בית איזי שפירא - ספרו של מר נואף זמירו - page 28

27
اﻟﺼﻒ، ﻓﺨﺮج اﻟﺠﻤﯿﻊ و
أﻧﺎ ﺑﻘﯿﺖ
ﻓﻲ
ﻣﻘﻌﺪي، ﻓﺎﺳﺘﻤﺮ
ﺑﺎﻟﺼﺮاخ ﻋﻠﻲ واﻻﻗﺘﺮاب ﻧﺤﻮي،
ُ
ﺎﻧﻔﻌﻠﺖ
ﺑﺸﺪة
ُ
وﺑﺪأت
ﺑﺎﻟﺒﻜﺎء
وﺑﺪأ
ﺟﺴﻤﻲ
ﯾﺮﺗﺠﻒ
وﯾﺮﺗﻌﺶ
اﻟﮭﻠﻊ ﺷﺪة ﻣﻦ
واﻟﺨﻮف
واﻟﺤﺮج
،ً
أﯾﻀﺎ
وﻟﻢ
َ
ﻋﻠﻰ أﻗﻮ
ﻗﻮل أي
ﺷﻲء، و
ﻓﺠﺄة ﻋﺎد اﺣﺪ
أﺻﺪﻗﺎﺋﻲ إﻟﻰ اﻟﺼﻒ وأ
ً
ﺑﻠﻎ اﻟﻤﻌﻠﻢ أﻧﻨﻲ أﺑﻘﻰ داﺋﻤﺎ
ﻓﻲ
ﻏﺮﻓﺔ
اﻟﺼﻒ وﻻ اﺧﺮج ﻓﻲ
ً
اﻻﺳﺘﺮاﺣﺎت ﻣﺸﯿﺮا
ﺑﯿﺪه إﻟﻰ اﻟﺪراﺟﺔ اﻟﮭﻮاﺋﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻛﻦ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺔ
اﻟﺼﻒ
.
ْ
ﻗﺪ ﯾﺤﺪث
ھﺬا اﻟﻤﻮﻗﻒ ﻣﻊ ﻛﻞ ﻃﺎﻟﺐ ﺳﻠﯿﻢ اﻟﺼﺤﺔ واﻟﺒﻨﯿﺔ و
ّ
ﻟﻜﻦ ھﺬا ﻻ ﯾﮭﺰ
ﺷﻌﺮة
واﺣﺪة
ﻣﻦ ﺟﺴﻤﮫ،
وﻻ
ً
ﯾﺆﺛﺮ ﺳﻠﺒﺎ
ﻋﻠﻰ
ﻧﻔﺴﯿﺘﮫ
و .
ھﺬه اﻟﻤﺤﻄﺎت
واﻟﻤﺸﺎھﺪ
ْ
اﻟﻤﺆﺛﺮة ﺗﺘﺎﻟﺖ
ْ
وﺗﻜﺮرت
ْ
وﺗﺮاﻛﻤﺖ
وﻛﺎن وﻗﻌﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻲ
ﻛﻄﻌﻢ اﻟﻘﮭﻮة اﻟﺴﺎدة ﻋﻠﻰ اﻟﻠﺴﺎن
، ﻓﻤﻌﻠﻢ اﻟﺮﯾﺎﺿﺔ أراد أن ﯾﺮﻏﻤﻨﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﻗﻮف واﻟﺮﻛﺾ دون
إﻋﻔﺎﺋﻲ
ﻣﻦ
ذﻟﻚ
وﻋﻨﺪ دﺧﻮل
ﻣﻌﻠﻢ ﺟﺪﯾﺪ ﻻ ﺑﺪ
أن
ﯾﺤﺼﻞ ﻣﻮﻗﻒ ﻣﺸﺎﺑﮫ،
إﻣﺎ أن
ﯾﻠﻘﻲ ﻋﻠﻲ
إﺣﺪى
اﻟﻤﮭﺎم ﻛﺘﻨ
ﻈﯿﻒ
اﻟﻠﻮح
أو
إﺣﻀﺎر
ُ
ﻏﺮض ﻣﻦ ﻣﻜﺎن ﺧﺎرج اﻟﺼﻒ، وﻗﺪ ﻛﻨﺖ
ِ
أﺻﺎب ﺑﺎﻹﺣﺮاج اﻟﺸﺪﯾﺪ وﻟﻢ ادر
ﻛﯿﻒ اﺷﺮح ﻟﮫ ﻋﺪم
ٌ
ﻣﻘﺪرﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﺒﯿﺔ أﻣﺮه، ﻓﻜﻞ
ﻣﻨﮭﻢ ﻛﺎن
ﯾﻌﯿﺪ اﻟﻄﻠﺐ ﻋﻠﻲ ﺑﺼﻮت زاﺟﺮ وﺻﺎرخ
وھﻮ
ﯾﻌﺘﻘﺪ ﺑﺄﻧﻨﻲ ﻟﻢ اﺳﻤﻌﮫ
أو
ارﻓﺾ ﺗﻠﺒﯿﺔ
أﻣﺮه
،
وأﻧﺎ ﺑﺪوري أﺗﺴﻤﺮ ﺑﻤﻘﻌﺪي دون
اﻟﺘﻔﻮه
ﺑﻜﻠﻤﺔ ﻣﻦ ﺷﺪ
ة اﻟﺨﻮف واﻟﺮﻋﺐ ﻣﻦ اﻟﻌﻘﺎب
واﻹھﺎﻧﺔ، ﺣﺘﻰ ﯾﺄﺗﻲ اﺣﺪ اﻟﻄﻼب وﯾﺨﻠﺼﻨﻲ ﻣﻦ اﻟﻤﻮﻗﻒ اﻟﻤﺮﺑﻚ وﯾﺒﻠﻎ اﻟﻤﻌﻠﻢ ﺑﻮﺿﻌﻲ
.
إﻧﻲ أرﻏﺐ وأﻃﻤﺢ أن أﻛﻮن
ً
ﺷﺨﺼﺎ
ﻛﺒﺎﻗﻲ اﻷﺷﺨﺎص، ﻟﮫ ﻣﺎ ﻟﮭﻢ وﻋﻠﯿﮫ ﻣﺎ ﻋﻠﯿﮭﻢ،
وﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﺑﺎﻟﯿﺪ ﺣﯿﻠﺔ
ُ
ﻓﻜﻨﺖ
اﺣﻠﻢ وأﺗﻤﻨﻰ أن أﻛﻮن ﻣﻌﺎﻓﻰ ﻷﻗﻮم ﺑﻜﻞ اﻟﻤﮭﻤﺎت وأﻟﻌﺐ ﻓﻲ
دروس اﻟﺮﯾﺎﺿﺔ و
أﺳﺎﻋﺪ
ﺟﻤﯿﻊ اﻟﺒﺸﺮ،
و
ُ
ﻟﻜﻦ ﻟﻸﺳﻒ أﺻﺒﺤﺖ
ْ
ﺣﯿﺎﺗﻲ ﻛﺎﻹﺳﻔﻨﺞ ﻣﺸﺒﻌﺔ ﺑﺎﻟﻤﻮاﻗﻒ اﻟﻤﺤﺮﺟﺔ واﻟﻤﺤﺒﻄﺔ، وﻋﺼﻔﺖ
ﺑﮭﺎ
ﻋﻮاﺻﻒ اﻟﻘﻠﻖ
اﻷح ﺎ ورﯾ
رق
دون ﺗﻮﻗﻒ
.
ُ
ﻧﻌﻢ، ﻣﺎ زﻟﺖ
ُ
اﺳﺘﻌﻤﻞ اﻟﺪراﺟﺔ اﻟﮭﻮاﺋﯿﺔ، ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻗﺘﻨﺎء ﻋﺮﺑﺔ ﻣﺘﺤﺮﻛﺔ ﺟﺪﯾﺪة وﻟﻜﻨﻨﻲ أﺑﯿﺖ
اﺳﺘﻌﻤﺎﻟﮭﺎ أو
ﺣﺘﻰ اﻟﻨﻈﺮ إﻟ
ْ
ﯿﮭﺎ، وﺣﺎوﻟﺖ
ً
أﻣﻲ وﺟﻤﯿﻊ أﻓﺮاد اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ إﻗﻨﺎﻋﻲ ﺑﺸﺘﻰ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ واﻟﻤﺤﻔﺰات وﻟﻜﻨﮭﻢ ﻓﺸﻠﻮا ﺟﻤﯿﻌﺎ
،
ُ
وﻗﺎﺑﻠﺖ
ُ
ذﻟﻚ ﺑﺎﻟﺼﺮاخ واﻟﺒﻜﺎء، وﻣﺎرﺳﺖ
ﺷﺘﻰ أﻧﻮاع اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ اﻟﻤﻘﺒﻮﻟﺔ، و
ُ
اﻋﺘﺒﺮت
ھﺬه اﻟﻌ
ﺮﺑﺔ
أﻧﮭﺎ رﻣﺰ
اﻹﻋﺎﻗﺔ و
ﻣﻘﺒﺮة ﻟ
ﺠﺴﺪي
وأﺣﻼﻣﻲ وﻃﻤﻮﺣﺎﺗﻲ
، ﻓﻠﻤﺎذا ﯾﺮﯾﺪون
ﺳﺠﻨﻲ وﺣﺒﺴﻲ ﺑﻤﻘﻌﺪ اﻟﺒ
ﺆس واﻟﺸﻘﺎء، أﻧﺎ ﻟﺴﺖ
ُ
ً
ﻘﻌﺪا
ً
، وﻟﺴﺖ ﻣﺮﯾﻀﺎ
وﻟﺪي دراﺟﺔ ﻷذھﺐ ﺑﮭﺎ ﻟﻠﻤﺪرﺳﺔ وﻟﺴﺖ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟ
ﮭﺬا اﻟﻜﺮﺳﻲ اﻟﻠﻌﯿﻦ
!!
ﻓﻲ
ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﺮي
ْ
ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﻋﺒﺜﺖ
ﺑﻲ أﻣﻮاج اﻟﺴﺨﻂ واﻟﻐﻀﺐ وأﺻﺎﺑﻨﻲ اﻟﻮھﻦ و
ْ
اﻻﻧﻜﺴﺎر وﻏﺰت
ﻓﺆادي ﻣﺸﺎﻋﺮ اﻟﺤﺴﺮة واﻟﻘﮭﺮ
و
ْ
اﺧﺘﻠﻄﺖ
ﻟﺪي اﻟﻤﻔﺎھﯿﻢ واﻷوراق
ﺸﺘﺘ ﻓﺘ
ْ
اﻷﻓﻜﺎر
وﻋﻤﻲ اﻟ
ﺒﺼﺮ وﻟﻢ أﻣﯿﺰ
اﻟﺼﻮاب ﻣﻦ اﻟﺨﻄﺄ
و،
ْ
ﺗﺪھﻮرت
ْ
اﻟﻘﯿﻢ واﺗﺴﻌﺖ
اﻟ ھﻮة
ﻌﺰﻟﺔ
واﻻﻧﻄﻮاء
،
ﺧﺎﺻﺔ
ﻓﻲ
ﺳﺎﻋﺎت
ﻣﺎ ﺑﻌﺪ
اﻟﺪوام
اﻟﺪراﺳﻲ،
ﻌﺗ ﺣﯿﺚ
ُ
ﻤﺪت
ً
ﻋﺪم اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺠﻤﻌﺎت اﻟﻌﺎﺋﻠﯿﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻣﺒﺘﻌﺪا
ﻋﻦ أﻧﻈﺎر اﻵﺧﺮﯾﻦ
واھﺘﻤﺎﻣﮭﻢ،
ْ
وﺻﺎرت
ﻛﺮة اﻟﺤﻘﺪ
واﻟﺴﺨﻂ
ﺗﺘﺪ
ﺑﻌﺪ ﯾﻮم
ً
ﺣﺮج وﺗﻜﺒﺮ ﯾﻮﻣﺎ
ِ
وﻣ
ﻠﺖ إﻟﻰ اﺳﺘﻔﺰاز وإزﻋﺎج أﻓﺮاد
ً
اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻣﺼﺎﺣﺒﺎ
ذﻟﻚ ﺑﻌﺼﺒﯿﺔ ﻣﻔﺮﻃﺔ وﻋﺪاﺋﯿﺔ ﻣﻠﺤﻮﻇﺔ،
وأﺻﺒﺢ ﻟﯿﻠﻲ ﺑﺮﻛﺎﻧ
ً
ﻻ ﯾﮭﺪأ وﯾﻮﻣﻲ
ﺿﯿﻖ وﺿﻐﻮط
ﻻ ﺗﻮﺻﻒ،
ْ
وﺿﺎﻗﺖ
اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﻨﻔﺴﯿﺔ ﻓﻲ داﺧﻠﻲ وﻓﻘﺪت
" ﮭﯿﺔﺷ"
اﻟﺤﯿﺎة واﻗﺘﺼﺮ اھﺘﻤﺎﻣﻲ ﺑﮭﺎ ﻓﻲ
ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ
أﻓﻌﺎل ﻻ ﺗﺘﺠﺎوز اﻟﻤﺴ
ﺘﻠﺰﻣﺎت اﻷﺳﺎﺳﯿﺔ، ﻛﺎﻟﺬھﺎب ﻟﻠﻤﺪرﺳﺔ واﻟﻘﺮاءة ﻟﻘﺘﻞ ﺳﺎﻋﺎت اﻟﯿﻘﻈﺔ وﻟﯿﺲ ﻹﺛﺮاء
اﻟﺤﺼﯿﻠﺔ اﻟﻤﻌﺮﻓﯿﺔ، وﻣﺸﺎھﺪة اﻟﺘﻠﻔﺎز
ﻟﻘﻀﺎء أوﻗﺎت اﻟﻔﺮاغ
.
1...,29,30,31,32,33,34,35,36,37,38 18,19,20,21,22,23,24,25,26,27,...120
Powered by FlippingBook