95
اﻟﺴﻔﺮ إﻟﻰ ﺑﺮﯾﻄﺎﻧﯿﺎ
ﺑﻌﺪ
ﻣﺤﺎرﺑﺔ اﻟﺒﺆس واﻟﻌﻨﺎء واﻻﻧﺘﺼﺎر ﻋﻠﯿﮭﻤﺎ وإراﺣﺔ اﻟﻨﻔﺲ
اﻟﻤﺘﻌﺒﺔ
ﺑﺘﺤﻘﯿﻖ
ﺑﻌﺾ ﻣﺎ ﺗﺎق ﻟﮫ اﻟﻌﻘﻞ
ً
واﻟﻮﺟﺪان، ﺣﺎﻟﻔﻨﻲ اﻟﺤﻆ ﺑﺎﻟﺴﻔﺮ إﻟﻰ ﺑﺮﯾﻄﺎﻧﯿﺎ ﻟﺰﯾﺎرة ﻗﺮﯾﺐ ﻟﻲ ﯾﺴﻜﻦ ﻓﻲ إﺣﺪى ﻣﺪﻧﮭﺎ، ﻃﺎﻟﺒﺎ
اﻟﺘﺮوﯾﺢ ﻋﻦ
اﻟﻨﻔﺲ واﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ أﻣﺎﻛﻦ ﻟﻢ أزرھﺎ ﻣﻦ ﻗ
ً
ﺒﻞ، وﺗﺠﺪﯾﺪا
ُ
ﻟﻠﻨﺸﺎط واﻟﮭﻤﺔ ﻣﻦ اﺟﻞ اﺳﺘﺌﻨﺎف ﻣﺎ ﺷﺮﻋﺖ
ﺑﮫ،
و
ﺑﻌﯿﻦ اﻟﻔﺎﺣﺺ واﻟﻤﺪﻗﻖ
ﻣﺪﯾﻨﺔ اﻟﻀﺒﺎب
ُ
وﺟﺪت
ُ
ﻛﻤﺎ ﻗﺮأت
ﻋﻨﮭﺎ ﺑﻤﻨﺎﻇﺮھﺎ اﻟﻄﺒﯿﻌﯿﺔ اﻟﺨﻼﺑﺔ ﻣﻦ اﻷﻧﮭﺎر
واﻷﺷﺠﺎر واﻟﻐﺎﺑﺎت واﻟﺒﺴﺎﺗﯿﻦ اﻟﺨﻀﺮاء وﻗﻼﻋﮭﺎ وﻗﺼﻮرھﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﯿﺪ اﻟﻤﺮء إﻟﻰ ﻋﺼﻮر ﻗﺪﯾﻤﺔ،
وﺣﺪث ﺑﻼ
ﺣﺮج ﻋﻦ اﻟﻄﺮﻗﺎت و
اﻷﻧﻔﺎق
واﻟﺤﻀﺎرة اﻷوروﺑﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺠﻠﻲ ﺑﺎﺣﺘﺮام اﻹﻧﺴﺎن دون ﺗﻔﺮﻗﺔ اﺳﻮد ﻛﺎن أم
اﺑﯿﺾ، ﻣﻌﺎﻓﻰ أم ﻣﻌﺎق
....
ُ
وﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻛﻤﺎ ﻋﮭﺪت
ْ
ﻧﻔﺴﻲ ﻟﻔﺘﺖ
ﻧﻈﺮي اﻟﺘﺴﮭﯿﻼت اﻟﺤﯿﺎﺗﯿﺔ اﻟﻤﺘﻮﻓﺮة ﻟﺬوي اﻹﻋﺎﻗﺔ اﻟﻤﺤﻠﯿﯿﻦ واﻟﺘﻲ ﺗﺨﺪم
اﻟﻮاﻓﺪﯾﻦ ﻟﮭﺬه اﻟﺒﻼد ﻣﻦ زوار وﺳﯿﺎح ﻣﻦ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻤﻌﻤﻮ
ً
أﯾﻀﺎ
ُ
رة، وﻟﻤﺴﺖ
اﻻھﺘﻤﺎم اﻟﺒﺎﻟﻎ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﯾﻢ
اﻟﺨﺪﻣﺎت
ﺘﮭﺎ وإﺗﺎﺣ
ُ
ﻟﺠﻤﯿﻊ اﻹﻋﺎﻗﺎت ﻓﻘﺪ وﺟﺪت
اﻟﻤﻮاﺻﻔﺎت اﻟﻌﻤﺮاﻧﯿﺔ ﻟﻤﺪﻧﮭﺎ ﻣﻦ ﺑﻨﺎﯾﺎت وﺷﻮارع وﻣﺤﻄﺎت ﻣﻮاﺻﻼت
ﻟﺬوي اﻹﻋﺎﻗﺔ، ﻓﻌﻠﻰ ﺳﺒﯿﻞ اﻟﻤﺜﺎل ﻋﻨﺪﻣﺎ
ً
وﻣﺘﺎﺟﺮ وﺑﺴﺎﺗﯿﻦ وﻛﻞ ﻣﻜﺎن ﻋﺎم ﺗﻢ ﺗﺼﻤﯿﻤﮫ وﺗﻨﻔﯿﺬه ﻟﯿﻜﻮن ﻣﯿﺴﺮا
اﻟﺴﻔﺮ ﻓﻲ اﻟﺤﺎﻓﻠﺔ،
ُ
أردت
ُ
وﻗﻔﺖ
ﻓﻲ اﻟﻤﺤﻄﺔ اﻟﻤﺨﺼﺼﺔ، وﻋﻨﺪ وﺻﻮل اﻟﺤﺎﻓﻠﺔ ﺗﺮك اﻟﺴﺎﺋﻖ ﻣﻘﻌﺪ اﻟﻘﯿﺎدة
ﺑﻮاﺳﻄﺘﮫ إﻟﻰ اﻟﺤﺎﻓﻠﺔ
ُ
ﺻﻌﺪت
ً
ﺧﺎﺻﺎ
ً
ﻣﻌﺪﻧﯿﺎ
ً
وﺑﺎﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻋﺮﯾﻀﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﯿﺎه ھﺮع ﻟﺘﻘﺪﯾﻢ اﻟﻌﻮن وأدرج ﻣﻨﺤﺪرا
ﻟﻠﻌﺮﺑﺎت وﻗﺎم اﻟﺴﺎﺋﻖ ﺑﻮﺿﻊ ﺣﺰام اﻷﻣﺎن ﺣﻮل ﺟﺴﺪي، وﻛﺬﻟﻚ اﻷﻣﺮ ﻓﻲ ﻣﺤﻄﺎت
ٌ
ﺧﺎص
ٌ
ﯿﺊ ﻣﻜﺎن
ُ
ﺣﯿﺚ ھ
اﻟﻘ
ﻄﺎر ﺣﯿﺚ ﻛﺎن ھﻨﺎﻟﻚ ﻣﻮﻇﻒ ﺧﺎص ﯾﻘﻮم ﺑﺎﺳﺘﻌﻤﺎل
راﻓﻌﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻤﺴﺎﻋﺪة ذوي اﻹﻋﺎﻗﺔ
ﻟﻠ
ﺼﻌﻮد إﻟﻰ
اﻟﻘﺎﻃﺮة
.
َ
وﻧﻔﺲ اﻹﺟﺮاء ﻓﻲ اﻟﻤﻄﺎر ﻓﻌﻨﺪ اﻟﮭﺒﻮط واﻟﺮﺣﯿﻞ أﯾﻀﺎ ھﻨﺎﻟﻚ ﻣﺮاﻓﻖ ﺧﺎص اﺳﺘﻠﻢ
دﻓﻊ اﻟﻌﺮﺑﺔ
واﺻﻄﺤﺒﻨﺎ وﻟﻢ ﯾﺘﺮﻛﻨﺎ وﺑﻜﻞ ﻟﺒﺎﻗﺔ وأدب أﻧﮭﻰ ﺟﻤﯿﻊ إﺟﺮاءات ﺟﻮاز اﻟﺴﻔﺮ ﻣﻦ اﺟﻠﻨﺎ
.
اﺗ
ّ
ﻀﺢ ﻟﻲ ﺑﻌﺪ اﻻﺳﺘﻔﺴﺎر واﻟﺒﺤﺚ أن
ھﺬه اﻟﺪول
اﻟﻐﺮﺑﯿﺔ
ْ
وﺿﻌﺖ
ﻗﻮاﻧﯿﻦ اﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﺿﺤﺔ وﺻﺎرﻣﺔ
ْ
ﻣﻨﺤﺖ
ْ
ﺑﮭﺎ ذوي اﻹﻋﺎﻗﺔ ﻣﻨﺎﻓﻊ وﺗﺴﮭﯿﻼت ﺣﯿﺎﺗﯿﺔ ﻓﻲ ﻏﺎﯾﺔ اﻷھﻤﯿﺔ ﻓﺘﺤﺖ
أﻣﺎﻣﮭﻢ اﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ اﻟﺨﯿﺎرات
وﻣﻜﻨﺘﮭﻢ ﻣﻦ ﺗﻄﻮﯾﺮ ﻗﺪراﺗﮭﻢ ﺑﻤﺠﺎﻻت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، واﻟﺘﻤﺘﻊ واﻟﺘﺮﻓﯿﮫ ﻋﻦ أﻧﻔﺴﮭﻢ وﺗﻠﻘﻲ ﺧﺪﻣﺎت
دون اﻟﺸﻌﻮر
ﺑﺎﻟﻨﻘﺺ واﻟﺘﻤﯿﯿﺰ وﺣﻈ
ﻮا ﺑﺮﻋﺎﯾﺔ اﻟﺪوﻟﺔ واﻟﻘﺎﻧﻮن واﻟﺠﻤﻌﯿﺎت اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ واﻟﺨﯿﺮﯾﺔ ﻟﯿﻮاﺻﻠﻮا ﺣﯿﺎﺗﮭﻢ ﺑﺎﻃﻤﺌﻨﺎن
وراﺣﺔ دون ﻣﻌﺎﻧﺎة زاﺋﺪة
.
ْ
وھﺬه اﻟﺘﺴﮭﯿﻼت اﻟﻤﻌﻤﺎرﯾﺔ ﺳﺎھﻤﺖ
ﻓﻲ ﺟﺬب ﺳﯿﺎح ﻣﻦ ﺷﺮﯾﺤﺔ اﻟﻤﻌﺎﻗﯿﻦ ﻣﻦ
ً
أﯾﻀﺎ
دول أﺟﻨﺒﯿﺔ ﻟﺰﯾﺎرة ﻣﺮاﻓﻖ اﻟﺴﯿﺎﺣﺔ ﻓﻲ ﺑﺮﯾﻄﺎﻧﯿﺎ ﻣﻤﺎ ﻋﺎد
ﺑﺎﻟﻔﺎﺋﺪة ﻋﻠﯿﮭﺎ ﺑﻤﺮدودات اﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ﻻ ﺑﺄس ﺑﮭﺎ
.
ﺗﻤ
ﻠﻜﻨﻲ ﺧﻼل وﺟﻮدي ﻓﻲ ﻟﻨﺪن و
ﺗﻔﺎﻋﻠﻲ
ﺑﺜﻘﺎﻓﺔ وﻋﺎدات ھﺬا اﻟﺸﻌﺐ، ﺗﻔﻜﯿﺮ ﻋﻤﯿﻖ ﻓﻲ اﻟﻔﺮوق
واﻻﺧﺘﻼﻓﺎت ﺑﯿﻦ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺸﺮق واﻟﻐﺮب وأﺳﺒﺎب ﻧﺠﺎح ھﺬه اﻟﺪول وﺗﻘﺪﻣﮭﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﻋﺰﯾﺰ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻲ،
ُ
وﻗﺎرﻧﺖ
ﺑﯿﻦ واﻗﻊ ﺣﯿﺎﺗﻲ ﻓﻲ ﻇﻞ ﻇﺮوف اﻹ
ﻋﺎﻗﺔ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﺗﻲ واﻟﺤﯿﺎة اﻟﻤﺜﺎﻟﯿﺔ ﻟﺬوي اﻹﻋﺎﻗﺔ ﻓﻲ ﺑﺮﯾﻄﺎﻧﯿﺎ
!!
ُ
وﺗﺴﺎءﻟﺖ
ً
ﻛﺜﯿﺮا
ﺑﯿﻨﻲ وﺑﯿﻦ ﻧﻔﺴﻲ ﻟﻤﺎذا ﻻ ﺗﺤﺪث ھﺬه اﻟﺘﻐﯿﯿﺮات ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺘﻨﺎ؟ ﻟﻤﺎذا ﻧﻌﯿﺶ دون أھﺪاف ﺑﻌﯿﺪة
اﻟﻤﺪى وﺳﻂ ﺗﯿﮫ وﺿﯿﺎع داﺋﻢ؟ ھﻞ ﻧﺤﻦ ﻛﻤﺠﺘﻤﻌﺎت ﻣﺤﻠﯿﺔ وﻟﯿﺲ ﻓﻘﻂ ﺷﺮﯾﺤﺔ اﻟﻤﻌﺎﻗﯿﻦ ﻻ ﻧﺴﺘﺤﻖ اﻟﺤﯿﺎة؟