בית איזי שפירא - ספרו של מר נואף זמירו - page 84

83
ّ أن ﻣﺴﺘﻮى ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻤﻌﺎق ﺗﻌﻜﺲ ﺛﻘﺎﻓﺔ وﺣﻀﺎرة اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻋﺎﻣﺔ، وأن اﻟﻤﻌ ﺎق اﻟﻤﺘﻌﻠﻢ ھﻮ ﻣﻔﺨﺮة ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ
اﻟ ﻟ ﺤﺎﺿﻦ ﻌﺪ ﻣﻔﺨﺮة ﻣﻀﺎﻋﻔﺔُﮫ، ودﻣﺠﮫ واﺳﺘﯿﻌﺎﺑﮫ ﻓﻲ ﻣﺆﺳﺴﺎﺗﮫ وإﺗﺎﺣﺔ اﻟﻔﺮص ﻟﮫ، ﯾ . ُ وأﻃﻠﻘﺖ ﺻﺮﺧﺔ
، ﻣﺪوﯾﺔ أﻃﻠﻘﮭﺎ ﺛﺎﻧﯿﺔ ھﻨ ﺎ، ﺑﻮﻗﻒ اﻻﺳﺘﺒﺪاد واﻟﻈﻠﻢ واﻟﺘﻤﯿﯿﺰ وإﻃﻼق اﻷﺣﻜﺎم دون ﻣﺮاﻓﻌﺔ أو ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ،
وﺑﻀﺮورة ﻋﺪم اﻟﻤﺲ ﺑﺬوي اﻹﻋﺎﻗﺔ اﻟﺬﯾﻦ ﯾﻌﺘﺒﺮون أﺻﺤﺎب ﺣﻖ، وھﻢ ﻻ ﯾﺘﺮددون ﻓﻲ اﻟﻨﻀﺎل واﻻﻋﺘﺼﺎم
ﻟﻮ اﻗﺘﻀﻰ اﻷﻣﺮ ﻟﺬﻟﻚ .
ْﻛﻢ ﺟﻤﯿﻞ أن ًﺗﻜﻮن ﺷﺨﺼﺎ ﯾﻤﻠﻚ أھﺪاﻓﺎ ﻟﺤﯿﺎﺗﮫ، ﺗﻨﮭﻲ ﯾﻮﻣﻚ اﻟﺰاﺧﺮ ﺑﺎﻟﻤﮭﺎم وا ًﻟﺒﺮاﻣﺞ وﺗﻨﺘﻈﺮ ﯾﻮﻣﺎ
ﻟﻤﺎ ﻗﺒﻠﮫ، ً ﻣﻤﺎﺛﻼًﺟﻤﯿﻼ ُ وﻛﻨﺖ ُﻣﻦ ھﺆﻻء اﻟﻤﺤﻈﻮﻇﯿﻦ ﻣﻤﻦ ھﺠﺮﺗﮭﻢ ﺳﻤﺎت اﻟﺴﺄم واﻟﻤﻠﻞ إذ ﻗﻀﯿﺖّ ﺟﻞ وﻗﺘﻲ
ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﻟﻤﺘﻮاﺻﻞ واﻟﺠﺎد ﻟﻠﺮﻓﻊ ﻣﻦ ﻣﻨﺰﻟﺔ اﻟﻤﻌﺎق اﻟﻤﺤﻠﻲ، وﻟﻜﻦ وﺳﻂ ھﺬا اﻟﺰﺧﻢ ﻣﻦ
اﻟﺘﺤﺪﯾﺎت واﻷﺣﺪاث، ﺧﺬﻟﻨﻲ ﺟﺴﺪي ﺑﺈﺻﺎﺑﺘﻲ ﺑﻤﺮض اﻟﺴﻜﺮي، ﻓ ُﻘﺪ ﺷﻌﺮت أن ﻟﺪي رﻏﺒﺔ ﺑﺸﺮب ﻛﻤﯿﺎت
ُﻏﯿﺮ ﻋﺎدﯾﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺎء ﯾﺮاﻓﻘﮭﺎ ﺣﺎﻻت إرھﺎق ﺷﺪﯾﺪة، ﻓﺄﺟﺮﯾﺖ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﺤﻠﯿﻼت و اﺗﻀﺢ ﻋﻠﻰ أﺛﺮھﺎ اﻧﻀﻤﺎم
ُھﺬا اﻟﻤﺮض إﻟﻰ ﺳﺠﻞ أﻣﺮاﺿﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺰاﯾﺪ ﻣﻦ وﻗﺖ ﻵﺧﺮ، وﺻﺮت ُوﻣﺎ زﻟﺖ أﺗﻨﺎول أﻗﺮاص ا ﻟﺪواء ﻛﻞ
ﯾﻮم ﻟﺘﺨﻔﯿﺾ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺴﻜﺮ ﻓﻲ اﻟﺪم .
ّإن ّﺗﺮد ًي أوﺿﺎﻋﻲ اﻟﺼﺤﯿﺔ ﺟﻌﻠﻨﻲ أﻛﺜﺮ ﻋﺼﺒﯿﺔ ًواﻧﻔﻌﺎﻻ ، ﺧﺎﺻ ْﺔ ﺑﻌﺪ أن ﺗﺴﻠﻞ اﻟﺨﻮف ﻟﺼﺪري واﻟ ﻮھﻦ
ّ وﯾﺒﺪو أنًﻟﺠﺴﺪي، ﻟﻘﺪ وﺟﺪ اﻟﺤﺰن ﻣﺄوى ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ ﻓﺎﻟﻤﺎﺿﻲ ﻛﺎن ﺑﺎﺋﺴﺎ ، وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ًاﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺳﯿﻜﻮن أﺷﺪ ﺑﺆﺳﺎ
ّ ﻣﻦ أن ﺣﺪﯾﺜﻲ ﯾﻮﺣﻲ ﺑﺎﻟﺘﺸﺎؤم ﻓﺄﻧﺎ ﺑﺸﺮ وﻟـﺴـﺖ ﻣـﻦ ﺟﻤﺎد، وھﻨﺎﻟﻚ ﻟﺤﻈﺎت ﺣﺰن، ﺗﻌﺐ، ﺿ ﻌﻒ، وأﻧﯿﻦ .
ّوﻟﻜﻦ وﺑﻔﻀﻞ اﷲ وﺣﻤﺪه وﺑﻌﺪ اﻟﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺬي ﻣﺎ اﺑﺘﻠﻰ إﻻ ُﻷﻧﮫ ﯾﺤﺐ اﻟﻤ ّﺒﺘﻠﻰ وﻣﺎ أﺧﺬ إﻻ ، أﻋﻮد َﻲِﻟﯿﻌﻄ
ﻓﻲ ّ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻠﻖ ﻗﺴﻮة ﺧﯿﺎر اﻟﻌﺰﻟﺔ واﻻﻛﺘﺌﺎب وﺣﺒﻲ ﻟﻠﻌﻄﺎء ﻓﺒﻜﻞ رﺿﺎ وﻗﻨﺎﻋﺔ أﺳﺘﻤﺮ ًﻟﺴﺎﺑﻖ ﻋﮭﺪي ﺳﺮﯾﻌﺎ
ﺗﺨﻄﻲ اﻟﻤﻄﺐ اﻟﺠﺪﯾﺪ وإﻣﺴﺎك ز ًﻣﺴﯿﺮة اﻷﻟﻒ ﻣﯿﻞ ﻣﺤﺎوﻻ ﻣﺎم اﻷﻣﻮر ﺑﺎﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺘﻲ ﺑﻨﻔﺲ اﻟﮭﻤﺔ
واﻟﻨﺸﺎط واﻹﺻﺮار ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺐ واﻟﻌﻨﺎء . ُ وﺣﻤﻠﺖ ﺷﻌﻠﺔ اﻟﻨﺸﺎط اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ذوي اﻹﻋﺎﻗﺔ ﺣﯿﺚ
ْأﻧﺎرت درﺑﻲ ﻟﻌﻤﻞ اﻟﺨﯿﺮ ﺧﻼل وﺳﺎﺋﻞ ﺗﺘﻔﻖ ﻣﻊ إﻣﻜﺎﻧﺎﺗﻲ وﻗﺪراﺗﻲ اﻟﺼﺤﯿﺔ .
َ وﺿﻤﻦ ﻓﻌﺎﻟﯿﺎت وﻧﺸﺎﻃﺎت أﻓﺮاد اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺮاﺋﺪ ة واﻟﻨﺎد ٍرة ﺗﻢ اﻓﺘﺘﺎح ﻣﻠﺘﻘﻰ وﻧﺎد ﻟﺬوات اﻻﺣﺘﯿﺎﺟﺎت
ْاﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ أن ْ ﻟﻤﺴ ﻨﺎ ﻣﺪى ﺣﺎﺟﺔ ﺟﻤﯿﻊ أﺧﻮاﺗﻨﺎ ﻣﻦ ﺷﺮﯾﺤﺔ ذوي اﻹﻋﺎﻗﺔ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﺗﻨﺎ اﻟﻌﺰﯾﺰة ﻹﻃﺎر ﯾﺠﻤﻌﮭﻦ
ْ ﺑﺄﻧﺸﻄﺔ دﯾﻨﯿﺔ، ﺗﺮﻓﯿﮭﯿﺔ وﺗﺮﺑﻮﯾﺔ وﺛﻘﺎﻓﯿﺔ، وﻟﯿﺠﺪ ًﺗﺤﺖ ﺳﻘﻒ واﺣﺪ ﻟﯿﺘﻔﺎﻋﻠﻦ ﻣﻌﺎ َن ﻟﻌﺰﻟﺘﮭﻦ ً وﻣﺨﺮﺟﺎ ًﻣﺘﻨﻔﺴﺎ
اﻟﻘﮭﺮﯾﺔ، وﻟﻠﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠ ﻰ ﺑﻌﺾ ﺻﻌﺎب اﻹﻋﺎﻗﺔ وﺗﻮﺟﯿﮭﮭﺎ ﻧﺤﻮ اﻹﻧﺘﺎﺟﯿﺔ . وﯾﻔﺘﺘﺢ اﻟﻨﺎدي أﺑﻮاﺑﮫ ﻣﺮﺗﯿﻦ ﻓﻲ
اﻷﺳﺒﻮع ﻓﻲ ﺑﻨﺎﯾﺔ اﻟﻤﺮﻛﺰ اﻟﺠﻤﺎھﯿﺮي وﻗﺪ ﺗﻢ اﻻﻓﺘﺘﺎح ﻣﻦ ﻗﺒﻞ رﺋﯿﺲ اﻟﺒﻠﺪﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﻔﻞ ﺑﮭﯿﺞ ﺣﻀﺮه ﻟﻔﯿﻒ ﻣﻦ
اﻷھﺎﻟﻲ وذوي اﻹﻋﺎﻗﺔ واﻟﻤﺴﺌﻮﻟﯿﻦ وﻣﻤﺜﻠﯿﻦ ﻋﻦ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟﻤﺤﻠﯿﺔ .
ﻟ ّﻘﺪ ﻧﻈ ﻢ أﻓﺮاد اﻟﻤﺠﻤﻮﻋ ْﺔ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﺤﺎﺿﺮات وزﯾﺎرات ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺘﻌﻠﯿﻤﯿﺔ ﺑﻌﺪ أن ﻌﻘﻨﺎ ﻣﻦ اﻧﺤﺪار ُﺻ
ﻣﺴﺘﻮى ﺗﺼﺮﻓﺎت ﺑﻌﺾ اﻷﻓﺮاد ﺗﺠﺎه ذوي اﻹﻋﺎﻗﺔ وﺗﻨﺎوﻟﻮا ﻓﯿﮭﺎ اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﻦ ﺣﯿﺎة ذوي اﻹﻋﺎﻗﺔ ﻣﻦ ﺻﻌﺎب
وآﻣﺎل وﻃﻤﻮﺣﺎت وﻛﯿﻔﯿﺔ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ واﻟﺘﺼﺮف اﻟﺼﺤﯿﺢ ﺗﺠﺎھﮭﻢ، ﻛﻤﺎ وأﻟﻘﻮا اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ اﻻﻧﺘﮭﺎﻛﺎت اﻟﺤﻘﻮﻗﯿﺔ