96
وﻛﯿﻒ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧ
ْ
ﻨﺎ اﺳﺘﯿﺮاد ھﺬه اﻟﺤﻀﺎرة اﻟﺮاﻗﯿﺔ واﻧﺘﻘﺎء أﻓﻀﻠﮭﺎ أو ﺑﻌﺒﺎرة أﺻﺢ ﻛﯿﻒ ﯾﻤﻜﻨﻨﺎ أن
ﻧﻐﯿﺮ ﻇﺮوف
ﺣﯿﺎﺗﻨﺎ ﻟﺘﻜﻮن ﺷﺒﯿﮭﺔ ﺑ
ﻈﺮوف
ﺣﯿﺎﺗﮭﻢ؟ ﻻ أدري ﻣﻦ ﺑﺈ
ﻣﻜﺎﻧﮫ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ ھﺬه اﻟ
ﺘﺴﺎؤﻻت
ً
وﻻ أﺗﻮﻗﻊ أﯾﻀﺎ
ﻣﻦ
ﻣﺴﺌﻮﻟﯿﻨﺎ اﻟﺮد أو اﻟﺘﻌﻠﯿﻖ ﻷﻧﮭﻢ ﻣﺸﻐﻮﻟﻮن ﺑﺄﻧﻔﺴﮭﻢ وﻓﻲ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻛﺮاﺳﯿﮭﻢ
.
ّ
اﻋﺘﻘﺪ أن
ّ
زﯾﺎرﺗﻲ ﻋﺮ
ﻓﺘﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺳﺮ ﺗﻘﺪم
ھﺬه اﻟﺸﻌﻮب
ﮭﺎ وﻧﺠﺎﺣ
ْ
، وﺣﺪدت
ﻟ
ﻲ ﻣﺒﺪأ وﻗﺎﻧﻮن ﻗﯿﻤﺔ اﻹﻧﺴﺎن
واﺣﺘﺮاﻣﮫ ﻓﻲ ﻧﻈﺮ اﻟﻤﺴﺌﻮﻟﯿﻦ، ﻓﺎﻻﺳﺘﺜﻤﺎر ﺑﮫ ھﻮ ﺳﮭﻢ راﺑﺢ ﻟﻠﺪوﻟﺔ، واﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ راﺣﺘﮫ ھﻮ ﻣﻦ أھﺪاف
ّ
اﻟﺪوﻟﺔ، وﻣﺎ ﺷﺪ
ﻧﻲ ﻛﺬﻟﻚ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺮﺳﻤﯿﺔ وﻏﯿﺮ اﻟﺮﺳﻤﯿﺔ ﺑﺸﺮﯾﺤﺔ ذوي
اﻹﻋﺎﻗﺔ، وأﻗﻮﻟﮭﺎ ﺑﻜﻞ أﻣﺎﻧﺔ
أﻧﻨﻲ ﻟﻢ أﺟﺪ أي ﻋﺎﺋﻖ ﯾﺬﻛﺮ أﻣﺎﻣﻲ ﻓ
ﻲ زﯾﺎراﺗﻲ اﻟﻤﺘﻌﺪدة ﻟﺠﻤﯿﻊ اﻷﻣ
ﺎﻛﻦ
ُ
اﻟﺘﻲ رﻏﺒﺖ
دﺧﻮﻟﮭﺎ، ﺑﻞ ﺑﺎﻟﻌﻜﺲ
ﻓﻘﺪ
ﺣﻈﯿ
ُ
ﺖ
ْ
ﺑﺎھﺘﻤﺎم وﺗﺴﮭﯿﻼت ﺧﺎﺻﺔ ﻓﺎﻗﺖ
ً
ﺣﺪ اﻟﺨﯿﺎل، ﻓﻤﺜﻼ
ﻋﻨﺪ زﯾﺎرﺗﻲ ﻟﻤﺘﺤﻒ ﻣﺪام ﻃﻮﺳﻮ اﻟﺸﮭﯿﺮ ﻓﻲ ﻟﻨﺪن،
راﻓﻘﺘﻨﻲ إﺣﺪى اﻟﻤﻮﻇﻔﺎت ﻣﺪة اﻟﺰﯾﺎرة ﻛﻠ
ّ
ﮭﺎ، وﺣﺪ
ث ﺑﻼ ﺣﺮج ﻋﻦ اﻟﻤﺮاﺣﯿﺾ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﻟﻠﻤﻌﺎﻗﯿﻦ ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺣﺎت
ْ
اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ
ﻧﻈﺎﻓﺘﮭﺎ ﺑﻤﺴﺘﻮى
ﻧﻈﺎﻓﺔ
ﻣﺮاﺣﯿﺾ اﻟﺒﯿﺖ
.
وﻣﺎ أدھﺸﻨﻲ إﺧﻼص
اﻟﻤﻮﻇﻔﯿﻦ وإﺗﻘﺎﻧ
ﯾﺘﮭﻢ وﺟﺪ ﮭﻢ
ﻓﻲ ﺗﻨﻔﯿﺬ ﻣﮭﺎﻣﮭﻢ واﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﯿﻊ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎت اﻟﺴﻼﻣﺔ واﻷﻣﺎن ﻟﻠﺠﻤﯿﻊ
.
أداء ﻣﻨﺎﺳﻚ اﻟﻌﻤﺮة
ﺑﻌﺪ زﯾﺎرة اﻟﺘ
ﺮﻓﯿﮫ
واﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ ﺛﻘﺎﻓﺎت ﺟﺪﯾﺪة،
ﺣﺎن وﻗﺖ
ﺗﻐﺬﯾﺔ
ا
ﻠﺮوح
و
ِ
إزاﻟﺔ ﺻﺪأ اﻟﻘﻠﺐ وﻇﻤﺄ اﻟﻨﻔﺲ
..
ِ
ﻟﺘﺤﻘﯿﻘﮫ
ُ
ﻘﺖ
ُ
ﺟﺎء ﻣﻮﻋﺪ ﺣﻠﻢ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺗ
..
ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء اﻟﺰرﻗﺎء
ُ
ﻓﻘﺪ ﺟﺎء ﯾﺮﻓﺮف
..
ّ
ﻌﻠﻦ ﻟﻲ ﺑﺄن
ُ
ﻟﯿ
اﻟﻐﺮوب
اﺣﺘﻀﺮ
.. ّ
وأن
ر
َ
ﺸﺮق ﺑﺈذن اﷲ اﻟﻤﻘﺘﺪ
ُ
اﻟﺸﻤﺲ ﺳﺘ
!..
ﻗﺪ دق ﺑﺎ
ُ
ھﺎ ھﻮ ﺣﻠﻤﻲ اﻟﺬي اﻧﺘﻈﺮﺗﮫ
.. ب ﻗﻠﺒﻲ
دون
ﺗﺄﺧﯿﺮ أو ﺗﺄﺟﯿﻞ
!!
ّ
ﺮﻧﻲ ﺑﺄن
ّ
ﺒﺸ
ُ
ﮫ ﻟﺘ
ّ
ﻣﻌﮫ اﻵﻣﺎل واﻟﻮرود اﻟﺠﻮرﯾ
ً
ﺣﺎﻣﻼ
ﮫ ﻣﻦ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﻤ
ّ
ھﻨﺎك ھﺪﯾ
.. ﺘﻌﺎل
ﮫ
ّ
ھﺪﯾ
ٍ
ﺑﻤﺴﻚ
ٌ
ﺮة
ّ
ﻣﻌﻄ
اﻹﯾﻤﺎن
..
اﻟﺘﻲ ﻓﯿﮭﺎ
أﺷﻢ
راﺋﺤﺔ اﻟ
... ﺠﻨﺎن
وﻣﻨﮭﺎ أﻛﺴﻮ ﺟﺴﺪي اﻟﺒﺎرد اﻟﻈﻤﺂن
..
وﻓﯿﮭﺎ ﯾﻨﺒﺾ
ﻗﻠﺒﻲ ﺑﺎﻻﻧﻜﺴﺎر واﻟﺬﻟﺔ ﻟﻠﺮﺣﻤﻦ
....
ﻖ اﻟﺤﻠ
ّ
وﺗﺤﻘ
وﻛﺄﻧﻲ إﻧﺴﺎن ﺟﺪﯾﺪ ﺑﺤﺎﻟﺔ إﯾﻤﺎﻧﯿﺔ
ُ
ﻢ اﻟﺬي ﻓﯿﮫ ﺷﻌﺮت
ُ
وروﺣﺎﻧﯿﺔ ﻋﺎﻟﯿﺔ، وﺧﺸﻮع ﺗﺎم ﻓﻲ اﻟﺼﻠﻮات وﻃﻤﺄﻧﯿﻨﺔ داﺧﻠﯿﺔ ﻧﺎدرة، ﻓﻘﺪ ﻗﻤﺖ
ﺑﺄھﻢ وأﻋﻈﻢ ﻋﻤﻞ ﻓﻲ ﺣﯿﺎﺗﻲ
!!
ﻣﻨﺎﺳﻚ اﻟﻌﻤﺮة
ُ
ﯾﺖ
ّ
ﻓﺒﻔﻀﻞ اﷲ ورﻋﺎﯾﺘﮫ وﻓﻀﻞ أﻓﺮاد ﻋﺎﺋﻠﺘﻲ أد
..
ُ
وﻋﻠﻰ أﺛﺮھﺎ ﺗﻠﻘﯿﺖ
ﺷﺤﻨﺔ ﻗﻮﯾﺔ وھﺎﻣﺔ ﻣﻦ
اﻻﻟﺘﺰام واﻟﺘﻤﺎﺳﻚ
ﺑ
ُ
ﺎﻟﺪﯾﻦ وأﺻﺒﺤﺖ
ﻟﺘﻄﺒﯿﻖ ھﺬا اﻟﺪﯾﻦ اﻟﻌﻈﯿﻢ ﻓﻲ ﺟﻤﯿﻊ ﺷﺆون ﺣﯿﺎﺗﻲ
ً
أﻛﺜﺮ ﺣﻤﺎﺳﺎ
...
اﻹﻧﺴﺎن ﯾﻤﺮ ﺑﺎﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ اﻷﺣﻼم واﻟﺮﻏﺒﺎت وﻻ ﯾﺤﻘﻘﮭﺎ ﻛﻠﮭﺎ، ﻓﻤﺎ ﺑﺎﻟﻚ ﻟﻮ ﻛﺎن ھﺬا اﻹﻧﺴﺎن ﻣﺤﺪود اﻟﺘﻨﻘﻞ
واﻟﺤﺮﻛﺔ وﻏﯿﺮ ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﯿﺬ ﺑﻌﺾ اﻷﻣﻮر ﺑﺪون إﻋﺎﻧﺔ اﻵﺧﺮﯾﻦ ﻟﮫ
!!!
ﻓﺈﻋﺎﻗﺘﻲ ﺟﻌﻠ
ﺘﻨﻲ أﺣﺴﺐ ﻟﻜﻞ ﺧﻄﻮة
أﻟﻒ ﺣﺴﺎب، واﺧﺘﯿﺎر اﻟﻤﺴﺎر واﻷﺳﻠﻮب اﻟﻤﻼﺋﻢ ﻟﺤﺎﻟﺘﻲ اﻟﺼﺤﯿﺔ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﻠﻔﻨﻲ ذﻟﻚ ﺗﻜﺎﻟﯿﻒ ﻣﺎﻟﯿﺔ
إﺿﺎﻓﯿﺔ
،
وﻛﺬﻟﻚ
َ
ﻣﻼء
ﻣﺔ ﻣﻮﻋﺪ اﻟﺤﺪث
أوﻗﺎت ﻣﻊ
وﻋﻄﻞ
ﻣﺮاﻓﻘﻲ وﻣﺴﺎﻋﺪي
وﻓﻲ زﯾﺎرﺗﻲ ھﺬه
ﺗﻢ ﻣﺮاﻓﻘﺘﻲ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ
ﺷﻘﯿﻘﻲ و
أﺣﺪ أ
رﺎﺻﮭ
اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ
.
