בית איזי שפירא - ספרו של מר נואף זמירו - page 91

90
ُ
وﻧﺎﺷﺪت
ّ
ﻛﻞ ﻣﻦ ﯾﻤﻠﻚ ﺣﺴ
إﻧﺴ
ً
و
ً
ﺎﻧﯿﺎ
أ
ْ
أن
ً
ﯾﻜﻒﱠ ﺧﻮﯾﺎ
ﻋﻦ ﻋﺒﺎرات
اﻷﺳﻒ
واﻟﺸﻔﻘﺔ ﻧﺤﻮ ﻓﺌﺔ اﻟﻤﻌﺎﻗﯿﻦ ﻣﻌﺘﻘﺪ
ً
أﻧﮫ ا
ﯾﺸﺠﻌﻨﺎ أو ﯾﺸﺎﻃﺮﻧﺎ اﻷﺳﻰ واﻷﺣﺰان، ﻓﮭﺬه اﻟﻌﺒﺎرات اﻋﺘﺒﺮھﺎ ﻣﺆذﯾﺔ ﻣﺜﻞ ﻛﻠﻤﺎت اﻟﺴﺨﺮﯾﺔ اﻟﺒﻐﯿﻀﺔ، وﻧﺤﻦ
ُ
ﻟﺴﻨﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟﻠﺸﻔﻘﺔ واﻟﻌﻄﻒ ورﺣﻤﺔ رب اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﻦ ﺗﻜﻔﯿﻨﺎ وﻋﻠﻰ ﺻﻌﯿﺪ ﺷﺨﺼﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﻨﺖ
اﺳﻤﻊ اﻟﺘﻌ
ﻠﯿﻘﺎت
اﻟﻤﺘﻨﻮﻋﺔ ﻣﺜﻞ
" :
اﷲ ﯾﻌﯿﻦ أھﻠﮫ
" أو "
ﯾﺎ ﺣﺮام
" أو "
ﺧﺴﺎرة ﻋﻠﯿﮫ
!!!"
ﻛﺄﻧﻲ اﺣﺘﺮق ﺑﻠﮭﯿﺐ ﺣﺴﺮﺗﻲ وﯾﻜﺎد
دﺧﺎﻧﮭﺎ ﯾﺨﻨﻘﻨﻲ
.
ﻗﺼﺘﻲ ﻣﻊ اﻷﻃﻔﺎل
ْ
وﻛﺎﻧﺖ
ْ
واﻗﻌﺔ أﺿﺎءت
اﻟﻀﻮء اﻷﺣﻤﺮ أﻣﺎم
ّ
ﻋﯿﻨﻲ
ﻓﺄﺛﻨﺎء ﻣﺮوري ﺑﻌﺮﺑﺘﻲ اﻟﻜﮭﺮﺑﺎﺋﯿﺔ ﻓﻲ إﺣﺪى اﻟﻄﺮق
ُ
ﻟﻤﺤﺖ
ﺑﻌﺾ اﻷوﻻد، اﻟﺬﯾﻦ ﻻ
ﺘﺗ
ﺎﻋﻤأ ﻌﺪى
رھﻢ اﻟﺨﻤﺲ ﺳﻨﻮات، ﯾﻠﮭﻮن ﺑﻤﺪﺧﻞ أﺣﺪ اﻟﺒﯿﻮت، وأﺣﺪھﻢ ﯾﻤﺴﻚ
ُ
ﺮھﻢ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻻﻧﺘﺒﺎه ﻓﻘﺪ اﻋﺘﺪت
ِ
ﺑﻘﻄﻌﺔ ﻣﻌﺪﻧﯿﺔ ﻓﻲ ﯾﺪﯾﮫ، ﻟﻢ أﻋ
ْ
أن
أﻣﺮ ﺑﺴﺮﻋﺔ اﻟﺒﺮق ﻟﻜﻲ ﻻ أﺗﻠﻘﻰ ﻣﻨﮭﻢ
ً
وﻣﻦ اﻷﻃﻔﺎل ﻋﺎﻣﺔ اﻻﺳﺘﮭﺰاء واﻟﻀﺤﻜﺎت واﻟﺘﮭﻜﻤﺎت وأﺣﯿﺎﻧﺎ
ﻣﺸﺎﻋﺮ اﻟﺨﻮف وﻓﺮارھﻢ اﻟﺴﺮﯾﻊ ﻣﻨﻲ أو
اﻟﻌﻨﻒ
ُ
واﻻﻋﺘﺪاء، ووﺳﻂ اﻟﻌﺠﻠﺔ ﻣﻦ أﻣﺮي ﺷﻌﺮت
ﺑﻀﺮﺑﺔ ﻗﻮﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺆﺧﺮة رأﺳﻲ وإذ ﺑﮭﺎ ﻗﻄﻌﺔ ﺣﺪﯾﺪﯾﺔ
ً
ﻗﺬﻓﮭﺎ ﻧﺤﻮى اﺣﺪ اﻷوﻻد دون أن أﻧﺒﺲ ﺑﺒﻨﺖ ﺷﻔﺔ أو اﻗﺘﺮف ذﻧﺒﺎ
.
رﻏﻢ اﻟﺪﻣﺎء
ْ
اﻟﺘﻲ ﻧﺰﻓﺖ
، ﻛﺎﻧﺖ إﺻﺎﺑﺘﻲ ﺧﻔﯿﻔﺔ، وﻣﮭﻤﺎ ﻓ
وﻏﯿﺮ وا
ً
ﻌﻞ اﻟﻄﻔﻞ ﯾﺒﻘﻰ ﺻﻐﯿﺮا
ٍ
ع
ٍ
أو ﻣﺪرك
ﻷﻓﻌﺎﻟﮫ، ﻟﻜﻦ آﻟﻤﻨﻲ
اﻟﻤﻮﻗﻒ ﺑﺸﺪة،
ّ
وﺣﺰ
وﻛﺎن ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﻋﻼج
ً
ﻋﻤﯿﻘﺎ
ً
ﻛﺄن ﻗﻠﺒﻲ ﺟﺮح ﺟﺮﺣﺎ
ً
ﺑﻨﻔﺴﻲ ﻛﺜﯿﺮا
. ﺟﺮاﺣﮫ
ُ
ﻓﺎﺗﺨﺬت
ﻟﻤﺸﺮوع ﺑﺰغ ﻧﻮره ﺑﺼﻮرة ﺗﻠﻘﺎﺋﯿﺔ دون ﺗﺨﻄﯿﻂ أو ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻣﻨﻈﻢ،
ً
اﻟﺤﺪث ﻓﻜﺮة وﺣﺎﻓﺰا
أﺑﻄﺎﻟﮫ ﺷﺮﯾﺤﺔ أﺣﺒﺎب اﷲ وذوي اﻟﻮﺟﻮه اﻟﺒﺮﯾﺌﺔ واﻟﺒﯿﻀﺎء ﻓﺎﻷﻃﻔﺎل أﻃﮭﺮ ﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻷرض وأﻗﺮب اﻟﺒﺸ
ﺮ إﻟﻰ
اﻟﻘﻠﻮب،
و
ُ
ﻗﺎﺑﻠﺖ
ُ
ﻣﻔﺘﺸﺔ اﻟﺮوﺿﺎت اﻟﻤﺴﺌﻮﻟﺔ وﻋﺮﺿﺖ
اﻹذن واﻟﻤﺼﺎدﻗﺔ ﻟﺪﺧﻮل
ً
ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻓﻜﺮﺗﻲ اﻟﻤﺒﺪﺋﯿﺔ ﻃﺎﻟﺒﺎ
اﻟﺮوﺿﺎت
وﺳﺮد ﻗﺼﺔ ﻗﺼﯿﺮة
ً
وﺣﻤﺪا
ْ
ﷲ ﻻﻗﺖ
ْ
ﻓﻜﺮﺗﻲ ﺗﺮﺣﯿﺐ اﻟﻤﻔﺘﺸﺔ إذ رأت
ﺑﮭﺎ ﺧﻄﻮة وﻣﺒﺎدرة ﻧﺎدرة
وﻣﺒﺎرﻛﺔ ذات أھﺪاف ﻧﺒﯿﻠﺔ وﺣﻀﺎرﯾﺔ
.
ُ
وﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻗﻤﺖ
ﺑﻄﺮق أﺑﻮاب اﻟﺮوﺿﺎ
ت وﺗﻌﺮﯾﻒ اﻷﻃﻔﺎل ﻋﻠﻰ إﻋﺎﻗﺘﻲ
ُ
وﻣﺎھﯿﺘﮭﺎ ﺑﺄﺳﻠﻮب ﯾﺬﯾﺐ ﻣﺸﺎﻋﺮ اﻟﺨﻮف اﻟﺠﻠﯿﺪﯾﺔ ﺑﯿﻨﻨﺎ وﯾﻜﺴﺮ ﺣﺎﺟﺰ اﻟﺮھﺒﺔ ﻓﻜﻨﺖ
أﺟﻠﺲ ﺑﻮﺳﻄﮭﻢ وأداﻋﺐ
ﺑﺮاءﺗﮭﻢ اﻟﻄﻔﻮﻟﯿﺔ وأوزع ﻋﻠﯿﮭﻢ ﺗﻌﺎﺑﯿﺮ اﻟﺘﺸﺠﯿﻊ واﻹﻋﺠﺎب وأزودھﻢ ﺑﻤﻔﺎھﯿﻢ اﻟﻘﯿﻢ واﻷﺧﻼق اﻟﺴﺎﻣﯿﺔ ﺑﺸﻜﻞ
ﻣﺒﺴﻂ وﺑﻠﻐﺔ ﺳﻠﺴﺔ ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ أﺟﯿﺎﻟﮭﻢ وﻣﺴﺘﻮا
ُ
ھﻢ اﻟﺘﻔﻜﯿﺮي ﻓﺰرﻋﺖ
ُ
اﻟﺜﻘﺔ واﻷﻣﺎن ﺑﯿﻨﻨﺎ وﻗﻤﺖ
ﺑﺴﺮد ﻗﺼﺔ
ﻣﺜﯿﺮة ﻋﻠﯿﮭﻢ ﻷزﯾﻦ اﻟﺰﯾﺎرة ﺑﺒﺴﻤﺔ وﺳﻌﺎدة
.
ُ
وﺧﻼل اﻟﻠﻘﺎء ﻛﻨﺖ
أﺗﯿﺢ ﻟﻸﻃﻔﺎل اﻟﺘﻌﺒﯿﺮ ﻋﻦ أﻧﻔﺴﮭﻢ واﻟﺤﺪﯾﺚ
ُ
واﻻﺳﺘﻔﺴﺎر ﻋﻤﺎ ﯾﺠﻮل ﻓﻲ ﺧﻮاﻃﺮھﻢ، ﻛﻞ ﺣﺴﺐ دوره ﻓﻲ اﻟﺘﻜﻠﻢ ﻟﯿﺘﻌﻠﻤﻮا ﻧﻈﺎم اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﺴﻠﯿﻢ، وﻛﻨﺖ
أﺻﻐﻲ ﻷﺣﺪھﻢ ﺣﻮل
ﺟﺪه اﻟﻤﺮﯾﺾ وﻛﯿﻒ ﯾﻘﻮم ﺑﻤﺴﺎﻋﺪﺗﮫ اﻟﯿﻮﻣﯿﺔ وآﺧﺮ ﺗﺤﺪث ﻋﻦ ﺟﺎره اﻟﻤﻌﺎق وﻛﯿﻔﯿﺔ
ﺗﻨﻘﻠﮫ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﺔ ﻣﻦ ﻣﻜﺎن ﻵﺧﺮ
...
وﻣﺠﺮد إﺗﺎﺣﺔ اﻟﻤﺠﺎل ﻟﮭﺬا اﻟﺤﻮار وﺑﺪء اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﻦ ﺗﺠﺎرﺑﮭﻢ اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ وﻛﻞ
ُ
ﻣﻨﮭﻢ ﯾﺘﻔﺎﺧﺮ ﺑﻤﺴﺎﻋﺪﺗﮫ ﺗﺠﺎه اﻟﻤﺮﺿﻰ واﻟﻤﻌﺎﻗﯿﻦ ﺟﻌﻞ اﻟﻘﻀﯿﺔ ﺗﺄﺧﺬ ﺣﺠﻤﮭﺎ اﻟﮭﺎم وأﯾﻘﻨﺖ
ﺑﻜﻞ زﯾﺎرة
ﻣﻦ
ﺟﺪﯾﺪ
ُ
ﺑﺄﻧﻨﻲ ﺑﻠﻐﺖ
اﻟﮭﺪف اﻟﺬي ﻧﺼﺒﺘﮫ أﻣﺎﻣﻲ
.
ُ
واﻟﺠﺪﯾﺮ ذﻛﺮه ﻓﻲ ﻧﮭﺎﯾﺔ ﻛﻞ زﯾﺎرة ﻛﻨﺖ
أﺿﻊ ﻻﺻﻘﺔ ﺻﻐﯿﺮة
ﻋﻠﻰ ﺟﺒﯿﻦ ﻛﻞ ﻃﻔﻞ ﻟﻜﻲ ﯾﻌﻮد ﺑﮭﺎ إﻟﻲ ﺑﯿﺘﮫ و
ﻋﻨﺪ اﺳﺘﻔﺴﺎر
أﻣﮫ ﻋﻦ ﺳﺒﺒﮭﺎ
ﺴﺮد ﯾ ،
ﻣﻦ ﺟﺪﯾﺪ
ﻣﺎ ﺟﺮى ﻓﻲ
1...,92,93,94,95,96,97,98,99,100,101 81,82,83,84,85,86,87,88,89,90,...120
Powered by FlippingBook