84
واﻷ
ْ
ﺧﻼﻗﯿﺔ واﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ ﺗﺠﺎھﮭﻢ، وﺧﻼل ھﺬه اﻟﺤﻤﻠﺔ أﻧﯿﻄﺖ
ﺑ
ﻲ ﻣﮭﻤﺔ اﻟﺬھﺎب إﻟﻰ اﻟﻤﺪرﺳﺔ اﻹﻋﺪا
ُ
دﯾﺔ، ﻓﺪﺧﻠﺖ
اﺣﺪ ﺻﻔﻮف اﻟﺼﻒ
ُ
اﻷول إﻋﺪادي واﻓﺘﺘﺤﺖ
اﻟﻤﺤﺎﺿﺮة ﺑﺤﺪﯾﺚ ﯾﻠﮭﺐ اﻟﻌﻮاﻃﻒ وﯾﺆﺟﺞ ﻣﺸﺎﻋﺮ اﻟﺘﻀﺎﻣﻦ،
وﺑﺄﺳﻠﻮب ﻣﻠﻲء ﺑﺎﻹﺛﺎرة واﻷﺣﺪاث اﻟﺤﻘﯿﻘﯿﺔ اﻟﻤﺸﻮﻗﺔ ﺣﻮل اﻟﺤﯿﺎة ﻓﻲ ﻇﻞ اﻹﻋﺎﻗﺔ واﻷ
ﻓﻜﺎر واﻵراء اﻟﻤﺴﺒﻘﺔ
ُ
وﻋﺪم ﺗﻘﺒﻞ اﻟﻤﻌﺎق ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، وﻗﺪ ﻛﻨﺖ
ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻌﺪاد ﻟ
ﻜﺸﻒ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻦ ﺣﯿﺎﺗﻲ اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ واﻟﺒﻮح
ﺑﺎﻟﻤﺘﺎﻋﺐ اﻟﺨﺎﺻﺔ وﺑﻌﺾ اﻷﺳﺮار
واﻟﺘﻔﺎﺻﯿﻞ
اﻟﺤﯿﺎﺗﯿﺔ
اﻟﺨﺎﺻﺔ
وذﻟﻚ ﻟﻜﻲ اﺻﻞ ﻟﻠﮭﺪف واﻟﻔﻜﺮة
اﻟﺘﻲ ﻛﻨﺖ
ﻣﻌﻨﯿ
ً
ﺎ
ﺑﺈﯾﺼﺎﻟﮭﺎ ﻟﻠﻄﻼب
وﻟﺠﻨﻲ اﻟﺜﻤﺎر اﻟﻤﺮﺟﻮة ﻣﻨﮭﺎ
.
وأﺛﻨﺎء
ﺣﺪﯾﺜﻲ اﻟﻤﺘﻮاﺻﻞ ﻛﺎن ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻄﻼب
ﺑﺤﺎﻟﺔ
ّ
دھﺸﺔ وذھﻮل، وﻛﺄن
ﻋﻠﻰ رؤوﺳﮭﻢ اﻟﻄﯿﺮ، و
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ إﺻﻐﺎء ﻣﻠﻔﺘﺔ ﻟﻠﻨﻈﺮ وﺷﻐﻒ ﻟﺴﻤﺎع اﻟﻤﺰﯾﺪ ﻓﯿﺒﺪو أﻧﮭﻢ
ﻟﻢ ﯾﺤﻈﻮا ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺑﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺷﺨﺺ ﻣﻌﺎق ﯾﺠﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺳﻲ ﻛﮭﺮﺑﺎ
ْ
ﺋﻲ وﯾﺘﺤﺪث ﻋﻦ ﻗﻀﯿﺔ ﻟﻢ ﯾﺴﺒﻖ أن
وا أﻗﺮ
ﻋﻨﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻤﺪرﺳﯿﺔ
.
ﺑﻌﺪ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﻤﺤ
ﺎﺿﺮة ﻛﻨﺖ اﺗﺮك اﻟﺴﺎﺣﺔ ﻟﻠﻄﻼب ﻟﻄﺮح ﻣﻼﺣﻈﺎﺗﮭﻢ واﺳﺘﻔﺴﺎراﺗﮭﻢ
ُ
وﻗﺪ ﺗﻠﻘﯿﺖ
ْ
اﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﻼﺣﻈﺎت اﻟﺒﺮﯾﺌﺔ واﻟﺼﺎدﻗﺔ اذﻛﺮ إﺣﺪاھﺎ إذ ﺻﺮﺣﺖ
إﺣﺪى اﻟﻔﺘﯿﺎت
أﻧﮭﺎ ﻷول ﻣﺮة
ﺑﺤﯿﺎﺗﮭﺎ ﺗﺴﻤﻊ و
ﺗﺮى
ﺷﺨﺼ
ً
ﻣﻌﺎﻗ ﺎ
ً
ﺎ
ْ
وھﻲ اﻋﺘﻘﺪت
ّ
أن
ﻛﻞ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﻤﻌﺎﻗﯿﻦ
ﻣﺠﺎﻧﯿﻦ "
"
وﻻ ﯾﺴﺘﻄﯿﻌﻮن
اﻟﺤﺪﯾﺚ
.
ﻋﻨﺪ ﺳﻤﺎ
ُ
ﻋﻲ ﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﻔﺘﺎة ﻓﺮﺣﺖ
ً
ﺟﺪا
ُ
ﻟﻠﻮﺻﻮل ﺑﺎﻟﻤﻮﺿﻮع إﻟﻰ ھﺬه اﻟﻨﻘﻄﺔ ﺑﺎﻟﺬات وأردت
ً
اﺳﺘﻐﻼﻟﮭﺎ وإﺑﻘﺎء آﺛﺎرھﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻤﯿﻊ ﻓﺎﺑﺘﺴﻤﺖ وﻗﺎﻃﻌﺘﮭﺎ ﻣﺘﺴﺎﺋﻼ
:
واﻵن ﻣﺎ ھﻮ رأﯾﻚ؟
أﺟﺎﺑﺖ
:
اﻵن ﻓﮭﻤﺖ أﻧ
ﮫ
ﯾﺠﺐ
ﻻ ﯾﻜﻮن اﻟ
ْ
أن
ﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ اﻷﺷﺨﺎص ﻣﻦ ﺧﻼل ھﯿﺌﺎﺗﮭﻢ اﻟﺨﺎرﺟﯿﺔ وان اﻟﻤﻌﺎق
ﻟﯿﺲ اﻗﻞ ﻗﯿﻤﺔ
إﻧﺴﺎﻧﯿﺔ ﻣﻦ أي إﻧﺴﺎن آﺧﺮ
.
َ
ﻦ
ِ
وﻣ
اﻷﺳﺌﻠﺔ
اﻟﺪاﺋﻤﺔ
اﻟﺘﻲ
ﯾﻄﺮﺣﮭﺎ
اﻟﻄﻼب
أﺛﻨﺎء
اﻟﻤﺤﺎﺿﺮات ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺪور
ﺣﻮل
أﺣﻼﻣﻲ اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ واﻟﻰ
اﻷﻣﻮر اﻟﺘﻲ
ﺗﺘﻮق
ﻧﻔﺴﻲ ﻟﮭﺎ
ھﺬه ﻣﺜﻞ ﻓﻲ
اﻟﻈﺮوف
ً
، وﺣﻘﯿﻘﺔ
ﻛﻨﺖ
أﺟﯿﺐ
داﺋﻤﺎ
أﻧﻨﻲ
أﺗﻮق ﻟ
ﻔﻌﻞ
وأداء
ﻛﻞ
ﺷﻲء
،ً
ﯾﻤﻠﻜﮫ وﯾﻔﻌﻠﮫ اﻟﺴﻠﯿﻢ ﺟﺴﺪﯾﺎ
ﻣﺜﻞ
اﻟﻤﺸﻲ
واﻟﺠﺮي واﻟﻠﻌﺐ واﻟ
ﺴﺒﺎﺣﺔ واﻟﻐﻮص وﺟﻤﯿﻊ ﻣﺎ ﺗﺘﻮق
إﻟﯿﮫ
ﻧﻔﺲ
اﻹﻧﺴﺎن
.
ّ
إن
ْ
اﻟﻤﺤﺎﺿﺮات اﻟﺘﻲ أﺟﺮﯾﻨﺎھﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺪارس ﺳﺎھﻤﺖ
ﻓﻲ ﺗﻐﯿﯿﺮ وﺑﻠﻮرة ﺑﻌﺾ أذھﺎن ﻃﻼﺑﻨﺎ ﻛﻤﻨﺎﺻﺮﯾﻦ
ﻟﻘﻀﺎﯾﺎﻧﺎ اﻟﻌﺎدﻟﺔ وﺗﺠﻨﯿﺪھﻢ ﻛﻮﻛﻼء ﻟﻨﺸﺮ اﻟﻮﻋﻲ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ وﻟﻨﻘﻞ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ﺑﺼﻮرة ﺻﺤﯿﺤﺔ ﺣﻮل ﻗﻀﯿﺔ
اﻹﻋﺎﻗﺔ
وﻧﺒﯿﻞ ﻧﺴﻌﻰ ﺑﮫ ﻟﺘﻐﯿﯿﺮ واﻗﻊ ﻗﺎﺗﻢ وﺗﺠﻨﯿﺐ ذوي اﻹﻋﺎﻗﺔ
ٍ
إﻟﻰ ﺑﺎﻗﻲ أﻓﺮاد اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﻦ اﺟﻞ ھﺪف راق
ّ
اﻟﺘﻤﯿﯿﺰ واﻟﻨﻈﺮات اﻟﺴﻠﺒﯿﺔ وﺧﻠﻖ ﺗﻮاﺻﻞ اﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺑﻨ
ﺎء ﯾﺼﺐ ﻓﻲ ﻣﺼﻠﺤﺘﻨﺎ وﯾﻌﺰز ﻣﻦ ﻣﻌﻨﻮﯾﺎﺗﻨﺎ وﺻﻤﻮدﻧﺎ
وﯾﺤﺪ ﻣﻦ ﺷﻌﻮرﻧﺎ اﻟﻤﺆﻟﻢ ﺑﺄﻧﻨﺎ ﻧﻌﯿﺶ ﻛﺎﻟﻐﺮﺑﺎء ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ
.
ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻧﺠﺎح ﻣ
ﺸﺮوﻋﻨﺎ ﺑﻔﻌﺎﻟﯿﺎﺗﮫ وﺣﻤﻼﺗﮫ وﺑﺮاﻣﺠﮫ اﻟﻨﺎدرة واﻟﻨﻮﻋﯿﺔ واﻷﺻﺪاء اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻛﮭﺎ وﻧﻮاة
اﻟﻔﻌﺎﻟﯿﻦ واﻟﻨ
ﺸﻄﺎء اﻟﺘﻲ أﺳﺴﮭﺎ وﺑﻠﻮرھﺎ إﻻ أن
أ
ﻣﻌﯿﻨﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻠﺪﯾﺔ وﻓﻲ ﻣﻜﺘﺐ اﻟﺸﺆون اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ
ً
ﻃﺮاﻓﺎ
ْ
ﺧﺎﺻﺔ ﻗﺮرت
إﻟﻐﺎء ﺗﻤﻮﯾﻠﮫ وإﯾﻘﺎف ﻋﻤﻠﯿﺔ إرﺷﺎدﻧﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﺳﺎﻣﯿﺔ
.
ھﺬا اﻟ
ﻘﺮار اﻟﻐﺮﯾﺐ
ﻛﺎن ﺑﺪون
ﺳﺎﺑﻖ إﻧﺬار وﺑﺪون ﺳﺒﺐ ﯾﺬﻛﺮ، ﻓﺄﺻ
ﯿ
ﺐ أﻓﺮاد اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺑﺼﺪﻣﺔ ﻏﯿﺮ ﻋﺎدﯾﺔ ﺑﻌﺪ أن ﺣﻘﻖ
اﻟﻤﺸﺮوع ﺧﻼل ﺳﻨﻮاﺗﮫ اﻟﺨﻤﺲ ﻧﺠﺎﺣﺎت ﻋﺪﯾﺪة واﻧﺠﺎزات ﻻ ﺑ
ﺄس ﺑﮭﺎ ووﺟﺐ اﺳﺘﻤﺮاره ﻷن
ﻧﻮاﻗﺺ ذوي
اﻹﻋﺎﻗﺔ ﻻ ﺣﺪود ﻟﮭﺎ وﻻ ﻧﮭﺎﯾﺔ ﻟﮭﺎ
.
واﻟﻘﻄﺮة اﻟﺘﻲ أﻓﺎﺿﺖ اﻟﻜﺄس ﻛﺎن ﺻﺪور اﻟﻘﺮ
ار ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺗﻠﻘﻲ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ