בית איזי שפירא - ספרו של מר נואף זמירו - page 21

20
ُ
ﺑﻌﺪ أن أﻓﻘﺖ
ﻣﻦ ﻏﯿﺒﻮﺑﺔ اﻟﺤﺰن واﻟﺨﺠﻞ
ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﯿﻮم
،
واﻹﻋﯿ
ﺎء اﻟﺬي ﻃﺎﻟﻨﻲ ﻣﻦ ﺷﺪة اﻟﺒﻜﺎء،
ُ
وﺟﺪت
ﻧﻔﺴﻲ
ﺑﺤﻀﻦ أﺑﻲ اﻟﺪاﻓﺊ،
ً
ﻣﺮﺗﻤﯿﺎ
أﻧﺎﻣﻞ و
ﯾﺪه ﺗﺪاﻋﺐ
ﺷﻌﺮات
رأﺳﻲ وﺗﮭﺪئ
ُ
ﻣﻦ روﻋﻲ وأﻧﺎ ﺑﺪوري ﻛﻨﺖ
ﻋﺎﻗﺪ اﻟﻌﺰم ﻋﻠﻰ ﻋﺪم
اﻟﻌﻮدة ﻟﻠﻤﺪرﺳﺔ ﻓﻲ
ﺻﺒﺎح اﻟ
ﯿﻮم اﻟﺘﺎﻟﻲ ﺧﺸﯿﺔ اﻻﺳﺘﮭﺰاء اﻟﺬي ﺳﻮف أﻻﻗﯿﮫ ﻣﻦ اﻟﻄﻼب
ﻓﻲ ﺣﺎل اﻧﺘﺸﺎر اﻟﺨﺒﺮ،
و
ً
ﻟﻜﻲ أﻛﻮن ﻗﺮﯾﺒﺎ
ﻣﻦ اﻟﻤﺮ
ﺾاﺣﯿ
ﻓﻲ اﻟﺒﯿﺖ
ﺣﺘﻰ زوال اﻟﻤﺮض واﻹﺳﮭﺎل
وﻗﺪ .
ً
واﻓﻘﻨﻲ أﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺒﻲ وﻟﻜﻦ داﻋﻤﺎ
ﻟﻠﻌﺎﻣﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﺑﻮﺟﻮب اﻻﺳﺘﺮاﺣﺔ ﺑﺎﻟﺒﯿﺖ ﺣﺘﻰ اﻟﺸﻔﺎء اﻟﺘﺎم،
وﻗﺪ ﻗﺎم
أﺑﻲ
وﺑ
ﺄﺳﻠﻮب ﻣﻘﻨﻊ وﻣﺤﻔﱢﺰ ﺑﺈ
ﺎﻋﻗﻨ
ﻲ ﺑﻀﺮورة اﻟﺬھﺎب ﻟﻠﻤﺪرﺳﺔ
ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎدي دون ﺧﺸﯿﺔ أﻣﻮر ﻣﻌﯿﻨﺔ ﻗﺒﻞ ﺣﺪوﺛﮭﺎ،
وأن ﻣﺎ ﺣﺪث ﯾﺤ
ً
ﺼﻞ ﻣﻊ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻷوﻻد وﺣﺘﻰ ﻣﻊ اﻟﻜﺒﺎر أﯾﻀﺎ
ﻓﻼ ﯾﻮﺟﺪ ﻣﺒﺮر ﻟﺘﻀﺨﯿﻢ اﻟﻤﻮﺿﻮع
ﻓﻲ ﻣﺴﯿﺮة اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ، وان
ً
ﻟﯿﺸﻜﻞ ﺧﻠﻼ
ْ
ﺣﺪﺛﺖ
أﺣﺎدﯾﺚ واﺳﺘﮭﺰاءات ﻓﺒﺎﻹﻣﻜﺎن اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ
ﻣﻌﮭﺎ ﺑﻄﺮق ﺳﻠﻤﯿﺔ ﻋﺪﯾﺪة، و
أﻗﻨﻌﻨﻲ
ﻣﻊ ﻣﺮور
ﯾﻮﻣﯿﻦ
ﻟﻦ ﯾﺘﺬﻛﺮ ھﺬا اﻟﺤﺪث أﺣﺪ
،ً
ﺑﺘﺎﺗﺎ
ﻗﺪ و
وﻋﺪﻧﻲ
ً
أﺑﻲ أﯾﻀﺎ
ﺑﺎﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ اﻟﺤﻠﻮى واﻟﻤﻐﺮﯾﺎت
اﻟﺘﻲ
أﺣﺒﮭﺎ
ﻣﻤﺎ ﺳﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ
ﺗﻘﺒﻠﻲ ﻟﺤﺪﯾﺜﮫ ﺑﻘﻨﺎﻋﺔ ﺗﺎﻣﺔ
.
ھﺬه إﺣﺪى
ﺻﻌﺎب ذوي اﻹﻋﺎﻗﺔ ﺑﻜﺎﻓﺔ اﻷﺟﯿﺎل وذﻟﻚ ﺧﻼل
ﺗﻮاﺟﺪھﻢ ﺧﺎرج
اﻟﺒﺸﺮ ﺠﻤﯿﻊ ت، ﻓ ﻮ اﻟﺒﯿ
ﯾﺴﺘﻄﯿﻌ
أن ﯾ ﻮن
ﺘﺤﻜﻤﻮا أو ﯾﺘﻮﻗﻌﻮا أوﻗﺎت دﺧﻮﻟﮭﻢ ﻟﻠﻤﺮاﺣﯿﺾ
،
وﺑﻌﻠﻤﮭﻢ اﻟﻤﺴﺒﻖ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧ
ﮭﻢ ﺗﺄﺟﯿﻞ أو إﻟﻐﺎء
ﺧﺮوﺟﮭﻢ ﻣﻦ اﻟﺒﯿﺖ،
اﻟﺴﻠﯿﻢ و
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﺸﻌﺮ ﺑﻀﺮورة اﻟﺪﺧﻮل ﻟﻠﻤﺮاﺣﯿﺾ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ أن ﯾﺴﺘﻌﻤﻞ أي ﻣﺮﺣﺎض
ﯾﺠﺪه
أﻣﺎﻣﮫ
ً
ﻛﺎن أم ﻋﺎﻣﺎ
ً
ﺧﺎﺻﺎ
، و
ُ
ﻟﻮ اﺗﺨﺬت
إﻋﺎﻗﺘﻲ ﻛﻨﻤﻮذج ﻟﺘﻔﺼﯿﻞ
اﻟﻤﻌﺎﻧﺎة
ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻤﺠﺎل ﻓﮭﻲ ﺗﺸﻤﻞ
وﺗﻤﺜﻞ ﺻﻌﺎب ﺟﻤﯿﻊ اﻹﻋﺎﻗﺎت اﻟﺤﺮﻛﯿﺔ، و
ﺑﺼﺮاﺣﺔ
ﺑﻜﻞ ﻋﻤﻠﯿﺔ دﺧﻮل و
ﺧﺮوج ﻟﻠﻤﺮاﺣﯿﺾ
اﺣﺘﺎج
ﺸﺨﺺ
ﻣﻦ أﻓﺮاد أﺳﺮﺗﻲ
ﯾﻘﻮم ﺑﺤﻤﻠﻲ وﻧﻘﻠﻲ وﻛﺬﻟﻚ ﻟﻠ
ﻘﯿﺎم ﻓﻲ ﻋﻤﻠﯿﺔ
اﻟﺘﻨﻈﯿﻒ
ﺑﻌﺪ ﻗﻀﺎء اﻟﺤﺎﺟﺔ
،
وﻛﻤﺎ ﺗﺪرﻛﻮن
ﻟﯿﺲ
ﻛﻞ
ﺷﺨﺺ ﯾﻘﺒﻞ أو
ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ اﻟﻤﺴﺎﻋﺪة ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻤ
ﻛﻤﺎ ﺠﺎل،
وﺑﺼﻔﺔ ﺷﺨﺼﯿﺔ
ﻗﺒﻞأ وﻻ ﻟﻢ
ﺑﻐﯿﺮ
أﺣﺪ أﻓﺮاد
أﺳﺮﺗﻲ
ﻟﺘﻨﻔﯿﺬ
ھﺬه اﻟﻤﮭﺎم
.
ﻓﻲ اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ،
أﻋﺎﻧﻲ ﻣﻦ ھﺬا اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻣﻨﺬ ﻧﻌﻮﻣﺔ أﻇﻔﺎري، ﻓﺄﻧﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟﻤﺴﺎﻋﺪة ﺗﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺮاﺣﯿﺾ
وﻛﺬﻟﻚ اﻻﻏﺘﺴﺎل ﻓﻲ اﻟﺤﻤﺎم وﺗﺒﺪﯾﻞ اﻟﻤﻼﺑﺲ، وھﺬه اﻟﻈﺮوف اﻟﺼﺤﯿﺔ اﻟﻤﺘﺮدﯾﺔ ﻹﻋﺎﻗﺘﻲ اﻟﻘﺎھﺮة واﻷﺑﺪﯾﺔ
ّ
ن اﻵﺧﺮﯾﻦ، وھﺬا ﺣﺪ
ْ
َ
ﺑﺸﻜﻞ ﺗﺎم ﺑﻤﺴﺎﻋﺪة وﻋ
ً
ﻣﺘﻌﻠﻘﺎ
ً
ﺟﻌﻠﺘﻨﻲ ﺷﺨﺼﺎ
ﻣﻦ ﺗﺤﺮﻛﺎﺗﻲ ﻓﻲ ﺟﻤﯿﻊ ﻣﺮاﺣﻞ
ﺣﯿﺎﺗﻲ
ً
وﺣﺎل دون ﻛﻮﻧﻲ أﻛﺜﺮ اﺳﺘﻘﻼﻟﯿﺔ وأﻛﺜﺮ ﺣﺮﯾﺔ ﺷﺨﺼﯿﺔ، ﻓﻜﻞ ﻣﺸﻮار، ﻃﻮﯾﻼ
ﻛﺎن أم ﻗﺼﯿﺮ
ً
ا
ُ
، ﻛﻨﺖ
اﺣﺴﺐ
أﻟﻒ ﺣﺴﺎب ﻟﻤﻮﺿﻮع اﻟﻤﺮاﺣﯿﺾ، وﻛﺜﯿﺮ
ً
ﺎ ﻣﺎ ﺛ ا
ْ
رت
ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ اﻟﻤﺮارة
واﻟﻀﻐﻮﻃﺎت اﻟﻨﻔﺴﯿﺔ
ﺧﺎﺻﺔ أﺛﻨﺎء
اﻟﺮﺣﻼت واﻟﺠﻮﻻت اﻟﻤﺪرﺳﯿﺔ، ﻓﻘﺪ اﺣﺘﺎج اﻷﻣﺮ ﻣﺮاﻓﻘﺔ أﺣﺪ أﻓﺮاد أﺳﺮﺗﻲ ﻟﻤﺴﺎﻋ
ﺪﺗﻲ ورﻋﺎﯾﺘﻲ، وإذا ﻟﻢ ﯾﻜﻦ
اﺣﺪ ﻣﺘﻔﺮﻏ
ً
ُ
ﻣﺖ
ِ
ُ
ﻣﻦ اﻟﺠﻮﻟﺔ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺷﺪة رﻏﺒﺘﻲ ﺑﺎﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﯿﮭﺎ واﻻﺳﺘﻤﺘﺎع ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﺑﺮؤﯾﺔ أﻣﺎﻛﻦ
ْ
ﺟﺪﯾﺪة وﺷﯿﻘﺔ ﻛﻤﺎ ﯾﺴﺘﻤﺘﻊ زﻣﻼﺋﻲ، واﻟﺸﻌﻮر ﺑﻌﺪم اﻻﺧﺘﻼف ﻋﻨﮭﻢ ﺑﺸﻲء، وﻓﻲ اﻟﺤﺎﻻت اﻟﺘﻲ ﻟﻢ أﻛﻦ
أﺷﺎرك
زﻣﻼﺋﻲ ﻓﯿﮭﺎ ﻛﻨﺖ ﻓﻲ اﻟﯿﻮم اﻟﺘﺎﻟﻲ اﺳﺘﻤﻊ
ً
إﻟﻰ أﺣﺎدﯾﺜﮭﻢ وﻣﻐﺎﻣﺮاﺗﮭﻢ ﻋﻦ اﻟﺮﺣﻠﺔ وﻣﺪى اﺳﺘﻤﺘﺎﻋﮭﻢ ﻣﺘﻈﺎھﺮا
ﺑﺎﻟﺴﺮور واﻟﺴﻌﺎدة وﻟﻜﻦ ﺑﺪاﺧﻠﻲ أﻣﻮاج ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮ اﻟﺨﯿﺒﺔ واﻟﺤﺴﺮة ﺗﺘﻘﺎذﻓﻨﻲ ذات اﻟﯿﻤﯿﻦ وذات اﻟﯿﺴﺎر
، ﻓﮭﺎ
ھﻲ دﻻﻻت وﺑﺮاھﯿﻦ اﻻﺧﺘﻼف واﻟﺸﺬوذ ﻋﻦ اﻵﺧﺮﯾﻦ ﺗﺘﺠﻠﻰ ﺑﺄﺑﻠﻎ وأوﺿﺢ ﺻﻮرھﺎ
.
ﻓﺎﻷﻣﺮ ﯾﺘﻜﺮر ﻋﻨﺪ
ﻧﯿﺘﻲ ﺗﻨﻔﯿﺬ أي
ﺑﺴﻼﺳﻞ اﻹﻋﺎﻗﺔ اﻟﺤﺪﯾﺪﯾﺔ اﻟﺘﻲ
ً
ﻋﻤﻞ أو ﺧﻄﻮة ﻟﻠﺨﺮوج ﻣﻦ ﻋﺎﻟﻤﻲ اﻟﻀﯿﻖ ﻓﺄﺟﺪ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﻜﺒﻼ
1...,22,23,24,25,26,27,28,29,30,31 11,12,13,14,15,16,17,18,19,20,...120
Powered by FlippingBook