻠﺒﺸﺮ واﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ ﻻﺣﺘﺠﻨﺎ إﻟﻰ ﻣﺠﻠﺪات
.
ْ
ﺑ ﻣﺮﱠت
ﻀﻌﺔ ﺷﮭﻮر ﻋﻠﻰ إﻧﮭﺎﺋﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ
اﻟﺘﻌﻠ
ْ
ﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﮭﺪ واﻟﺘﻲ اﻧﺘﮭﺖ
ﺑﺴﺮﻋﺔ اﻟﺒﺮق، إذ ﯾﻤﺮ اﻟﻮﻗﺖ دون
ُ
رﻏﺒﺖ
ً
اﻛﺘﺮاﺛﮫ ﺑﻈﺮوﻓﻨﺎ وأزﻣﺎﺗﻨﺎ، أﺣﯿﺎﻧﺎ
أن
ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﻌﻠ
ً
ﯾﺒﻄﺊ ﻗﻠﯿﻼ
ﻢ اﻟﻤﻤﺘﻌﺔ،
ﻹﺑﻘﺎء ﺷﻌﻠﺔ اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ
ﻣﺘﻘﺪة ﻓﻲ داﺧﻠﻲ ﻟﻤﻮاﺻﻠﺔ اﻟﺘﻌﻠﻢ واﻟﺘﺪرﯾﺐ،
ارﻏﺐ ﺑﺄن ﯾﻤﺮ وﯾﻨﺘﮭﻲ اﻟﯿﻮم ﺑﺄﺳﺮع ﻣﺎ ﯾﻤﻜﻦ ﻷﺗﺠ
ً
وﺗﺎرة
ﻨﺐ
ُ
أوﻗﺎت اﻟﻔﺮاغ اﻟﻤﻤﻠﺔ، وﻗﺪ ﻋﺎﻧﯿﺖ
اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻨﮭﺎ، وﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘﺮة ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻟﺪي ﻣﺎ اﻓﻌﻠﮫ ﻃﯿﻠﺔ اﻟﻨﮭﺎر ﺳﻮى ﻗﺮاءة
ُ
اﻟﺼﺤﻒ وﻣﺸﺎھﺪة اﻟﺘﻠﻔﺎز، ﻛﻤﺎ ﺗﻌﻮدت
ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻣﻨﺬ اﻟﺼﻐﺮ
.
وﻛﺎن ﺟﻤﯿﻊ ﻣﻦ ﻓﻲ اﻟﺒﯿﺖ ﯾﺬھﺒﻮن إﻟﻰ
ﻣﺪارﺳﮭﻢ واﻟﻰ أﻋﻤﺎﻟﮭﻢ، وﻋﻨﺪ ﻋﻮدﺗﮭﻢ ﻛﺎﻧﻮا ﯾﺤﺪﺛﻮن أﻣﻲ ﻋﻤﺎ ﻓﻌﻠﻮا وﯾﺘﺒ
ﺎدﻟﻮن اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﻦ ﻣﺴﺘﺠﺪات أﯾﺎﻣﮭﻢ
ً
وﺣﯿﺎﺗﮭﻢ وﻛﻨﺖ آﻣﻞ أن أﻛﻮن ﻃﺮﻓﺎ
ُ
ﺑﺎﻟﺤﺪﯾﺚ وﻟﻜﻦ ﻟﻸﺳﻒ ﻟﯿﺲ ھﻨﺎﻟﻚ ﻣﻦ ﺟﺪﯾﺪ ﻓﻲ ﺣﯿﺎﺗﻲ، أو إذا اﺧﺘﺮت
ً
ﻋﺒﺎرة أﻛﺜﺮ دﻗﺔ، ﻻ ﯾﺤﺪث ﻣﻌﻲ أي ﺷﻲء، ﻷﻧﻨﻲ ﻻ اﻓﻌﻞ ﺷﯿﺌﺎ
.
ُ
ﺷﻌﺮت
ّ
أن
ﻛﻞ أﯾﺎﻣﻲ ﻣﺘﺸﺎﺑﮭﺔ ﻓﻌﺸﺘﮭﺎ ﺑﻀﯿﻖ وﻣﻠﻞ، ﻧﮭﺎري ﯾﺒﺪأ ﺑﻌﺪ اﻟﻌﺎﺷﺮة ﺻﺒﺎ
، وﯾﻨﺘﮭﻲ ﺑﻌﺪ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ
ً
ﺣﺎ
ً
ﻋﺸﺮة ﻟﯿﻼ
.
ﻓﻲ اﻟﺼﺒﺎح اﺧﺮج ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﻋﺮﺑﺘﻲ اﻟﻜﮭﺮﺑﺎﺋﯿﺔ ﻟﺸﺮاء اﻟﺠﺮﯾﺪة وﺑﻌﺾ اﻟﺤﺎﺟﯿﺎت اﻟﯿﻮﻣﯿﺔ ﻟﻠﺒﯿﺖ
ﻛﺎﻟﺨﺒﺰ وﻣﺎ ﺷﺎﺑﮫ، وأﻋﻮد ﻟﻠﺒﯿﺖ ﻷﺟﻠﺲ ﻣﻊ ﻧﻔﺴﻲ ﺗﺎرة، أو أﻗﻮم ﺑﺎﻷﻣﻮر اﻟﯿﻮﻣﯿﺔ اﻟﺮوﺗﯿﻨﯿﺔ ﺗﺎرة أﺧﺮى، دون
اﺳﺘﻐﻼل وﻗﺖ اﻟﻔﺮاغ ﺑﻤﺎ
ّ
ھﻮ ﻣﻔﯿﺪ، وﻟﻌﻞ
ﻣﺎ
زاد اﻟﻈﺮوف ﺳﻮء
ً
ا
ْ
ھﻮ اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻟﻮﺣﺪة واﻟﻜﺂﺑﺔ ﻓﺘﺸﺎﺑﻜﺖ
ْ
اﻷﻣﻮر وﺗﻌﻜﺮ ﻣﺰاﺟﻲ وزادت
ُ
اﻟﺘﺴﺎؤﻻت اﻟﺒﻐﯿﻀﺔ واﻷﻓﻜﺎر اﻟﻤﻘﯿﺘﺔ ﻓﺘﺴﺎءﻟﺖ
ْ
ﺑﯿﻨﻲ وﺑﯿﻦ ﻧﻔﺴﻲ ﻟﻤﺎذا ﻗﺪرت
ﻟﻲ اﻷﻗﺪار أن أﻋﺎﻧﻲ وأﻻ أﻋﯿﺶ ﺣﯿﺎة ﻛﺮﯾﻤﺔ وﻋﺎدﻟﺔ ﻛﺒﺎﻗﻲ أﺑﻨﺎء اﻟﺒﺸﺮ؟
اﺑﺤﺚ ﻋﻦ وﻃﻦ أﻣﺎرس ﻓﯿﮫ رﺟﻮﻟﺘﻲ وﺣﻘﻲ ﻓﻲ اﻟﻌ
ﻣﺜﻞ
ً
ﻠﻢ واﻟﻌﻤﻞ ﺣﺘﻰ اﻹﻧﮭﺎك وأﻋﻮد ﻷﻧﺎم واﺳﺘﯿﻘﻆ ﻣﺒﻜﺮا
اﺑﻦ اﻟﺠﯿﺮان واﺑﻦ اﻟﺨﺎل واﻟﺨﺎﻟﺔ
.
ْ
اﺣﺘﺎﺟﺖ
ً
اﻣﻠﻚ ﻧﻔﺴﺎ
اﻗﺘﻼع اﻷﺣﺰان واﻵھﺎت ﻣﻦ داﺧﻠﮭﺎ ورﺳﻢ ﺑﺴﻤﺔ
ﯾﺘﻤﯿﺰ ﺑﺨﯿﻮط اﻷﻣﻞ
ً
ﺟﻤﯿﻼ
ً
اﻟﺮﺿﺎ واﻟﻘﻨﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺘﻲ ﺻﺎﺣﺒﮭﺎ ﻟﯿﺠﻌﻞ ﺣﯿﺎﺗﮫ ﻛﻠﻮﺣﺔ ﻓﻨﺎن ﯾﺮﺳﻢ ﺑﮭﺎ ﺑﺴﺘﺎﻧﺎ
اﻟﺬھﺒﯿﺔ وﺷﺠﺮة
اﻟﺼﺒﺎر اﻟﺼﺎﻣﺪة
.
ُ
ﺗﺘﻮاﻟﻰ اﻷﯾﺎم وﺗﺘﻮاﻟﻰ ﻣﻌﮭﺎ ﻟﺤﻈﺎت اﻟﺒﺆس واﻹﺣﺒﺎط إﻟﻰ ﻣﺎ ﻻ ﻧﮭﺎﯾﺔ، وﺷﻌﺮت
ﻛﺄن اﻟﺪﻧﯿﺎ ﺿﺎﻗﺖ ﻋﻠﻲ
ْ
وﺗﻜﺎد أن ﺗﺨﻨﻘﻨﻲ، وأﺻﺒﺤﺖ
اﻟﻌﺰﻟﺔ اﻟﺴﺒﯿﻞ اﻟﻤﻔﻀﻞ ﻟﻠﮭﺮوب ﻣﻦ اﻟﻮاﻗﻊ
اﻟﻤﺮﯾﺮ واﻟﻘﮭﺮ اﻟﺸﺪﯾﺪ
اﻟﺬي أﻋﯿﺶ
ﺪي ﺑﺎﻷﻓﻌﺎل اﻟﯿ
ُ
ﻓﯿﮫ، وﻣﻸ ﻗﻠﺒﻲ اﻟﻤﻠﻞ اﻟﺸﺪﯾﺪ ﻟﺘﻘﯿ
ﻮﻣﯿﺔ ﻧﻔﺴﮭﺎ وھﻮ ﻛﻤﺮض ﻋﻀﺎل ﯾﺠﻠﺐ اﻟﻀﺮر ﻟﺼﺎﺣﺒﮫ
ُ
ﺑﺼﻮرة ﺑﻄﯿﺌﺔ، ﻓﺄﺧﺬت
ً
أﻋﺎﻟﺠﮫ ﺑﻄﺮق زادﺗﻨﻲ ﻣﻠﻼ
..
ً
وزادﺗﻨﻲ أﻟﻤﺎ
..
واﻧﺘﺎﺑﺘﻨﻲ ﻧﻮﺑﺎت ﻋﺼﺒﯿﺔ ﻷﺳﺒﺎب ﻏﯿﺮ
ُ
ﻣﻘﻨﻌﺔ، واﺧﺘﻠﻘﺖ
اﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﻷﺗﻔﮫ اﻷﺳﺒﺎب ودون اﺳﺘﻔﺰاز ﻣﻦ اﻵﺧﺮﯾﻦ، وﻧﺎھﯿﻚ ﻋﻦ اﻟﺘﺬﻣﺮ ﻣﻦ أي أﻣﺮ دون