בית איזי שפירא - ספרו של מר נואף זמירו - page 98

97
اﻣﺘﻠﻜﺘﻨﻲ اﻟﺴﻌﺎدة اﻟﻘﺼﻮى ﻋ ْﻨﺪﻣﺎ ﻗﺮﺑﺖ ُﺳﺎﻋﺔ اﻟﺴﻔﺮ ﻷﻃﮭﺮ وأﻗﺪس ﺑﻘﻌﺔ ﻋﻠﻰ وﺟﮫ اﻷرض، ﻓﻘﺪ ﻛﻨﺖ
ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻋﺪ ﻣﻊ أداء ﻣﻨﺎﺳﻚ اﻟﻌﻤﺮة وزﯾﺎرة ﻗﺒﺮ اﻟ ﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ، ﺣﯿﺚ ُ ﻋﻘﺪت اﻟﻌﺰم ﻣﻨﺬ ﻣﺪة
ُوﻟﻜﻦ وﺿﻌﻲ اﻟﺼﺤﻲ ﻟﻢ ﯾﺴﻤﺢ ﻟﻲ ﺗﺤﻤﻞ ﻣﺸﺎق اﻟﺴﻔﺮ اﻟﺒﺮي ﻟﺬﻟﻚ اﺧﺘﺮت اﻟﺴﻔﺮ اﻟﺠﻮي وﻟﻜﻦ ًاﻷﻛﺜﺮ ﺗﻜﻠﻔﺔ
اﻷﻗﻞ ﻋﻨﺎ ًء ُوﺳﺎﻓﺮت ﺑﺮﻓﻘﺔ أﺧﻲ وﺻﮭﺮ ﻧﺎ ْإﻟﻰ اﻷردن وﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﻤﻔﺮوض أن ﻧﻘﻠﻊ ﺑﻄﺎﺋﺮة ﻣﻦ ﻣﻄﺎر اﻟﻤﻠﻜﺔ
ﻋﺎﻟﯿﺔ اﻟﺪوﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻤﺎن ﻣﺘﻮﺟﮭﯿﻦ إﻟﻰ ﻣﻄﺎر اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ اﻟﻤﻨﻮرة، وﻟﻜﻦ وﻷﺳﺒﺎب ﻣﺠﮭﻮﻟﺔ وﺟﺪﻧﺎ أﻧﻔﺴﻨﺎ ﻣﺴﺠﻠﯿﻦ
ﻟﻠﮭﺒﻮط ﻓﻲ ﻣﻄﺎر " اﻟﻤﻠﻚ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ " ﻓﻲ ﺟﺪة !!
ﺑﺪأ اﻟﻤﺸﻮار إﻟﻰ اﻷردن ﺑﺈﺣ ْ وﻛﺎﻧﺖ ًﺪى اﻟﺤﺎﻓﻼت ﻏﯿﺮ اﻟﻤﮭﯿﺄة ﻻﺳﺘﻘﺒﺎل اﻟﻤﻌﺎﻗﯿﻦ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﺑﺎﺑﮭﺎ ﺿﯿﻘﺎ
ﺐ ﺑﻌﺾ اﻟﺨﺪوش ﺑﯿﺪيّﺻﻌﻮﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺼﻌﻮد ﻟﺪاﺧﻞ اﻟﺤﺎﻓﻠﺔ ﻣﻤﺎ ﺳﺒ !! ﷲ أﻛﻤﻠﻨﺎ اﻟﻤﺸﻮار ًوﻟﻜﻦ ﺣﻤﺪا وﻓﻲ ،
ﺻﺒﺎح اﻟﯿﻮم اﻟﺘﺎﻟﻲ اﻧﺘﻘﻠﻨﺎ إﻟﻰ ﻣﻄﺎر اﻟﻤﻠﻜﺔ ﻋﺎﻟﯿﺔ اﻟﺪوﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻤﺎن اﻟﺬي ﻛﺎن ﻓﯿﮫ ﺗﺴﮭﯿﻼت ﺗﺎﻣﺔ وﻛﺎﻣﻠ ﺔ
ﻻﺳﺘﻘﺒﺎل ذوي اﻻﺣﺘﯿﺎﺟﺎت اﻟﺨﺎﺻﺔ وﺻﻌﺪﻧﺎ اﻟﻄﺎﺋﺮة ، ﺑﻌﺪ ﺗﺄﺟﯿﻞ ﻣﻮﻋﺪھﺎ ﺑﺒﻀﻊ ﺳﺎﻋﺎت، ﺑﻮاﺳﻄﺔ ذراع
ﻣﺘﻮاﺻﻞ ﯾﻤﺘﺪ ﻣﻦ ﻣﺒﻨﻰ اﻟﻤﻄﺎر ﺣﺘﻰ ﺑﺎب اﻟﻄﺎﺋﺮة .. وﺑﻤﺮاﻓﻘﺔ ﻣﻮﻇﻒ ﺧﺎص ﯾﺮﺗﺐ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﺘﻨﺴﯿﻖ ﻣﻊ ﻃﺎﻗﻢ
ُاﻟﻄﺎﺋﺮة وﻗﺪ ﻧ ُ ﻘﻠﺖ ُﻋﻠﻰ ﻋﺮﺑﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻜﻲ أﺳﺘﻄﯿﻊ اﻟﻤﺮور ﺑﯿﻦ اﻟﻤﻘﺎﻋﺪ ﺣﺘﻰ وﺻﻠﺖ ﻣﻘ ﻌﺪي اﻟﻤﺤﺪد ﺑﺎﻟﺘﺬﻛﺮة
) ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻃﻠﺒﻨﺎ اﻟﻤﺴﺒﻖ ﺑﺤﺠﺰ ﻣﻘﺎﻋﺪ ﻗﺮﯾﺒﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﺎب ﻟﺘﺠﻨﺐ ﻣﻌﺎﻧﺎة اﻟﻤﺮور ﺑﯿﻦ اﻟﻤﻘﺎﻋﺪ .(
ﺑﺤﻤﺪ اﷲ ورﻋﺎﯾﺘﮫ وﺻﻠﻨﺎ إﻟﻰ ﻣﻄﺎر " اﻟﻤﻠﻚ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ " ﻓﻲ ﺟﺪة، ﻟﻘﺪ ﺑ وﻏﯿﺮ ﻣﺘﻘﺪم ًﺪا اﻟﻤﻄﺎر ﻗﺪﯾﻤﺎ
و ﻧﺰﻟﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﻄﺎﺋﺮة ﺑﻮاﺳﻄﺔ راﻓﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﻦ ﻣﺮﻛﺒﺔ ﺧﺎﺻﺔ، وﻓﻮ ﺟﺌﻨﺎ ﺑ ﺸﺪة ﺣﺮارة اﻟﻄﻘﺲ ﺧﺎرج اﻟﻤﻄﺎر
ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺎت ﻣﻐﯿﺐ اﻟﺸﻤﺲ، و ﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﺴﻔﺮًوﻓﻘﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﯿﻨﺎ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ اﻟﻤﻨﻮرة ﺑﺎﻟﺤﺎﻓﻠﺔ اﻟﺘﻲ
ﺗﻨﺘﻈﺮ ﻣﺠﻤﻮﻋﺘﻨﺎ، ُ وﻛﻨﺖ ﺣﯿﻨﮭﺎ ً ﻣﺮھﻘﺎ ً إذ ﺟﺪا اﻟﺠﻠﻮس ﻣﺎ ُﻻزﻣﺖ ﯾﻘﺮب ﻋﺸﺮ ﺳﺎﻋﺎت ﻣﺘﻮاﺻﻠﺔ، ُ وﻋﺎﻧﯿﺖ
ﻣﻦ آﻻم ﻓﻲ اﻟﻈﮭﺮ واﻟﻤﺆﺧﺮة وﻣﻦ ﻧﺰﯾ ﻒ دﻣﻮي ﺧﺎرﺟﻲ ﻓﺎﺿﻄﺮرﻧﺎ إﻟﻰ اﻻﻧﻔﺼﺎل ﻋﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺘﻨﺎ واﺳﺘﺌﺠﺎر
ﺳﯿﺎرة ﻟﻜﻲ ﻧﺼﻞ ﺑﺄﻗﻞ وﻗﺖ ﻣﻤﻜﻦ إﻟﻰ اﻟﻔﻨﺪق ﻓﻲ ا ﻟﻤﺪﯾﻨﺔ اﻟﻤﻨﻮرة ﺑﺴﺒﺐ ﺣﺎﻟﺘﻲ اﻟﺼﺤﯿﺔ اﻟﺴﯿﺌﺔ ، ً وﻓﻌﻼ وﺻﻠﻨﺎ
اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ اﻟﻤﻨﻮرة ﻗﺒﻞ اﻟﺤﺎﻓﻠﺔ ﺑﺴﺎﻋﺘﯿﻦ وﻧﺼﻒ .
، وﺑﻌﺪ إًوﺻﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﺗﻤﺎم اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺤﺎدﯾﺔ ﻋﺸﺮة واﻟﻨﺼﻒ ﻣﺴﺎءا ُﺟﺮاءات اﻟﻔﻨﺪق ﺻﻌﺪت ﻟﻐﺮﻓﺘﻲ ﻓﻲ اﻟﺤﺎل
ﻟﻠﺮاﺣﺔ، وﻓﻲ اﻟﯿﻮم اﻟﺘﺎﻟﻲ، ﺧﺮﺟﻨﺎ ﺑﺎﺗﺠﺎه اﻟﻤﺴﺠﺪ اﻟﻨﺒﻮي اﻟﺸﺮﯾﻒ وﺑﺄول ﻧﻈﺮة إﻟﯿﮫ ﻣﻦ ﺑﻌﯿﺪ وﺟﺪﺗﮫ ﺑﺄﺑﮭﻰ
ُ ﺻﻮرة وﺳﻌﺪت ﺑﺮؤﯾﺘﮫ وﺑﻤﻨﻈﺮه وﺷ ُ ﻌﺮت ﺑﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺴﺮور واﻟﻘﺸﻌﺮﯾﺮة ، وﻋﻈﻤﺔ اﻟﻤﻜﺎن ﺟﻌﻠﺘﻨﻲ اﺷﻌﺮ
ﺑ ﺮاﺣﺔ ﻧﻔﺴﯿﺔ ﻋﻤﯿﻘﺔ واﻛﺘﻔﺎء ذاﺗﻲ داﺧﻞ وﺟ ّﺪاﻧﻲ، وﺗﺒﯿﻦ ﻟﻲ أن اﻟﺼﻮر اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻘﻠﮭﺎ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ﻻ ﺗﻘﺎرن
ﺑﺎﻟﻮاﻗﻊ .
ُواﻗﺘﺮﺑﺖ ُﻣﻦ ﻗﺒﺮ اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم، واﻧﺘﻈﺮت ُدوري ﺣﺘﻰ ﺻﻠﯿﺖ ﻓﻲ روﺿﺔ اﻟﺮﺳﻮل
اﻟﺤﺒﯿﺐ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ُوأﺣﺴﺴﺖ أﻧﻲ ﻻ أرﯾﺪ أن أﻏﺎدر اﻟﺮوﺿﺔ .. وﻟﻜﻦ ﺿﻐﻂ اﻟﻤﺼﻠﯿﻦ اﻟﻤﺘﺰاﺣﻤﯿﻦ
واﻟﺤﺮا س أرﻏﻤﻨﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺮوج .