בית איזי שפירא - ספרו של מר נואף זמירו - page 45

44
وﻓﻲ أواﺧﺮ ﺳﻨﺔ اﻟﺘﺴﻌﯿﻦ ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﻤﺎﺿﻲ ، ﺑﻌﺪ ﻣﻮﻧﺪﯾﺎل ﺣﺰﯾﻦ ﺑﺨﺴﺎرة ﻣﻨﺘﺨﺐ اﻷرﺟﻨﺘﯿﻦ ﻟﻠﻜﺄس
وإﻧﮭﺎء اﻣﺘﺤﺎﻧﺎت اﻟﺜﺎﻧﻮﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟ ﺨﺎﻧﻘﺔ ، ﺣﺎن اﻟﻮﻗﺖ ﻟ ﻠﺘﻔﻜﯿﺮ ﺑﺎﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ، إذ ْ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺪي رﻏﺒﺔ ﺷﺪﯾﺪة ﺑﺈﻛﻤﺎل
ﻣﺸﻮاري اﻟﺘﻌﻠﯿﻤﻲ ﻷروي ﻋﻄﺸﻲ ﻣﻦ ﯾﻨﺎﺑﯿﻊ اﻟﻌﻠﻢ واﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ْﻓﺎﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ أﺳﺎﺳﯿﺎت اﻟﺤﯿﺎة، وﻟﻮﻻه ﻣﺎ ﺗﻘﺪﻣﺖ
ْاﻟﺸﻌﻮب، واﻟﺘﻌﻠﻢ ھﻮ داﺋﻤﺎ ﺗﺠﺎرة راﺑﺤﺔ، وﻣﻦ اﻟﺠﺪﯾﺮ ذﻛﺮه أن ﺟﻤﯿﻊ ﺷﺮوط اﻟﻘﺒﻮل ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﻮﻓﺮة ﻟﺪي وﻟﻜﻦ
اﻟﻈﺮوف اﻟﻘﺎھﺮ ْة آﻧﺬاك ﺣﺎﻟﺖ دون اﻟﺘﺤﺎﻗﻲ ﺑﺎﻟﺘﻌﻠﯿﻢ اﻷﻛﺎدﯾﻤﻲ ُ، ﻓﻘﺪ اﺣﺘﺠﺖ إ ﻟﻰ ﻣﺮاﻓﻖ داﺋﻢ ﻟﯿﺮاﻓﻘﻨﻲ ﻃﯿﻠﺔ
اﻟﻨﮭﺎرﻓﻲ اﻟﻜﻠﯿﺔ واﺳﺘﺤﺎل اﻷﻣﺮ ﻻﻧﺸﻐﺎل إﺧﻮاﻧﻲ ﻓﻲ ﺷﺌﻮﻧﮭﻢ اﻟﺨﺎﺻﺔ وﻛﻞ ﻣﻨﮭﻢ ﻛﺎن إﻣﺎ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﮫ أو ﺗﻌﻠﯿﻤﮫ
أو ﯾﻌﯿﻞ اﻷﺳﺮة اﻟﺘﻲ ْ ﻛﺜﺮت اﻟﻤﺼﺎرﯾﻒ ﺣﯿﻨﮭﺎ ﻓﻲ ﻣﺸﺎرﯾﻊ اﻟﺰواج واﻟﺘﻌﻠﯿﻢ ﻷﺧﻮاﺗﻲ ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻞ اﻷﻣﺮ أﻛﺜﺮ
ﻣﻦ ﻣﺴﺘﺤﯿﻞ ﻓﻼ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ اﺣﺪ ﺗﺮك ﻋﻤﻠﮫ وﻣ ﺴﺘﻘﺒﻠﮫ ﻟﯿﺮاﻓﻘﻨﻲﻓﺘﺮة ﻛﻞ اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ اﻟﻄﻮﯾﻠﺔ .
وﺑﻌﺪ ﻗﻀﺎء ﺳﻨﺘﯿﻦ ﻣﻦ ﻋﻤﺮي ﻣﻨﺬ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﻮﯾﺔ دون ﺗﻐﯿﯿﺮ ﯾﺬﻛﺮ ﻓﻲ أﻣﻮري اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ،
أﺻﺎﺑﺘﻨﻲ وﻋﻜﺔ ﺻﺤﯿﺔ ﺷﺪﯾﺪة و ﺗﺪھﻮر وﺿﻌﻲ اﻟﺼﺤﻲ ًﺗﺪرﯾﺠﯿﺎ ُﻓﻘﺪ ﻋﺎﻧﯿﺖ ﻣﻦ ﺿﯿﻖ ﺷﺪﯾﺪ ﻓﻲ اﻟﺘﻨﻔﺲ،
ُ وﻛﻨﺖ ﻻ أﻗﻮى ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻮم ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺘﻠﻘﺎء ُ، وﻗﺪ رﻗﺪت ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﻣﺎ ﯾﻘﺎرب اﻟﺸﮭﺮ دون ﺟﺪوى ،
واﺗﻀﺢ أن إﻋﺎﻗﺘﻲ ﺳﺒﺐ اﻟﻌﻠﺔ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻓﻘﺪ أﺻﺎب اﻟﻤﺮض ﻋﻀﻼت اﻟﺮﺋﺘﯿﻦ ﻣﻤﺎ أدى إﻟﻰ إﺿﻌﺎف ﻋﻤﻠﮭﺎ
وﺗﻘﻠﯿﺼﮫ .
ُﻟﻘﺪ ﻋﺎﻧﯿﺖ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﺣﯿﻨﮭﺎ، وﻻﻧﻌﺪام اﻟﻨﻮم اﻧﺘﺎﺑﺘﻨﻲ آﻻم اﻟﺮأس اﻟﻠﻌﯿﻨﺔ ﻓﺄﺿ ﺎ ْ ﻓﺖ إﻟﻰ ﺳﻠﺔ اﻵﻻم ﺣﺰﻣﺔ ﺟﺪﯾﺪة،
ُﻓﻨﺴﯿﺖ أﺣﻼم اﻟﻐﺪ واﻷﻣﺲ، ُ وﺻﺮت ُأﻓﻜﺮ ﺑﺤﻠﻤﻲ وأﻣﻨﯿﺎﺗﻲ ﺑﺰوال اﻟﻀﯿﻖ واﻟﻤﺮض، وﺗﻀﺮﻋﺖ إﻟﻰ ا ﷲ
ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ وﺗﻌﺎﻟﻰ أن ﯾﺴﺮع ﺑﺸﻔﺎﺋﻲ وﯾ ﻠﮭﻤﻨﻲ اﻟﺼﺒﺮ واﻟﺜﺒﺎت ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺷﺪة ﺿﻌﻔﻲ وﺷﻘﺎﺋﻲ و ﻗﺪ ﻛﺎن أﻓﺮاد
ﻋﺎﺋﻠﺘﻲ ﯾﺘﻨﺎوﺑﻮن ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻜﻮث إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺒﻲ ﻓﯿﻤﺎ ﺑﯿﻨﮭﻢ ﻟﯿﺒﻘ ﻰ اﺣﺪھﻢ ﺑﺠﻮاري ﻛﻞ اﻟﻮﻗﺖ، وﻗﺪ اﺣﺘﺎر اﻷﻃﺒﺎء
ﺑﺎﻷﻣﺮ ﻓﻠﻢ ﯾﻨﻔﻊ ﻻ دواء وﻻ ﻋﻼج، وﺑﺪ أ ّوا ﺑﺘﺠﺮﯾﺐ ﺑﻌﺾ اﻷﺟﮭﺰة اﻟﺠﺪﯾﺪة، ﻋﻠ ﮭﻢ ﯾﻨﺠﺤﻮ ن ﺑﺈﯾﺠﺎد ﺣﻞ
ًﻣﻨﺎﺳﺐ وﻋﻼج ﻣﻼﺋﻢ وﻓﻌﻼ ﺗﻢ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺟﮭﺎز ﺟﺪﯾﺪ ﯾﻌﻤﻞ ﻋﻤﻞ ﻋﻀﻼت اﻟﺮﺋﺘﯿﻦ وﯾﺴﺎﻋﺪﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻨﺸﺎق
وإﺧﺮاج اﻟﮭﻮاء ﺑ ﺼﻮرة . ﻃﺒﯿﻌﯿﺔ ًوﺣﯿﻨﮭﺎ ﻛﺎن اﻟﺠﮭﺎز ﺟﺪﯾﺪا وﻣﺴﺘ ًﻣﻦ ﻮردا اﻟﺨﺎرج ً، وﺛﻤﻨﮫ ﻛﺎن ﺑﺎھﻈﺎ
وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ذﻟﻚ وﺑﻔﻀﻞ اﷲ ورزﻗﮫ ﺗﻢ ﺷﺮاؤ ُه ﻣﻦ ﻗﺒﻞ إﺧﻮاﻧﻲ وﻋﺪت إﻟﻰ اﻟﺒﯿﺖ ﺑﺮﻓﻘﺔ ﺻﺪﯾﻖ أ ﺑﺪي ﺟﺪﯾﺪ .
ْﻟﻘﺪ أﻋﺎﻧﻨﻲ اﻟﺠﮭﺎز اﻟﺠﺪﯾﺪ ﻓﻲ ﺗﺤﺴﯿﻦ وﺿﻌﻲ اﻟﺼﺤﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺸﻲء، ﻓﺎﺧﺘﻔﺖ آﻻم اﻟﺮأس اﻟﺘﻲ ﻻزﻣﺘﻨﻲ
ُﻣﻦ ﻗﻠﺔ اﻟﻨﻮم واﻹﻧﮭﺎك، وﻋﺪت إﻟﻰ ﺗﺮﻛﯿ ﺰي وﺗﺠﻤﯿ ﻊ أﻓﻜﺎري وآﻣﺎﻟﻲ ﻣﻊ ﺣﺮﺻﻲ اﻟﺸﺪﯾﺪ ﻋﻠﻰ اﻻﺑﺘﻌﺎد ﻋﻦ
ًﻣﺴﺒﺒﺎت ﺿﯿﻖ اﻟﺘﻨﻔﺲ ﻣﻦ اﻟﺘﺪﺧﯿﻦ وﻣﺎ ﺷﺎﺑﮫ، واﻟﺒﻘﺎء ﻗﺮﯾﺒﺎ ﻗﺪر اﻹﻣﻜﺎن ﻣﻦ اﻟﺠﮭﺎز ﻻﺳﺘﻌﻤﺎﻟﮫ ﻋﻨﺪ ﺣﺪوث
أي ﻃﺎرئ .
ْﺑﻌﺪ ھﺬه اﻟﺘﻄﻮرات اﻟﺼﺤﯿﺔ اﻟﺘﻲ زادت ًاﻷﻣﺮ ﺗﻌﻘﯿﺪا ًوﺻﻌﻮﺑﺔ ، إﺿﺎﻓﺔ ﻟﻠﻈﺮوف اﻟﻌﺎﺋﻠﯿﺔ اﻷﺧﺮى،
ُاﺳﺘﺴﻠﻤﺖ ُﻟﻠﻮاﻗﻊ اﻟﺼﻌﺐ وﺗﻨﺎزﻟﺖ ﻋﻦ ﻃﻤﻮﺣﺎﺗﻲ اﻟﺘﻌﻠﯿﻤﯿﺔ واﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻌﺮف اﻟﺤﺪود، وذﻟﻚ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ
ﻣﻦ إﯾﻤ ﺎﻧﻲ ﺑﻘﺪراﺗﻲ وﻟﮭﺜﻲ اﻟﻤﺘﻮاﺻﻞ وراء اﻟﻌﻠﻢ واﻟﻤﻌﺮﻓﺔ وﻟﻜﻞ ﻣﺎ ھﻮ ﺟﺪﯾﺪ .