45
ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ھﻨﺎﻟﻚ ﺣﻠﻮل ﻣﻤﻜﻨﺔ ﻟﻠﻮﺿﻊ اﻟﺮاھﻦ آﻧﺬاك، ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻧ
ْ
ﺖ
اﻹرادة واﻟﺘﺤﺪي ﻓﻲ أﻋﻠﻰ
درﺟﺎت
، ﻢ اﻟﺴﻠ
ْ
إﻻ أن اﻟﻈﺮوف ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻲ ﻛﺎﻧﺖ
ْ
أﻗﻮى ﻣﻨﮭﺎ وﺣﺎﻟﺖ
دون ﺧﻠﻖ ﻣﻌﻨﻰ ﻟﺤﯿﺎﺗﻲ، واﺳﺘﺜﻤﺎر ﻗﺪراﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ
اﻟﺠﺎﻣﻌﻲ
.
ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺧﯿﺒﺔ اﻷﻣﻞ اﻟﻜﺒﯿﺮة واﻹﺣﺴﺎس ﺑﺎﻟﻔﺸﻞ و
اﻟﻌﺠﺰ
ﻓﻲ أول ﺧﻄﻮة ﺟﺪﯾﺔ
ْ
أﺣﺎول أن
أﺧﻄﻮھﺎ ﺗﺠﺎه
اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ،
ُ
ﻓﻀﻠﺖ
ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ذﻟﻚ ﺑﺎﻟﺼﻤﺖ واﻟﻜﺘﻤﺎن ﻓﻠﻢ أﺗﺢ
ً
ﻟﻠﻜﻼم ﻣﺠﺎﻻ
، وﺳﯿﻄﺮ اﻟﺒﺆس واﻹﺣﺒﺎط ﻋﻠﻰ
أﺟﻮاء
ﺣﯿﺎﺗﻲ
ْ
، وﻇﮭﺮت
ُ
اﻟﺘﻌﺎﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﯿﺎي وﺷﻌﺮت
ﺑﺎﻟﺪوﻧﯿﺔ اﻟﺘﺎﻣﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻵﺧﺮﯾﻦ
.
اﻧﻌﺪام اﻻﺳﺘﻘﻼﻟﯿﺔ واﻟﺸﻌﻮر ﺑﺄﻧﻨﻲ أﻋﯿﺶ وﻓﻖ
أﻧﻈﻤﺔ
ً
ﺣﯿﺎة اﻵﺧﺮﯾﻦ، ﺟﻌﻠﻨﻲ أﻋﯿﺶ ﻣﺘﺄﺛﺮا
ﺑﺠﺮاح
داﻣﯿﺔ ﻓﻲ
اﻟﻨﻔﺲ ﺗﻨﺰف ﻟﻌﺪم اﺳﺘﻄﺎﻋﺔ اﺣﺪ
ﺗﻀﻤﯿﺪھ
ﺎ وﻛﻢ ھﻮ ﺧﻄﺮ ﻧﺰﯾﻒ اﻟﻜﺮاﻣﺔ وﺟﺮاﺣﮭﺎ وﺑﻜﺎء اﻟﻨﻔﺲ
ُ
وآﻻﻣﮭﺎ وﻛﺘﻢ اﻵھﺎت اﻟﻤﺘﺰاﯾﺪة، ﻓﮭﺮﺑﺖ
ُ
ﻣﻦ اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﻤﺮﯾﺮ وارﺗﻤﯿﺖ
ْ
ﻓﻲ أﺣﻀﺎن اﻟﺴﺮﯾﺮ وأﺻﺒﺤﺖ
ﺣﯿﺎﺗﻲ
ﻣﻘﺘﺼﺮة ﻋﻠﻰ
اﻻﺳﺘﻤﺎع إﻟﻰ اﻟﺮادﯾﻮ اﻟﺼﻐﯿﺮ وﻣﺎ ﯾﺒﺚ ﻣﻦ أﺧﺒﺎر ﻣﺘﻌﺪدة و
ﻣﺸﺎھﺪة اﻟﺘﻠﻔﺎز
ﺑﺄﻓﻼﻣﮫ وﻣﺒﺎرﯾﺎﺗﮫ
اﻟﺮﯾﺎﺿﯿﺔ
.
ّ
ﻣﺮ
ْ
ت
ْ
اﻷﯾﺎم ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ
ْ
أﺳﺎﺑﯿﻊ وﻣﻀﺖ
ْ
اﻷﺳﺎﺑﯿﻊ ﻓﺘﺤﻮﻟﺖ
ُ
إﻟﻰ ﺷﮭﻮر وﻣﺎ زﻟﺖ
ﻋﻠﻰ ھﺬا اﻟﺤﺎل، وﻛﺎن ﻻ
ً
ﺑﺪ ﻣﻦ اﺳﺘﻔﺎﻗﺔ ﻣﻦ أﻟﻤﻲ وﺣﺰﻧﻲ ﻟﻜﻲ ﻻ ﯾﺴﺘﻤﺮ ﻟﻔﺘﺮة ﻃﻮﯾﻠﺔ وﯾﺴﺒﺐ أﺿﺮارا
ﻻ رﺟﻌﺔ ﻣﻨﮭﺎ، ﻓﺎﻟﺤﺰن
اﻟﻤﺘﺮاﻛﻢ واﻟﻤﺘﻮاﺻﻞ ﯾﻘﻒ ﻋﺎﺋﻘ
ً
ﺎ
ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ اﻻﻧﺠﺎز واﻟﻌﻤﻞ
.
ْ
وأﺗﺖ
اﻟﻤﺒﺎدرة ﻣﻦ ﻗﺒﻞ
أﻓﺮاد ﻋﺎﺋﻠﺘﻲ اﻟﺬﯾﻦ
ﻻﺣﻈﻮا وﻟﻤﺴﻮ
ا
ّ
اﻟﺘﻐﯿﯿﺮات اﻟﺴﻠﺒﯿﺔ ﻓﻲ ﺳﻠﻮﻛﻲ اﻟﯿﻮﻣﻲ، ﻓﺘﻢ
اﻟﺘﻮﺟﮫ إﻟﻰ ﻗﺴﻢ اﻟﺘﺄھﯿﻞ اﻟﻤﮭﻨﻲ ﻓﻲ ﻣﺆﺳﺴﺔ
اﻟﺘﺄﻣﯿﻦ اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﺬي ﯾﻘﻮم ﺑﺘﺄھﯿﻞ وﺗﻌﻠﯿﻢ ﻣﻌﺎﻗﯿﻦ ﺑﻤﻮاﺿﯿﻊ ﺗﻼﺋﻢ ﻗﺪراﺗﮭﻢ اﻟﺠﺴﺪﯾﺔ، وﺗﻢ ﺗﺴﺠﯿﻠﻲ ﻟﺒﺪء
اﻹﺟﺮاءات اﻟﺮﺳﻤﯿﺔ ﻟﺘﻠﻘﻲ اﻟﺨﺪﻣﺎت اﻟﻤﺬﻛﻮرة
.
ﺑﻌﺪ
ُ
أن أﻧﮭﯿﺖ
ْ
اﻹﺟﺮاءات اﻟﻤﻀﻨﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺷﻤﻠﺖ
ﻓﺤﻮﺻﺎت واﺧﺘﺒﺎرات ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻃﺒﯿﺐ ﻧﻔﺴﻲ
ﻟﺘﻘﯿﯿﻢ ﻗﺪراﺗﻲ
ﯾﺤﺪﺗو
ﺪ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﻌﻘﻠﻲ ﻟﺪي و
ﻟ
ُ
ﯿﻘﺮر أﺣﻘﯿﺘﻲ ﺑﺎﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺼﺎدﻗﺔ، وﻗﺪ اﺟﺘﺰت
اﻻﺧﺘﺒﺎرات ﺑﺴﮭﻮﻟﺔ
وﺳﻂ إﻋﺠﺎب اﻟﻄﺒﯿﺐ
واﻟﻌﺎﻣﻠﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻟﺪى ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻟﺘﺎﻣﯿﻦ اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﻤﺴﺌﻮﻟﺔ ﻋﻦ ﻣﻠﻔﻲ
،
ﺑﺎﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﻲ
ْ
ﻇﮭﺮت
ﺑﻌﺪ ﺟﻠﺴﺎت أﺳﺒﻮﻋﯿﺔ ﻣﺘﺘﺎﻟﯿﺔ
.
ﺑﻌﺪ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺼﺎدﻗﺔ ﻟﺒﺪء اﻟﺘﻌﻠﻢ، ﺗﺒﯿﱠ
ُ
ﻦ أن ھﻨﺎﻟﻚ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﻔﺮ ﻓﺎﺿﻄﺮرت
إﻟﻰ اﻟﺘﻨﺎزل ﻋﻦ
ُ
اﻣﺘﻼك اﻟﺴﯿﺎرة اﻟﻤﺴﺠﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﺳﻤﻲ ودﻓﻌﺖ
ﻣﺒﻠﻐ
ً
ﺎ
ﻻ ﺑﺄس ﺑﮫ ﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻟﺘﺄﻣﯿﻦ اﻟﻮﻃ
ﻨﻲ ﻣﻦ اﺟﻞ ذﻟﻚ
.
ﻓﻘﺎﻧﻮن
اﻻﺳﺘﺤﻘﺎق
ﻻ
ﯾﺴﻤﺢ ﺑﺘﻤﻮﯾﻞ اﻟﺴﻔﺮﯾﺎت ﻟﻤﻌﺎق وھﻮ ﯾﻤﻠﻚ ﺳﯿﺎرة ﻟﻠﺘﻨﻘﻞ ﻟﻤﺜﻞ ھﺬه اﻷﻣﻮر
ﻓﻜﺎن ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ
ﺗﺤﺮﯾﺮھﺎ ﻟﻜﻲ اﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻤﻮﯾﻞ
.
ِ
وﻟﻢ ﺗﻨﺘﮫ
ً
اﻷﻣﻮر ﻋﻨﺪ ھﺬا اﻟﺤﺪ ﻓﻘﺪ اﺗﻀﺢ أن ﻣﻘﺎول اﻟﺴﻔﺮﯾﺎت ﯾﺨﺮج ﺑﺎﻛﺮا
ﻟﻜﻲ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ أن ﯾﺠﻤﻊ ﺑﺎﻗﻲ
اﻟﻤﻌﺎﻗﯿﻦ وإرﺳﺎﻟﮭﻢ ﻟﻤﺪارﺳﮭﻢ دون ﺗﺄﺧﯿﺮ، وھﺬا ﺟﻌﻠﻨﻲ اﺻﻞ ﻟ
ﻠﻤﻌﮭﺪ ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ
أو ﺑﻌﺪھﺎ ﺑﻘﻠﯿﻞ
ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ أن
ﺗﻌﻠﯿﻤﻲ ﯾﺒﺪأ ﻓﻲ اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ واﻟﻨﺼﻒ
.