65
ﻃﺮﯾﻘﺔ ﺗﻌﺒﯿﺮي ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ
.
ﻋﻦ ﺑﻨﻲ اﻟﺒﺸﺮ؟ ھﻞ ﯾﺤﻖ ﻟﮭﻢ ﺳﻠﺐ ﻛﺮاﻣﺘﻲ وﺧﺪش
ً
وﻣﺨﺘﻠﻔﺎ
ً
ھﻞ ﯾﺠﻌﻠﻨﻲ ذﻟﻚ ﺷﺎذا
ﻛﺒﺮﯾﺎﺋﻲ
!!
وﻗﺎﺋﻊ ﻛﺜﯿﺮة وﻣﺘﻌﺪدة اﺳﺮدھﺎ ﻟﻜﻢ ﺑﺄﻧﻔﺎس ﺛﻘﯿﻠﺔ
ﺗﺨﺮج ﻣﻦ
ﺿﯿﻖ ﺻﺪر
، ﻓﻔﻲ ﺣﯿﺎﺗﻲ اﻟﯿﻮﻣﯿﺔ اﻻ
ﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ
ُ
اﻋﺘﺪت
اﻟﺘﺤﯿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺬﯾﻦ أﻗﺎﺑﻠﮭﻢ ﻓﻲ ﻃﺮﯾﻘﻲ، ﻓﺎﻟﺒﻌﺾ
َ
ﻟﻘﻲ
ُ
ﻣﻦ ﺑﺎب ﺣﺴﻦ اﻟﺨﻠﻖ وﺗﻮﺻﯿﺎت دﯾﻨﻨﺎ اﻟﺤﻨﯿﻒ أن أ
ّ
وﻻ ﯾﻜﺘﺮﺛﻮن ﺑﺴﻼﻣﻲ ﻓﻼ أﺣﻈﻰ ﺑﺮد
ً
ﻣﻨﮭﻢ ﯾﺘﺠﺎھﻠﻮﻧﻨﻲ وﻻ ﯾﻌﯿﺮوﻧﻨﻲ اﻧﺘﺒﺎھﺎ
ﻣﻨﮭﻢ، ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻟﺘﻘﺎء أﻋﯿﻨﻨﺎ
وﺳﻤﺎﻋﮭﻢ ﻟﻠﺘﺤﯿﺔ وﻟﺘﻮﺟﮭﻲ
.
ّ
وﻣﺎ ﯾﺆﻟﻢ اﻟﻨﻔﺲ أن
ھﺬه اﻟﻤ
ﻮاﻗﻒ ﻟﯿﺴﺖ ﺑﻔﺮدﯾﺔ أو ﻣﻮﺳﻤﯿﺔ ﻓﮭﻲ ﺗﺘﻜﺮر ﺑﺸﻜﻞ
ﯾﻮﻣﻲ ودون ﺗﻮﻗﻒ
.
وﻋﻘﺐ ﻛﻞ ﻣﻮﻗﻒ اﺷﻌﺮ ﺑﺈﺣﺮاج ﺷﺪﯾﺪ وﺑﺴﮭﻢ ﺣﺎ
ِ
د ﯾﺼﯿﺐ اﻟﻘﻠﺐ اﻟﻤﺘﻌﺐ، ﻓﻜﻢ ھﻮ ﻗﺎس
ْ
أن
ﺗﺠﺮح
ﻷﺣﺪ
ً
ﻛﺮاﻣﺔ وﻋﺰة اﻹﻧﺴﺎن، وﻛﻢ ھﻮ ﻣﺆﻟﻢ أﻻ ﺗﻌﻨﻲ ﺷﯿﺌﺎ
!!
ُ
وﻟﺴﺖ
أﻧﺎ ﻣﻦ ﯾﺸﺠﻊ اﻟﺴﱢ
ﻦ ﺑﺎﻟﺴﱢ
ﻦ واﻟﻌﯿﻦ
ﺑﺎﻟﻌﯿﻦ وﺗﻌﺰﯾﺰ اﻟﻜﺮاھﯿﺔ
ُ
واﻟﺒﻐﻀﺎء ﺑﯿﻦ أﻓﺮاد اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﺘﻌﺎﻣﻠﺖ
ُ
ﻣﻊ اﻟﻘﻀﯿﺔ ﺑﺎﻟﺘﺴﺎﻣﺢ واﺗﺒﻌﺖ
ﻧﻔﺲ اﻷﺳﻠﻮب
واﺳﺘﻤﺮرت ﺑﺈﻟﻘﺎء اﻟﺘﺤﯿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻤﯿﻊ
ﻋﻠﻰ
ً
ﺣﻔﺎﻇﺎ
ﻣﺒﺪﺋﻲ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ
اﺣﺘﺮام
اﻵﺧﺮﯾﻦ
و
ً
ﻣﺘﺄﻣﻼ
أم
ً
أن ﻋﺎﺟﻼ
ﺳﯿﺸﻌﺮ ھﺆﻻء اﻷﺷﺨﺎص
ً
آﺟﻼ
ﺑﺨﻄﺌﮭﻢ وﯾﺘﻌﻠﻤﻮن ﺣﺴﻦ اﻷﺧﻼق واﻵداب
.
وﻓﻲ ھﺬا اﻟﺼﺪد
ٌ
ﯾﺤﻀﺮﻧﻲ ﻣﻮﻗﻒ
ُ
ﯾﺘﻜﺮر ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار ﯾ
ﻈﮭﺮ
ﻋﺪم اﻟ
اﻟ ﻮﻋﻲ و
ﺑ ﺠﮭﻞ
ﻌﺎﻟﻤﻨﺎ ﻣﺴﺘﺸﺮ
ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ
ُ
اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﻓﺄﺛﻨﺎء ﺳﯿﺮي ﻋﻠﻰ ﻋﺮﺑﺘﻲ وﺑﺼﺤﺒﺘﻲ أﺣﺪ اﻷﺻﺪﻗﺎء، ﯾﺼﺪف
ْ
أن
ﯾﻘﺎﺑﻠﻨﺎ اﺣﺪ اﻟﻤﺎرﯾﻦ ﻣﻦ ﺧﺎرج
اﻟﺒﻠﺪة، اﻟﺬي ﯾﺴﺘﻔﺴﺮ ﻋﻦ ﻋﻨﻮان ﻷﺣﺪ اﻟﺴﻜﺎن أو ﯾﺴﺄل ﻋﻦ أﻣﺮ ﻣﻌﯿﻦ، ﻓﻨﻠﺤﻆ أن اﻟﻤﺴﺘﻔﺴﺮ ﯾﻘﻮم ﺑﺘﻮﺟﯿﮫ
ِ
اﻟﺴﺆال ﻟ
َ
ﻤ
ْ
ﻦ
ﺑﺼﺤﺒﺘﻲ وﻟﯿﺲ ﻟﻲ وﯾﻘﻮم ﺑﺘﺠﺎھﻠﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﺗﺎم وﻛﺄﻧﻨﻲ ﻏﯿﺮ ﻣﻮﺟﻮد اﻟﺒﺘﺔ
.
ْ
وأﻣﺜﺎل ھﺬه اﻷﺣﺪاث ﻣﺎ زاﻟﺖ
ﺗﺤﺪث
وﺗﺘﻜﺮر
ً
داﺋﻤﺎ
ﻣﻌﻲ،
ﻓﻔﻲ ﻛﻞ زﯾﺎرة ﻟﻲ
ﻓﻲ ﺣﻮاﻧﯿﺖ وﻣﺘﺎﺟﺮ
اﻟﻤﺠﻤﻌﺎت
ﯾﺘﻮﺟﮫ اﻟﺒﺎﺋﻊ ﺑﺸﻜﻞ داﺋﻢ إﻟﻰ ﻣﻦ ﯾﺮاﻓﻘﻨﻲ ﻟﯿﻌﺮف ﻋﻦ
اﻟ
ﻐﺮض اﻟﺬي أرﯾﺪه ﻣﻦ اﻟﺤﺎﻧﻮت، وﻓﻲ
ﺣﺪ أ
ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻮاﻗﻒ وزﯾﺎرة أﺣﺪ
اﻟﻤﺘﺎﺟﺮ ﺗ
ﺒﺎﺋﻊ اﻟ ﻮﺟﮫ
ﻟﻠﻤﺮة اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﺑ
ﺴﺆال ﻟﺼﺪﯾﻘ
ﻲ ﻋﻦ ﻟﻮن اﻟﻤﻠﺒﺲ اﻟﺬي اﺑﺤﺚ
!! ﻋﻨﮫ
وﻋﻠﻰ أﺛﺮ ھﺬا اﻟﻤﻮﻗﻒ اﻟﺬي أﺛﺎر ﺣﻔﯿﻈﺘﻲ
ُ
اﻧﺘﻔﻀﺖ
ﻋﻠﻰ أﺛﺮه
ً
ﻻ ﺷﻌﻮرﯾﺎ
ُ
ﺑﯿﺪ وﻣﺴﻜﺖ
ﻣﺮاﻓﻘﻲ ﻗﺎﺋﻼ ﻟﮫ
ﺑﻌﺼﺒﯿﺔ وﻋﻠﻰ ﻣﺴﻤﻊ ﻣﻦ اﻟﺒﺎﺋﻊ
"
ﺳﻨﻌﻮد ﻟﮭﺬا اﻟﻤﺘﺠﺮ ﺑﻌﺪ أن ﯾﺪرﺟﻨﻲ
اﻟﺒﺎﺋﻊ ﻓﻲ ﺳﺠﻞ اﻷﺣﯿﺎء واﻟﻤﺘﻜﻠﻤﯿﻦ
" .
وﯾﻀﺎف إﻟﻰ ﺳﻠﺴﻠﺔ اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ اﻧﺘﮭﺎﻛﺎت
ﻟﻜﺮاﻣﺎت
اﻟﺬﯾﻦ ﯾﺘﻤﯿﺰون
ً
أﺧﻮﺗﻨﺎ اﻟﻤﻌﺎﻗﯿﻦ ذھﻨﯿﺎ
ﺑﺎﻟﺒﺮاءة واﻟﺴﺬاﺟﺔ
وﻣﻌﻈﻤﮭﻢ ودود
ون
ﻮ وﺗﻠﻘﺎﺋﯿ
ن وﻟﻜﻦ وﻟﻸﺳﻒ ﯾﺠﻌﻠﮭﻢ اﻟﺒﻌﺾ ﻣﺤﻂ ﺳﺨﺮﯾﺔ واﺳﺘﮭﺰاء وﻧﺎھﯿﻚ ﻋﻦ اﻟﺨﺸﻮﻧﺔ
ُ
واﻟﻌﻨﻒ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ ورأﯾﺖ
ﺑﺄم ﻋﯿ
ﮭﺎن أﺣﺪ اﻟﻤﻌﺎﻗﯿﻦ ﻋﻨﺪ ﻃﺮده ﻣﻦ ﻣﻜﺎن ﻋﺎم أو ﻣﻦ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻓﺮح
ُ
ﻨﻲ ﻛﯿﻒ ﯾ
وﺣﺎول اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻊ اﻵﺧﺮﯾﻦ ﺑﻜﻞ ﻃﯿﺒﺔ ﻗﻠﺐ و
ً
ذھﻨﯿﺎ
ً
ﻟﯿﺲ ﻟﺴﺒﺐ ﺳﻮى ﻛﻮﻧﮫ ﻣﻌﺎﻗﺎ
ﺳﺬاﺟﺔ، وﻗ
ﺎﺑﻠﮫ
ﺑﻌﺾ ﻣﻦ
ﯾﺴﻤﻮ
ن
أﻧﻔﺴﮭﻢ ﺑﺄﺻﺤﺎب اﻟﺮﻗﻲ اﻟﺬﯾﻦ ﯾﻌﺘﻘﺪون أن اﻟﻤﻌﺎق ﯾﻔﺴﺪ ﺟﻤﺎل اﻟﻤﻜﺎن وﯾﻨﻔﺮ اﻟﺰﺑﺎﺋﻦ واﻟﻀﯿﻮف
.
وﻗﺎﺋ
ﻊ وأﺣﺪاث ﯾﻮﻣﯿﺔ ﻣﺘﺸﺎﺑﮭﮫ ﺗﺤﺪث ﻣﻊ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻤﻌﺎﻗﯿﻦ، ﯾﺘﻢ ﻓﯿﮭﺎ ﻣﺼﺎدرة وﺟﻮدھﻢ وﻛﯿﺎﻧﮭﻢ وﻣﻌﺎﻣﻠﺘﮭﻢ
ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻷﻃﻔﺎل اﻟﺼﻐﺎر، واﻟﺒﻌﺾ ﯾﻌﺘﺒﺮ ھﺬه اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﺗﺎﻓﮭﺔ ﻻ ﺗﺴﺘﺤﻖ اﻟﻮﻗﻮف ﻋﻨﺪھﺎ، وﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪ ﻣﻦ ﯾﻌﯿﺸﮭﺎ
وﺗﻌﻠﻮ ﻋﻠﻰ أﺛﺮھﺎ ا
ً
ﺗﺠﻌﻞ اﻟﻘﻠﺐ ﯾﻌﺘﺼﺮ أﻟﻤﺎ
ً
وﯾﺸﻌﺮ ﺑﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﺴﺪه ﺗﻌﺘﺒﺮ أﺣﺪاﺛﺎ
ْ
ﻵھﺎت وﺗﺴﺘﺤﻖ أن
ﺗﻮﻗﻆ
اﻟﻀﻤﺎﺋﺮ وﺗﻨﺸﻐﻞ ﻓﯿﮭﺎ اﻟﻌﻘﻮل
.