66
ﯾﺒﺪو أﻧﻨﺎ ﻧﻌﯿﺶ ﻓﻲ زﻣﻦ اﺧﺘﻠﻂ
ﻓﯿﮫ
اﻟﺤﺎﺑﻞ ﺑﺎﻟﻨﺎﺑﻞ، ﻓﻲ زﻣﻦ اﻟﻤﮭﺎﻧﺔ واﻟﻄﻌﻦ ﻓﻲ اﻟﻜﺮاﻣﺎت،
زﻣﻦ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ
اﻟﺒﺸﺮ وﻓﻖ ھﯿﺌﺘﮭﻢ اﻟﺨﺎرﺟﯿﺔ وﻟﯿﺲ اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ،
ْ
زﻣﻦ ﻏﺎﺑﺖ
ﻋﻨﮫ اﻟﻀﻤﺎﺋﺮ اﻟﺤﯿﺔ
ْ
وﺿﺎﻋﺖ
ﻓﯿﮫ ﻣﺸﺎﻋﺮ اﻷﻟﻔﺔ
واﻟﻤﺤﺒﺔ وﻟﻢ ﯾﻌ
ﺪ ﻟﻠﻘﯿﻢ اﻟﺪﯾﻨﯿﺔ و
اﻷﺧﻼﻗﯿﺔ
ﻣﻜﺎن، وﻗﺪ
ُ
أ
ْ
زﯾﻠﺖ
اﻷﻗﻨﻌﺔ
اﻟ ﻓﻲ
اﻟ ﺴﻠﻮك و
ﻨﻮاﯾﺎ
ﻟﯿﻈﮭﺮ اﻟﺠﺰء اﻟﻘﺒﯿﺢ
َ
وﻋﻼ واﺧﺘﺎرھﻢ ﻟﯿﺒﻠﻮ
ّ
ﻣﻨﮭﺎ ﺿﺪ ﺑﻌﺾ ﻣﻤﻦ أﺣﺒﮭﻢ اﷲ ﺟﻞ
ھﻢ وﯾﺨﺘﺒﺮھﻢ
.
ُ
ﻟﻘﺪ اﻋﺘﺪت
ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻘﻲ اﻟﻀﺮﺑﺎت اﻟﻮاﺣﺪة ﺗﻠﻮ اﻷﺧﺮى، وﻋﻘﺐ ﻛﻞ ﺿﺮﺑﺔ ﺗﻤﺘﺰج آﻻﻣﮭﺎ ﺑﺂﻻم اﻹﻋﺎﻗﺔ
واﻟﺠﺴﺪ،
ﻓﺘﺎرة اﺷﻌﺮ ﺑﻤﺸﺎﻋﺮ اﻟﻌﻄﻒ واﻟﺸﻔﻘﺔ ﺗﻼﺣﻘﻨﻲ إﻟﻰ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن، وﺗﺎرة اﺳﻤﻊ ﺑﻌﺾ اﻟﻌﺒﺎرات اﻟﻤﺤﺒﻄﺔ
اﻟﺘﻲ
ﺗﺘﺠﺎھﻞ وﺟﻮدي و
ﺗﻜﺎد ﺗﻘﺘﻞ ﻃﻤﻮﺣﻲ وﻣﺜﺎﺑﺮﺗﻲ،
وﺗﺆدي إﻟﻰ اﻧﻌﺰاﻟﻲ،
ﻓﺤﯿﻦ اﺳﻤﻊ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺴﺎء
ﺑﻤﺠﻤﻌﮭﻦ ﯾﻘﻠﻦ
"
اﷲ ﯾﻌﯿﻦ أھﻠﮫ
"
أو ﯾﺮددن
"
ﺧﺴﺎرة ﻋﻠﻰ ھﯿﻚ ﺷﺎب
" ُ
، ﺗ
وﯾﺨﻔﻖ اﻟ
َ
ﯿﻨﺎي
َ
ﻐﺮورق ﻋ
ﻘﻠﺐ
ﺑﺨﻔﻘﺎت اﻟﺒﺆس واﻟﺤﺴﺮة وﺗﺨﺮج اﻵھﺎت ﻣﻦ اﻟﺼﺪر اﻟﻤﻠﺘﮭﺐ، و
ﺗﻠﻚ ﺣﺪأ ﻓﻲ
اﻷﺣﺪاث ﻟﻢ أﺗﻤﺎﻟﻚ ﻧﻔﺴﻲ
ُ
وﻋﺠﺰ اﻟﻘﻠﺐ ﻋﻦ اﻻﺣﺘﻤﺎل ﻓﺎﺗﺠﮭﺖ
َ
ﻟﺰﻣﺮة اﻟﻨﺴﺎء اﻟﻼﺗﻲ ﯾﺘﺤﺪﺛﻦ
وﺳﺄﻟﺘﮭﻦ إذا ﺗﺬﻣﺮ أو اﺷﺘﻜﻰ اﺣﺪ أﻓﺮاد
َ
أھﻠﻲ إﻟﯿﮭﻦ
ُ
ﻋﻦ ﻣﺪى ﻋﺬاﺑﮭﻢ وﺷﻘﺎﺋﮭﻢ ﺑﺘﺮﺑﯿﺘﻲ أو ھﻞ ﻗﻤﺖ
ﺑﺎﻟﺒﻜﺎء أﻣﺎﻣﮭﻦ ﺷﺎ
ﻣﺎ
ً
ھﻤﻮم اﻟﺤﯿﺎة وراﻓﻀﺎ
ً
ﻛﯿﺎ
ﻛﺘﺐ ﻋﻠﻲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ وﺗﻌﺎﻟﻰ؟؟
ُ
ﻛﺄﻧﻨﻲ أﺧﺮﺟﺖ
ُ
ﺳﻢ اﻟﺜﻌﺒﺎن ﺑﻌﺪ ﻟﺪﻏﺔ ھﺆﻻء اﻟﻨﺴﻮة وأﻓﺮﻏﺖ
ُ
ﻣﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ ﻣﻦ ﺳﺨﻂ وﻏﻀﺐ، ﻓﺸﻌﺮت
ﺑﻘﻠﯿﻞ ﻣﻦ اﻟﺮاﺣﺔ اﻟﻨﻔﺴﯿﺔ
واﻟﺘﻨﻔﯿﺲ ﻋﻦ اﻟﻀﯿﻖ
.
ُ
رأﯾﺖ
اﻟﺪھﺸﺔ وﻋﻼﻣﺎت اﻹﺣﺮاج ﻋﻠﻰ وﺟﻮھﮭﻦ، وﻻ
أﻟﻮﻣﮭﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﻮاﻗﻔﮭﻦ ﻷن ﻣﻌﻈ
ٌ
ﻣﻦ اﻵﺧﺮﯾﻦ وﺑﺄﻧﮫ ﻋﺎﻟﺔ وﻋﺐء
ً
ﻢ أﻓﺮاد اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﯾﻌﺘﻘﺪون أن اﻟﻤﻌﺎق أﻗﻞ ﻗﯿﻤﺔ
ﺛﻘﯿﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ واﻟﻤﺠﺘﻤﻊ وأﻧﮫ ﻋﺪﯾﻢ اﻟﻔﺎﺋﺪة ﻟﯿﺲ ﻟﺪﯾﮫ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻞ إي ﺷﻲء، ﻏﯿﺮ ﻣﻜﺘﺮﺛﯿﻦ ﺑﺂﺛﺎر ھﺬه
اﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺠﺎﺋﺮة واﻟﻘﺎﺳﯿﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﯿﺘﮫ ﻣﻦ ﺟﺮح ﻟﻠﻤﺸﺎﻋﺮ وﻟﻸﺣﺎﺳﯿﺲ وﻋﻠﻰ ﺣﯿﺎﺗﮫ ﻣﻦ ﺗﺄﺧﺮ ﻟﺘﺄھﯿ
ﻠﮫ
واﻧﺪﻣﺎﺟﮫ وﻋﻠﻰ ﺷﺨﺼﯿﺘﮫ ﻣﻦ ﺗﻀﻌﻀﻊ ﺛﻘﺘﮫ ﺑﻨﻔﺴﮫ و
ﻗﺘﻞ ﻟﻄﻤﻮﺣﺎﺗﮫ
.
ﯾﺘﻀﻤﻦ ﻛﺘﺎب اﻟﺤﯿﺎة ﺑﯿﻦ ﺻﻔﺤﺎﺗﮫ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ ﺻﻔﺤﺎت اﻟﻤﻌﺎﻧﺎة واﻟﺼﻌﺎب، وھﻮ أﻣﺮ ﻃﺒﯿﻌﻲ ﻓﻲ ﺣﯿﺎة
اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻤﻌﺎﻓﻰ، اﻟﺬي ﺑﺪوره ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ اﻟﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﺑﺄﺳﺎﻟﯿﺒﮫ وﻗﺪراﺗﮫ اﻟﻤﺘﻨﻮﻋﺔ، وھﺬه اﻟﻤﺼﺎﻋﺐ واﻟﺘﺠﺎرب
اﻟﻤﻀﻨﯿﺔ ﻟ
ﺪى ﻓﺌﺔ اﻟﻤﻌﺎﻗﯿﻦ ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﺟﮭﻮد ﻣﻀﺎﻋﻔﺔ وﻋﻮن ﺧﺎرﺟﻲ داﺋﻢ ﻟ
ﻤﺤﺎوﻟﺔ اﻟﺘﺼﺪي ﻟﮭﺎ واﻟﺘﻐﻠﺐ
ﻋﻠﯿﮭﺎ،
ُ
ﻓﻘﺪ ﺳﻤﻌﺖ
ً
وﻣﺎ ذﻛﺮﺗﮫ أﻋﻼه ﻣﻦ ﻣﻌﺘﻘﺪات ﺳﻠﺒﯿﺔ وأﻓﻜﺎر ﻣﺴﺒﻘﺔ ﻇﺎﻟﻤﺔ ﺟﻌﻠﺘﻨﻲ أﻛﺜﺮ ﺻﻼﺑﺔ وﺟﻠﺪا
اﻟﻜﺜﯿﺮ
...
ُ
اﻟﻜﺜﯿﺮ وﺗﻠﻘﯿﺖ
...
ْ
وھﺬه اﻟﺼﻔﻌﺎت ﻋﺰزت
ْ
ت
َّ
وﻗﻮ
إﯾﻤﺎﻧﻲ ﺑﺎﷲ وﺗﻮﻛﻠﻲ ﻋﻠﯿﮫ و
أﻛﺴﺒﺘﻨﻲ اﻟﺘﺮوي ﻓﻲ
اﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮارات
واﺳﺘﺸﺎرة اﻵﺧﺮﯾﻦ
ﻓﻲ اﻷﻣﻮر،
ّ
وﺳﻤﺎع آراء وﻣﻮاﻗﻒ اﻷﻃﺮاف ﻗﺒﻞ اﻟﺒﺖ
ﺰﺗﻨﻲ و
ّ
ﺑ ﻣﯿ
ﺤﺴﻦ
اﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ ﻣﻊ ﻧﻔﺴﻲ واﻵﺧﺮﯾﻦ
واﺣﺘﺮام آراﺋﮭﻢ
وﺑﻌﺪم اﻻﺳﺘﺨﻔﺎف ﺑﺄﺣﺪ
ُ
وﺗﺴﻠﺤﺖ
ﺑ
ﺄﻋﻠﻰ درﺟﺎت
اﻟﺘﻔﺎؤل اﻟﺬي
أ
ﺿﺎف ﻟﺤﯿﺎﺗﻲ
ﺳﻤﺎت ﻻ ﻏﻨﻰ ﻋﻨﮭﺎ
.
ﻧﻌﻢ
...
اﻹﻋﺎﻗﺔ
ُ
أﻛﺴﺒﺘﻨﻲ اﻟﺴﻼح اﻟﺬي أواﺟﮫ ﺑﮫ ﻋﻮارﺿﮭﺎ وآﺛﺎرھﺎ، ﻓﻘﺎوﻣﺖ
ُ
ﻓﯿﮫ ﺣﺘﻰ وﺻﻠﺖ
ﻟﻮﺿﻊ
ﻧﻔﺴﻲ
إﯾﺠﺎﺑﻲ أﺗﻐﻠﺐ
ﺑ
ﻣﻦ اﻟﺘﺮدد واﻟﺸﻜﻮك، واﻻﻧﺰﻋﺎج
ٍ
ﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ زواﺑﻊ اﻟﺤﯿﺎة ﺑﻘﻠﺐ ﺻﻠﺐ وﺷﺠﺎع ﺧﺎل
ﺑﺘﻮاﻓﮫ اﻟﺤﯿﺎة اﻟﻌﺪﯾﺪة، وذﻟﻚ
ﺑﺄﺳﻠﻮب ﯾﺘﻤﯿﺰ ﺑﺎﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺤﺒﻞ اﻹﯾﻤﺎن ﺑﺎﷲ وﺑﺎﻟﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ اﻵﻻم
وﺑﺮﻏﺒﺔ اﻟﺨﯿﺮ