49
أن ﯾﻤﺴﺴﻨﻲ ﺷﻲء، وﯾﺒﺪو أن
اﻟﻘﻠﺐ وﺟﺪ وﺳﯿﻠﺔ ﻟﻠﺸﻜﻮى واﻟﺒﻜﺎء إذ ﻋﺠﺰ اﻟﻠﺴﺎن ﻋﻦ اﻟﺒﻮح واﻟﻨﻄﻖ ﺑﮭﺎ ﻣﻦ
ﺛﻘﻞ ﺟﺒﺎل اﻟﮭﻤ
ﻮم
واﻷﺣﺰان
.
ﻛﺜﯿﺮا ﻟﻸ
ُ
ﻟﻘﺪ أﺳﺄت
ﺟﻮاء اﻟﻤﺮﯾﺤﺔ اﻟﺴﺎﺋﺪة ﻓﻲ اﻟﺒﯿﺖ و
ُ
آذﯾﺖ
ّ
أﻗﺮب اﻟﻨﺎس إﻟﻲ
ْ
ﺣﯿﺚ ﻛﺎﻧﺖ
ﺷﻘﯿﻘﺎﺗﻲ ﺿﺤﯿﺔ
ﺑﻄﺸﻲ وﻏﻀﺒﻲ ووﺻﻞ اﻷﻣﺮ إﻟﻰ إھﺎﻧﺘﮭﻦ ﺑﺎﻟﺼﺮاخ واﻟﺸﺘﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﻤﻊ ﻣﻦ ا
ﻟﺠﯿﺮان وأھﻞ اﻟﺤﺎرة
وﻟﻢ .
ْ
ﺗﻘﻒ
ُ
اﻷﻣﻮر ﻋﻨﺪ ھﺬا اﻟﺤﺪ، ﻗﻤﺖ
ُ
وﻣﺎرﺳﺖ
ً
أﻓﻌﺎﻻ
وﺗﺼﺮﻓﺎت اﻧﺘﻘﺎﻣﯿﺔ ﻻ ﺗﻠﯿﻖ ﺑ
ﻨﺎ وﺗﺘﻨﺎﻓﻰ ﻣﻊ أﺧﻼﻗﻨﺎ وﻃﺒﺎﻋﻨﺎ
و
ﻧﻤﻂ اﻟﺘﺮﺑﯿﺔ
، ﻓ
ً
اﻷﺳﺮﯾﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻠﻘﯿﻨﺎھﺎ ﺟﻤﯿﻌﺎ
ﺄ
ً
ذﻛﺮ ﻣﺜﻼ
ُ
أﻧﮫ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﻨﺖ
ْ
أﻟﺤﻆ ﺷﻘﯿﻘﺘﻲ ﻗﺪ أﻧﮭﺖ
ﻣﺴﺢ وﺗﻨﻈﯿﻒ
أرﺿﯿﺔ اﻟﺒﯿﺖ ﺑﻌﺪ ﺟﮭﺪ ﺟﮭﯿﺪ،
ﻌﻤﺪ ﺗ
ُ
ت
دﺧﻮل اﻟﺒﯿﺖ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﺔ، دون ﺗﻨﻈﯿﻒ ﻋﺠﻼﺗﮭﺎ، ﻟﻜﻲ اﺟﻌﻞ ﺷﻘﯿﻘﺘﻲ ﺗﻘﻮم
ﺑﻤﺴﺢ اﻷرﺿﯿﺔ ﻣﻦ ﺟﺪﯾﺪ وأﺳﺒﺐ ﻟﮭﺎ ﻣﺸﻘﺔ إﺿﺎﻓﯿﺔ
.
وأذﻛﺮ
ْ
أﻧﮭﻦ ﺧﻼل ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻤﺸﺎدات ﺗﺤﻤﻠ
َ
ﻦ
اﻹھﺎﻧﺔ
ْ
ﺑﺎﻟﺼﻤﺖ دون أن ﯾﻨﺒﺴ
َ
ﻦ
ْ
ﺑﺒﻨﺖ ﺷﻔﺔ، وذﻟﻚ ﺣﺴﺐ ﺗﻮﺻﯿﺎت وأواﻣﺮ أﻣﻲ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ
ﺗﻌﻲ ﻣﺎ ﯾﺪور ﺣﻮﻟﻲ ﻣﻦ
ﺿﻐﻮط داﺧﻠﯿ
ﺔ ﺣﺎدة اﻋﺠﺰ ﻋﻦ اﻟﺴﯿﻄﺮة ﻋﻠﯿﮭﺎ وﻣﺪرﻛﺔ اﻧﮫ ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﺘﻠﻤﯿﺤﺎت
"
واﻟﺘﻨﻔﯿﺲ ﻋﻦ اﻟﻨﻔﺲ
"
وﺗﻌﺒﯿﺮ ﻋﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮ اﻷﻟﻢ وﺻﺮﺧﺎت إﻧﺬار ﺗﻨﺘﻈﺮ ﻗﺪوم اﻟﻤﻐﯿﺚ ﻟﺼﺎﺣﺒﮭﺎ
.
وﻟﯿﺖ اﻟﺤﺎل ﺗﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪ ھﺬا اﻟﺤﺪ ﻓﻘﻂ، ﺑﻞ ﺗﺪھﻮر إﻟﻰ ﻣﺎ ھﻮ أﺳﻮأ ﻣﻦ ذﻟﻚ، ﻓﻔﻲ أﺳﻮأ اﻷﺣﻮال ﻟﻢ أﺗﺨﯿﻞ
اﺳﺘﻌﻤﺎل
ً
ﻧﻔﺴﻲ ﯾﻮﻣﺎ
اﻟﻌﻨﻒ ﺗﺠﺎه إﺣﺪى ﺷﻘﯿﻘﺎﺗﻲ، وﻗﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﻏﻀﺐ وﺧﻼل إﺣﺪى اﻟﻤﺸﺎدات اﻟﻜﻼﻣﯿﺔ
ﻣﻊ
ُ
ﺷﻘﯿﻘﺘﻲ، ﻟﻢ اﺳﺘﻄﻊ ﻓﯿﮭﺎ أن اﺿﺒﻂ ﻧﻔﺴﻲ وأﺳﯿﻄﺮ ﻋﻠﻰ أﻋﺼﺎﺑﻲ، ﻗﻤﺖ
ﺑﺎﻻﻋﺘﺪاء ﻋﻠﯿﮭﺎ واﻹﻣﺴﺎك ﺑﺸﻌﺮ
. رأﺳﮭﺎ
ْ
وﻟﻮ أرادت
ْ
أن ﺗﺒﺎدﻟﻨﻲ اﻟﻌﻨﻒ ﻻﺳﺘﻄﺎﻋﺖ
ﺑﺴﮭﻮﻟﺔ اﻟﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻲﱠ ﻧﺘﯿﺠﺔ ﺿﻌﻔﻲ اﻟﺠﺴﺪي وﻟﻌﺪم ﺗﻜﺎﻓﺆ
اﻟ
ﻘﻮى ﺑﯿﻨﻨﺎ
.
ْ
واﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻮﺣﯿﺪة اﻟﺘﻲ اﺗﺒﻌﺘﮭﺎ وداﻓﻌﺖ
ﺑﮭﺎ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﮭﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻤﺤﺎوﻟﺔ اﻟﻔﺮار واﻻﺑﺘﻌﺎد ﻋﻨﻲ ﻗﺪر
اﻹﻣﻜﺎن
.
ﻛﺎﻧﺖ ﻟﮭﺬه
"
اﻟﻤﻌﺮﻛﺔ
"
إﺻﺎﺑﺔ و
" ﺿﺤﯿﺔ "
ﻓﺄﺛﻨﺎء ﻣﺤﺎوﻟﺘﮭﺎ اﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻗﺒﻀﺔ ﯾﺪي ﻋﻠﻖ إﺻﺒﻌﻲ ﺑﯿﻦ ﺷﻌﺮ
ْ
ﺴﺮ إﺻﺒﻌﻲ، أﻣﺎ اﻟﻀﺤﯿﺔ ﻓﻜﺎﻧﺖ
ُ
رأﺳﮭﺎ، وﻣﻦ ﺟﺮاء ذﻟﻚ ﻛ
ﺷﻘﯿﻘﺘ
ْ
ﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﻠﻘﺖ
ّ
اﻟﻤﻼﻣﺔ واﻟﻌﺘﺎب وﺗﻢ
ﺗﻮﺑﯿﺨﮭﺎ
ﺬﻛﺮ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ ﻋﻠﻤﮭﻢ ﺑﻨﺘﯿﺠﺔ اﻟﻨﺰاع
ُ
ﻣﻦ ﻗﺒﻞ أﻓﺮاد اﻷﺳﺮة دون اﻗﺘﺮاﻓﮭﺎ أي ذﻧﺐ ﯾ
.
ْ
ودﻣﻮﻋﮭﺎ ﻛﺎﻧﺖ
ﺗﻨﮭﻤﺮ
ﺗ دون
أﻧﮭﺎ دﻣﻮع اﻟﻤﻈﻠﻮم اﻟﺼﺎدﻗﺔ
ُ
ﻠﻔﻈﮭﺎ ﺑﻜﻠﻤﺔ وأدرﻛﺖ
واﻟﻤﻤﺰوﺟﺔ ﺑﺎﻟﺤﺰن واﻟﻘﮭ
. ﺮ
وﺑﻌﺪ
إزاﻟﺔ اﻟﺠﺒﯿﺮة
ﺗﺒﯿﱠﻦ أن اﻟﻌﻈﻢ اﻧﺠﺒﺮ ﻋ
ﻠﻰ ﻏﯿﺮ اﺳﺘﻮاء
ْ
وأﺻﺒﺤﺖ
ْ
اﻹﺻﺒﻊ أﻗﺼﺮ ﺑﻘﻠﯿﻞ ﻷﻧﮭﺎ اﻟﺘﺤﻤﺖ
ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺎﺋﻞ
.
ﻓﻲ اﻟﻤﻤﺎرﺳ
ُ
ﻟﻘﺪ ﺑﺎﻟﻐﺖ
ﺎت اﻟﺸﯿﻄﺎﻧﯿﺔ، وﻛ
ﻨﺖ أﻧﻔﱢﺲ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻲ
ﺑﺄﺳﺎﻟﯿﺐ وﺳﺒﻞ ﻗﺎﺳﯿﺔ وﺑﺒﺬاءة ﻟﺴﺎن و
ﺷﺘﻢ،
و
ُ
رﻏﻢ اﻟﺴﻨﯿﻦ ﻣﺎ زﻟﺖ
اﺷﻌﺮ ﺑﻤﺮارﺗﮭﺎ ﻓﻲ ﺣﻠﻘﻲ ﺣﺘﻰ ﯾﻮﻣﻨﺎ ھﺬا، ﻓﺴﻮء اﻷﺧﻼق أﺳﻮأ ﻣﻦ إﻋﺎﻗﺔ اﻟﺠﺴﺪ،
و
ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ وﻗﻌﮭﺎ اﻟﺸﺪﯾﺪ ﻋﻠﻰ أﻓﺮاد أﺳﺮﺗﻲ وﻋﻠﻰ أﺟﻮاء اﻟﺒﯿﺖ اﻟﻌﺎدﯾﺔ إﻻ أﻧﮭﻢ ﺗﺠﺮﻋﻮا ﻣﺮارة ﻇﻠﻤﻲ دون
ْ
ﻣﻌﺎﻗﺒﺘﻲ أو ﻣﻌﺎﺗﺒﺘﻲ، واﺳﺘﺴﻠﻤﻮا ﻟﻠﻮﺿﻊ وﻟﻠﻈﺮوف وﻷﻓﻌﺎﻟﻲ ﻛﺄﻧﮭﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ
.
ُ
إﻟﯿﮫ، وﺷﻌﺮت
ُ
ﻟﻘﺪ آﻟﻤﻨﻲ اﻟﺤﺎل اﻟﺬي وﺻﻠﺖ
ُ
أﻧﻨﻲ أﺻﺒﺤﺖ
ﻟﻤﺸﺎﻋﺮ اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ
ً
ﻗﺎﺳﻲ اﻟﻘﻠﺐ ﻓﺎﻗﺪا
و
ﻟﻘﻮل رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ
ً
اﻟﻌﻮاﻃﻒ اﻷﺳﺮﯾﺔ وﻣﺘﺠﺎھﻼ
) :
ﻟﯿﺲ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﻄﻌﺎن، وﻻ اﻟﻠﻌﺎن، وﻻ
اﻟﻔﺎﺣﺶ اﻟﺒﺬيء
(
وﻟﻠﺮﺑﺎط اﻷﺳﺮي اﻟﺬي ﻣﯿﱠﺰ ﻋﻼﻗﺎﺗﻨﺎ اﻷﺳﺮﯾﺔ
.
ُ
ﻟﻘﺪ ﻛﺪت
ْ
أن
ْ
أﻓﻘﺪ ﺷﮭﯿﺔ اﻟﺤﯿﺎة واﻧﻄﻔﺄت
ﻓﻲ