39
ْ
ﺗﻔﻜﯿﺮ ﻣﺴﺌﻮل وﺟﺪﯾﺪ واﻧﻄﻼق رؤﯾﺎ وإﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﯿﺔ واﻗﻌﯿﺔ ﻟﻈﺮوﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎﺗﯿﺔ وﻣﺎ وﺻﻠﺖ
إﻟﯿﮫ ﻣﻦ ﺗﺪھﻮر
.
وأﺻﺒﺢ
ھﻨﺎﻟﻚ ﺿﺮورة
ﻻﺧﺘﯿﺎر
أﻓﻀﻞ اﻟﺴﺒﻞ ﻧﺤﻮ ﺗﻜﻮﯾﻦ وﺻﻘﻞ ﺷﺨﺼﯿﺔ ﺗﺴﺘﻄﯿﻊ ﻣﻮاﺟﮭﺔ اﻹﻋﺎﻗﺔ ﺑﺮزاﻧﺔ
ﻋﻘﻞ وﺑﺮودة أﻋﺼﺎب وﺻﺒﺮ ﻣﺴﺘﻤﺮ
.
ْ
وﺿﻌﺖ
ُ
ﻟﻲ أﻣﻲ ﺣﻘﯿﺒﺘﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺮﺑﺔ ﻣﻦ اﻟﺨﻠﻒ، وﻷول ﻣﺮة ﺧﺮﺟﺖ
ﻣﻦ اﻟﺒﯿﺖ ﺑﺪون ﻣﺮاﻓﻘﺔ
ﻣﻦ أ
ﺣﺪ،
ً
ﻗﺎﺻﺪا
اﻟ
ﻤﺪرﺳﺔ اﻟﺜﺎﻧﻮﯾﺔ، وﺧﻼل اﻟﻄﺮﯾﻖ
ﻟ
ﺤﻖ ﺑﻲ ﺑﻌﺾ
اﻷﺻﺪﻗﺎء
ُ
ﺣﯿﺚ أﺻﺒﺤﺖ
ﻣﺤﻂ اﺳﺘﻘﻄﺎب
أﻧﻈﺎر
واھﺘﻤﺎم اﻟﻜﺜﯿﺮﯾﻦ
، ﻛﺒﺎر
ً
ا
وﺻﻐﺎر
ً
ا
ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺎة وﺳﺎﺋﻘﻲ
اﻟ
ﮭﻢ ﻌﻀﺑ ﺴﯿﺎرات،
ﯾﺴﺘﻔﺴﺮ وﯾﺴﺄل ﻋﻦ ﻛﯿﻔﯿﺔ ﺗﺸﻐﯿﻠﮭﺎ،
وﻣﻦ
أﯾﻦ ﻟﻲ ﺑﮭﺬه اﻟﻌﺮﺑﺔ
...
ّ
ﻛﻤﺎ وﺗﻢ
إﻟﻘﺎء ﻋﺒﺎرات اﻟﻤﺠﺎﻣﻠﺔ وﺑﺄﻧﻨﻲ ﻣﺤﻈﻮظ وﻣﺎ
ﺷﺎﺑﮫ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﺠﺎﻣﻼت،
ُ
ﻓﺸﻌﺮت
ﺑﻨﻮع ﻣﻦ اﻷھﻤﯿﺔ واﻟﺘﻤﯿﺰ اﻻﯾﺠﺎﺑﻲ وزال ﻋﻨﻲ ﺛﻘﻞ ﻛﺒﯿﺮ
ﻣﻤﺎ ﺳﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ
ﺗﻌﺰﯾﺰ ﺛﻘﺘﻲ ﺑﻨﻔﺴﻲ و
ﺗﻘﺒﻠﻲ
اﻟﺴﺮﯾﻊ ﻟﻸﺟﻮاء اﻟﺠﺪ
ﯾﺪة واﻗﺘﻨﺎﻋﻲ اﻟﺘﺎم ﺑﻀﺮورة
ﺎﻘﺘﻧا
ﻟﻲ ﻣﻦ اﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﺪراﺟﺔ اﻟﮭﻮاﺋﯿﺔ إﻟﻰ اﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﻌﺮﺑﺔ
اﻟﻜﮭﺮﺑﺎﺋﯿﺔ
.
وﻛﺎﻧﺖ اﻟﻌﺮﺑﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻲ ﻛﺎﻟﻤﻨﺎرة اﻟﺘﻲ ﺗ
ﻨﯿﺮ
اﻟﺪرب وﺳﻂ اﻟﻀﺒﺎب ﻓ
ﻔﻲ ھﺬه اﻟ
ﻤﺮﺣﻠﺔ
وﺑﻌﺪ اﻟﺸﻌﻮر
ﺑﺒﻌﺾ اﻻﺳﺘﻘﻼﻟﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻨﻘﻞ واﻟﺤﺮﻛﺔ،
واﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻔﺲ ﺑﺒﻌﺾ اﻷﻣﻮر،
ﺷ
ُ
ﻌﺮت
ﺑﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻨﻀﻮج
واﻟﺒﻠﻮغ،
ﺟﺮاء
اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ و
اﻻﺣﺘﻜﺎك ﺑﺄﻓﺮاد اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ وﺑﺄﻓﻜﺎر وآراء ﺟﺪﯾﺪة ﻓ
ُ
ﺄﺻﺒﺤﺖ
أﻛﺜﺮ
ً
و ﺧﺒﺮة
ً
ﺗﻌﻘﻼ
ً
ورزاﻧﺔ
ْ
، وﺗﻄﻮرت
ﻣﻘﺪرﺗﻲ
ﺑ ورﻏﺒﺘﻲ
ﺘﻮﺳﯿﻊ آﻓﺎق ﺣﯿﺎﺗﻲ وﻣﻀﺎ
ﻋﻔﺔ ﺣﺪود ﺗﻔﻜﯿﺮي
واﻟﺘﺰود ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ واﻟﻤﻌﺮﻓﺔ
،
ﻓ
ْ
ﺘﻐﯿﺮت
ﻧﻈﺮﺗﻲ ﻟﻠﺤﯿﺎة ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻐﺎﯾﺮ ﻋﻦ اﻟﻤﺎﺿﻲ، ﻛﺄﻧﻨﻲ
اﻛﺘﺸﻔﮭﺎ ﻣﻦ ﺟﺪﯾﺪ
وأﻛﺘﺸﻒ
ُ
اﯾﺠﺎﺑﯿﺎت ﺟﮭﻠﺘ
ﮭﺎ ﻣﻦ
. ﻗﺒﻞ
ُ
ﻟﻘﺪ أﺻﺒﺤﺖ
ﻋﻠﻰ أﺑﻮاب ﻧﻤﻂ ﺟﺪﯾﺪ
ﻓﻲ
ﻣﺸﻮاري ﻓﻲ ﻇﻞ اﻹﻋﺎﻗﺔ، ﯾﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ أﺳﺲ اﻟﺮﺿﺎ واﻟﺼﺒﺮ
واﻟﻌﺰﯾﻤﺔ واﻟﻄﻤﻮح، وھﻲ ﺗﻐﯿﯿﺮات ﺟﺬرﯾﺔ
واﯾﺠﺎﺑﯿﺔ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﮭﺎ أن ﺗﺠﻌﻠﻨﻲ
أﻛﺜﺮ ﻗﻮة ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﮭﺔ ﻣﻌﺎﻧﺎﺗﮭﺎ
واﻟﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﻋﻮاﺋﻘﮭﺎ،
وﺗ
رﺣﺒﺔ ﻟﻠﺒﺪء ﺑﺎﻟﻌﻄﺎء واﻹﺑﺪاع،
ً
ﻤﻨﺤﻨﻲ آﻓﺎﻗﺎ
ﻹﺗﻤﺎم رﺣﻠﺘﻲ اﻟﺸﺎﻗﺔ واﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ
اﻷرض اﻟﻤﻮﻋﻮدة،
ﻓﺎﻟﻤﺸﺎﻛﻞ واﻟﻌﻮاﺋﻖ ﻟﻢ وﻟﻦ ﺗﺘﻐﯿﺮ
ْ
وﻣﺎ ﻋﺸﺘﮫ وأﻋﯿﺸﮫ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻧﺎة أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أن
ﺗﺴﺘﻮﻋﺒﮫ
ﺣﯿﺎة واﺣﺪة
.
و
ً
ﻓﻲ ھﺬه اﻟﻔﺘﺮة أﯾﻀﺎ
ُ
ﻋﺎﻧﯿﺖ
ﻣﻦ اﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ
اﻟﺼﻌﻮﺑﺎت
أﺛﻨﺎء
دراﺳﺘﻲ
اﻟﺜﺎﻧﻮﯾ
، ﺔ
أذﻛﺮ
ﻣﻨﮭﺎ
ﻋﺪم اﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻲ
ّ
دﺧﻮل اﻟﺤﻤﺎﻣﺎت ﻷن
أﺑﻮاب اﻟﺤﻤﺎﻣ
ﺎت ﻏﯿﺮ ﻣﮭﯿﺄة ﻻﺳﺘﻘﺒﺎل اﻟﻌﺮﺑﺎت وﺑ
ْ
ﺬﻟﻚ ﺑﻘﯿﺖ
ْ
ﻧﻔﺲ اﻟﻤﻌﺎﻧﺎة ﺑﻞ واﺷﺘﺪت
ّ
ﻷن
ﺳﺎﻋﺎت اﻟﺪوام ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﻮﯾﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺮاﺣﻞ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ، إﺿﺎﻓﺔ ﻟﻠﺪروس اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻰ إﺟﺮاء
اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﻤﺨﺒﺮﯾﺔ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺔ اﻟﻤﺨﺘﺒﺮ
اﻟﺘﻲ ﻛ
ْ
ﺎﻧﺖ
ﻓﻲ اﻟﻄﺎﺑﻖ اﻟﻌﻠﻮي
و
ﻛﺎن أﺻﺪﻗﺎﺋﻲ ﯾﺘﻌﺎوﻧﻮن ﻓﯿﻤﺎ ﺑﯿﻨﮭﻢ
ﻟﺮﻓﻌ
ﻲ إﻟﻰ اﻟﻄﺎﺑﻖ اﻟﻌﻠﻮي، وﻛﺎن ﻟﺬﻟﻚ أ
ُ
ﺛﺮ ﺷﺪﯾﺪ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻲ وﺷﻌﺮت
ﺑ
ﺎﺧﺘﻼﻓﻲ
ُ
ﻋﻦ زﻣﻼﺋﻲ وﻛﺮھﺖ
ھﺬه
اﻟﻤﻮاﺿﯿﻊ
اﻟﺪراﺳﯿﺔ
ﻟﻤﺎ
ﻓﯿ
ﮭﺎ ﻣﻦ ﻣﺴﺎس
ﺑ
ﻨﻔﺴﯿﺘﻲ و
ﻣﺸﺎﻋﺮي ﺧﺎﺻﺔ
وأﻧﺎ
ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﻤﺮاھﻘﺔ اﻟﺸﺒﺎﺑﯿﺔ ﺣﯿﺚ
ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺰة اﻟﻨﻔﺲ ﻓﻲ أ
وﺟﮭﺎ واﺛﺒﺎت اﻟﺮﺟﻮﻟﺔ ﻓﻲ أﻋﻠﻰ ﺳﻠﻢ اﻷوﻟﻮﯾﺎت
.