71
أزﻣﺔ ﺻﺤﯿﺔ ﻗﺎھﺮة
ْ
ت
ّ
وﻣﺮ
اﻟﺸﮭﻮر و
ُ
اﻷﻋﻮام ﺑﺄﺣﺪاﺛﮭﺎ وﻣﺸﺎھﺪھﺎ اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺒﺔ، اﻟﻤﺆﻟﻤﺔ واﻟﺴﻌﯿﺪة، اﻟﺒﺎﺋﺴﺔ واﻟﺸﯿﻘﺔ، ﺗﻌﺮﺿﺖ
اﻋﺘﺮاض ﺳﯿﺮ ﻗﻄﺎر ﺣﯿﺎﺗﻲ ﻓﻲ ﺳﻔﺮه ﻧﺤﻮ ﻣﺤﻄﺔ اﻟﻌﻄﺎء واﻹﻧﺘﺎج اﻟﻤﻨﺸﻮدة
ْ
ﻓﯿﮭﺎ ﻟﺤﻮاﺟﺰ وﻋﻘﺒﺎت ﺣﺎوﻟﺖ
.
ﻣﻄﻤﺌﻨﺔ، وﻧﻌﻤﺔ اﻟﺘﺤﻤﻞ واﻟﺜﺒﺎت، وﻣﺴﺎﻧﺪة اﻷﺣﺒﺎء واﻟﻤﻘﺮﺑﯿﻦ ﺗﻐ
ً
وﺑﻔﻀﻞ اﷲ اﻟﺬي ﻣﻨﺤﻨﻲ ﻧﻔﺴﺎ
ُ
ﻠﺒﺖ
ﻋﻠﻰ
اﻻﺧﺘﺒﺎرات واﻟﺘﺠﺎرب، ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻗﺴﻮﺗﮭﺎ وﺷﺪﺗﮭﺎ، واﺟﮭﺘﮭﺎ ﺑﻜﻞ رﺿﺎ وﻗﻮة وﻋﻨﻔﻮان دون اﻟﮭﺮوب ﻣﻦ
ﻗﻀﺎء اﷲ وﻗﺪره
.
ُ
ﺗﻠﻘﯿﺖ
ﻋﻠﻰ أﺛﺮھﺎ ﺧﺒﺮة ﺣﯿﺎﺗﯿﺔ ﻻ ﺑﺄس
ﺑ
ﻓﻲ اﻟﺘﺼﺪي ﻟﻌﻮاﺻﻒ اﻟﺤﯿﺎة اﻟﻤﺘﺘﺎﻟﯿﺔ
ْ
ﮭﺎ ﺳﺎھﻤﺖ
وﻏﯿﺮ اﻟﻤﻨﺘﮭﯿﺔ
.
ْ
وإﺣﺪى اﻟﻌﻮاﺻﻒ اﻟﻌﺎﺗﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺿﺮﺑﺖ
ﻣﺴﯿﺮة ﻧﮭﻀﺘﻲ
ﻛﺎﻧﺖ إﺻﺎﺑﺘﻲ ﺑﺄزﻣﺔ ﺻﺤﯿﺔ ﺷﺪﯾﺪة
.
ْ
أزﻣﺔ ﻏﯿﺮ ﻋﺎدﯾﺔ ﻋﺼﻔﺖ
ُ
ﺑﺎﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻛﻠﮭﺎ، ﻓﻘﺪ ﻛﻨﺖ
ﻓﻲ
اﻟﺴﺎدﺳﺔ واﻟﻌﺸﺮﯾﻦ ﻣﻦ ﻋﻤﺮي، وﻓﻲ
ﻠﻚ ﺗ
اﻷﯾﺎم
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺠﺮي
ُ
ﻣﺒﺎرﯾﺎت ﻛﺄس اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻟﻜﺮة اﻟﻘﺪم ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ، وﻓﻲ ﺻﺒﯿﺤﺔ اﺣﺪ اﻷﯾﺎم أﺣﺴﺴﺖ
ﺑﺂﻻم ﺣﺎدة ﻏ
ﯿﺮ
ﻣﺴﺒﻮﻗﺔ ﻓﻲ ﺑﻄﻨﻲ، وﻗﺪ
ﺣﻮﻟﻨﻲ
ﻃﺒﯿﺐ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ
إﻟﻰ اﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ اﻟﻘﺮﯾﺐ
.
وﻗﺒﻞ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﻠﯿﻞ وﺑﻌﺪ إﺟﺮاء ﻋﺪة
ﻓﺤﻮﺻﺎت وﺗﺸﺨﯿﺺ ﻣﺎ أﻋﺎﻧﻲ ﻣﻨﮫ، ﺗﺸﺎور اﻷﻃﺒﺎء ﻓﯿﻤﺎ ﺑﯿﻨﮭﻢ وﺗﺒﯿﻦ أﻧﻨﻲ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟﻌﻤﻠﯿﺔ ﺟﺮاﺣﯿﺔ ﻋﺎﺟﻠﺔ، وﻗﺪ
ﺗﻠﻘﻰ اﻷﻃﺒﺎء ﺑﻤﺎ ﻓﯿﮭﻢ ﻃﺒﯿﺐ اﻟﺘﺨﺪﯾﺮ اﻟﻤﻠﻒ اﻟﺬي ﯾﺨﺼ
ﻨﻲ ﻣﻦ أرﺷﯿﻒ ﻗﺴﻢ أﻣﺮاض اﻟﺮﺋﺔ اﻟﻤﻮ
ﻮﺟ
د ﻓﻲ ﻧﻔﺲ
اﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ واﻟﺬي ﯾ
ﺤﺘﻮى ﻋﻠﻰ ﺗﺎرﯾﺨﻲ اﻟﻤﺮﺿﻲ
.
ُ
وﺗﻌﻠﻮ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﯿﺎي اﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻛﻠﻤﺎ ﺗﺬﻛﺮت
أﺣﺪاث اﻟﺪﻗﺎﺋﻖ
ْ
اﻷﺧﯿﺮة ﻗﺒﻞ دﺧﻮﻟﻲ إﻟﻰ ﻏﺮﻓﺔ اﻟﻌﻤﻠﯿﺎت اﻟﺠﺮاﺣﯿﺔ ﻓﻘﺪ ﺟﺮت
ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻠﺤﻈﺎت ﻣﺒﺎراة ﯾﺘﺮﻗﺒﮭﺎ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺄﺳﺮه
ﺑﯿﻦ اﻟﻤﻨﺘﺨﺐ اﻹﯾﺮاﻧﻲ وﻣﻨﺘﺨﺐ اﻟﻮﻻﯾﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة، وﻛﺎن ﻟﮭﺬه اﻟﻤﺒﺎراة
ﻣﻌﻨﻰ
ﺳﯿﺎﺳﻲ ﻣﮭﻢ ﺑﺴﺒﺐ
اﻟﺘﻮﺗﺮ اﻟﺴﺎﺋﺪ
ﺑﯿﻦ اﻟﺪوﻟﺘﯿﻦ
.
ُ
أﺛﻨﺎء اﻻﻧﺘﻈﺎر ﻟﻤﻮﻋﺪ اﻟﻌﻤﻠﯿﺔ ﻛﻨﺖ
أﺷﺎھﺪھﺎ وﺗﺒﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﻧﮭﺎﯾﺘﮭﺎ ﺑﻀﻊ دﻗﺎﺋﻖ، وﻗﺎم اﺣﺪ أﻓﺮاد
ُ
اﻟﻄﺎﻗﻢ اﻟﻄﺒﻲ ﺑﺎﺳﺘﺪﻋﺎﺋﻲ ﻟﻠﺘﻮﺟﮫ ﻟﻐﺮﻓﺔ اﻟﻌﻤﻠﯿﺎت اﻟﺠﺮاﺣﯿﺔ، ﻓﻘﻤﺖ
ْ
ﺑﺎﻟﺘﻮﺳﻞ إﻟﯿﮫ أن
ﯾﻤﻨﺤﻨﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺪﻗﺎﺋﻖ
ْ
ﺣﺘﻰ اﻧﺘﮭﺎء اﻟﻤﺒﺎراة، وﻓﻌﻼ ﻟﺒﻰ ﻃﻠﺒﻲ واﻧﺘﮭﺖ
ا
ُ
ﻟﻤﺒﺎراة ﺑﻔﻮز اﻟﻤﻨﺘﺨﺐ اﻹﯾﺮاﻧﻲ ودﺧﻠﺖ
ﻏﺮﻓﺔ اﻟﺠﺮاﺣﺔ
ﺑﺎﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻋﺮﯾﻀﺔ دون ﺗﻮﺗﺮ أو ﻗﻠﻖ ﻣﻤﺎ أﻧﺎ ﻣﻘﺒﻞ ﻋﻠﯿﮫ
.
ْ
ﻛﺎﻧﺖ
ّ
اﻷﻣﻮر ﺗﺴﯿﺮ ﺑﺼﻮرة ﻋﺎدﯾﺔ وﻃﺒﯿﻌﯿﺔ، ﺣﺘﻰ ﺗﺪ
ﺧﻞ ﻃﺒﯿﺐ اﻟﺘﺨﺪﯾﺮ ﻓﻲ اﻷﻣﺮ، وﻋﻠﻰ اﺛﺮ ﺣﻘﻨﺔ
ُ
اﻟﻤﺨﺪر اﻟﺘﻲ ﺣﻘﻨﻨﻲ ﺑﮭﺎ دﺧﻠﺖ
ﻓﻲ ﻏﯿﺒﻮﺑﺔ وﺳﺒﺎت ﻋﻤﯿﻖ، وﻓﻲ اﻟﺪﻗﺎﺋﻖ اﻷ
ً
أﯾﺎ
ِ
ﺑﺪ
ُ
ﺧﯿﺮة ﻣﻦ ﻋﻤﻞ اﻷﻃﺒﺎء ﻟﻢ أ
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺘﻲ اﻟﺼﺤﯿﺔ ﺑﻮﺗﯿﺮة ﺳﺮﯾﻌﺔ ﻓﺎﺿﻄﺮ اﻷﻃﺒﺎء
ٍ
ﻣﻦ ﻋﻼﻣﺎت اﻻﺳﺘﯿﻘﺎظ ﻣﻦ ﻏﯿﺒﻮﺑﺘﻲ وﺻﺎﺣﺐ ذﻟﻚ ﺗﺮد
ً
ﻷﺟﺮاء ﻋﻤﻠﯿﺔ إﻧﻌﺎش ﻃﺎرﺋﺔ وإدﺧﺎل أﻧﺒﻮب ﺗﻨﻔﺲ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺤﻠﻖ وأﺛﻨﺎء ذﻟﻚ أﺣﺪﺛﻮا ﺛﻘﺒﺎ
ﻓﻲ
اﻟﺮﺋﺔ ﻣﻤﺎ زاد
ً
اﻷﻣﺮ ﺳﻮءا
ً
وﺣﺮﺟﺎ
.
وﻗﺪ ﻛﺎن ﺑﺮﻓﻘﺘﻲ
ّ
أﺧﻲ اﻟﺬي ﺷﻌﺮ ﺑﻌﺪ ﻣﻀﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﺑﺄن
ﻏﯿﺮ ﻃﺒﯿﻌﻲ ﯾﺤﺪث
ً
أﻣﺮا
ﺑﺎﻟﺪاﺧﻞ، ﻓﺎﺳﺘﻔﺴﺮ ﻋﻦ اﻷﻣﺮ وﺗﻢ إﺑﻼﻏﮫ ﺑﺼﻌﻮﺑﺔ اﻟﻮﺿﻊ، ﻓ
ﻘﺎم ﺑﻨﻔﺴﮫ ﺑﺎﻟﺘﻮﺟﮫ إﻟﻰ ﻗﺴﻢ اﻟﺮﺋ
ﺔ
ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ
واﺳﺘﺪﻋﺎء اﻟﻨﺠﺪة ﻣﻦ اﺣﺪ اﻷﻃﺒﺎء اﻟﻤﺨﺘﺼﯿﻦ ﻓﻲ أﻣﺮاض اﻟﺮﺋﺔ ﻟﯿﺮى ﻣﺎ ﯾﻤﻜﻦ ﻓﻌﻠﮫ ﻓﻲ اﻟﺘﻄﻮرات اﻟﺤﺎﻟﯿﺔ
اﻟﺨﻄﺮة، وﺑﺎﻟﻔ
ﻌﻞ ﻓﺒﻔﻀﻞ اﷲ
وأﻣﺮه أﻧﻘﺬ ھﺬا اﻟﻄﺒﯿﺐ ﺣﯿﺎﺗﻲ و
حﺷﺮ
ﻟﻠﻄﺎﻗﻢ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺔ اﻟﻌﻤﻠﯿﺎت ﺑﺨﺼﺎﺋﺺ
ﻣﺮﺿﻲ اﻟﺮﺋﻮي وﻗﺎم ﺑﺈﺳﻌﺎﻓﻲ وإﯾﺼﺎﻟﻲ ﻟﻸﺟﮭﺰة واﻟﻤﻌﺎﯾﯿﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﻼﺋﻢ ﺣﺎﻟﺘﻲ وﻣﺮﺿﻲ
.
ُ
وﻟﻜﻨﻨﻲ ﺑﻘﯿﺖ
ﻓﻲ
ُ
ﺣﺎﻟﺔ ﻏﯿﺒﻮﺑﺔ ﻣﺴﺘﻤﺮة وﻛﻨﺖ
ُ
ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺎ اﻟﻤﻮت وﯾﺒﺪو أﻧﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻵﺧﺮ وﻋﺪت
ﻣﻨﮫ ﺑﻔﻀﻞ اﷲ
ﺛﻢ
ﻟﺘﻤﺴﻜﻲ ﺑﺎﻟﺤﯿﺎة ورﻏﺒﺘﻲ ﺑﻤﻮاﺻﻠﺔ اﻟﻤﺸﻮار وﺗﺤﻘﯿﻖ اﻟﺬات واﻟﺴﻌﻲ ﻧﺤﻮ ﺣﺎﺿﺮ أﻓﻀﻞ وﻏﺪ ﻣﺸﺮق
.