58
اﻟﺸﺮﯾﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺌﻮﻟﯿﻦ وﻣﺘﺨﺬي اﻟﻘﺮارات
إﻟﻰ
إﯾﺠﺎد اﻟﺤﻠﻮل اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ وﻓﺘﺢ اﻷﺑﻮاب أﻣﺎم ﺗﺄھﯿﻞ ھﺆﻻء
اﻟﻤﻌﺎﻗﯿﻦ أو ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﺗﻮﻋﯿﺘﮭﻢ وﺗﺤﺮﯾﻚ ﻣﺸﺎﻋﺮ اﻟﻤﺴﺌﻮﻟﯿﺔ ﻟﺪﯾﮭﻢ وﺗﺤﻔﯿﺰھﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﺮك ھﺬه اﻵﻓﺔ اﻟﺒﻐﯿﻀﺔ
.
وﺑﺈﻣﻜﺎن ذﻟﻚ اﻟﻤﻌﺎق اﻟﻤ
ﺴﺘﺠﺪي
ْ
أن
ﯾﻨﮭﺞ ﻧﮭﺞ ﺑﻌﺾ إﺧﻮاﻧﮫ ﺑﺒﯿﻊ ﺑﻌﺾ اﻷﻏﺮاض اﻟﺨﻔﯿﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺪر ﻋﻠﯿﮫ
ﺑﻌﺾ اﻟﺮﺑﺢ وﻟﻮ اﻟﯿﺴ
ﯿﺮ ﻣﻨﮫ ﻟﻜﻲ ﻻ ﯾﻌﺘﺎد ﻋﻠﻰ ھﺬه اﻟﻈﺎھﺮة اﻟﻘﺒﯿﺤﺔ واﻟﻤﺨﺠﻠﺔ وﯾﺘﺨﺬھﺎ ﻣﺼﺪر رزق داﺋﻢ
.
ّ
ﻟﻘﺪ ﺣﺚ
وﻓﻖ ﻗﻮاه وﻗﺪراﺗﮫ، وﻗﺪ أﻋﻄﻰ اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ اﷲ
ٌ
اﻹﺳﻼم اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻠﻢ واﻟﻌﻤﻞ، وﻛﻞ
ْ
وأﻣﺮه أن
ً
ﻓﺄﺳﺎ
ً
ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ رﺟﻼ
ﺐ وﯾﺒﯿﻊ ﻟﺌﻼ ﯾﺒﻘﻰ ﻋﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، وﻣﻦ ﯾﺒﺤﺚ ﻋﻦ
ِ
ﯾﺤﺘﻄ
اﻟﻨﺠﺎح
ْ
ﺑﻌﺪ ﻣﻮاﻇﺒﺘﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻠﻢ واﻟﻌﻤﻞ وﻣﻦ ﯾﺮﯾﺪ ﻧﯿﻞ اﻟﻤﺠﺪ ﻋﻠﯿﮫ أن
ً
واﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ اﻟﻘﻤﺔ ﺳﯿﺠﺪه ﺣﺘﻤﺎ
ﯾﺒﺪأ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ
ً
وﯾﻨﮭﻲ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ واﻹﻧﺘﺎج واﻹﺑﺪاع ، ﻓﻄﻠﺐ اﻟﺮزق ﯾﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﺳﻌﻲ داﺋﻢ ﻓﺎﻟﺴﻤﺎء ﻻ ﺗﻤﻄﺮ ﺧﺒﺰا
ً
أو ﻃﺤﯿﻨﺎ
.
ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ وﺟﻮدﻧﺎ ﻓﻲ ﻋﺼﺮ اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﯿﺎ واﻻﺧﺘﺮاﻋﺎت
ْ
اﻟﺘﻲ دﺧﻠﺖ
ً
إﻟﻰ ﻛﻞ ﻣﺠﺎﻻت اﻟﺤﯿﺎة ﺗﻘﺮﯾﺒﺎ
ﻛﺄﻧﻈﻤﺔ اﻟﺘﺨﺎﻃﺐ اﻟﺼﻮﺗﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻋﺪ اﻟﻤﻜﻔﻮﻓﯿﻦ واﻟﻌﺮﺑﺎت اﻟﻤﺘﺤﺮﻛﺔ اﻟﻜﮭﺮﺑﺎﺋﯿﺔ واﻷﻃﺮاف اﻟﺼﻨﺎﻋﯿﺔ
، واﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ اﻻﺑﺘﻜﺎرات اﻟﺘﻲ ﺗﺴﮭﻞ ﻇﺮوف اﻟﻤﻌﺎق وﺗﻤﻨﺤﮫ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻨﻘﻞ
ً
ﻟﻤﺴﺎﻋﺪة اﻟﻤﻌﻮﻗﯿﻦ ﺣﺮﻛﯿﺎ
واﻟﺨﺮوج واﻟﺘﻮاﺻﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﺷﺒﮫ ﻃﺒﯿﻌﻲ
ﻣﻊ اﻵﺧﺮﯾﻦ إﻻ أن
ﺗﺤﻘﯿﻖ ﻣﺒﺪأ ﺗﻜﺎﻓﺆ اﻟﻔﺮص واﻟﻤﺴﺎواة ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ
و
ّ
اﻟﻨﻈﺮة اﻟﺴﻠﺒﯿﺔ ﺗﺠﺎه اﻟﻤﻌﺎق ﺣﺪ
ْ
ت
ﻣﻦ إﻣﻜﺎﻧﯿﺎت ﺗﺸﻐﯿﻠﮫ وإﻋﻄﺎﺋﮫ اﻟﻔﺮﺻﺔ ﻟﻠﺘﻌﺒﯿﺮ ﻋﻦ ﻗﺪراﺗﮫ
ﻓﻲ
اﻟﻤﺼﺎﻟﺢ
واﻟﻤﺆﺳﺴﺎت
وھﺬه اﻟﻌﻮاﻣﻞ ﻟﯿﺴﺖ ﻣﺠﺮد ﺷﻌﺎرات ﻟﺘﺤﺮﯾﻚ ﻣﺸﺎﻋﺮ اﻟﺸﻔﻘﺔ واﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ
ﺗﺠﺎه ﻓﺌﺔ اﻟﻤﻌﺎﻗﯿﻦ
إﻧﻤﺎ
ھ
ﻲ ﺣﻘﺎﺋﻖ واﻗﻌﯿﺔ
ﻣﻠﻤﻮﺳﺔ ﻻ ﯾﺘﻘﺒﻠﮭﺎ اﻟﻤﻨﻄﻖ وﻻ اﻟﻀﻤﯿﺮ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ
.
ً
وﺻﺮاﺣﺔ
إذا أﺣﺴﻦ
ذو اﻹﻋﺎﻗﺔ
اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﻗﺪراﺗﮫ
،
ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﮫ
ْ
ﺼﺒﺢ ﯾ أن
ً
ﻓﺎﻋﻼ
ً
و وﻣﻨﺘﺠﺎ
ْ
أن
ﯾﻨﺪﻣ
ً
ﺞ ﻓﻲ ﻣﺤﯿﻄﮫ وﺑﯿﺌﺘﮫ اﻗﺘﺼﺎدﯾﺎ
ً
واﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺎ
،
وھﻮ ﻻ ﯾﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ اﻵﺧﺮﯾﻦ ﺑﺮﻏﺒﺘﮫ وﻣﺤﺒﺘﮫ ﻟ
ﻠﺨﺮوج ﻟﻠﻌﻤﻞ
وﻛﺴﺐ اﻟﺮزق اﻟﺤﻼل
و .
ﻟﺪى ذوي اﻹﻋﺎﻗﺔ
ﯾﻌﺘﺒﺮ اﻟﻌﻤﻞ واﻟﻨﺸﺎط
ﻣﻦ اﻟﻌﻼﺟﺎت
اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ
ً
ﻟﻠﻨﻔﺲ واﻟﺠﺴﺪ وﻗﺎﺗﻼ
ﻟ
ﻠﻔﺮاغ اﻟ
ﻘﻠﺼوﻣ ﻤﻔﺴﺪ
ً
ﺎ
ﻟﻠﻤﺸﻜﻼت
اﻟﻤﻌﺎﻧﺎة و
إذ ﻟﯿﺲ ﺑﺎﻟﺨﺒﺰ وﺣﺪه ﯾﺘﻘﺪم وﯾﺴﺘﻤﺘﻊ اﻹﻧﺴﺎن
.
ً
وﻟﻜﻦ ﻧﺎدرا
ﻣﺎ ﻧﺠﺪ
أﻣﺎﻛﻦ ﻋﻤﻞ ﺗﺴﺘﻄﯿﻊ أو ﺗﻘﺒﻞ ﺗﺸﻐﯿﻞ ﻣﻌﺎق أو ﻣﻌﺎﻗﯿﻦ،
وﺣﺴﺐ
ادﻋﺎ
ءات أﺻﺤﺎﺑﮭﺎ
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺸﻐﯿﻞ ذوي إﻋﺎﻗﺔ
ﺳﯿﺘﺤﻤﻠﻮن
أﻋﺒﺎء ﻣﺎﻟﯿﺔ إﺿﺎﻓﯿﺔ ﻛﺎﻟﺘﺴﮭﯿﻼت اﻟﻔﯿﺰﯾﺎﺋﯿﺔ ﻹﺗﺎﺣﺔ دﺧﻮل اﻟﻌﺮﺑﺎت اﻟﻤﺘﺤﺮﻛﺔ واﻟﻤﺼﺎﻋﺪ
واﻟﺤﻤﺎﻣﺎت اﻟﻤﻼﺋﻤﺔ
وﺗﮭﯿﺌﺔ وﺳﺎﺋﻞ وأدوات ﻹﻋﺎﻗﺎت أﺧﺮى
وھﺬه
اﻟﺘﻜﺎﻟﯿﻒ ھﻢ ﻓﻲ ﻏﻨﻰ ﻋﻨﮭﺎ و
ﻻ ﯾﺘﻜﻠﻔﻮﻧﮭﺎ
إذا ﻗﺎﻣﻮا ﺑﺘﺸﻐﯿﻞ ﻋﻤﺎل أﺻﺤﺎء
ﺳﻠﯿﻤﻲ اﻟﺒ
. ﻨﯿﺔ
ﺗﻘﻊ اﻟﻤﺴﺌﻮﻟﯿﺔ ﻓﻲ إﯾﺠﺎد اﻟﺤﻠﻮل اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻤﻮاﺟﮭﺔ ﻗﻀﯿﺔ ﻋﻤﻞ اﻟﻤﻌﺎﻗﯿﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﺮﺳﻤﯿﺔ واﻟﺤﻜﻮﻣﯿﺔ
ﺑﺸﻜﻞ رﺋﯿﺴﻲ، ﻓ
ْ
ﺎﻟﻤﻔﺘﺮض أن
ﯾﺤﻈﻰ ذو
و
اﻹﻋﺎﻗﺔ ﺑﻨﻔﺲ اﻻھﺘﻤﺎم واﻟﺤﻘﻮق
وأﻻ ﯾﻜﻮﻧﻮا أﺳﻤﺎء ﻣﻨﺴﯿﺔ
ﻓﻲ
اﻟﻤﻠﻔﺎت اﻟﻤﺘﻜﺪﺳﺔ ﻓﻲ اﻷرﺷﯿﻔﺎت و
ﻋﻠ
ﻰ ھﺬه اﻟﮭﯿﺌﺎت
وﺿﻊ ﺳﯿﺎﺳﺎت وﺑ
ﺮاﻣﺞ ﺗﺨﺼﮭﻢ
وﺳﱠ
ﻦ اﻟﻘﻮاﻧﯿﻦ وﺗﻨﻔﯿﺬھﺎ
ﻟﻤﺼﻠﺤﺘﮭﻢ ودﻣﺠﮭﻢ ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة اﻟﯿﻮﻣﯿﺔ وﺗﻮﻓﯿﺮ اﻟﻤﺤﻔﺰات اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﻤﺘﻌﺪدة ﻷﺻﺤﺎب اﻟﻌﻤﻞ ﻟﯿﺘﺸﺠﻌﻮا ﻋﻠﻰ
ﺗﺸﻐﯿﻞ اﻟﻤﻌﺎﻗﯿﻦ دون اﻟﺘﻔﻜﯿﺮ ﺑﺎﻟﺘﻜﺎﻟﯿﻒ اﻟﻤﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ
وأﻣﺮ .
إﺿﺎﻓﻲ
ﯾﺠﺐ اﻟﺘﻄﺮق إﻟﯿﮫ ھﻮ دور اﻹﻋﻼم
ﮭﺎم اﻟ
ﻓﻲ ﺗﻮﻋﯿﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت ﺑﻀﺮورة
اﺳﺘﻐﻼﻟﮭﺎ ﻟﻠﻘﺪرات اﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﻟﺪى اﻟﻤﻌﺎﻗﯿﻦ واﻟﺘﻲ ﯾﺠﮭﻠﮭﺎ أﻓﺮاد اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ