80
ْ
ﻋﺼﻔﺖ
ْ
ﺑﮭﻢ اﻟﺤﯿﺎة وﺗﺮﻛﺖ
ﻋﻠﻰ أﺟﺴﺎدھﻢ
ً
اﻟﻤﻌﺎﻧﺎة وﺷﻤﺎ
.
ْ
وﻋﻠﻰ اﻟﺼﻌﯿﺪ اﻟﺸﺨﺼﻲ ﻟﻘﺪ اﻧﻌﺪﻣﺖ
ﻣﺜﻞ ھﺬه
اﻟﺒﺮاﻣﺞ ﻷﺑﻨﺎء ﺟﯿﻠﻲ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ
، و
ﻻ اذﻛﺮ أن ﻓﻲ ﺻﻐﺮي
ُ
اﺷﺘﺮﻛﺖ
ً
ﯾﻮﻣﺎ
ﻣﺎ ﻓﻲ اﺣﺘﻔﺎﻻت ﻣﺸﺎﺑﮭﺔ إذ ﻟﻢ ﻧﺠﺪ ﻣﻦ
ﯾﺒﺎدر وﯾﻌﻤﻞ ﻣﺎ ﯾﺴﺮ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ وﯾﺨﺮﺟﻨ
ﺎ ﻣﻦ دواﻣﺔ اﻹﻋﺎﻗﺔ وﻟﻮ ﻟﻮﻗﺖ ﻗ
. ﺼﯿﺮ
ﺗﻌﺘﺒﺮ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم، ﺑﺸﺘﻰ أﺻﻨﺎﻓﮭﺎ اﻟﻤﺮﺋﯿﺔ واﻟﻤﻘﺮوءة واﻟﻤﺴﻤﻮﻋﺔ، ﻛﺄﺳﺮع وأﻧﺠﻊ وﺳﯿﻠﺔ ﻋﺼﺮﯾﺔ
ﻟﻠﺘﺄﺛﯿﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺮأي اﻟﻌﺎ
ُ
م، وأدرﻛﺖ
ﻣﻨﺬ اﻟﺼﻐﺮ اﻟﺪور اﻟﮭﺎم اﻟﺬي ﯾﻠﻌﺒﮫ اﻹﻋﻼم ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺎھﻤﺔ واﻟﺘﺄﺛﯿﺮ
اﻻﯾﺠﺎﺑﻲ
واﻟﺴﻠﺒﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺎﺋﺮ اﻟﺒﺸﺮ
ُ
وﺣﺘﻰ اﻟﺪول، وﻗﺪ اﻋﺘﻤﺪت
ﺗﻮﺛﯿﻖ اﻟﻨﺸﺎﻃﺎت واﻟﺒﺮاﻣﺞ واﻟﻔﻌﺎﻟﯿﺎت
واﻟﺘﻘﺎط اﻟﺼﻮر اﻟﻔﻮﺗﻮﻏﺮاﻓﯿﺔ
ً
ﻣﺴﺘﻐﻼ
ﻋﺼﺮ ﺛﻮرة اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت واﻹﻣﻜﺎﻧﺎت اﻟﮭﺎﺋﻠﺔ اﻟﻤﺘﻮﻓﺮة ﻟﺪﯾﻨﺎ
ﺣﯿ .
ُ
ﺚ وﺟﺪت
ﻓﯿﮭﺎ أداة ﻹﻋﻼء ﻗﻀﺎﯾﺎ ذوي اﻹﻋﺎﻗﺔ إﻟﻰ ﻣﻨﺼﺎت اﻟﻨﻘﺎش اﻟﻌﺎم، ورﻓﻊ اﻷﺻﻮات
ﻟﺘﺼﻞ
ﺻﻨﺎع اﻟﻘﺮار
واﻟﻤﺴﺌﻮﻟﯿﻦ ﻹﻋﻄﺎء اﻟﻤﻌﺎﻗﯿﻦ ﺣﻘﮭﻢ اﻟﻄﺒﯿﻌﻲ ﻣﻦ اﻻھﺘﻤﺎم وإﺗﺎﺣﺔ اﻟﻔﺮص ﻟﺪﻣﺠﮭﻢ وإﺷﺮاﻛﮭﻢ ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة
اﻟﯿﻮﻣﯿﺔ وإﺑﺮاز ﻗﺪراﺗﮭﻢ وﻣﻮاھﺒﮭﻢ ﻏﯿﺮ اﻟﻤﺴﺘﻐﻠﺔ، ﻛﻤ
ﺎ ووﺟﺪﺗﮭﺎ وﺳﯿﻠﺔ ﻟﺘﺮو
ﯾﺞ
آراﺋﻨﺎ وﻣﻄﺎﻟﺒﻨﺎ
وﺑﺚ ﺷﺠﻮﻧﻨﺎ
وﻟﺘﯿﺴﯿﺮ ﻋﻤﻠﯿﺔ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﻋﻘﻮل أﻓﺮاد اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻟﺤﺜﮭﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﻐﯿﯿﺮ اﻵراء اﻟﺮﺟﻌﯿﺔ ﻓﻠﻺﻋﻼم ﺗﺄﺛﯿﺮ ھﺎم ﻓﻲ
ﺻﯿﺎﻏﺔ ﻋﻘﻠﯿﺔ اﻟﻘﺎرئ أو اﻟﻤﺸﺎھﺪ وﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﺆﻣﻦ ﺑﮫ
.
ﻓﻲ ﻇﻞ ﻋﺼﺮ اﻟﺤﻀﺎرة واﻻﻧﻜﺸﺎف اﻟﺪاﺋﻢ ﻟﻠﻈﻮاھﺮ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ وﺗﺰاﯾﺪ اﻟﻮﻋﻲ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ
، ﺗﻘﺎس
ﺣﻀﺎرة اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت ﺑﻤﺪى ﺗﻌﺎﻣﻠﮭﺎ ﻣﻊ اﻟﺸﺮاﺋﺢ اﻟﻀﻌﯿﻔﺔ، ووﺟﻮد اﻟﺼﻌﻮﺑﺎت اﻟﺤﯿﺎﺗﯿﺔ اﻟﻤﺬﻛﻮرة أﻋﻼه
ﯾ
ﺜﺒﺖ
ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻻ ﯾﻘﺒﻞ اﻟﺸﻚ ﺗﺠﺮﱡ
د ﺑﻌﺾ أﻓﺮاد اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، وﻣﻦ ﯾﻘﻒ ﻋﻠﻰ رأﺳﮭﻢ ﻣﻦ رؤﺳﺎء وﻣﺴﺌﻮﻟﯿﻦ، ﻣﻦ
ﺑﻌﺾ ﺻﻔﺎﺗﮭﻢ اﻟﺤﻀﺎرﯾﺔ وﺳﻤﺎﺗﮭﻢ اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ، واﻟﻤﻠﻔﺖ
ﻟﻠﻨﻈﺮ
ﻓﻲ اﻷﻣﺮ أن ھﺬه
ْ
اﻟﺼﻌﻮﺑﺎت ﻏﺪت
ﻛﺄﺣﺪاث
ﻋﺎدﯾﺔ وﻋﺎﺑﺮة ﺗﻤﺮ ﻣﺮور اﻟﻜﺮام دون اﻛﺘﺮاث
اﺣﺪ
، وھﻢ ﻛﺎﻟﻨﻌﺎم رؤوﺳﮭﻢ ﻣﺪﻓﻮﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺮاب ﻻ ﯾﺮون وﻻ
ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮ اﻟﺘﻀﺎﻣﻦ
ً
ﯾﺴﻤﻌﻮن، وﻻ ﻧﺮاھﻢ ﺣﺘﻰ ﯾﻈﮭﺮون ﺑﻌﻀﺎ
.!!
إﺣﺴﺎﺳﻨﺎ ﺑﺎﻟﻐﻀﺐ واﻟﻤﺮارة ﺟﺮاء اﻟﺘﻤﯿﯿﺰ
اﻟﺼﺎرخ، ﻻ
ﯾﮭﯿﻦ ﻛﺮاﻣﺎﺗﻨﺎ وﺣﺴﺐ ﺑﻞ ﯾﻤﺲ أﯾﻀﺎ ﺑﻜﺮاﻣﺔ و
ﺳﻤﻌﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ
، ﻟﻜﻮن ھﺬه اﻟﻌﻮاﺋﻖ ﺗﺘﻄﺎول ﻋﻠﻰ
ﻞ
ُ
ﻛﺮاﻣﺎت اﻟﺒﺸﺮ وﻣﻨﺎﻓﯿﺔ ﻟﻠﻘﻮاﻧﯿﻦ اﻟﺘﺸﺮﯾﻌﯿﺔ واﻟﺴﻤﺎوﯾﺔ وﻻ ﯾﻘﺒﻠﮭﺎ اﺣﺪ ﻟﻨﻔﺴﮫ وﻣﻄﺎﻟﺒﻨﺎ ﻟﯿﺴﺖ ﻣﻨﺤﺔ أو ﺗﻔﻀ
ﻣﻦ اﺣﺪ، وإﻧﻤﺎ إﻋﻄﺎء ﻛﻞ ذي ﺣﻖ ﺣﻘﮫ ﺑﺎﻟﻌﺪل
واﻹﻧﺼﺎف
.
أ
ّ
ﻋﺘﻘﺪ أن
ھﺬه اﻟﻨﻤﺎذج ﻣﻦ اﻟﻤﻌ
ﻮﱢ
ﻗﺎت اﻟﺤﯿﺎﺗﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﺒﺪو ﺑﺴ
ﯿﻄﺔ ﻋﻨﺪ ﺳﺮدھﺎ أو ﻗﺮاءﺗﮭﺎ، ﻟﻜﻨﮭﺎ ﻋﻈﯿﻤﺔ
اﻷھﻤﯿﺔ واﻷﺛﺮ ﻋﻨﺪ ﻣﻦ ﯾﻌﯿﺸﮭﺎ وﯾﻠﻤﺴﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﺴﺪه، ﺗﻀﺎف إﻟﻰ ﻇﻮاھﺮ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ واﻟﺴﻠﻮك اﻟﺴﻠﺒﻲ ﻏﯿﺮ
ُ
اﻟﻤﺒﺮر ﻛﺎﻟﺬي ذﻛﺮﺗ
ﮫ ﻓﻲ ﻣﺮاﺣﻞ ﻧﻀﻮﺟﻲ اﻷوﻟﻰ
.
ْ
ﻓﺒﻌﺪ أن
ُ
ﻛﻨﺖ
ذﻟﻚ اﻟﻤﻌﺎق اﻟﻀﻌﯿﻒ واﻟﻤﻐﻠﻮب ﻋﻠﻰ أﻣﺮه،
ُ
اﻟﻤﺘﻘﻮﻗﻊ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﮫ دون ﺗﻘﺪم ور
ﻗﻲ، ا
ُ
ﺳﺘﻔﻘﺖ
ٍ
ﻣﻦ ﺳﺒﺎت
ﻋﻤﯿﻖ ﻷرى اﻟﺤﯿﺎة ﺑﻤﻨﻈﺎر ﺟﺪﯾﺪ، وأوﻟﻮﯾﺎت ﺟﺪﯾﺪة
ﻷﻛﻮن و
ﺻﺎﺣﺐ
رﺳﺎﻟﺔ
ﻧﺒﯿﻠﺔ أ
ﻣﺮﺿﺎة اﷲ ﺛﻢ ﻣﻨﻔﻌﺔ إﺧﻮاﻧﻲ ذوي اﻹﻋﺎﻗﺔ، واﻓﺘﺨﺮ ﺑﺎﻟﺠﮭﺮ ﺑﮭﺎ
ً
ﺑﺘﻐﻲ ﺑﮭﺎ أوﻻ
ﻹﯾﻤﺎﻧﻲ اﻟﺬي ﻻ ﯾﺘﺰﻋﺰع ﺑﮭﺎ وﻟﻤﻌﺎﻧﯿﮭﺎ اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ وﻟﻔﻮاﺋﺪھﺎ اﻟﺠﻤﺔ ﻋﻠﻰ أﻓﺮاد ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﺑﻜﺎﻓﺔ ﺷﺮاﺋﺤﮫ
ﺪ ﻟﻘ .
وھﺒﻨﻲ اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ اﻟﮭﺪاﯾﺔ وﺷﺮف ﺣﻤﻞ ﺑﻮﺻﻠﺔ اﻟﺴﯿﺮ ﻧﺤﻮ اﻻﺗﺠﺎه اﻟﺼﺤﯿﺢ ﻓﺤﺎن ﻣﻮﻋﺪ ﻣﯿﻼدي اﻟﺠﺪﯾﺪ
ُ
ﻋﻘﺐ ﺣﻤﻞ ﻣﺘﻌﺐ راﻓﻘﺘﮫ آﻻم وﻣﻌﺎﻧﺎة وآھﺎت، وﺣﻤﺪت
ُ
اﷲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ أﺻﺒﺤﺖ
ﻰ
ّ
ﻦ إﻃﻼع ودراﯾﺔ ﻓﻘﺪ وﻟ
ِ
ﻋﻠﯿﮫ ﻣ
َ
زﻣﻦ اﻟﺠﮭﻞ اﻟﺬي ﻧ
َ
ﺨﺮ ﻋﻈﺎﻣﻲ وﺳ
َ
ﻠ
َ
ﺐ إرادﺗﻲ وﻛ
َ
ﺘ
ْ
ﻢ ﺻﺮاﺧﻲ، واﻋﺘﻤﺪت
اﻟﻜﺘ
ﺎﺑﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ أرﻗﻰ أﺳﺎﻟﯿﺐ