28
ْ
وﻣﺎ زاﻟﺖ
ذﻛﺮﯾﺎت ھﺬه اﻟﻔﺘﺮة ﻣﺤﻔﻮرة ﻓﻲ ذھﻨﻲ،
ﺣﯿﺚ
ْ
ﻛﺎﻧﺖ
ﻓﻲ ﺑﺪاﯾﺔ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﻤﺮاھﻘﺔ
ﻓ
ْ
ﻄﻐﺖ
ﻋﻠﯿﮭﺎ
ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺻﺪﻣﺔ اﻟﻮاﻗﻊ
،
واﻟﻌﻮاﻃﻒ واﻷ
ﺣﺎﺳﯿﺲ اﻟﻌﻔﻮﯾﺔ واﻟﺘﻠﻘﺎﺋﯿﺔ
واﻟﺴﺎذﺟﺔ
واﻋﺘﺒﺮﺗﮭﺎ
ﻣﻌﺰوﻓﺔ أﻟﺤﺎﻧﮭﺎ اﻟﺤﺰن
ً
واﻟﺒﺆس، اﺳﻤﻌﮭﺎ ﻟﯿﻼ
ﻧﮭﺎر
ً
ا
، ﺗﺎرة اﻋﺸﻘﮭﺎ وارددھﺎ وﺗﺎرة اﺑﻐﻀﮭﺎ واﻣﻘﺘﮭﺎ، أﻋﺸﻘﮭﺎ ﻷﻧﮭﺎ دﻓﻌﺘﻨﻲ ﻟﻨﺒﺬھﺎ
وﻛﺎﻧﺖ
ﻟﻠﺘﺄﻣﻞ
ً
ﺳﺒﺒﺎ
و
ً
ﺣﺎﻓﺰا
ﻟﺘﻐﯿﯿﺮھﺎ وﻛﺮھ
ْ
ﮭﺎ ﻷﻧﮭﺎ ﻋﺬﺑﺘﻨﻲ وآﻟﻤﺘﻨﻲ وزادت
ﻲ
ّ
ﻣﻦ ﻏﻤ
ﻲ
ّ
، وھﻤ
ُ
واﺿﻄﺮرت
ﺣﯿﻨﮭﺎ
إﻟﻰ وﺿﻊ
أﺣﺰاﻧﻲ
ﻓﻲ
ﺪوقﺻﻨ
ﻣﺤﻜﻢ اﻹﻏﻼق، وﻟﻢ أﻓﺼﺢ ﻋ
ّ
ﻤ
ُ
ﺎ ﯾﺠﻮل ﺑﺪاﺧﻠﻲ ﻓﻜﻨﺖ
ُ
وﻣﺎ زﻟﺖ
ً
ﺳﻜﻮﺗﺎ
و
ً
ﻛﺘﻮﻣﺎ
ﻻ أﺑﻮح
ﻋ ﻷﺣﺪ
ﻤﺎ ﯾﻀﯿﻖ
ﺑﮫ ﺻﺪري
ً
ﺑﺎﻟﺴﺮور واﻟﺮﺿﺎ وﺳﺎﻋﯿﺎ
ً
وﻣﺘﻈﺎھﺮا
ﻟ
ﺘﺨﻄﻲ
اﻟﮭﻤﻮم
واﻷﺣﺰان
ﺑﻤﻔﺮدي دون اﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺄﺣﺪ
.
ُ
ﻟﻘﺪ ﺗﺼﺪﯾﺖ
ﺑﻜﻞ ﻗﻮة ﻟﻤﺨﻄﻂ اﺳﺘﻌﻤ
ﺎل ﻛﺮﺳﻲ اﻟﻌﺠﻼت و
ا
ﺿﻄﺮ اﻷھﻞ إﻟﻰ اﻹذﻋﺎن
ﻟﺮﻏﺒﺘﻲ وﻟﻢ
ﯾﺮﻏﻤﻮﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻌﻤﺎﻟﮭﺎ واﺳﺘﻤﺮوا ﻓﻲ
ﻣﺤﺎوﻻﺗﮭﻢ إﺧﺮاﺟﻲ ﻣ
ﻦ اﻷﺟﻮاء اﻟﺘﻲ اﺧﺘﺮﺗﮭﺎ ﻟﻨﻔﺴﻲ ﻓﻜ
ﻧﻮا ﺎ
ﺨﺮﺟ ﯾ
ﻮﻧﻨﻲ ﻓﻲ
ﻧﺰھﺎت وﺟﻮﻻ
ت ﻓﻲ اﻟﻄﺒﯿﻌﺔ وﺷﻮاﻃﺊ اﻟﺒﺤﺎر وأﺳﻌﺪ ھﺬه
اﻷﻣﻮر
إﻟﻰ ﻗﻠﺒﻲ
ﻛﺎن اﻟﺬھﺎب
ﻟﻤﺒﺎرﯾﺎت ﻛﺮة اﻟﻘﺪم ورؤﯾﺔ ﻻﻋﺒﻲ
ﻛﺮة اﻟﻘﺪم اﻟﻤﺸﮭﻮرﯾﻦ اﻟﺬﯾﻦ
ُ
ھﻢءداآ ﻋﺸﻘﺖ
ُ
وﺗﺎﺑﻌﺖ
أﺧﺒﺎرھﻢ و
د ﺎ اﻋﺘ
اﻷوﻻد ﻋﻠﻰ ﺗﻘﻠﯿﺪھﻢ
ﻓﻲ اﻟﻤﻠﻌﺐ و
ﻣﺸﺎھﺪﺗﮭﻢ
ﻓﻲ اﻟﺘﻠﻔﺎز،
وﻋﻨﺪ
أﻣﺎﻣﻲ رؤﯾﺘﮭﻢ
ﻛﻨﺖ اﺷﻌﺮ ﺑﻔﺮ
ﺣﺔ ﻋﺎرﻣﺔ
ﺗﻐﻤﺮﻧﻲ وﺑﻨﺸﻮ
ة
ﺑﺎﻟﻐﺔ ﺣﯿﻦ ﻣﺼﺎﻓﺤﺘﮭﻢ أو اﻟﺘﺤﺪث ﻣﻌﮭﻢ،
وﻓﻲ اﻟﯿﻮم اﻟﺘﺎﻟﻲ ﻛﻨﺖ
اﺳﺘﻤﺘﻊ
ﺑﺈﺑﻼغ أﺻﺪﻗﺎﺋﻲ ﻋﻦ
أﺣﺪاث ذ
ھﺎﺑﻲ ﻟﻠﻤﺒﺎرﯾﺎت وﻟﻘﺎﺋﻲ ﻣﻊ ﻣﺸﺎھﯿﺮ
اﻟﻘﺪم ﻛﺮة ﻻﻋﺒﻲ
وﻛﺎن ھﻨﺎﻟﻚ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻻﻛﺘﻔﺎء
اﻟﻨﻔﺴﻲ
واﻟﺮﺿﺎ ﻧﺘﯿﺠﺔ اﻧﺠﺎز أﻣﻮر ﻟﻢ ﯾ
ﻜﻦ ﺑﻤﻘﺪور
ﺑﺎﻗﻲ اﻷوﻻد
. ﻓﻌﻠﮭﺎ
ُ
ﻟﻘﺪ ﺗﻠﻘﯿﺖ
اﻟﻤﺴﺎﻧﺪة و
اﻟﺪﻋﻢ اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ﺑﺼﻮرة ﻣﺜﯿﺮة ﻟﻺﻋﺠﺎب،
واﻟﺮﻋﺎﯾﺔ واﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ﺣﺘﻰ ﺑﺄﺑﺴﻂ اﻷﻣﻮر
ﻛﺎﻧ
ﺖ ﺑﻤﺴﺘﻮى ﻏﯿﺮ ﻣﻌﮭﻮد،
ﻓﺒﻔﻀﻞ اﷲ وﺗﻮﻓﯿﻘﮫ
ورﻋﺎﯾﺘﮫ ﻟﺨﻠﻘﮫ ﻟﻢ ﯾﺒﺨﻠﻮا ﺑﺎﻟﻤﺎل واﻟﻌﻄﺎء واﻟﺠﮭﻮد
ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ
ﻣﻦ اﻟﻮﺿﻊ اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﺼﻌﺐ
ﻟﻠﻌﺎﺋﻠﺔ
وو
ﺟﺪوا اﻟﻤﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺼﺤﯿﺤﺔ ﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺘﻲ ﺑﮭﺎ، ووﺿﻌﻮا ﯾﺪھﻢ ﻋﻠﻰ
اﻟﺠﺮح اﻟﻨﺎزف اﻟﺬي أﻋﺎﻧﻲ
ﻣﻨﮫ ﻣﻤﺎ ﺳﺎﻋﺪھﻢ ﺑﺈ
كادر
اﻟﺪرب اﻟﺼﺤﯿﺢ ﻟﻠﻮﺻﻮل إﻟﻰ اﻟﮭﺪف
اﻟﻤﻨﺸﻮد وھﻮ
ﺗﻘﺒﻠﻲ واﻋﺘﺮاﻓﻲ ﺑﺈﻋﺎﻗﺘﻲ
واﺳﺘﻨﮭﺎض ھﻤ
ﻟ ﻃﺎﻗﺎﺗﻲ و ﻲﺘ
ﺘﺬﻟﯿﻞ
ﻣﻌﯿﻘﺎت اﻻﻧﺪﻣﺎج واﻻﺧﺘﻼط
ﻟﺒﺪء او
ﺑ
ﺘﺤﺪي
ﺻﻌﺎب اﻟﺤﯿﺎة وﺗﺨﻄﯿﮭﺎ
ﺑﺈرادة
وﻋﺰﯾﻤﺔ
ﺘﯿﻦ ﻗﻮﯾ
واﻟﺴﯿﺮ ﺑ
ﺨﻄﻮات واﺛﻘﺔ ﻧﺤﻮ درب
اﻟﺤﯿﺎة اﻟﮭﺎدﺋﺔ واﻟﺴﻌﯿﺪة،
اﻟ
ﺔﺨﺎﻟﯿ
ﻣﻦ أﺷﻮاك اﻟﺬل واﻟﻤﮭﺎﻧﺔ
،
دون اﻻﻟﺘﻔﺎت إﻟﻰ
ﻣﺎ ﺣﺪث ﻣﻦ
ﺧﯿﺒﺎت أﻣﻞ
ﻓﻲ
اﻟﺴﻨﯿﻦ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ و
ﺧﻼل
ٍ
ﻧﻈﺮة ﻣﺘﻔﺎﺋﻠﺔ ﺑﻐﺪ
ﻣﺸﺮق
ﯾﻌﻤﮫ اﻟﺮﻗﻲ
. واﻟﻨﺠﺎح
و
ﻣﻦ اﻷﺳﺎﻟﯿﺐ اﻟﺘﻲ اﺗﺒﻌﮭﺎ أﻓﺮاد اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻹ
ﻛﺎﻧﺖ رﺿﺎﺋﻲ
ﺟﺬب
اﻷﺻﺪﻗﺎء إﻟﻲ
ﺑﻮﺳﺎﺋﻞ وﻃﺮق ﺷﺘﻰ،
ﻟﻜﻲ
ً
ﻻ أﻛﻮن وﺣﯿﺪا
ﻓﻲ
اﻟﺒﯿﺖ أو ﻟﯿﺼﻄﺤﺒﻮﻧﻲ وإﯾﺎھﻢ إﻟﻰ أﻣﺎﻛﻦ ﻟﮭﻮھﻢ، وﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻓﻘﺪ ﺗﻜﻮﻧ
ْ
ﺖ
ﻣﻦ ﺣﻮﻟ
ﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ
أﺻﺪﻗﺎء ﻣﻦ أﺑﻨﺎء ﺟﯿﻠﻲ
ُ
ﺗﻨﺎﻓﺴﻮا وﺳﺎھﻤﻮا ﻓﻲ إﺧﺮاﺟﻲ ﻣﻦ أزﻣﺔ اﻻﻧﻌﺰال اﻟﺒﻐﯿﻀﺔ، وﻗﺪ ﺷﻌﺮت
أن أﺑﻮاب
اﻟﺤﯿﺎة ﺑﺪأت ﺑﺎﻻﻧﻔﺘﺎح أﻣﺎﻣﻲ، و
ﺑﺼﻮرة ﺗﺪرﯾﺠﯿﺔ
ُ
ﺑﺪأت
ﺑﺎﻻﻧﺪﻣﺎج
ﻓﯿ
ﮭﻢ واﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﺑﺎﻟ
ﻔﻌﺎﻟﯿﺎت واﻷﻟﻌﺎب
اﻟﺘﻔﻜﯿﺮﯾﺔ اﻟﻤﺘﻨﻮﻋﺔ
، وأﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﺸﺎﻃﺎت اﻟﺮﯾﺎﺿﯿﺔ ﻓﻤﻨﺬ
ﺻﻐﺮي
اﻋﺸﻖ ﻛﺮة اﻟﻘﺪم و
أﺛﻨﺎء ﻣ
ﻟ ﺗﻲ ﺸﺎھﺪ
ﮭﺬه
ا
ﻟﻤﺒﺎرﯾﺎت
أﺷﻌﺮ أن
َ
ﻗﺪﻣ
ّ
ﻲ
ﺗﺘﺤﺮﻛ
ﺎن
ﺑﺸﻜﻞ ﺗﻠﻘﺎﺋﻲ ﻛﺄﻧﮭﻤﺎ ﺗﺮﻛﻼن اﻟﻜﺮة، و
ُ
أﺣﺒﺒﺖ
داﺋﻤﺎ اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ واﻟﻤﺴﺎھﻤﺔ
ﻓﻲ اﻟﻤﺒﺎرﯾﺎت ﻓ
ﻜﺎن أﺻﺪﻗﺎﺋﻲ
ﻋﻨﺪﻣﺎ
ﯾﻠﻌﺒﻮن ﻛﺮة اﻟﻘﺪم
ﯾﻨﺼﺒﻮﻧﻨﻲ
ﻟﻠﻤﺒﺎراة،
ً
ﺣﻜﻤﺎ
ُ
ﺣﯿﺚ ﻛﻨﺖ
اﺟﻠﺲ ﺑﻤﺤﺎذاة