68
ُ
ﺣﺎﻓﻈﺖ
ُ
ﻋﻠﻰ أﺳﺮار اﻟﻤﺤﻞ واﻟﻌﻤﻞ ﺑﻜﻞ أﻣﺎﻧﺔ وإﺧﻼص، وﻣﻊ ﻣﺮور اﻟﻮﻗﺖ أﺻﺒﺤﺖ
ﻣﺘﻌﺪدة ﻓﻲ
ٍ
ﺑﻨﻮاح
ً
ﻣﻠﻤﺎ
ْ
اﻟﻤﺤﻞ وﺑﻜﻞ أﻗﺴﺎﻣﮫ وأوﻛﻠﺖ
إﻟﻲ ﻣﮭﺎم وﻣﺴﺌﻮﻟﯿﺎت ﻛﺒﯿﺮه وﻣﻌﻘﺪة ﺗﺤﺘﺎج ﻟﻤ
ﮭﺎرات وﺧﺒﺮات ﻛﺒﯿﺮة
.
ّ
إن
ﺗﻜﯿﻔﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ ﻗﻠﻞ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻀﻐﻮط اﻟﻨﻔﺴﯿﺔ واﻟﻀﯿﻖ ﻟﺪي، وﻋﺰز ﻟﺪي ﻣﺰاﯾﺎ
اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ
اﻟﻨﻔﺲ
ُ
واﻟﻤﺴﺌﻮﻟﯿﺔ، وﺣﻈﯿﺖ
ﺑﺘﻌﺎﻣﻞ ﻃﺒﯿﻌﻲ وﻣﺘﻔﺎھﻢ ﻟﻈﺮوف اﻟﻮﺿﻊ اﻟﺠﺴﺪي ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻤﺤﻞ وﺗﺠﻠﻰ
ذﻟﻚ ﺑﺘﺼﺮﻓﺎﺗ
ﮫ
ﺗﺠﺎھﻲ دون رأي ﻣﺴﺒﻖ، واﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻗﺪراﺗﻲ ﻗﺒﻞ
إﻋﺎﻗﺘﻲ، وﻟﻢ ﯾﻜﻦ ھﻨﺎﻟﻚ أي ﺣﺎﺟﺰ ﺑﯿﻨﻨﺎ
ً
ﻟﻜﻲ ﯾﺘﻢ ﻛﺴﺮه أﺻﻼ
ُ
، وﻣﻦ اﻟﺠﺪﯾﺮ ذﻛﺮه أﻧﻨﻲ ﻟﻢ اﻃﻠﺐ أي أﺟﺮ أو ﻣﺮدود ﻣﺎدي وﻓﻀﻠﺖ
اﻟﻌﻤﻞ دون ﻣﻘﺎﺑﻞ
ﻟﺘﺮدي وﺿﻌﻲ
ً
ﻟﻜﻲ ﻻ اﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﺘﻘﺼﯿﺮ ﻓﻲ ﺣﺎل ﺧﻀﻮﻋﻲ ﻟﻠﻤﺮض أو اﺣﺘﯿﺎﺟﻲ ﻟﻠﺮاﺣﺔ ﻷوﻗﺎت ﻃﻮﯾﻠﺔ ﻧﻈﺮا
اﻟﺠﺴﻤﺎﻧﻲ
.
ﻻ
ٌ
آﺧﺮ
ٌ
ﺑﻘﻲ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮع ﻃﺮف
ﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻄﺮق إﻟﯿﮫ، أﻻ وھﻮ اﻟﺰﺑﺎﺋﻦ ﻣﻦ أﻓﺮاد ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ اﻟﻌﺰﯾﺰ
.
ﺑﻌﺪ ﺗﻨﻔﯿﺬ
اﻟﺘﻮﺻﯿﺎت ﺑﻤﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺰﺑﺎﺋﻦ اﻟﺬﯾﻦ ﯾﺮﺗﺎدون اﻟﻤﺘﺠﺮ ﺑﺎﻻﺣﺘﺮام واﻟﻤﻮدة وﺑﺒﺸﺎﺷﺔ وﺟﮫ، ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻛﺬﻟﻚ اﻷﻣﺮ ﻋﻨﺪ
ْ
ﺗﻌﺎﻣﻠﮭﻢ ﻣﻌﻲ، ﻓﻔﻲ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺤﺎﻻت ﻋﻨﺪ دﺧﻮل زﺑﻮن ﺟﺪﯾﺪ أو ﻣﻤﻦ ﻻ ﯾﻌﺮﻓﻮﻧﻨﻲ إﻟﻰ اﻟﻤﺘﺠﺮ، رﺻﺪت
ﻨﺎيﻋﯿ
ﻛﯿﻒ ﻛﺎن ﯾﺘﻮﺟﮫ ﻣﺒﺎﺷﺮة إﻟﻰ اﺣﺪ أﻓﺮاد ﻃﺎﻗﻢ اﻟﻌﻤﻞ ﻟﻼﺳﺘﻔﺴﺎر ﻋﻦ ﻏﺮض ﻣﺎ، وھﺬا أﻣﺮ ﻃﺒﯿﻌﻲ، وﻟﻜﻦ
ّ
ﻟﮫ اﺳﻤﻲ، أﺟﺪ أن
ً
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﺘﻢ ﺗﻮﺟﯿﮭﮫ إﻟﻲ ذاﻛﺮا
ُ
اﻟﺰﺑﻮن ﯾﺘﻠﻔﺖ
وﯾﺘﺴﺎءل ﻋﻦ ﻣﻜﺎﻧﻲ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ
ً
وﯾﺴﺎرا
ً
ﯾﻤﯿﻨﺎ
ﺧﻠﻮ اﻟﻤﺘﺠﺮ ﻣﻦ آﺧﺮﯾﻦ
!!
ْ
ﻛﺄﻧﮫ ﻻ ﯾﻌﺘﻘﺪ أن
ذﻟﻚ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﺬي ﯾﺠﻠ
ﻜﺮﺳﻲ ﺲ ﻋﻠﻰ اﻟ
ْ
ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ أن
ﯾﺨﺪﻣﮫ و ﯾﻠﺒﻲ
ﺑﻌﻀﮭﻢ ﻛﺎن ﯾﺘﻤﺘﻢ ﺑﻌﺾ اﻟﻜﻠﻤﺎت ﯾﺤﺎول اﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺻﺤﺔ ﻓﮭﻤﮫ أﻧﻨﻲ
ً
ﻃﻠﺒﮫ ﻛﺄي ﻋﺎﻣﻞ ﻣﻌﺎﻓﻰ، وأﺣﯿﺎﻧﺎ
ُ
اﻟﻤﻘﺼﻮد، وﻗﺪ ﻛﻨﺖ
اﺷﻌﺮ ﺑﺘﺮدد اﻟﺰﺑﺎﺋﻦ أﺛﻨﺎء
ﺟﻠﻮﺳﮭﻢ أﻣﺎﻣﻲ ﻓﺄﺑﺎدر ﺑﺎﻟﺘﺮﺣﯿﺐ
ﺑ
ً
ﮭﻢ ﻣﺤﺎوﻻ
إذاﺑﺔ ﺣﺎﺟﺰ
اﻟﺠﻠﯿﺪ اﻟﺬي ﺑﯿﻨﻲ وﺑﯿﻨﮭﻢ، ﻷﺟﻌﻠﮭﻢ ﯾﺸﻌ
ﺮون ﺑﺎﻻرﺗﯿﺎح ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻲ ﻣﻦ أﺟﻞ إﺗﻤﺎم ﻋﻤﻠﻲ، ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ
ﯾﺨﻠﻮ ﻣﻦ اﻟﺬوق
ً
ﻛﻮﻧﮫ ﺳﻠﻮﻛﺎ
، و
اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺒﻌﺾ اﻹھﺎﻧﺔ ﻧﺘﯿﺠﺔ اﻟﺘ
ﻘﻠﯿﻞ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻲ
.
إﻧﻲ أدرك أن ﻻ اﺣﺪ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ أن ﯾﻐﯿﺮ ﻃﺒﺎع اﻟﺒﺸﺮ أو ﯾﺮﻏﻤﮭﻢ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ، ﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﻻ اﺣﺪ
ﯾﻤﻠﻚ اﻟﺤﻖ ﻓﻲ اﻧﺘﮭﺎك ﻛﺮاﻣﺘﻲ أﯾﻨﻤﺎ ﻛ
ُ
ﻨﺖ
ُ
وﻛﯿﻔﻤﺎ ﻛﻨﺖ
ﻓ،
ﻜﺮاﻣﺔ اﻹﻧﺴﺎن ﺣﻖ أﺧﻼﻗﻲ
ﻻ ﯾﺤﻖ ﻷﺣﺪ اﻟﻤﺴﺎس
ﮫ ﺑ
وﻟﯿﺲ ھﻨﺎك إھﺎﻧﺔ أﺷﺪ ﻣﻦ اﻧﺘﮭﺎك اﻟﻜﺮاﻣﺎت
و،
رﻏﻢ ذﻟﻚ
ُ
ﺗﻐﻠﺒﺖ
ﻋﻠﻰ أﺣﺎﺳﯿﺴﻲ اﻟﻤﺘﺄﻟﻤﺔ ﺑﺘﺤﺪي ﻣﻮاﻗﻔﮭﻢ
ُ
وأﻓﻜﺎرھﻢ اﻟﺴﻠﺒﯿﺔ وأﺻﺒﺤﺖ
ذا ﺣﺼﺎﻧﺔ ﺿﺪ
"
ﻓﯿﺮوﺳﺎت
"
ُ
اﻟﺠﮭﻞ وﻗﻠﺔ اﻟﻮﻋﻲ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، ﻓﺘﻌﺎﻣﻠﺖ
ﻣﻌﮭﻢ
ﺑﺸﻲء ﻣﻦ اﻟﻤﻮ
دة وﺑﻠﺒﺎﻗﺔ وأﺳﻠﻮب ﺧﺎل ﻣﻦ اﻟﻜﺮاھﯿﺔ واﻟﺒﻐﻀﺎء
وﺑﻌﯿﺪ ﻋﻦ اﻟﻌﺼﺒﯿﺔ واﻟﻌﺪواﻧﯿﺔ،
وﺑﻜﻞ
ُ
ﺗﻮاﺿﻊ وﻣﺮوﻧﺔ، وأﺣﺴﻨﺖ
ُ
اﻻﺳﺘﻤﺎع ﻟﮭﻢ وﺗﻔﺎﻋﻠﺖ
ﻣﻊ أﺣﺎدﯾﺜﮭﻢ،
ً
ﻣﺤﺎﻓﻈﺎ
ً
وﻣﻠﺘﺰﻣﺎ
ﺑﻀﻮاﺑﻂ اﻟﻌﻤﻞ واﻟﻤﺤﻞ
ً
اﻟﺘﺠﺎري، وﻣﺘﻔﺎدﯾﺎ
أي ﻣﺸﺎﻛﻞ أو ﻣﺘﺎﻋﺐ أﻧﺎ ﻓﻲ ﻏﻨﻰ ﻋﻨﮭﺎ
.
ّ
ﯾﻌﺘﻘﺪ اﻟﺒﻌﺾ أن
ﻣﺎ ﯾﻤﺮ ﺑﮫ
اﻟﻤﻌﺎﻗﻮن ﻣﻦ ﺗﻌﺎﻣﻞ وﺳﻠﻮك وﺗﺼﺮﻓﺎت أﻣﺮ ﺑﺴﯿﻂ وﺑﺎﻹﻣﻜﺎن اﻟﺘﻐﺎﺿﻲ ﻋﻨﮫ،
ﻟﻜﻨﮭﻢ ﻻ ﯾﺪرﻛﻮن ﻣﺪى اﻷﺛﺮ اﻟﺴﻠﺒﻲ واﻟﻀﺮر اﻟﻨﻔﺴﻲ اﻟﺬي ﯾﺼﯿﺒﻨﺎ،
وﻣﺮارة اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻻ ﺗﺰول ﻣﮭﻤﺎ ﺑﺬﻟﻨﺎ ﻣﻦ
ﺟﮭﻮد ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ ﺗﺨﻔﯿﻒ وﻃﺄﺗﮭﺎ،
ﻓﺒﻌﺪ ﺣﻨﺎن ﻋﺎﺋﻼﺗﻨﺎ وﻣﻌﺎﻣﻠﺘﮭﺎ ﻟﻨﺎ ﺑﻜﻔﻮف ﻣﻦ ﺣﺮﯾﺮ وﺣﺮﺻﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺪم
اﻟﻤﺴﺎس
ﺑﻜﺮاﻣ
ﺎ
ﺗﻨﺎ، وﻋﻨﺪ ﺧﺮوﺟﻨﺎ و
ﺗﻌﺎﻣﻠ
ً
ﻨﺎ ﻣﻊ ﻣﺤﯿﻄﻨﺎ ﻧﺠﺪ ﺗﻐﯿﯿﺮا
ً
واﺿﺤﺎ
ﻏﯿﺮ ﻣﺄﻟﻮف ﻟﻨﺎ
ً
وواﻗﻌﺎ
ً
وﻣﻔﺎﺟﺌﺎ
ّ
وﻟﻢ ﯾﻌﺘﺪ ﻋﻠﯿﮫ ﻣﻦ اﻟﺘﺰﻣﻮا اﻟﺒﯿﺖ، ﻓﻤﻨ
ﺎ ﻣﻦ ﯾﻀﻌﻒ ﻋﻦ اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ وﺗﻌﺠﺰ ﻗﻮاھﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﻤﻞ وﺗﻨﮭﺎر ﻓﻲ