בית איזי שפירא - ספרו של מר נואף זמירו - page 73

72
ّﺣﺪ ّﺛﻮﻧﻲ ﺑﻌﺪ ﺷﻔﺎﺋﻲ أن ْإﺷﺎﻋﺔ وﻓﺎﺗﻲ اﻧﺘﺸﺮت ﺑﯿﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس ﻓﻲ اﻟﺒﻠﺪة وھﺮع اﻟﻤﻌﺰون إﻟﻰ اﻟﺒﯿﺖ
ﺑﺎﻟﻌﺸﺮات، واﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻟﯿﺴﺖ ﺑﺎﻹﺷﺎﻋﺔ وإﻧﻤﺎ ﺑﻤﺪى ﺗﺄﺛﯿﺮھﺎ ﻋﻠﻰ أﻓﺮاد أﺳﺮﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﺒ ﯿﺖ ﻓﻘﺪ أﺻﯿﺒﻮا ﺑﺤﺎﻟﺔ ﻣﻦ
اﻟﮭﻠﻊ واﻟﻔﺰع ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ھﻢ ﻓﯿﮫ ﻣﻦ ﺣﺰن وﻗﻠﻖ وﺗﺮﻗﺐ ﺟﺮاء ﺣﺎﻟﺘﻲ اﻟﺤﺮﺟﺔ . وﺑﻔﻀﻞ اﷲ ورﺣﻤﺘﮫ
ُﻋﻠﻰ اﻟﻌﺒﺎد ﺻﺤﻮت ﻣﻦ اﻟﻐﯿﺒﻮﺑﺔ ﺑﻌﺪ ﺑﻀﻌﺔ أﯾﺎم، ﻷﺟﺪ ﻧﻔﺴﻲ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺔ اﻟﻌﻨﺎﯾﺔ اﻟﻤﺮﻛﺰة وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻻ اﺣﺴﺪ
ﻋﻠﯿﮭﺎ وﻋﺪة أﺟﮭﺰة ﻣﻮﺻﻮﻟﺔ ﺑﺠﺴﻤﻲ، وأﻧﺎﺑﯿﺐ اﻷﺟﮭﺰة ﺗﺨﺘﺮق ﺟﺴﺪي ﻣﻦ اﻟﺠﮭﺔ اﻟﯿﺴﺮى وأﻧﺒﻮب آﺧﺮ
ر ﻓﻲ ذھﻨﻲ ﻣﺎ ﺣﺼﻞ ُﺪَﯾﺪﺧﻞ ﺣﻠﻘﻲ ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻠﻨﻲ اﻓﻘﺪ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﻜﻼم واﻟﺘﻌﺒﯿﺮ ﻋﻦ اﺣﺘﯿﺎﺟﺎﺗﻲ، وﻟﻢ ﯾ
ُواﻋﺘﻘﺪت أن اﻷﻣﺮ ﻃﺒﯿﻌﻲ ﯾﺤﺪث ﻣﻊ أي ﻣﺮﯾﺾ ﯾﺨﺮج ﻣﻦ ﻏﺮﻓﺔ اﻟﻌﻤﻠﯿﺎت .
ّوﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﺣﯿ ﺮﻧﻲ وأﺛﺎر ﻓﻀﻮﻟﻲ ودھﺸﺘﻲ ﻛﺎن ﺑﻜﺎء أﻗﺮﺑﺎﺋﻲ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻲ، وﺗﻮاﻓﺪ اﻟﺰوار اﻟﺬﯾﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﯾﺪﺧﻠﻮن
ّ، وﻣﺎ زاد اﻟﻄﯿﻦ ﺑﻠ ً، واﻷﺟﻮاء ﻏﯿﺮ اﻟﻄﺒﯿﻌﯿﺔ ﺑﺘﺎﺗﺎً ﻓﺮدا ًﻓﺮدا ﮫ ﻋﺪم اﺳ ﺘﻄﺎﻋﺘﻲ اﻟﺘﻔﻮه ﺑﻜﻠﻤﺔ ﻟﻼﺳﺘﻔﺴﺎر ﻋ ﻤﺎ
. ﺟﺮى ُ وﺗﻠﻘﯿﺖ ﻓﻲ ﻗﺴﻢ اﻟﻌﻨﺎﯾﺔ اﻟﻤﺮﻛﺰة رﻋﺎﯾﺔ ﻃﺒﯿﺔ ﻏﯿﺮ ﻋﺎدﯾﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻃﺎﻗﻢ ﻣﺘﻤﯿﺰ ﻋﻠﻰ رأﺳﮫ ﻃﺒﯿﺐ ﻋﺮﺑﻲ
رﻓﯿﻊ اﻟﻤﺴﺘﻮى، ﻛﺎن ﻟﮫ ﻧﺼﯿﺐ ا ﻷﺳﺪ ﻓﻲ اﺳﺘﻘﺮار ﺣﺎﻟﺘﻲ اﻟﺠﺴﺪﯾﺔ واﻟﻨﻔﺴﯿﺔ وذﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﺛﺮ ﻣﺮاﻗﺒﺘﮫ اﻟﺪاﺋﻤﺔ
واﻟﻤﺘﻮاﺻﻠﺔ ﻟﻜﻞ ﺻﻐﯿﺮة وﻛﺒﯿﺮة ﺗﺨﺼﻨﻲ وﺑﺎﺳﺘﻌﻤﺎﻟﮫ ﻷﺳﻠﻮب اﻟﻤﺪاﻋﺒﺔ وروح اﻟﻔﻜﺎھﺔ وﺗﻔﮭ ﻤﮫ ﻟﻤﻮﻗﻒ
اﻷﺳﺮة وﻗﻠﻘﮭﺎ ﻣﻤﺎ أﻛﺴﺐ اﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ اﺣﺘﺮام وﺛﻘﺔ اﻷﺳﺮة ﻣﻦ ﺟﺪﯾﺪ .
ّﯾﺒﺪو أن ًﻟﻠﻤﺴﺘﺸﻔﻰ دورا ﻓﻲ اﻻھﺘﻤﺎم اﻟﻜﺒﯿﺮ اﻟﺬي ﺗﻠﻘﯿﻨﺎه وذﻟﻚ ﻟﻠﺘﻜﻔﯿﺮ ﻋﻦ اﻷﺧﻄﺎء واﻹھﻤﺎل وﻟﯿﻤﺘﺼﻮا
ًﻏﻀﺐ اﻷﺳﺮة ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺟﺮى، ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﻣﻘﺎﺿﺎة اﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﻓﻲ اﻟﻤﺤﺎﻛﻢ ﺑﺪﻋﻮى اﻹھﻤﺎل اﻟﻄﺒﻲ، وﻗﺪ ﻋﻠﻤﻨﺎ
ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ أن ﻃﺒﯿﺐ اﻟﺘﺨﺪﯾﺮ أﺧﺮج ﻓﻲ إﺟﺎزة ﻗﺴﺮﯾﮫ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ إدارة اﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ .
واﻟﺤﻤﺪ ﷲ ْﻓﻘﺪ ﺷﮭﺪت ﺣﺎﻟﺘﻲ ُ، وأﺷﺮتً ﻣﻠﺤﻮﻇﺎ ًاﻟﺼﺤﯿﺔ ﺗﺤﺴﻨﺎ ْﻷﺧﺘﻲ ﺑﺄﻧﻨﻲ أرﯾﺪ أن ًاﻛﺘﺐ ﺷﯿﺌﺎ وﻗﺪ ﻗﺎﺑﻠﻮا
ْذﻟﻚ ﺑﻔﺮﺣﺔ ﻛﺒﯿﺮة وﺳﻌﺎدة ﻇﮭﺮت ُﻋﻠﻰ وﺟﻮھﮭﻢ وﻗﺪ اﺿﻄﺮرت ﻻﺳﺘﻌﻤﺎل أﺻﺎﺑﻊ ﯾﺪي اﻟﯿﺴ ﺮى ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ،
ﺑﺪل ﻣﻦ أﺻﺎﺑﻊ ﯾﺪي اﻟﯿﻤﻨﻰ اﻟﻤﻮﺻﻮﻟﺔ ﺑﺄﺣﺪ اﻷﺟﮭﺰة اﻟﻄﺒﯿﺔ، وﺧﻼل ﺗﻮاﺻﻠﻲ أول ﻣﺎ اﺳﺘﻔﺴﺮت ﺣﻮﻟﮫ ﻛﺎن
ﻋﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻣﺒﺎرﯾﺎت ﻛﺮة اﻟﻘﺪم ... ُوﻋﻨﺪ ردھﻢ ﻋﻦ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ أدرﻛﺖ ّ أن ْﻋﺪة أﯾﺎم ﻗﺪ ﻣﺮت ﻣﻨﺬ دﺧﻮﻟﻲ ﻟﻐﺮﻓﺔ
ْاﻟﻌﻤﻠﯿﺎت، ﻓﺒﺪت ﺳﻤﺎت اﻟﺼ ﺪﻣﺔ ﻋﻠﻰ وﺟﮭﻲ، وﻋﻠﻰ اﺛﺮ إﻟﺤﺎﺣﻲ ﻋ ﻠﻰ اﻟﻤﻮﺿﻮع، ﺗﻢ إﺑﻼﻏﻲ ﺑﺘﻔﺎﺻﯿﻞ ﺟﻤﯿﻊ
ْﻣﺎ ﺣﺪث، ﺣﯿﺚ ﺑﺪأت ﺳﻠﺴﻠﺔ اﻷﺧﻄﺎء اﻟﻄﺒﯿﺔ ﻋﻨﺪ ﺣﻘﻨﻲ ﺑﺈﺑﺮة ﻣﺨﺪر ﺑﻜﻤﯿﺔ ﻏﯿﺮ ﻣﻼﺋ ﻤﺔ ﻟﺠﺴﺪي إذ ﻛﺎن ﻋﻠﻰ
ﻃﺒﯿﺐ اﻟﺘﺨﺪﯾﺮ اﻟﻤﺒﺠﻞ " " ﻣﺮاﻋﺎة ﻋﺎﻣﻞ اﻹﻋﺎﻗﺔ واﻷﻣﺮاض اﻟﻤﺼﺎﺣﺒﺔ وﺗﻮﺧﻲ اﻟﺤﺬر واﻟﻔﺤﺺ اﻟﻤﺴﺒﻖ
وﻣﻌﺮﻓﺔ ﺟﻤﯿﻊ اﻟﺘﻔﺎﺻﯿﻞ واﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ﻗﺒﻞ ﺗﺤﺪﯾﺪ ﻛﻤﯿﺔ اﻟﻤﺨﺪر، وﻛﺬﻟﻚ أﻓﺮاد ﻃﺎﻗﻢ اﻟﻌﻤﻠﯿﺔ اﻟﺠﺮاﺣﯿﺔ اﻟﺬﯾﻦ
ﻓﻲ ً ﻣﺨﺘﺼﺎًﺗﺨﺒﻄﻮا ﻓﻲ أﻓﻌﺎﻟﮭﻢ وﻟﻢ ﯾﺴﺘﺪﻋﻮا ﻃﺒﯿﺒﺎ ﺪرﺼاﻟ ﻣﺠﺎل ﻟﯿﺘﺎﺑﻊ وﯾﻘﺪم ﺗﻮﺻﯿﺎت ﺣﺴﺐ ﺳﺠﻞ وﺗﺎرﯾﺦ
. ﻣﺮﺿﻲ
ّﯾﺒﺪو أن ْﺣﯿﺎة اﻹﻧﺴﺎن أﺻﺒﺤﺖ رﺧﯿﺼﺔ ﻟﺪى اﻟﻄﺎﻗﻢ اﻟﻄﺒﻲ اﻟﻤﺬﻛﻮر ﺣﺘﻰ أﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﺴﺘﺤﻖ ﺑﻌﺾ اﻟﺪﻗﺎﺋﻖ
ّﻣﻦ اﻟﻔﺤﺺ واﻟﺘﺪﻗﯿﻖ ﺣﻮل ﺗﻔﺎﺻﯿﻞ اﻟﻤﺮﯾﺾ، ﻓﻘﺪ ﻣﺮ أﻓﺮاد أﺳﺮﺗﻲ ﺑﺄوﻗﺎت ﻋﺼﯿﺒﺔ ﻣﺼﺤﻮﺑﺔ ﺑﺂﻻم وأﺣﺰان
ﻻ ﺗﻮﺻﻒ وھﻢ ﯾﺮوﻧﻨﻲ ﻓﺎﻗﺪ اﻟﻮ ﻋﻲ ﻷﯾﺎم أﺗﻨﻔﺲ وأﺗﻐﺬى ﺑﻮاﺳﻄﺔ أﻧﺎﺑﯿﺐ اﻷﺟﮭﺰة، ﻣﻨﺘﻈﺮﯾﻦ ﺻﺤﻮﺗﻲ ﻋﻠﻰ