89
اﻟﻤﻮﻗﻒ
ﺧﺎﻧﻨﻲ ﺻﺒﺮي وﺗﺴﻠﻞ ﻟﻘﻠﺒﻲ ﺑﻌﺾ اﻹﺣﺒﺎط اﻟﻤﺮﯾﺮ، وأﺣﻤﺪ اﷲ
أﻧﮫ ﻛﺎن ﻟﺒﻀﻊ ﺳﻮﯾﻌﺎت ﻓﺎﻟﺘﻔﻜﯿﺮ
ً
ﺑﺎﻟﺤﺪث ﻟﻢ ﯾﺪم ﻃﻮﯾﻼ
وﺑﺎﻷﺣﺮى
وﺟﺐ ﻋﻠﻲ ﻋﺪم
ﺗﻮﻗﻊ اﻟﻜﻤﺎل
ﻣﻦ أﻓﺮاد ﯾﻌﯿﺸﻮن ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻏﯿﺮ
. ﻛﺎﻣﻞ
ّ
وﻣﺎ ﺣﺼﻞ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ إﻧﺴﺎن ﻣﻌﯿﻦ ﻻ ﯾﻌﻨﻲ أن
اﻟﺠﻤﯿﻊ ﯾﺘﺼﺮﻓ
ﻮن
ﻣﺜﻠﮫ، واﻟﻨﻔﺲ ﻛﺎﻷرض ﺗﻨﺘﺞ
ﻣﺎ ﻧﻐﺮﺳﮫ
ْ
ﺑﮭﺎ ﻓﺈن
ﻏﺮﺳﻨﺎ ﺑﺬور اﻟﻨﻜﺪ واﻟﺤﺰن ﺳﻨﺠﻨﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﺼﻨﻒ وﯾﻜﻮن ﺣﺎﻟﻨﺎ دون ﻣﻨﻔﻌﺔ ﻟﻨﺎ وﻟﻐﯿﺮﻧﺎ، وﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ
ُ
ﺗﺄﻣﻞ وﻋﺘﺎب ﺧﺎﻃﺒﺖ
ً
ﻧﻔﺴﻲ ﻗﺎﺋﻼ
ُ
ﻣﺎ ﺑﺎﻟﻚ أﯾﺘﮭﺎ اﻟﻨﻔﺲ اﻟﻮاﺛﻘﺔ واﻟﻤﻄﻤﺌﻨﺔ، ﻋﮭﺪﺗ
ِ
ﻚ
ُ
ﻣ
ِ
ﺬﻟ
ﻠﺔ اﻟﺼﻌﺎب وﻋﻨﻮان
اﻟﺜﺒﺎت
واﻷﻣﻞ وأ
ﻛﺒﺮ ﻣﻦ أي اﻧﺘﮭﺎك وﻣﺬﱠ
ِ
ﻟﺔ، وﺑﻚ
ُ
ﻗﺎوﻣﺖ
ُ
وﺟﺎﺑﮭﺖ
ُ
وﺗﻐﻠﺒﺖ
ُ
ووﺻﻠﺖ
، ﻓﻜﻮﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻗﺪر
اﻟﻤﺴﺌﻮﻟﯿﺔ واﻟﺘﻮﻗﻌﺎت وﻻ ﺗﺨﺬﻟﯿﻨﻲ وﺗﺠﻌﻠﻲ ﻣﺼﯿﺮي اﻹﺧﻔﺎق واﻟﻔﺸﻞ
.
ُ
وﻓﻲ اﻟﯿﻮم اﻟﺘﺎﻟﻲ وﺑﻌﺪ اﻟﺘﺤﻜﻢ ﺑﺎﻟﻌﻮاﻃﻒ وﺗﺤﻤﻞ أﻧﯿﻨﮭﺎ، اﺳﺘﺠﻤﻌﺖ
ُ
ﻗﻮاي وﺟﺪدت
ُ
ﻧﺸﺎﻃﻲ واﺗﺨﺬت
ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻧﺠﺎح ﺗﺨﻄﯿﻄﻨﺎ ﻓﻮق ﻣﺼﻠﺤﺘﻲ اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ وأﻧﺎﻧﯿﺔ ﻣﺸﺎﻋﺮي اﻟﻤﺠﺮوﺣﺔ، وا
ﻧﺘﺼﺎر اﻟﻮاﺟﺐ ﺟﻌﻠﻨﻲ
ُ
ﻟﻀﻤﯿﺮي ﺳﺨﺮت
ً
أﺗﺮﺑﻊ ﻋﻠﻰ ﻗﻤﺔ اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻟﺮﺿﺎ، وإرﺿﺎء
ﻟﻠﯿﻮم اﻟﺴﺎﺑﻖ دون
ً
ﺳﺎﻋﺎت ﯾﻮﻣﻲ ﻛﻠﮭﺎ ﺗﻌﻮﯾﻀﺎ
ً
اﻧﻘﺸﺎع اﻟﺒﺴﻤﺔ ﻋﻦ اﻟﻮﺟﮫ ﻋﺎﻣﻼ
ﺑﺎﻟﻤﻘﻮﻟﺔ اﻟﺼﯿﻨﯿﺔ اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ
"
ً
إذا ﻛﻨﺖ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﯿﻊ اﻻﺑﺘﺴﺎم ﻓﻼ ﺗﻔﺘﺢ دﻛﺎﻧﺎ
."
ﻓﻘﻨﺎ ﻓﻲ ﺟﻤﻊ ﻣﺎ ﯾﺆھﻠﻨﺎ ﺑﺘﻘﺪﯾﻢ
ُ
وﺣﻤﺪا ﷲ أﻧﻨﺎ و
ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻻﺋﻖ وﻣﻤﺘﻊ ﻓﻲ أﺟﻮاء ﻣﻔﻌﻤﺔ ﺑﺎﻟﺒﮭﺠﺔ
اﻟﺒﺴﻤﺎت
ْ
رﺳﻤﺖ
اﻟﻤﺮﺟﻮة ﻟﺪى اﻟﺠﻤﯿﻊ
.
ُ
ﻟﻘﺪ ﻗﺮأت
ّ
إﺣﺪى ﻗﺼﺺ اﻟﺼﺎﻟﺤﯿﻦ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻟﮭﺎ وﻗﻊ ﺷﺪﯾﺪ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻲ إذ أن
أﺣﺪ اﻟﺴﻠﻒ ﻛﺎن أﻗﺮع
اﻟﺮأس أﺑﺮص اﻟﺒﺪن أﻋﻤﻰ اﻟﻌﯿﻨﯿﻦ ﻣﺸﻠﻮل اﻟﻘﺪﻣﯿﻦ واﻟﯿﺪﯾﻦ وﻛﺎن ﯾﻘﻮل
:"
اﻟﺤﻤﺪ ﷲ اﻟﺬي ﻋﺎﻓﺎﻧﻲ ﻣﻤﺎ
اﺑﺘﻠﻰ ﺑﮫ
ً
ﻣﻤﻦ ﺧﻠﻖ، وﻓﻀﻠﻨﻲ ﺗﻔﻀﯿﻼ
ً
ﻛﺜﯿﺮا
" .
ﻓﻤﺮﱠ ﺑﮫ رﺟﻞ ﻓﻘﺎل ﻟﮫ
:
ّ
ﻢ
ِ
ﻋﺎﻓﺎك؟ أﻋﻤﻰ وأﺑﺮص وأﻗﺮع وﻣﺸﻠﻮل ﻓﻤ
ّ
ﻢ
ِ
ﻣ
ﻋﺎﻓﺎك؟ ﻓﻘﺎل
:
، اﻟﻠﮭﻢ ﻣﺎ أﺻﺒﺢ
ً
ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻼء ﺻﺎﺑﺮا
ً
، وﺑﺪﻧﺎ
ً
ﺷﺎﻛﺮا
ً
، وﻗﻠﺒﺎ
ً
ذاﻛﺮا
ً
وﯾﺤﻚ ﯾﺎ رﺟﻞ، ﺟﻌﻞ ﻟﻲ ﻟﺴﺎﻧﺎ
ﺑﻲ ﻣﻦ ﻧﻌﻤﮫ أو ﺑﺄﺣﺪ ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻚ ﻓﻤﻨﻚ وﺣﺪك ﻻ ﺷﺮﯾﻚ ﻟﻚ
، ﻓﻠﻚ اﻟﺤﻤﺪ وﻟﻚ اﻟﺸﻜـﺮ
.
ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ
:}
ُ
ﺶ
ْ
ﻌ
َ
ﻦ ﯾ
َ
ﻣ
َ
و
ٌ
ﯾﻦ
ِ
ﺮ
َ
ﻗ
ُ
ﮫ
ً
ﻟ
َ
ﻮ
ُ
ﮭ
َ
ﻓ
ً
ﺎﻧﺎ
َ
ﻄ
ْ
ﯿ
َ
ﺷ
ُ
ﮫ
َ
ﻟ
ْ
ﺾ
ِّ
ﯿ
َ
ﻘ
ُ
ﻧ
ِ
ﻦ
َ
ﻤ
ْ
ﻟﺮﱠﺣ
ْ
ا
ِ
ﺮ
ْ
ﻛ
ِ
ﻦ ذ
َ
ﻋ
{
اﻟﺰﺧﺮف
36.
ﻛﻠﻤﺎت ﻛﺎﻟﺒﻠﺴﻢ ﺗﺪاوي اﻟﻘﻠﻮب اﻟﺒﺎﺋﺴﺔ واﻟﯿﺎﺋﺴﺔ وھﻲ ﻣﻨﺎرات ﺗﻀﻲء ﻟﻲ اﻟﻄﺮﯾﻖ وﺳﻂ ﺿﺒﺎب اﻵﻻم
واﻟﻤﻌﺎﻧﺎة،
ﺒﺮ ﻣﻘﺒﺮة اﻟﻄﻤﻮﺣ
ِ
ﻓﺮﻏﻢ ﻛ
ﺎت ووأد اﻷﺣﻼم ﻓﻲ ﻣﮭﺪھﺎ وازدﯾﺎد آھﺎت اﻷﺳﻘﺎم واﻟﻌﻠﻞ، ﻟﻜﻦ ﻣﺠﺮد
اﻟﺘﻔﻜﯿﺮ واﻟﺘﺄﻣﻞ ﺑﻨﻌﻢ اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ اﻟﻜﺜﯿﺮة اﻟﺘﻲ أﻧﻌﻢ ﺑﮭﺎ ﻋﻠﻲ، أوﻟﮭﺎ وأﻋﻈﻤﮭﺎ ﻧﻌﻤﺔ اﻹﯾﻤﺎن واﻹﺳﻼم
وﺗﻠﯿﮭﺎ
ﻧﻌﻤﺔ اﻟﻌﻘﻞ واﻟﺘﻔﻜﯿﺮ و
ﻧﻲ ﺑﮭﺎ، وﻃﺎﻗﺎت اﻹﺻﺮار و
ّ
ﻗﺪرات اﻟﺘﺤﻤﻞ واﻟﺼﺒﺮ اﻟﺘﻲ ﻣﺪ
اﻹرادة
اﻟﺘﻲ ﻋﺰز
ﻗﻠﺒﻲ ﺑﮭﺎ،
ﻛﻞ ذﻟﻚ أرﺷﺪﻧﻲ إﻟﻰ
ﺳﺎﺣﻞ اﻻﻃﻤﺌﻨﺎن، ﺗﺤﺖ ﻣﻨﺎرة اﻹﯾﻤﺎن واﻟﻤﺜﺎﺑﺮة ﻓﺎﺷﺘﻜﻰ ﻣﻨﻲ اﻟﻤﻠﻞ وﻋﺎﻧﻰ
ﻣﻨﻲ اﻟﻜﺴﻞ
.
ّ
إن
اﻟﺤﯿﺎة ﻣﺎ ھﻲ إﻻ ﺟﺴﺮ ﻧﻌﺒﺮ ﻋﻠﯿﮫ ﻧﺤﻮ اﻟﺘﺄﺛﯿﺮ واﻟﺘﻐﯿﯿﺮ ﻟﻸﻓﻀﻞ وﺧﻼل اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ
ُ
اﻟﺘﻲ أﺧﺬﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻲ أدرﻛﺖ
أﻧﻨﻲ أﻋﯿﺶ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤ
ﻊ ﻻ ﯾﻌﺮف ﻣﻦ اﻟﺘﻀﺎ
ﻣﻦ إﻻ
اﺳﻤﮫ
ُ
، ﻓﺤﺎوﻟﺖ
ﺗﺼﻌﯿﺪ
ﺻﺮﺧﺎﺗﻲ واﺳﺘﻐﻼل ﻛﻞ ﻣﻨﺒﺮ ﻣﺘﺎح ﻟﻠﻮﺻﻮل إﻟﻰ اﻟﺤﻠﻢ اﻟﻤﻨﺸﻮد اﻟﺬي ﯾﺒﺪو اﻧﮫ ﺻﻌﺐ اﻟﻤﻨﺎل واﻟﺘﺤﻘﯿﻖ، وﻟﻜﻦ
ُ
ﻟﻢ وﻟﻦ اﺳﺘﺴﻠﻢ وأﻛﻤﻠﺖ
ﻣﺸﻮاري ﺑﺒﺚ
آﻻﻣﻨﺎ وآﻣﺎﻟﻨﺎ
ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺤﺎت ﻣﻮاﻗﻊ اﻻﻧﺘﺮﻧﺖ واﻟﺼﺤﻒ اﻟﻤﺤﻠﯿﺔ،