25
واﻷﻣﺎن وﻣﻦ ﻛﺎن ﻗﺪوة ﺣﯿﺎﺗﻲ واﻟﺴﺪ اﻟ
ﻤﻨﯿﻊ ﻟﻠﻌﺎﺋﻠﺔ، ﻓ
ﻜﺄن
وﻓﺎﺗﮫ
ﺟﻌﻠﺖ اﻟﺨﺮﯾﻒ
داﺧﻠﻲ
ﻋﺰ ﻓﻲ
اﻟﺮﺑﯿﻊ
اﻧﻌﻜﺲو
ذﻟﻚ
ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺘﻲ اﻟﻨﻔﺴﯿﺔ،
ً
ﺳﻠﺒﺎ
ﻓ
ُ
ﺄﺻﺒﺤﺖ
ً
أﻛﺜﺮ ﻋﺼﺒﯿﺔ واﻧﻔﻌﺎﻻ
ﺑﺎﻹرھﺎق
ُ
وأﺣﺴﺴﺖ
اﻟﻨﻔﺴﻲ
ﻣﻦ ﺷﺪة
اﻟ
ﺼﺪﻣﺎت وﺗﻜﺮارھﺎ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺮاﻛﻢ وﺗﺨﺘﺒﺮ
ﺷﺨﺼﯿﺔ
ﻃﻔﻞ ھﺶ
ﻻ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ اﺣﺘﻤﺎل
ﻛﻞ ھﺬه اﻟﺸﺪاﺋﺪ
.
وﺑﺎﻟﺮ
ﻣﻨﮫ،
ُ
ﻏﻢ ﻣﻦ اﻟﻔﺮاغ اﻟﺮھﯿﺐ اﻟﺬي ﻋﺎﻧﯿﺖ
واﻟﺬﻛﺮﯾﺎت اﻟﺘﻲ ﻻ ﯾﻤﺤﻮھﺎ اﻟﺰﻣﻦ،
َ
ﺗﻮاﺟ
ﺪ اﻟﻮﻋﻲ ﻟ
ﺘﻮﻓﯿﺮ
أرﺿﯿﺔ ﺑﺪﯾﻠﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ
أﻓﺮاد أﺳﺮﺗﻲ
ﻣﻤﺎ
ﺟﻌﻠﻨﻲ أﻛﺜﺮ ﻗﺎﺑﻠﯿﺔ ﻟﻠﻮاﻗﻊ اﻟﺠﺪﯾﺪ
ﺑﻐﯿﺎب أﺑﻲ
ﻓﺄﻣﻲ ﺑﺤﻨﺎﻧﮭﺎ وﺣﺒﮭﺎ
ْ
ﻣﺴﺤﺖ
ْ
اﻟﺤﺰن وزرﻋﺖ
ﺑﺬور اﻷﻣﻞ وأﺧﻲ ﺑﺘﻀﺤﯿﺘﮫ وﺣﻜﻤﺘﮫ ﻣﻨﺤﻨﻲ اﻟﮭﺪوء اﻟﻨﻔﺴﻲ و
وﻓﺮ ﻟﻲ ﻣﺎ ﯾﺮﺿﯿﻨﻲ
ْ
وﯾﺮﯾﺤﻨﻲ، وﺑﺬور أﻣﻲ أﻧﺒﺘﺖ
اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﺼﺒﺮ واﻟﺘﻜﯿﻒ وﺗﻘﺒﱡﻞ
ﻣﺎ ﻛﺘﺐ اﷲ ﻟﻨﺎ، ﻷﻧﮭﺎ روﺗﮭﺎ ﺑﻌﺮق
ﺗﻌﺒ
ﮭﺎ
ﺟﮭﺪ و
ھﺎ وﺑﺘﻀﺤﯿﺘﮭﺎ
اﻟ ﻏﯿﺮ
و. ﻤﻨﺘﮭﯿﺔ
أﻣﺎ رﻋﺎﯾﺘﮭﻢ واھﺘﻤﺎﻣﮭﻢ اﻟﺪاﺋﻢ و
ﺗﺸﺠﯿﻌﮭﻢ اﻟﻤﺴﺘﻤﺮ
ﻓﻘﺪ
ﺧﻠﻖ ﻟﺪي اﻟﻘﻨﺎﻋﺔ
اﻟﺘﺎﻣﺔ ﺑﻀﺮورة اﻹﺻﺮار واﻟﻌﺰﯾﻤﺔ وﺣﺐ اﻟﺤﯿﺎة و
ُ
ﺻﺮت
اﻗﺘﺪي ﺑﮭﻢ
وأﺳﯿﺮ
ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺎھﻢ
ﻓﻲ اﻟﺘﻔﻮق واﻟﺘﻤﯿﺰ
و
ﺗﺨﻄﻲ اﻟﻌ
ﺮاﻗﯿﻞ واﻟﻌﻘﺒﺎت
.
ﻓﻲ و
ﺣﺎﻟﺘﻲ اﻟﺼﺤﯿﺔ ﺑﺸﻜﻞ
ْ
ھﺬه اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ ﺣﯿﺎﺗﻲ ﺗﺮاﺟﻌﺖ
ﻣﻠﺤﻮظ
، و
ْ
ﺑﺪأت
ﻇﻮاھﺮ اﻹﻋﺎﻗﺔ اﻷﺑﺪﯾﺔ
ً
ﺗﻈﮭﺮ ﺟﻠﯿﺎ
ً
ﺗﺪرﯾﺠﯿﺎ
ﻋﻠﻰ ﺣﯿﺎﺗﻲ ﻓﻘﺪ
ُ
ﻓﻘﺪت
اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﻮﻗﻮف واﻟﻤﺸﻲ
ﺑﺼﻮرة ﺗﺎﻣﺔ
،
ﺑﻌﺪ أن زا
د وزن
ﺟﺴﻤﻲ وﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﻋﻀﻼت اﻷﻃﺮاف
اﻟﺴﻔﻠﻰ ﻣﻦ اﻟﻘﯿﺎم ﺑﻌﻤﻠﮭﺎ
.
ُ
ﺣﯿﻨﮭﺎ ﻛﻨﺖ
ُ
ﻗﺪ ﺗﻌﺪﯾﺖ
اﻟﻌﺎﺷﺮة ﻣﻦ
، ﻋﻤﺮي
ُ
وﺗﻌﺎﻣﻠﺖ
ﻣﻊ ھﺬه اﻟﺘﻐﯿﯿﺮات اﻟﻤﺼﯿﺮﯾﺔ
ﺑﺎﻟﻘﻠﻖ واﻟﺘﻮﺗﺮ اﻟﺸﺪﯾﺪ ووﻗﻌﺖ ﻓﺮﯾﺴﺔ
اﻟﺨﻮف واﻟﺬﻋﺮ واﺿﻄﺮاب
اﻷﻓﻜﺎر
واﻟﻐﺮق ﻓﻲ اﻟﺤﺰن واﻟﻜﺂﺑﺔ
ﺤﺮﺻﻓ،
ُ
ﺖ
ﻋﻠﻰ ﺗﻮاﺟﺪ اﺣﺪ ﺑﺮﻓﻘﺘﻲ ﻗﺪر اﻹ
ﻣﻜﺎن ﻟﺌﻼ أﻗﻊ ﻓﻲ ﺧﻄﺮ ﻣﺎ
دون
اﻟﻤﻘﺪرة
ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺠﺎة
وإﻧﻘﺎذ ﻧﻔﺴﻲ
،
ُ
وأﺿﯿﻒ إﻟﯿﮭﺎ اﻟﺼﻌﺎب اﻟﺤﯿﺎﺗﯿﺔ اﻟﯿﻮﻣﯿﺔ ﻓﻜﻨﺖ
ﻓﻲ اﻟﺼﻒ اﻟﺴﺎدس
اﻻ
ﺑﺘﺪاﺋﻲ
وﻓﻲ ﻣﺪﺧﻞ ﻏﺮﻓﺔ ﺻﻔﻲ ﺛﻼ
ث درﺟﺎت
ﻣﺰﻋﺠﺎت
ْ
أﻋﺎﻗﺖ
دﺧﻮﻟﻲ ﺑﺎﻟﺪراﺟﺔ ﺣﺘﻰ ﻣﻘﻌﺪي،
ﻓﻌﻤﻞ
أﺻﺪﻗﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻲ و
ﻢدﯾﮭ ﺄﯾﺎ ﺣﻤﻠﻲ ﺑ
ﻣﻦ أﻣﺎم ﻣﺪﺧﻞ اﻟﺼﻒ ﺣﺘ
ﻰ ﻣﻘﻌﺪي اﻟﺬي أﺟﻠﺲ
. ﻓﯿﮫ
ﻟﻘﺪ
ُ
ﺣﻈﯿﺖ
ﺑﺘﻘﺪﯾﺮ واﺣﺘﺮام اﻟﮭﯿﺌﺔ اﻟﺘﺪرﯾﺴﯿﺔ ﻓﻲ ﺟﻤﯿﻊ
ُ
ﺻﻔﻮف اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻻﺑﺘﺪاﺋﯿﺔ، ﺣﯿﺚ ﻛﻨﺖ
ﻣﻦ اﺑﺮز
اﻟﻄﻼب ﻓﯿﮭﺎ، و
ْ
ﻛﺎﻧﺖ
اﻟﺴﻌﺎدة ﺗﻐﻤﺮ ﻗﻠﺒﻲ ﻋﻨﺪ ﺳﻤﺎع ﻋﺒﺎرات اﻹﻃﺮاء واﻟﻤﺪﯾﺢ
ﺑﻌﺪ ﺻﺪور
اﻟﺸﮭﺎدة اﻟﻤﺪرﺳﯿﺔ
وﻧﺘﺎﺋﺞ اﻻﻣﺘﺤﺎﻧﺎت
، و
ﺳﺎھﻢ ذﻟﻚ
ﯿﻔﺨاﻟﺘ ﻓﻲ
وﻣﻘﺖ ﻒ ﻣﻦ ﻣﻌﺎداة
اﻟﻨﻔﺲ ﻟﻠﺠﺴﺪ و
وﻗﻒ إﻃﻼق اﻟﻨﺎر ﻓﻲ
اﻟﺨﺼﺎم
اﻟﺪاﺋﺮ
ﻣﻊ اﻟﺬات
ﻛﻤﺎ ،
ْ
وﻧﺸﺄت
ﻟﺪي ﻧﻈﺮة اﯾﺠﺎﺑﯿﺔ ﻟﻠ
ﺬات
ُ
ﺑﮭﺎ ﺷﻌﺮت
ﺑﻘﯿﻤﺔ داﺧﻠﯿﺔ و
أﻧﮭﺎ
اتذ
إﻧﺘﺎﺟﯿﺔ وأھﻤﯿﺔ
ﻛﺒﺎﻗﻲ أﻗﺮاﻧﻲ
.
واﺳﺘﻤﺘ
ﺎﻋﻲ
ﺑﻤﺠﺪ اﻟﺘﻔﻮق واﻟﺒﺮوز
أدى إﻟﻰ
ﯾﻌﺰ اﻟﺘ
ﺰ ﻣﻦ ﺛﻘﺘﻲ
ﺑ
ﻨﻔﺴﻲ،
وزراﻋﺔ
ﺑﺬور اﻟﺘﻔﻮق
ﻓﻲ وﺟ
ً
ﺪاﻧﻲ ﻋﻠﻰ أﻣﻞ أن ﺗﺰھﺮ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ
ﻓﻲ ﺣﺪﯾﻘﺔ اﻟﺤﯿﺎة
.
و
اﻟﺠﺪﯾﺮ ذﻛﺮه
أﻧﻨﻲ
ﻟﻢ أﻛﻦ أﺗﻮاﻧﻰ ﻋﻦ
ﻣﺴﺎﻋﺪة أﺻﺪﻗﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﺣﻞ
اﻟﻮﻇﺎﺋﻒ اﻟﺒﯿﺘﯿﺔ
ﻷرد ﻟﮭﻢ
ﺑﻌﻀ
ً
ﻣﻦ ﺎ
ﺟﻤﯿﻠﮭﻢ ﻋﻠﻰ إﻋﺎﻧﺘﮭﻢ ﻟﻲ
ﺘاﻟ
ﻲ ﻟﻢ وﻟﻦ أﻧﺴﺎھ
ﺎ
ُ
ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺣﯿﯿﺖ
ﻓ،
ﻜﻠﻤﺎت اﻟﺸﻜﺮ ﻟﻦ ﺗﻮﻓﯿﮭﻢ ﺣﻘﮭﻢ ﻣﮭﻤﺎ ﻛﺘﺒﺘﮭﺎ
. وﻗﻠﺘﮭﺎ
وﻟﻢ ﺗﻐ
ﺐ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﮭﻢ ﻋﻦ ﻋﯿﻮن إﺧﻮاﻧﻲ واﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﺰام أﺧﻼﻗﻲ وأدﺑﻲ ﺗﻢ ﺗﻜﺮﯾﻢ ھﺆﻻء اﻟﻄﻼب
اﻟﺮاﺋﻌﯿﻦ
ﻣﻦ ﻗﺒﻞ
أﻓﺮاد أﺳﺮﺗﻲ
ﻓﻲ إﺣﺪى اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﻤﺪرﺳﯿﺔ وﺗﻢ ﺗﺴﻠﯿﻤﮭﻢ ھﺪاﯾﺎ
ً
وﺷﮭﺎدات ﺷﻜﺮ ﺗﻘﺪﯾﺮا
ﻟﺠﮭﻮدھﻢ وﻋﻄﺎﺋ
ﮭﻢ اﻟﻤﺘﻤﯿﺰ ﺗﺠﺎھﻲ
.
وﻋﻠﻰ اﺛﺮ ھﺬا اﻟﺤﻔﻞ وا
ُ
ﻟﺘﻜﺮﯾﻢ ﺷﻌﺮت
ﺑﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺮﺿﺎ واﻟﺮ
ﻟﻤﺎ اﺣﺔ