55
ﺳﺎھﻢ ﻓﻲ ﺗﻌﻤﯿﻖ اﻟﻌﻼﻗﺎت وﺟﻌﻠﮭﺎ ﻣﻤﯿﺰة ھﻮ اﻟﻐﻮص ﻓﻲ أﻋﻤﺎق أﺣﺎﺳﯿﺴﮭﻢ وﻣﺸﺎﻋﺮھﻢ وﺗﻔﮭﻢ ﻣﺎ ﯾﺸﻐﻞ ﺑﺎﻟﮭﻢ
وﯾﺆرق ﺗﻔﻜﯿﺮھﻢ ﻣﻊ اﻋﺘﻤﺎد ﺣﻔﻆ اﻷ
ﺳﺮار
ﮭﺎ وﻛﺘﻤﺎﻧ
واﻟﺘﻀﺎﻣﻦ اﻟﺘﺎم واﻟﻨﻘﺎش اﻻﯾﺠﺎﺑﻲ واﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ
ُ
ﻟﻠﺮﺿﺎ وراﺣﺔ اﻟﺒﺎل، وأﺻﺒﺤﺖ
ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻷﻣﻮر اﻟﺨ
ً
ﺑﻤﺮور اﻟﻮﻗﺖ ﻣﺆﺗﻤﻨﺎ
ﺎﺻﺔ ﻟﺪرﺟﺔ أﻧﮭﻢ أﺻﺒﺤﻮا
ﯾﻨﺎدوﻧﻨﻲ
ﺑ"
ﺎﻟﻌﺎﻣﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ
ﺑ" أو "
ﺎﻟﻤﺨﺘﺺ اﻟﻨﻔﺴﻲ
".
وﻋﻠﻰ اﻟﺼﻌﯿﺪ اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻲ ﺻﺎﺣﺐ ﺳﻮ
ّ
اﺑﻖ ﺳﻠﺒﯿﺔ ﺑﺘﻌﺎﻣﻠﻲ ﻣﻊ ﺷﻘﯿﻘﺘﻲ إﻻ
ُ
أﻧﻨﻲ ﺗﺮﺑﯿﺖ
ﻋﻦ أﺧﻼﻗﻲ
ً
ﺗﺮﺑﯿﺔ ﺳﻠﯿﻤﺔ ﻓﻲ ﺟﻮ أﺳﺮي إﺳﻼﻣﻲ ﺷﻤﻞ اﻟﻌﺒﺎدة وﺣﺴﻦ اﻟﺴﻠﻮك واﻟﺤﻨﺎن وﻟﻦ أﺗﺨﻠﻰ أﺑﺪا
وﻣﺒﺎدﺋﻲ، أو أﻏﯿﺮ أﻓﻜﺎري وﻗﯿﻤ
َ
ﻲ، ﻷﻧﻲ ﺣﯿﻨﮭﺎ ﺳﺄﺧﺴﺮ ﻧﻔﺴﻲ وﻣ
ْ
. ﺣﻮﻟﻲ ﻦ
ُ
وﻗﺪ أﯾﻘﻨﺖ
ْ
أﻧﻨﻲ ﯾﺠﺐ أن
أﻛﻮن
ﻣﻦ اﻟﺬﯾﻦ ﯾﺘﺴﻤﻮن ﺑﺈزاﻟﺔ اﻷﻓﻜﺎ
ر اﻟﺴﻠﺒﯿﺔ ﻣﻦ ﻋﻘﻮﻟﮭﻢ، ﻷﻧﻌﻢ ﺑﺤﯿﺎة ھﺎﻧﺌﺔ وھﺎدﺋﺔ، وﻣﻤﻦ ﯾﺘﺤﻤﻠﻮن اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ
ﺑﻤﻮاﺟﮭﺔ اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ وﺗﻘﺒﻞ اﻟﺤﺎﺿﺮ واﻟﻮاﻗﻊ واﻟﻤﺒﺎدرة ﻟﻠﺘﺨﻄﯿﻂ واﻟﻌﻤﻞ ﻟﻠﻤﺼﻠﺤﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
.
ُ
وﺣﺮﺻﺖ
ﻋﻠﻰ
اﻟﺘﻔﺎؤل وﻃﯿﺒﺔ اﻟﻘﻠﺐ وﺣﺐ اﻟﺨﯿﺮ واﻟﻌﻄﺎء وﺗﺨﺼﯿﺺ ﺑﻌﺾ اﻟﻮﻗﺖ ﻟﻤﺤﺎﺳﺒﺔ اﻟﻨﻔﺲ وﻣﺮاﺟﻌﺘﮭﺎ وإﻋﺎدة
اﻟﺘﻔﻜﯿﺮ ﺑﻤﺎ
ﻣﻀﻰ وﺑﻤﺎ ھﻮ آت ﻣﻦ أﻓﻌﺎل وأﻗﻮال
.
ُ
ذﻛﺮت
ﺑﻌﺾ اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ واﻟﻤﻮاﻗﻒ
ً
ﺳﺎﺑﻘﺎ
اﻟﺤﯿﺎﺗﯿﺔ اﻟﺒﺎﺋﺴﺔ
ُ
اﻟﺘﻲ ﻣﺮرت
ﺑﮭﺎ، وﻓﻲ ﻟﺤﻈﮫ ﺻﻔﺎء ﻣﻊ ﻧﻔﺴﻲ
ُ
وﺟﺪت
ّ
ﺑﻌﻀ أن
ً
ﻣﻨ ﺎ
ْ
ﻋﻦ أن
ً
ﮭﺎ ﻟﻢ أﻛﻦ أﺗﻮﻗﻊ ﺣﺪوﺛﮫ ﻓﻀﻼ
أﻛﻮن ﺑﻄﻠﮭﺎ
اﻟﺮﺋﯿﺴﻲ
، وذﻟﻚ ﻟﻼﺧﺘﻼف اﻟﻮاﺿﺢ
ﺑﯿﻨﻲ وﺑﯿﻦ
أﺧﻼق
ﺑﻄﻞ ھﺬه اﻷﺣﺪاث
اﻟﺴ
. ﯿﺌﺔ
ْ
وﺳﺎھﻤﺖ
ھﺬه اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻓﻲ اﻛﺘﺸﺎف ﻧﻈﺮﺗﻲ إﻟﻰ ذاﺗﻲ و
ﻣﻌﺮﻓﺔ
ﺗﻔﺎﺻﯿﻞ ﺷﺨﺼﯿﺘﻲ اﻟﺤﺎﻟﯿﺔ
وﻓﻲ ﻗﯿﺎس ﻣﺪى ﺛﻘﺘﻲ ﺑﻨﻔﺴﻲ وﺳﻠﻮﻛﻲ ﺗﺠﺎه اﻵﺧﺮﯾﻦ
وﻣﺎھﯿﺔ ﻛﯿﺎﻧﻲ وﺛﻘﻠﻲ
وأھﻤﯿﺘﻲ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺪﻧﯿﺎ
ً
وﻇﮭﺮ ﺟﻠﯿﺎ
اﺧﺘﻼف
رﻏﺒﺎﺗﻲ و
أﻓﻜﺎري وأھﺪاﻓﻲ ﻋﻦ اﻟﺒﺎﻗﯿﻦ
ﻗﺪ و.
ﺳﺎﻋﺪﻧﻲ
إدراﻛﻲ
وﻓﮭﻤﻲ ﻟﺒﻌﺾ ﺗﻔﺎﺻﯿﻞ
ﮭﺎ وﺳﻤﺎﺗ ﻲ ذاﺗ
ﻓﻲ ﺗﺸﻜﯿﻞ وﺑﻠﻮرة ﺷﺨﺼﯿﺘﻲ ﻣﻦ ﺟﺪﯾﺪ، ﻟﺘﺘﻼءم ﻣﻊ ﻗﺪراﺗﻲ وواﻗﻌﻲ ﻣﻊ
اﻹﻋﺎﻗﺔ
وﺗﺤﺪﯾﺎﺗﮭﺎ واﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻮاﺻﻠ
ﻣﻊ ﻲ
اﻵﺧﺮﯾﻦ
ﺑﺸﻜﻞ ﺳﻠﯿﻢ
.
ْ
ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ ﻋﻠﻰ ﺷﺎب ﻓﻲ ﻣﻘﺘﺒﻞ اﻟﻌﻤﺮ أن
ﯾﺮى ﺗﺤﻄﻢ أﺣﻼﻣﮫ وأﻣﺎﻧﯿﮫ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﯿﺔ أﻣﺎم ﻋﯿﻨﯿﮫ، واﻷﺻﻌﺐ
ﻣﻦ ذﻟﻚ ﺣﺎﺟﺘﮫ
ﻟﻤﻼ
َ
ﻣﺔء
أﺣﻼﻣﮫ
ﻣﻊ اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﺤﺎﻟﻲ، وھﺬا اﻟﺘﻐﯿﺮ واﻻﻧﻘﻼب اﻟﺠﺬري ﻟﻢ ﯾﺤﺪث ﺑﯿﻦ ﻟﯿﻠﺔ
وﺿﺤﺎھﺎ ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﺛﻤﺮة ﺟﮭﺪ وﻋﻤﻞ دءوب وﻣﺸﺘﺮك ﻣﻦ ﻗﺒﻞ أﻓﺮاد أﺳﺮﺗﻲ، اﺳﺘﻐﺮق ﻓﺘﺮة زﻣﻨﯿﺔ ﻻ ﺑﺄس ﺑﮭﺎ،
ً
ﻓﻠﯿﺲ ﻣﻦ اﻟﺴﮭﻞ اﻟﺘﻔﺎؤل واﻟﺘﺸﺒﺚ ﺑﺎﻷﻣﻞ دون ﻟﻤﺲ ﻣﺎ ﯾﺠﻌﻞ ذﻟﻚ ﻣﻤﻜﻨﺎ
ﺑﺎﻟﻮاﻗﻊ وﻣﻦ اﻟﻤﺤﺎل ﺗﻐﯿﯿﺮ ﻣﺸﺎﻋﺮ
ﺑﻤﺠﺮد
ﻛﺒﺴﺔ زر
أو
ﻃﻲ ﺻﻔﺤﺔ
.
ّ
وﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﺒﺪو أن
أﻓﺮاد أﺳﺮﺗ
ﻲ ﻛﺎﻧﻮا ﯾﺘﺎﺑﻌﻮن وﺿﻌﻲ اﻟﻨﻔﺴﻲ دون
اﻧﺘﺒﺎھﻲ
أﻻ وھﻮ اﻟﻤﻠﻞ واﻟﺮوﺗﯿﻦ اﻟﻘﺎﺗﻞ
ً
ﻣﻊ اﻟﺘﺮﻛﯿﺰ ﻋﻠﻰ أﻛﺜﺮ اﻟﺼﻌﺎب أﻟﻤﺎ
ً
ﻣﻜﺜﻔﺎ
ً
ﻣﻌﻨﻮﯾﺎ
ً
ﺑﺬﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﻣﻨﺤﻮﻧﻲ دﻋﻤﺎ
.
ﺧﻼل ﺳﺮدي ﻟﻤﺎ ﻓﻌﻠﮫ أﻓﺮاد أﺳﺮﺗﻲ ﻣﻦ اﺟﻠﻲ ﯾﻨﺘﺎﺑﻨﻲ اﻟﺘﻘﺪﯾﺮ واﻹﻋﺠﺎب ﻣﻦ
ﺟﺪﯾﺪ واﻋﺘﺒﺮھﻢ ﻣﻦ اﻟﻨﻌﻢ اﻟﺘﻲ
ﻣﻨﺤﻨﻲ اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ﻓﮭﻢ ﻟﻢ ﯾﻘﺼﺮوا ﻣﻌﻲ ﻓﻲ ﺷﻲء وﻟﻢ ﯾﺒﺨﻠﻮا ﻋﻠﻲ ﺑﺸﻲء وﺗﺎﺑﻌﻮا دﻋﻤﻲ وﺗﺸﺠﯿﻌﻲ ﺑﺸﺘﻰ
اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ واﻟﺴﺒﻞ
.
ّ
ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ رداءة وﺿﻌﻲ اﻟﺠﺴﺪي واﻟﻌﻨﺎء اﻟﺸﺪﯾﺪ اﻟﺬي ﺳﯿﻠﺤﻖ ﺑﺸﻘﯿﻘﻲ إﻻ
اﻧﮫ ﺑﺎدر ﺑﺘﻨﻈﯿﻢ رﺣﻠﺔ
اﺳﺘﺠﻤﺎﻣﯿﺔ ﻟﺠﻤﮭﻮرﯾﺔ ﻣﺼﺮ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ،
وزﯾﺎرة اﻟﻘﺎھﺮة ﻣﺪﯾﻨﺔ اﻷﻟﻒ ﻣﺌﺬﻧﺔ، وﺟﺪﺗﮭﺎ ﻣﺪﯾﻨﺔ ﺟﻤﯿﻠﺔ، راﺋﻌﺔ،