בית איזי שפירא - ספרו של מר נואף זמירו - page 41

40
ﻟﻘﺪ
ُ
ﺷﺮﻋﺖ
ْ
ﺑﺎﻟﺼﺮاع اﻟﺤﻘﯿﻘﻲ ﺿﺪ اﻹﻋﺎﻗﺔ وﺗﺘﺎﻟﺖ
اﻟﺤﻮاﺟﺰ واﻟﻌﺮاﻗﯿﻞ و
ُ
ﺑﺪأت
أﺗﺨﻄﺎھﺎ و
اﻛﺴﺐ اﻟﺠﻮﻟﺔ
ﺗﻠﻮ اﻷﺧﺮى
،
ُ
ﺑ وأﯾﻘﻨﺖ
ﻮﺟﻮب اﻟﺨﺮوج إﻟﻰ اﻟﺤﯿﺎة اﻟﺨﺎرﺟﯿﺔ و
اﻻﻧﺨﺮاط و
اﻻﻧﺪﻣﺎج ﻣﻊ
اﻵﺧﺮﯾﻦ
ﻏﯿﺮ آﺑﮫ
ﺑﻨﻈﺮات اﻟﺴﺨﺮﯾﺔ واﻟﺸﻔﻘﺔ و
ً
اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﮭﺎ ﻛﺄﻧﮭﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ أﺻﻼ
.
ُ
واﻗﺘﻨﻌﺖ
ﺑﺄن ﻧﻈﺮاﺗﮭﻢ ﺗﺮﯾﺪﻧﻲ أن أ
رﺿﺦ،
اﺿﻌﻒ، ارﻓﻊ اﻟﺮاﯾﺔ اﻟﺒﯿﻀﺎء، اﺑﻜﻲ، وأﺳﺄل
"
ﻟﻤﺎذا أﻧﺎ؟
"
ُ
ﻟﻜﻦ ﻗﺎوﻣﺖ
..
ُ
رﻓﻀﺖ
ُ
، ورﻓﻌﺖ
ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺼﺮاع
واﻟﺘﺤﺪي إﻟﻰ ﻣﺮﺗﺒﺔ
اﻟﻨﻀﺎل "
."
ّ
وھﺬا ﺗﻄﻠ
ْ
ﺐ أن
ً
أﺑﻘﻰ ﻗﻮﯾﺎ
ً
وأﻛﺜﺮ ﻗﺪرة
ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮاﺟﮭﺔ وﻣﻮاﺻﻠﺔ اﻟﺘﺤﺪي
ْ
واﻹﺻﺮار ﻓﻮﻟﺪت
ﻟﺪي اﻹرادة
اﻟﺼﻠﺒﺔ
واﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ وﻛﻞ ذﻟﻚ ﺑﻔﻀﻞ اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ وﺗﻌﺎﻟﻰ اﻟﺬي ﻏﺮس ﺑﻲ
اﻷﻣﻞ ﻣﻦ ﺟﺪﯾﺪ وﻋﺰز ﻣﻦ
ﻗﺪرات اﻟﺜﺒﺎت واﻟﺘﺤﻤﻞ
.
ُ
ﻟﻘﺪ آﻣﻨﺖ
ّ
أن
ْ
اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﯿﺎة ﻟﻜﻲ ﯾﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﺴﺒﺔ ﻣﻌﻘﻮﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻌﺎدة ﯾﺠﺐ أن
ﯾﺘﻘﺒﻞ ﻇﺮوﻓﮫ
ْ
وﯾﺤﺎول أن
ﯾﺘﻜﯿﻒ
ﻣﻌﮭﺎ وﺗﻜﻮن ﻟﺪﯾﮫ ﻗﻨﺎﻋﺔ
ﺣﻘﯿﻘﯿﺔ
ﺑﻤﺎ ﻛﺘﺐ اﷲ ﻟﮫ،
ﯿﺒﺘﻌﺪ ﻋﻦ ﻣﻘﺎرﻧﺔ
ﻧﻔﺴﮫ
اﻟﻨﻈﺮ و ه ﻐﯿﺮﺑ
ﻈﺮوف
اﻵﺧﺮﯾﻦ
ﻟ.
ﺬا ﯾﺘﺤﺘﻢ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ إﻧﺴﺎن
أن
ﯾﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ واﻗﻊ ﺣﯿﺎﺗﮫ
اﻟﻤﻮﺟﻮد،
ْ
وﯾﺤﺎول أن
ﯾﺒﺤﺚ ﻋﻤﺎ
وھﺒﮫ اﷲ ﻣﻦ
ﻃﺎﻗﺎت و
ﻗﺪرات ﻗﺪ ﯾﻜﻮن ﻟﻢ ﯾﻜﺘﺸﻔﮭﺎ ﺑﻌﺪ ﻓﯿﻨﻤﯿﮭﺎ وﯾﺴﺘﻔﯿﺪ ﻣﻨﮭﺎ ﻓﻲ ﺗﺤﺴﯿﻦ وﺿﻌﮫ
وﺣﺎﻟﮫ،
وﯾﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﺤﯿﺎة ﻣﻦ ﺣﻮﻟﮫ ﻧﻈﺮة ﻣﺘﻔﺎﺋﻠﺔ وﯾﻌﯿﺶ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻞ اﻟﺬي ﯾﻨﯿﺮ اﻟﻄﺮﯾﻖ ﻟﻜﻞ إﻧﺴﺎن ﻃﻤﻮح، وﻣﻤﺎ ﻻ
ّ
ﺷﻚ ﻓﯿﮫ أن
ﺗﺤﻘﯿﻖ اﻵﻣﺎل واﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﻣﺎ
ﻮﺒ ﺗﺼ
إﻟﯿﮫ اﻟﻨﻔﺲ ﯾﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﻛﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻞ واﻟﻤﺜﺎﺑﺮة وﺗﺤﻤﻞ
اﻟﺼﻌﺎب وﻋﺪم اﻟﯿﺄس
اﻻﻧﺘﻈﺎر و ،
واﻟﺘﺄﻧﻲ
ﻟﺠﻨﻲ اﻟﺜﻤﺎر وﻻ ﯾﺨﯿﺐ ا
ﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ وﺗﻌﺎﻟﻰ آﻣﺎل ﻋﺒﺎده ﻓﻠﻜﻞ ﻣﺠﺘﮭﺪ
وﯾﺆدي إﻟﻰ اﻻﻛﺘﺌﺎب
ً
ﻧﺼﯿﺐ، أﻣﺎ اﻻﺳﺘﺴﻼم ﻟﻠﯿﺄس واﻹﺣﺒﺎط ﻓﯿﺰﯾﺪ اﻟﻮﺿﻊ ﺳﻮءا
واﻟﻌﺼﺒﯿﺔ
وﻣﻊ ﻣﺮور
ّ
ﺗﻔﺮ
ً
اﻷﯾﺎم واﻟﺸﮭﻮر ﯾﺠﺪ اﻟﺸﺨﺺ ﻧﻔﺴﮫ وﺣﯿﺪا
ق اﻟﺠﻤﯿﻊ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﮫ ﺑﻌﺪ ﻣﺤﺎوﻻت ﻋﺪﯾﺪة ﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺗﮫ، ﻓﺎﻟﺸﺨﺺ
ھﻮ اﻟﻤﻨﻘﺬ اﻷول واﻷھﻢ ﻟﻨﻔﺴﮫ وﻣﺎ
اﻵﺧﺮون إﻻ ﻣﺴﺎﻋﺪون ﻓﻘﻂ
و.
ُ
ﻗﺪ ﻧﻈﺮت
إﻟﻰ اﻷ
ﻣﻮر
اﻹﯾﺠﺎﺑﯿﺔ ﻓﻲ ﺣﯿﺎﺗﻲ
ُ
وﻧﺴﯿﺖ
ﻣﺎ ھﻮ ﺳﻠﺒﻲ ﺣﺘﻰ ﻻ أﻗﻒ ﻋﻨ
ﺪھﺎ، و
ﺟﻌﻠ
ُ
ً
اﻟﺨﻄﻮة اﻟﺘﻲ أﺗﻘﺪﻣﮭﺎ داﻓﻌﺎ
ﻟﺨﻄﻮات أﺧﺮى
أﺗﻤﻨﻰ اﻟﻮﺻﻮل
إﻟﯿﮭﺎ وﺗﺤﻘﯿﻘﮭﺎ،
ُ
وﻋﻤﻠﺖ
ّ
ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ ﻛﻞ اﻟﻔﺮص ﻷن
اﻟﻔﺮص اﻟﺘﻲ ﺗﺄﺗﻲ اﻵن ﻗﺪ ﻻ ﺗﺘﻜﺮر ﻓﯿﻤﺎ ﺑﻌﺪ،
ﻣﻸو
ُ
ت
وﻗﺘﻲ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻ
ﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ اﻟﻤﻔﯿﺪة ﺣﺘﻰ ﻻ ﯾﺘﺒﻘﻰ
ﻟﺪ
ّ
ي
وﻗﺖ ﻓﺮاغ اﺷﻐﻠﮫ ﻓﻲ اﻟﺘﻔﻜﯿﺮ
اﻟﺰاﺋﺪ
. واﻟﺴﻠﺒﻲ
ُ
ﻓﻲ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﻮﯾﺔ ﻗﻀﯿﺖ
ُ
ﺳﻨﻮات ﻣﻤﺘﻌﺔ ﻟﻠﻐﺎﯾﺔ، ﻓﻘﺪ ﺗﻌﺮﻓﺖ
ُ
ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ اﻷﺻﺪﻗﺎء، وﺣﺎﻓﻈﺖ
ﻋﻠﻰ
ْ
ﻋﻼﻗﺔ ﺣﻤﯿﻤﺔ ﻣﻊ اﻟﺠﻤﯿﻊ، ﻃﻼب وﻃﺎﻟﺒﺎت، وﻛﺎﻧﺖ
ﻛﺎﻧﻮا وﻣﺎ زاﻟﻮا
ً
ﮭﻢ ﻣﻌﺰة ﺧﺎﺻﺔ ﻟﺪي، وﺑﻌﻀﮭﻢ ﺣﻘﯿﻘﺔ
ﻣﻦ أﻧﺒﻞ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﯾﻦ ﻗﺎﺑﻠﺘﮭﻢ ﻓﻲ ﺣﯿﺎﺗﻲ، أﺣﺒﺒﺘﮭﻢ ﻛﻤﺤﺒﺘﻲ ﻷﺧﻮﺗﻲ وأھﻠﻲ،
وﻛﺎﻧﻮا ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﯾﻦ
ﻻ ﺗﺤﻠﻮ
اﻟﺤﯿﺎة إﻻ ﺑﮭﻢ،
و
ُ
ﺷﻌﺮت
ﺑﺄﻣﺎن ﺻﺎدق وﺑﺮاﺣﺔ ﻣﺘﻨﺎھﯿﺔ ﺑﯿﻨﮭﻢ، وھﺬا ﻣﺎ رﻣﻢ ﻟﺪي ﻣﺸﺎﻋﺮ اﻟﺴﻌﺎدة
اﻟﻤﺘﻜﺴﺮة وﺑﻌﺚ ﺑﻲ اﻟﺮ
ً
وح ﻣﻦ ﺟﺪﯾﺪ، وﺟﻌﻠﻨﻲ ﻣﻄﻤﺌﻨﺎ
ً
وأﻗﻞ ﻗﻠﻘﺎ
ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﻔﺘﺮات اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ
ً
واﺿﻄﺮاﺑﺎ
.
ﻋﻼﻗﺎﺗﻲ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ اﻟﺤﺴﻨﺔ
ﻣﻊ اﻷﺻﺪﻗﺎء
ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﺠﺮد ﺻﺪاﻗﺔ دراﺳﯿﺔ ﻓﻘﻂ،
ﮭﻢ ﺪﻋﻤ ﻓ
وﻣﺴﺎﻧﺪﺗﮭﻢ ﻟﻲ ﻓﻲ
ﺟﻤﯿﻊ اﻟﻤﺠﺎﻻت
ﻛﺎن ﻓﻮق اﻟﻌﺎدة
،
وﻗﺪ وﺟﺪﺗﮭﻢ ﻋﻨﺪ اﻻﺣﺘﯿﺎج ﻟﮭﻢ وﻛﺎﻧﻮا ﻛﺎﻟﻤﻈﻠﺔ ﻋﻨﺪ اﺷﺘﺪاد اﻟﻤ
أزال و ﻄﺮ،
ﻟﺪي اﻟﺸﻌﻮر ﺑﻤﻌﺘﻘﺪات اﻟﻤﺨﺘﻠﻒ
ً
ﻘﺪ ﻓ، ﮭﻢ ﺑﯿﻨ ﺟﺴﺪﯾﺎ
ُ
ﻛﻨﺖ
ً
ﻣﻘﺒﻮﻻ
ﻟﻠﻐﺎﯾﺔ
وﻟﻢ اﺷﻌﺮ ﺑﺎﺧﺘﻼف ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ
واﻟﻤﺤﺎدﺛﺔ
واﻋﺘﺒﺮوﻧﻲ ﺷﺨﺼ
ً
ﻋﺎدﯾ ﺎ
ً
وﺳﻮﯾ
ً
اذ ﺎ
ﻛﯿﺎن وﺣﯿﺎة اﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻣﺜﯿﻠﺔ ﻟﺤﯿﺎﺗﮭﻢ
.
1...,42,43,44,45,46,47,48,49,50,51 31,32,33,34,35,36,37,38,39,40,...120
Powered by FlippingBook