64
ﻧﻈﺮة اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ
ﯾﻘﺒﻊ
ﺟﻤﯿﻊ ذوي اﻹﻋﺎﻗﺔ ﻓﻲ ﺧﻨﺪق واﺣﺪ،
ﺗ
ﻮﺣﺪھﻢ ﺗﺼﺮﻓﺎت أﻓﺮاد اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ واﻧﺘﮭﺎﻛﺎﺗﮭﻢ،
و
اﻻﻧﺰﻻق
اﻟﺨﻄﯿﺮ ﻓﻲ اﻟﻘﯿﻢ اﻟﺴﺎﻣﯿﺔ واﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ،
ﻧﺎھﯿﻚ ﻋﻦ
ﺟﺮاح داﻣﯿﺔ ﺗﻨﺰف ﻋﻠﻰ أوﺗﺎر اﻵﻻم
، وﺳﺄﺑﺤﺮ وإﯾﺎﻛﻢ ﻓﻲ
زورق اﻟﺤ
ﯿﺎة اﻟﯿﻮﻣﯿﺔ
وأﺳﻜﺐ أﺣﺰاﻧ
ً
ﺎ
وآھﺎت
ﻷﺷﺨﺎص ﺗﻤﺴﻜﻮا
ﺑ
ﺎﻟﺤﯿﺎة وﯾﺄﻣﻠﻮ
ن
ْ
ﻦ
َ
أن ﺗﺘﻤﺴﻚ ﺑﮭﻢ اﻟﺤﯿﺎة وﻣ
ﻓﯿﮭﺎ،
ّ
ﻟﻌﻞ
ْ
وﻋﺴﻰ أن
أﻧﺠﺢ ﻓﻲ ﻧﻘﻞ ﺻﻮرة واﻗﻌﯿﺔ ﻋﻤﺎ ﯾﺪور ﻣﻦ ﺗﻌﺎﻣﻞ
ﮫ ﺟﻤﯿﻊ اﻟﺸﺮاﺋﻊ واﻷدﯾﺎن
َ
ﺗﺤﺮﱢﻣ
اﻟﺴﻤﺎوﯾﺔ
.
اﻟﺤﯿﺎة ﻟﻠﻐﻮص ﻓﻲ ﻏﻤﺎرھﺎ، واﻟﺨﻮض ﻓﻲ ﻣﻌﺘﺮﻛﮭﺎ، واﻟﺴﻌﻲ
ُ
دﺧﻠﺖ
ﻧﺤﻮ
اﻻﻧﺠﺎزات واﻟﺘﺠﺎرب اﻟﻤﺜﻤﺮة،
ﻋﻠﻰ
ً
ﻣﻄﺎﯾﺎ اﻟﺘﻔﺎؤل واﻟﻄﻤﻮح، وراﺳﻤﺎ
ً
ﻓﻲ ﺟﻮ ﯾﺴﻮده اﻟﺘﺸﻮق واﻟﻠﮭﻔﺔ، راﻛﺒﺎ
ﺗﻘﺎﺳﯿﻢ
وﺟﮭﻲ اﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻋﺮﯾﻀﺔ
ْ
ﻟﯿﺴﺖ
ﺑﻤﺼﻄﻨﻌﺔ، ﻋﻠﻰ أﻣﻞ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﺷﺎﻃﺊ
اﻻﻃﻤﺌﻨﺎن
وﺿﻔﺔ اﻻﺳﺘﻘﺮار واﻟﺤﯿﺎة اﻟﻜﺮﯾﻤﺔ
.
وﯾﺒﺪو أﻧﻨﻲ دﺧﻠﺘﮭﺎ
،ً
دون ﻃﻠﺐ اﻹذن ﻣﺴﺒﻘﺎ
َ
أو ﻛﻤ
ْ
ﻦ
،ً
إﯾﺎه ﻣﺎء
ً
ﺟﺮى ﺧﻠﻒ اﻟﺴﺮاب ﺣﺎﺳﺒﺎ
ﻓﻮﺟﺪﺗﮭﺎ ﺿﯿﻘﺔ
ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ
ﻣﻦ رﺣﺎﺑﺘﮭﺎ، ﺷﺎﺣﺒﺔ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺻﻔﺎء ﺳﻤﺎﺋ
ﻏﯿﺮ ﻣﺮﻏﻮب ﻓﯿﮫ، وﻓ
ٌ
ﮭﺎ وﻛﺄﻧﻨﻲ ﺿﯿﻒ
ﺧﯿﺒﺔ أﻣﻠﻲ
ْ
ﺎﻗﺖ
ﺟﻤﯿﻊ ﺗﻮﻗﻌﺎﺗﻲ ﻓﻠﻢ أ
ّ
أن
ً
ﻋﻠﻢ ﻣﺴﺒﻘﺎ
ﺐ
ُ
ﺑﻌﺾ أﻓﺮاد ﻣﺠﺘﻤﻌﻲ ﻣﺼﺎﺑﻮن ﺑﻔﯿﺮوس اﻷﻓﻜﺎر اﻟﻤﺴﺒﻘﺔ اﻟﻔﺘﺎك وﺑﺪاء ﺣ
اﻟﺬات واﻷﻧﺎﻧﯿﺔ اﻟ
ﻤﻔﺮﻃﺔ، ﻓﯿﺮوﺳﺎت ﻻ ﻣﺼﻞ ﻃﺒﻲ ﻟﻠﻘﻀﺎء ﻋﻠﯿﮭﺎ، وﻻ ﻟﻘﺎح أو دواء ﻟﻌﻼج ھﺬا اﻟﺪاء،
ْ
ﻓﺘﻐﻄﺖ
ﻋﻘﻮﻟﮭﻢ ﺑﻐﺸﺎء اﻟﻜﺮاھﯿﺔ وﻟﻢ ﯾﻤﯿﺰوا ﺑﯿﻦ اﻟﺼﻮاب واﻟﺨﻄﺄ،
س ﻋﻠﻰ
ْ
و
َ
واﺳﺘﻤﺘﻌﻮا ﺑﺎﻟﺪ
اﻟ
ﻜﺮاﻣﺎت
، ﻏﯿﺮ
آﺑﮭﯿﻦ ﺑﻤﺎ ﯾﻨﺠﻢ ﻋﻦ ﻣﻮاﻗﻔﮭﻢ اﻟﻤﺨﺰﯾﺔ
.
أ
ﺳﻄﺮ ھﺬه اﻟﻜﻠﻤﺎت ووﺟﺪاﻧﻲ ﯾﻔﯿﺾ ﺑﺎﻟﺒﺆس واﻵھﺎت و
ْ
ﺟﺴﺪي ﯾﺮﺗﺠﻒ ﻣﻦ اﻻﻧﻔﻌﺎل، وآﻣﻞ أن
وا أ ﺗﻘﺮ
ھﺬه اﻷﺣﺪاث ﺑﻘﻠﻮﺑﻜﻢ وأﺣﺎﺳﯿﺴﻜﻢ اﻟﻤﺮھﻔﺔ ﻟﺘﺪرﻛﻮا ﻣﺪى اﻷﻟﻢ واﻟﺠﺮح اﻟﻨﻔﺴﻲ اﻟﻌﻤﯿﻖ وذﻟﻚ ﺟﺮاء اﻟﺘﻘﺎﺋﻲ
ﺑﺒﻌﺾ أﻓﺮاد اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، إ
ُ
ﻣﺎ ﺻﺪﻓﺔ أو ﺑﻤﻜﺎن ﻋﺎم، ﻷ
ﺧﺎﻟﻄ
ﮭﻢ واﻧﺪﻣﺞ ﺑﯿﻨﮭﻢ وأﻋﯿﺪ ﺗﺮﻣﯿﻢ أﺣﻼﻣﻲ وآﻣﺎﻟﻲ
اﻟﻤﺘﻜﺴﺮة وأﻏﻠﻖ ﻧﻮاﻓﺬ اﻟﻌﺰﻟﺔ،
ﻣﻦ ﺣﻠﻤﻲ اﻟﻮردي ﻷﺟﺪ أﺑﺸﻊ واﻗﻊ وأﺳﻮأ ﺳﻠﻮك
ً
ﻟﻜﻨﻨﻲ اﺳﺘﯿﻘﻆ ﺳﺮﯾﻌﺎ
ﺗﺠﺎھﻲ، ﻓﺒﻌﻀﮭﻢ ﯾﻘﻮم ﺑﻤﺮاﻗﺒﺔ ﻛﻼﻣﻲ وﺳﻠﻮﻛﻲ واﻟﺘﺤﺪﯾﻖ ﺑﻲ ﺑﻨﻈﺮات ﻓﺎﺣﺼﺔ وﺟﺎرﺣﺔ ﯾﺘﻠﻮھﺎ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ
اﻷﺣﯿﺎن ﺗﻘﻠﯿﺪ ﻟﺤﺮﻛﺎﺗﻲ وﺿﺤﻜﺎت ﺳﺎﺧﺮة ﻣﻤﺰوﺟﺔ
ﺑﮭﻤﺴﺎت وﺗﻌﻠﯿﻘﺎت ﺗﺤﺰ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ وﺗﻤﻠ
ﺆ
وأﺳﻰ،
ً
ھﺎ ﺑﺆﺳﺎ
ﻣﻌﺘﻘﺪﯾﻦ أن أﻣﺎﻣﮭﻢ ﻣﺨ
ھﺒﻂ ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻣﻦ اﺣﺪ اﻟﻜﻮاﻛﺐ اﻷﺧﺮى، وﯾﺮﯾﺪون اﻛﺘﺸﺎف ﻣﻮاﺻﻔﺎﺗﮫ
ً
ﻠﻮﻗﺎ
ﻟﯿﻤﺘﻌﻮا أﻋﯿﻨﮭﻢ اﻟﻤﺮﯾﻀﺔ وﯾﻄﻔﺌﻮا ﻟﮭﯿﺐ ﻓﻀﻮﻟﮭﻢ اﻟﺰاﺋﺪ
.
ً
وأﻛﻮن اﻟﻀﺤﯿﺔ داﺋﻤﺎ
ْ
، دون أن
أﻃﻠﻖ اﻟﻌﻨﺎن ﻟﻨﻔﺴﻲ ﺑﺎﻟﺮد واﻟﻌﺼﺒﯿﺔ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ رﻏﺒﺘﻲ ﺑﺎﻻﻧﻔﺠﺎر
واﻟﺼﺮاخ واﻟﺘﺄوه ﻣﻦ ﺷﺪة اﻷﻟﻢ، وﻟﻜﻦ وﺑﻔﻀﻞ ا
ْ
ﷲ وﺣﻤﺪه، ﻓﻲ ﺟﻤﯿﻊ اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ واﻻﺳﺘﻔﺰازات اﻟﺘﻲ ﺣﺪﺛﺖ
،
ْ
وﻣﺎ زاﻟﺖ ﺗﺤﺪث
ُ
، ﺣﺎﻓﻈﺖ
ﻋﻠﻰ ھﺪوﺋﻲ ورﺑﺎﻃﺔ ﺟﺄﺷﻲ، ﻓﺎﻟﺴﻜﻮت ﻓﻲ ھﺬه اﻟﻤﻮاﻗﻒ ﺧﯿﺮ ﺳﻠﻮك وﺗﺼﺮف،
ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﺳﻠﻮك ھﺆﻻء اﻷﻓﺮاد ﺗﺠﺎھﻲ
ً
ﺑﻤﺎ ﯾﺤﺪث وأﺗﺴﺎءل ﻛﺜﯿﺮا
ً
وﻟﻜﻦ ذﻟﻚ ﻟﻢ ﯾﺼﺪﻧﻲ ﻋﻦ اﻟﺘﻔﻜﯿﺮ ﻣﺮارا
ْ
ﺣﯿﺚ ﻻ ذﻧﺐ ﻟﻲ ﺑﺄن
ﺑ
ُ
ﻠﻘﺖ
ُ
ﺧ
ﮭﯿﺌﺔ ﺧﺎرﺟﯿﺔ ﻟﯿﺴﺖ ﻛﮭﯿﺌﺎت اﻷﺻﺤﺎء، وردود ﻓﻌﻠﻲ اﻟﺤﺮﻛﯿﺔ ﻏﯿﺮ ﻃﺒﯿﻌﯿﺔ، أو