94
اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ وﻛﺜﺮة اﻟﻤﺼﺎرﯾﻒ وﻏﻼء اﻟﻤﻌﯿﺸﺔ وذﻟﻚ ﯾﺆﺛﺮ ﺳﻠﺒ
ً
ﺎ
ﻋﻠﻰ ﺣﯿﺎة اﻟﻄﻔﻞ اﻟﻤﻌﺎق اﻟﺬي ﯾﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ
ْ
وﻋﻨﺎﯾﺔ ﻣﻜﺜﻔﺔ ﻓﻠﯿﺲ ﺑﻤﻘﺪور اﻷﺳﺮة أن
ﺗﺘﻨﺰه ﺑﺮﻓﻘﺘﮫ دون ﺑﺎﻗﻲ إﺧﻮاﻧﮫ وﺑﻨﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﻻ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ ﺟﻤﯿﻌﮭﻢ
اﻟﺘﻨﺰه ﻣﻌﺎ ﻟﻠﺘﻜﻠﻔﺔ اﻟﺒﺎھﻈﺔ ﻻﻧﻌﺪام اﻷﻃﺮ اﻟﺘﺮﻓﯿﮭﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻠﺪة
.
ھﺬا ﻏﯿﺾ ﻣﻦ ﻓﯿﺾ ﻟﺼﻌﻮﺑﺎت ﺗﻮاﺟﮭﮭﺎ اﻷﺳﺮ ﻟﻮﺣﺪھﺎ، دو
ن ﻣﺮاﻓﻘﺔ أو ﻣﺴﺎﻧﺪة ﻧﻔﺴﯿﺔ ﻣﻦ ﺟﮭﺎت
ﻣﺨﺘﺼﺔ وﻛﺬﻟﻚ اﻧﻌﺪام اﻟﺪﻋﻢ اﻟﻤﻌﻨﻮي واﻟﺘﻮﺟﯿﮫ اﻟﺴﻠﯿﻢ واﻻﻓﺘﻘﺎر إﻟﻰ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ واﻟﺨﺒﺮة ﯾﺆدي إﻟﻰ زﯾﺎدة
اﻟﻤﻌﺎﻧﺎة واﺳﺘﻤﺮار اﻟﻘﻠﻖ واﻟﺨﻮف ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻤﺠﮭﻮل، واﻋﺘﻘﺪ أﻧ
ﮫ
ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻠﻖ اﻟﻤ
ّ
ﺴﺌﻮﻟﯿﺔ ﯾﺠﺐ أﻻ
ﻋﻲ
ّ
ﻧﺪ
ﺑﺄﻧﻨﺎ ﺧﯿﺮ
ُ
أ
َ
ﻣﺔ أﺧﺮﺟ
ْ
ﺖ
ﻟﻠﻨﺎس ﻓﻘﻂ
، ﺑﻞ ﻋﻠﯿﻨﺎ ﻛﻤﻌﺎﻗﯿﻦ وﻋﺎﺋﻼت وﻣﺠﺘﻤﻊ وﻣﺴﺌﻮﻟﯿﻦ اﻟﻌﻤﻞ واﻻﺟﺘﮭﺎد ﻟﻜﻲ
ﻧﺜﺒﺖ ذﻟﻚ، ﻓﺒﺘﻀﺎﻓﺮ اﻟﺠﮭﻮد ﺧﻼل ﻣﺒﺎدرات ﻟﺠﮭﺎت رﺳﻤﯿﺔ ﺑﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻣﺘﻄﻮﻋﯿﻦ وﻛﻔﺎءات ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ
ﺑﺎﻹﻣﻜﺎن ﺗﺨﻔﯿﻒ ھﺬه اﻟﻀﻐﻮﻃﺎت ودﻋﻢ
اﻷﺳﺮ وﻣﺴﺎﻧﺪ
ﺗﮭﺎ
ﻓﻲ ﺧﻄﻮاﺗﮭﺎ اﻷوﻟﻰ
.
وﻻ ﯾﻮﺟﺪ ﻣﻜﺎن ﻟﺘﺄﻧﯿﺐ اﻟﻀﻤﯿﺮ وإﻟﻘﺎء اﻟ
ﻠﻮم ھﻨﺎ وھﻨﺎك ﻓﮭﺬا ﻻ ﯾﺰﯾﻞ اﻹﻋﺎﻗﺔ وﻻ ﯾﻐﯿﺮ اﻟﻘﺪر،
ْ
وﻗﺒﻞ أن
ُ
ﺗﻨﺘﻈﺮ اﻷﺳﺮة ﺗﻘﺒ
ْ
ﻞ اﻵﺧﺮﯾﻦ ﻟﻄﻔﻠﮭﺎ وﻇﺮوﻓﮫ ﻋﻠﯿﮭﺎ أن
ً
ﺗﺘﻘﺒﻠﮫ أوﻻ
وﺑﻜﻞ رﺿﺎ
ً
وﻗﻨﺎﻋﺔ ﺗﺎﻣﺔ، وﺗﺒﺤﺚ ﺟﯿﺪا
ﺣﺘﻰ
ﺗﺠﺪ اﻟﺤﻠﻮل اﻟﻤﻼﺋﻤﺔ ﻟﻈﺮ
و
ﻓﮫ وﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﻧﺪﻣﺎﺟﮫ ﺑﯿﻦ أﻗﺮاﻧﮫ وأﻗﺮﺑﺎﺋﮫ وﺑﺬﻟﻚ ﺗﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ
ﻧﺘﺎﺋﺞ
اﯾﺠﺎﺑﯿ
ﺔ
ﻣﻀﺎﻋﻔﺔ ﺑﺎﻧﺪﻣﺎﺟﮫ
واﻧﺨﺮاﻃﮫ
اﻟﺤﯿﻮي و
ﺗﺘﻠﻘﻰ
اﻷم
ﻗﺴﻄ
ً
ﺎ
ﻣﻦ اﻟﺮاﺣﺔ
ً
ﯾﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ اﻧﺘﻌﺎﺷﮭﺎ ﻣﺠﺪدا
واﺳﺘﻌﺎدة
ﻧﺸﺎﻃ
.ﮭﺎ
ِ
وﻣﺎ ﯾﺒﻌﺚ ﻋﻠﻰ اﻷﺳﻰ رؤﯾﺔ ﺑﻌﺾ اﻷﺳﺮ ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ أزﻣﺎﺗﮭﺎ وﻣ
ِ
ﺤﻨ
ﮭﺎ ﺑﺄﺳﻠﻮب ﻋﺸﻮاﺋﻲ وﻏﯿﺮ ﻣﺪروس،
دون اﻹﻃﻼع ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻤﻞ ﺣﯿﺜﯿﺎت اﻟ
ﻤﻮﻗﻒ واﻧﻌﺪام
اﻟﺮؤﯾﺔ
اﻟﻤﺴﺘﻘ
ﺒﻠﯿﺔ، ﻣﻤﺎ ﯾﺪﺧﻠﮭﺎ ﻓﻲ أزﻣﺎت أﺧﺮى ﺗﺘﺘﺎﺑﻊ
ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻓﺘﺘﮭﺎوى
ﻗﺪرة ﺗﺤﻤﻠﮭﺎ
ﻛﺘﮭﺎوي أﺣﺠﺎر اﻟﺪوﻣﯿﻨﻮ، وﺑﻌﻀﮭﺎ ﺗﺠﺪﱡ وﺗﺴﻌﻰ وﺗﺘﺒﻨﻰ أﺳﻠﻮب اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ
ٍ
ﻣﺼﺎدر اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺨﺺ إﻋﺎﻗﺔ ﻃﻔﻠﮭﺎ وﺗﻘﻮم ﺑﺪراﺳﺔ اﻟﻤﻮﻗﻒ واﻟﺘﺸﺎور ﻣﻊ اﻟﻤﺨﺘﺼﯿﻦ أو ﻣﻊ أھﺎل
ﻟﺪﯾﮭﻢ ﻃﻔﻞ ﻣﻌﺎق وﻇﺮوف ﻣﺸﺎﺑﮭﺔ ﻹﯾﺠﺎد اﻟﺤ
ﻠﻮل اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ وﻟﺘﺮﺳﯿﺦ ﻣﻔﺎھﯿﻢ اﻟﺘﺮﺑﯿﺔ اﻟﺴﻠﯿﻤﺔ ﻟﺪى ﺟﻤﯿﻊ أﻓﺮاد
ً
اﻷﺳﺮة اﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﮭﺎ أن ﺗﻌﺰز ﻣﻦ ﺻﻤﻮد اﻟﻄﻔﻞ وﺗﺴﺎﻋﺪه ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ
ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ واﻻﺧﺘﻼط اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ
وﺗﻘﺒﻞ اﻟﺬات
.
ﻛﻤﺎ ﺑﺈﻣﻜﺎن اﻷﺳﺮ ﺗﻘﺴ
ﯿ
ﻢ ﻣﮭﺎم اﻟﺤﯿﺎة ﻓﻲ ﻇﻞ إﻋﺎﻗﺔ ﻃﻔﻠﮭﻢ ﺑﯿﻦ أﻓﺮاد اﻷﺳﺮة واﻟﻤﻘﺮﺑﯿﻦ وﺗﻘﻠﯿﺺ
اﻟﻀﻐﻂ
اﻟﻜﺒﯿﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻮاﻟﺪﯾﻦ ﻣﻤﺎ ﺳﯿﺘﯿﺢ ﻟﻜﺎﻓﺔ اﻷﺳﺮة اﻟﻨﻔﺲ اﻟﻌﻤﯿﻖ وﻣﺆازرة اﺣﺪھﻢ ﻟﻶﺧﺮ اﻟﺬي ﻣﻦ ﺷﺄﻧﮫ أن ﯾﻌﺰز
وﯾﻌﻤﻖ أواﺻﺮ اﻷﺧﻮة واﻟﻠﺤﻤﺔ اﻷﺳﺮﯾﺔ وﯾﺼﺐ ﻓﻲ ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﻄﻔﻞ ذ
ي
اﻹﻋﺎﻗﺔ اﻟﺬي ﺳﯿﻜﺘﺴﺐ روح اﻟﻌﻄﺎء
واﻟﻤﻮدة واﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻣﻦ أﺳﺮﺗﮫ اﻟﺤﻜﯿﻤﺔ وﯾﻜﻮن اﻟﺘﻔﺎؤل درﺑﮫ ﻧﺤﻮ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ
. ﻣﺸﺮق