בית איזי שפירא - ספרו של מר נואף זמירו - page 39

38
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘﺮة ﻣﻦ
أﺳﻌﺪ
اﻟﻔﺘﺮات
ُ
اﻟﺘﻲ ﻣﺮرت
ﺑﮭﺎ،
ﺣﯿﻨﮭﺎ
ُ
ﻛﻨﺖ
ُ
ﻗﺪ ﻃﻮﯾﺖ
ُ
اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻹﻋﺪادﯾﺔ وﺗﺮﻓﻌﺖ
ﻠﺼﻒ اﻟﻌﺎﺷﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﻮﯾﺔ، و
ُ
ﻛﻨﺖ
أول ﻣﻌﺎق ﯾﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﺮﺑﺔ ﻛﮭﺮﺑﺎﺋﯿﺔ
ﻛﮭﺬه
ﻓﻲ ﺑﻠﺪي، و
ھﺬه
اﻟﻌﺮﺑﺔ
ﻣﺰودة
ﺑﻨﻈﺎم ﻛﮭﺮﺑﺎﺋﻲ ﻛﺎﻣﻞ
وﺑﺎﻹﻣﻜﺎن
اﻟﺘﺤﻜﻢ ﺑﮫ ﺑﺴﮭﻮﻟﺔ ﻣﺘﻨﺎ
ھﯿﺔ ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﻣﻘﻮد ﺧﺎص و
ّ
ﻗﺪ ﺗﻢ
ﺗﺼﻨﯿﻌﮭﺎ
ﺼﯿ ﺧﺼ
ً
ﻻﺳﺘﻌﻤﺎل
ذوي اﻹﻋﺎﻗﺔ
اﻟﺬﯾﻦ ﻻ ﯾﺴﺘﻄﯿﻌﻮن اﻟﻤﺸﻲ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﺪام،
ﺗﻨﻘﻠ و
ُ
ﺑﻮاﺳﻄﺘﮭﺎ
داﺧﻞ
وﺧﺎرج
اﻟﻤﻨﺰل
ﺑﺤﺮﯾﺔ
و
ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺴﺘﻘﻞ دون اﻟﺤﺎﺟﺔ ﻟﻤﺴﺎﻋﺪة
وﻣﺮاﻓﻘﺔ
اﻵﺧﺮﯾﻦ
.
ُ
ﻓﻲ اﻷﯾﺎم اﻷوﻟﻰ ﻹﺣﻀﺎر اﻟﻌﺮﺑﺔ ﻟﻠﺒﯿﺖ ﻛﻨﺖ
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻏﯿﺮ ﻣﺮﯾﺤﺔ، و
ُ
ﺷﻌﺮت
ﺑﺘﻮﺗﺮ وﺗﺮﻗﺐ ﺷﺪﯾﺪ
ﯾﻦ
ﻟﺘﻌﻠﯿﻘﺎت وﺗﻌﻘﯿﺒﺎت أﻓﺮاد اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ واﻟﻤﺤﯿﻄﯿﻦ
ﺑﻲ
ُ
، ﻓﻤﺎ زﻟﺖ
و
ً
ﻣﺮﺗﺒﻜﺎ
اذ
ﺣﺴﺎﺳﯿﺔ زاﺋﺪة ﻟﻔﻜﺮة ﺟﻠﻮﺳﻲ ﻋﻠﻰ
ﻋﺮﺑﺔ اﻹﻋﺎﻗﺔ ﻛﻤﻦ ﻟﻢ ﯾﻌﺘﺮف
ﺑﻌﺪ
ﺑﺼﻮرة ﻛ
ﺎﻣﻠﺔ
وﻣﻘﻨﻌﺔ ﺑﻮاﻗﻊ
ﮫ، ﺘ إﻋﺎﻗ
وﺑﺪأ ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﺘﻔﻜﯿﺮ ﯾﺨﺎﻟﺞ ﻋﻘﻠﻲ
ﺄﻧﻨﻲ
ُ
ﺗﺠﺎوزت
اﻟﺨﻄﻮط اﻟﺤﻤﺮاء ﺑﺈﺗﺎﺣﺔ اﻟﻔﺮﺻ
ﻟﻘﻀﯿ ﺔ
ﺔ اﻻﻋﺘﺮاف واﻟﺘﻘﺒﻞ اﻟﺬاﺗﻲ
ﺑﺎ
ﻹﻋﺎﻗﺔ
أن ﺗﺴﯿﻄﺮ
ْ
ﺳﯿﻄﺮة ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﺮﯾﺎت ﺣﯿﺎﺗﻲ وﺣﺎﻟﺖ
ﻓﻲ أﺳﻤﺎء اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ واﻟﻨﺸﺎط اﻟﺒﻨﺎء
ً
دون ﺗﺤﻠﯿﻘﻲ ﻣﺒﻜﺮا
وزﯾﺎدة
ﺧﺒﺮﺗﻲ اﻟﺤﯿﺎﺗﯿﺔ ﻣﻦ ﺟﺮاء
ﺗﻌﺎﻣﻠﻲ ﻣﻊ
اﻵﺧﺮﯾﻦ
.
و
ﺑﻌﺪ ﺗﻐﯿﺮ
أﻣﻮر
ﺟﻮھﺮﯾﺔ
ﻓﻲ واﻗﻌﻲ
وﺣﯿﺎﺗﻲ ﻣﻦ ﺗﻮﺳﯿﻊ آﻓﺎق اﻟﻌﻘﻞ وﻣﺪارﻛﮫ
واﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺮﺑﺔ
اﻟﻜﮭﺮﺑﺎﺋﯿﺔ،
ﺣﺎن اﻟﻮﻗﺖ
ﺠﺮد اﻟﺤﺴﺎﺑﺎت واﺳﺘﺨﻼص اﻟﻌﺒﺮ واﻟﺪروس و
ﺗﻐﯿﯿﺮ ﺳﻠﻢ
اﻷوﻟﻮﯾﺎت
واﻟﺸﺮوع
ﺑﺈﺟﺮاءات ﺣﯿﻮﯾﺔ
ﻣﻦ ﺷﺄﻧﮭﺎ أن ﺗﺴﺎھﻢ ﻓﻲ ﺗﺤﺴﯿﻦ
ﺣﯿﺎﺗﻲ اﻟﯿﻮﻣﯿﺔ
وﺗﺠﺎھﻞ
اﻟﻌﻮاﺋﻖ
اﻟﺸﻌﻮرﯾﺔ
وﺗﻜﺴﯿﺮ
أﻏﻼل
اﻟﺨﺠﻞ
واﻟﻨﻘﺺ
. واﻟﻌﺠﺰ
ُ
وﺧﻠﺖ
ﻧﻔﺴﻲ أﻧﻨﻲ ﻣﻮﺟﻮد ﻓﻲ ﻣﻔﺘ
ﺮق ﻃﺮق ھﺎم وﻣﺮﻛﺰي
ُ
وﻓﻜﺮت
ﻛﯿﻒ ﯾﻤﻜﻦ ﻟﻠ
يذ ﻤﺮء
ْ
اﻹﻋﺎﻗﺔ أن
ﯾﻄﻠﺐ
وﯾﻨﺘﻈﺮ
ﻣﻦ اﻵﺧﺮﯾﻦ
ﺗﻘﺒﻞ إﻋﺎﻗﺘﮫ و
ﺘﮫ ﻣﻌﺎﻣﻠ
ٍ
ﺑﺄﺳﻠﻮب ﻣﺴﺎو
ﻟﺴﻠﯿﻤﻲ اﻟﺠﺴﺪ
دون
ْ
أن
ﯾﻜﻮن ذ
ي
اﻹﻋﺎﻗﺔ
ﻧﻔﺴﮫ ﻗﺪ ﺗﻘﺒﻠﮭﺎ واﻋﺘﺮف ﺑﮭﺎ
!!!
ّ
وﺑﺎﻟﻔﻌﻞ أن
ﺗﻘﺒﻞ اﻟﺬات ﯾﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﻧﻤﻮ ﻋﻘﻠﻲ ﻻ ﺑﺄس ﺑﮫ
ً
وﺣﻤﺪا
أﻧﻌﻢ ﷲ اﻟﺬي
و ﻋﻠﻲ
أﻟﮭﻤﻨﻲ وأرﺷﺪﻧﻲ ﻧﺤﻮ اﻟﺪرب واﻻﺗﺠﺎه اﻟﺴﻠﯿﻢ
واﺧﺘﯿﺎر
درب
اﻹرادة اﻟﺼﻠﺒﺔ واﻟﻤﺜﺎﺑﺮة اﻟﺘﻲ ﺑﮭﻤﺎ
أﺳﺘﻄﯿﻊ ﻛﺴﺮ اﻟﺤﻮاﺟﺰ وﻧﺴﯿﺎن
اﻷﺣﺰان واﻵﻻم
وﺗﺤﻘﯿﻖ اﻷﺣﻼم و
ﺗﺨﻄﻲ اﻟﺼﻌﻮﺑﺎت واﻟﻤﺸﻜﻼت
،
ُ
وأﯾﻘﻨﺖ
ّ
أن
ً
اﻟﺘﻜﯿﻒ ﻣﻊ اﻹﻋﺎﻗﺔ وﻇﺮوﻓﮭﺎ ﻟﻦ ﯾﻜﻮن ﺳﮭﻼ
ً
وﺳﻠﺴﺎ
وﻗﺪ ﯾﺴﺘﻤﺮ ﻓﺘﺮات ﻃﻮﯾﻠﺔ
وﻋﺼﯿ
ﺒﺔ ﻻ ﺗﻄﺎق
ﻻ وﻟﻜﻦ
ﯾﻮﺟﺪ ﻣﺴﺘﺤﯿﻞ أﻣﺎم إرادة اﻹﻧﺴﺎن،
ﻓﺎﻹرادة
ﺗﺸﺤﻦ اﻟﻘﻠﻮب
ﻄﺎﻗﺎت
اﻟﻤﺜﺎﺑﺮة
ُ
وﺗﺪب
اﻟﺪﻣﺎء ﻓﻲ اﻟﻌﺮوق ﻛﻞ ﻣﺮة
ﻣﻦ ﺟﺪﯾﺪ
ُ
ووﺻﻠﺖ
ّ
ﻟﻘﻨﺎﻋﺔ أن
اﻹﻧﺴﺎن ﺑﻨﻔﺴﮫ
ﻓﻘﻂ
ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ ﺗﺤﻘﯿﻖ اﻟﺴﻌﺎدة ﻟﻨﻔﺴﮫ، واﻷوﻗﺎت اﻟﺴﻌﯿﺪة
ھﻲ
اﻵﻣﺎل
اﻟﺬي ﯾﺤﯿﻰ اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻦ أ
ﺟﻠﮭﺎ، ﻓﻤﺎ ﻓﺎﺋﺪة ا
ﻟﺨﺠﻞ ﻣﻦ اﻟﻮاﻗﻊ وﻣﻦ ﻗﻀﺎء اﷲ، و
ّ
اﻟﺠﺪﯾﺮ ذﻛﺮه أن
ﺧﯿﺎر اﻻﻧﻄﻮاء
ﻓﻲ رﻛﻦ اﻟﻐﺮﻓﺔ
،
ً
ﺗﻌﯿﺴﺎ
ً
وﻣﮭﻤﻮﻣﺎ
،
ﻟﻢ ﯾﻌﺪ ﺿﻤﻦ اﻟﺨﯿﺎرات اﻟﻤﻄﺮوﺣﺔ
أﻣﺎم ﻋﯿﻨﻲﱠ
.
و
ّ
ﺣﻞ
ُ
ذﻟﻚ اﻟﯿﻮم اﻟﺬي ﺧﺮﺟﺖ
ﻓﯿﮫ
ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﻌﺮﺑﺔ اﻟﻜﮭﺮﺑﺎﺋﯿﺔ إﻟﻰ اﻟﻤﺪرﺳﺔ، و
ﺣﯿﻨﮭﺎ
ً
ﻛﻨﺖ ﻗﻠﻘﺎ
...
ً
ﻣﻀﻄﺮﺑﺎ
..
واﺟﺘﺎﺣﺘﻨﻲ أﺣﺎﺳ
ﯿﺲ وﻣﺨﺎوف
،
ﻓﺎﺧﺘﻠﻂ اﻟﻘﻠﻖ ﺑﻤﺸﺎﻋﺮ
اﻟﺤﺰن واﻷﺳﻰ
...
وﻏﺰﺗﻨﻲ أﻓﻜﺎر
و
ﺗﺴﺎؤﻻت
... ﻋﺪﯾﺪة
ﻛﯿﻒ ﺳﺘﻜﻮن ردة ﻓﻌﻞ ا
ﻟﻄﻼب واﻵﺧﺮ
ﯾﻦ؟ وھﻞ ﻗﺒﻮﻟﻲ اﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﻌﺮﺑﺔ ھ
اﻋﺘﺮاﻓﻲ
ﺑﻨﮭﺎﯾﺔ أﺣﻼم اﻟﺸﻔﺎء واﻟﻤﻌﺎﻓﺎة؟؟ و
ﻣﺎ
ﺟﺪوى ﺣﺰن واﻛﺘﺌﺎب
وﻋﺰﻟﺔ
اﻟﻤﺎﺿﻲ
اﻟﻤﺮﯾﺮ
و ،
ُ
ﻣﺎذا ﺟﻨﯿﺖ
ﻣﻦ ذﻟﻚ؟
أﺳﺌﻠﺔ ﻛﺜﯿﺮة ﺗﺪ
ور ﻓﻲ رأﺳﻲ وﻻ أﺟﺪ ﻟﮭﺎ ﺟﻮاﺑ
ً
، ﻟﻜﻦ
ﺗﻮارد
ھﺎ
وﺻﺮاع ھﺬه اﻷﻓﻜﺎر
ﯾﺪل ﻋﻠﻰ
ﻇﮭﻮر ﻧﻤﻂ
1...,40,41,42,43,44,45,46,47,48,49 29,30,31,32,33,34,35,36,37,38,...120
Powered by FlippingBook