19
ّ
إن
ﺗﺴﻠﻞ وﺳﯿﻄﺮة ھﺬه اﻷ
ﺣﺎﺳﯿﺲ
اﻟﻘﺒﯿﺤﺔ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﮫ إﻋﺎﻗﺔ اﻟﺘﻔﻜﯿﺮ اﻟﺴﻠﯿﻢ
و
اﻹﺧﻼل ﻓﻲ
ﺗﻮازن اﻟﻌﻼﻗﺎت
اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ
وزرع ﺑﻮادر اﻹﺣﺒﺎط و
ُ
أدرﻛﺖ
ً
ﻻﺣﻘﺎ
ﺑﺄن ھﺬه اﻟﻈﺎ
ﻗﺪ ﯾﻤﺮ ﺑﮭﺎ ﻛﻞ ﻣﻦ ﯾﺸﻌﺮ
ً
ھﺮة ﻃﺒﯿﻌﯿﺔ ﺟﺪا
ﺑﻌﺠﺰ أو ﺑﻘﮭﺮ ﻣﺎ
.
ھﺬا اﻟﺸﻌﻮر ﻻ ﯾﺠﺪي وﻻ ﯾﻨﻔﻊ وﻟﮫ
ّ
وﻟﻜﻦ ﺣﻘﯿﻘﺔ أن
ﻣﺴﺎوئ وأﺿﺮار
ھﺪاﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻔﺲ
اﻟﺒﺸﺮﯾﺔ
ً
وﺣﻤﺪا
ﯾ ﷲ أﻧﮫ ﻟﻢ
ﻟﺪي ﺼﻞ
إﻟﻰ درﺟﺔ ﺧﻄﯿﺮة و
أ
ّ
ن
ً
أﺣﺪا
ﻟﻢ ﯾﺸﻌﺮ ﺑﮫ ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﺷﻌﻮر
ً
ا
ً
ﻋﺎﺑﺮا
ً
وﻣﺤﺪودا
ﻟﻢ
ﯾﺘﺨﻂﱠ
اﻟﺤﺪود اﻟﺤﻤﺮا
. ء
ُ
وﺑﻔﻀﻞ اﷲ وﻧﻌﻤﮫ اﻟﺠﻤﺔ ﻋﻤﻠﺖ
، وﺑﺸﻜﻞ ﺗﻠﻘﺎﺋﻲ
وﺗﺪرﯾﺠﻲ
دون وﻋﻲ أو إدراك،
ﻋﻠﻰ إﻃﻔﺎء ﻧﺎر
ھﺬه اﻟﺼﻔﺎت واﻟﻤﺸﺎﻋﺮ
اﻟﻠﻌﯿﻨﺔ وﻃﺮدھﺎ ﻣﻦ ﺗﻔﻜﯿﺮي
وﻛﯿﺎﻧﻲ
ُ
واﺗﺨﺬت
اﻟﺒﺮوز
ﻓﻲ واﻟﺘﻔﻮق
ﻣﯿﺪان
اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ و
اﻟﺪراﺳ
ﺔ
وﺗﻌﺰﯾﺰ ﻗﺪراﺗﻲ اﻟﻌﻠﻤﯿﺔ
ﻟﻠﺘ
ً
واﻟﻤﻌﺮﻓﯿﺔ أﺳﻠﻮﺑﺎ
ﻤﯿﺰ واﻟﺘﻔﻮق ﻋﻠﻰ أﻗﺮاﻧﻲ اﻷ
ﺻﺤﺎء ﻓﻲ
ﻣﯿﺪان ھﺎم ﯾﺤﻈﻰ ﺑﺎﻟﻤﺠﺪ وﺑﺎﻟﺘﺼﻔﯿﻖ واﻟﺘﮭﻠﯿﻞ ﻣﻦ اﻟﺠﻤﯿﻊ
.
وﺑﻌﺪ
ﻣﺪى رﺣﻤﺔ اﷲ وﻟﻄﻔﮫ ﺑﻌﺒﺎده ﻓﻘﺪ ﻋﻮﺿﻨﻲ ﻣﻨﺬ اﻟﺼﻐﺮ
ُ
ﻣﺮاﺣﻞ ﻃﻮﯾﻠﺔ وﺗﻔﺘﺢ اﻟﻌﻘﻞ واﻟﻮﺟﺪان أﯾﻘﻨﺖ
ﺑﺘﻮﺟﯿﮭﻲ وإرﺷﺎدي وھﺪاﯾﺘﻲ ﻧﺤﻮ اﻟﺘﻔﻮق اﻟﺪراﺳﻲ وا
ﻟﺘﺄﻟﻖ واﻟﺒﺮوز ودﻓﻌﻨﻲ ﻟﻼﺳﺘﻤﺮار ﻓﻲ
ھﺬا اﻟﻨﮭﺞ اﻟﺬي
ﺻﺎر
ً
ھﺪﻓﺎ
ﻟﺤﯿﺎﺗﻲ وﻷﺻﺒﺢ ذا
ً
وﺳﺒﺒﺎ
ً
وﻣﻘﺼﺪا
اﻧﺠﺎزات واﺿﺤﺔ ﻟﻠﻌﯿﺎن وﻣﻔﺨﺮة ﻟﻺﻧﺴﺎن وﻣﻮازﯾﺔ ﻟﻸﻗﺮان
وﻟﯿﺮﻣﻢ ﻣﻦ ﻛﺒﺮﯾﺎﺋﻲ اﻟﻤﺒﻌﺜﺮ
ة
وﯾﺸﺒﻊ رﺿﺎﺋﻲ ﻋﻦ ذاﺗﻲ وﯾﺤﻤﻲ ﻛﯿﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﺘﺤﻄﻢ واﻻﻧﻜﺴﺎر اﻟﻤﺒﻜﺮ
.
ﺗﻌﻠﻮ ﻓﻲ ذھﻨﻲ
ﺗﻔﺎﺻﯿﻞ واﻗﻌﺔ ﻻ ﺗﺰال ذﻛﺮﯾﺎﺗﮭﺎ ﻋﺎﻟﻘﺔ ﻓﻲ ذھﻨﻲ، ﻋﺸﺖ أﺣﺪاﺛﮭﺎ
ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ
وﻓﻲ
ذﻟﻚ اﻟﺼﻒ، ﻓﻜﻤﺎ ﯾﻠﺠﺄ
أﺑﻨﺎء اﻟﺒﺸﺮ
ﻻﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﻤﺮاﺣﯿﺾ ﻛﺬﻟﻚ ﻛﻨﺖ أ
ﺣﺘﺎج
أﯾﻀﺎ
إﻟﻰ
اﺳﺘﻌﻤﺎﻟ
ﮭﺎ وﻟﻜﻨﻨﻲ
ُ
ﺗﻌﻤﺪت
ﻋﺪم اﻹﻓﺮاط ﻓﻲ اﻷﻛﻞ واﻟﺸﺮاب ﻟﻜﻲ ﻻ اﺿﻄﺮ ﻻﺳﺘﻌﻤﺎﻟﮭﺎ، وﺑﺼﺮاﺣﺔ ﻟﻢ اذھﺐ ﻟﻤﺮاﺣﯿﺾ
ﺗﻠﻚ
ﻌﺪھﺎ ﻋﻦ اﻟﺼﻒ ووﺟﻮد ﻋﻮاﺋﻖ ﻓﯿﺰﯾﺎﺋﯿﺔ ﺗﺤﻮل د
ُ
اﻟﻤﺪرﺳﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻟﺒ
ون وﺻﻮﻟﻲ إﻟﯿﮭﺎ ﺑﺴﮭﻮﻟﺔ
.
ﺣﺪأ وﺧﻼل
اﻷﯾﺎم اﻟﺪراﺳﯿﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ
ﻛﻨﺖ
ﻛﻤﺎ ﯾﺒﺪو أﻋﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻹﺳﮭﺎل ﻣﺼﺤﻮﺑ
ً
ﺂﻻم ﺑ ﺎ
ﺷﺪﯾﺪة
ﻓﻲ اﻟﺒﻄﻦ
و
ﺑﻌﺪ اﻟﺤﺼﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ
ﻣﻦ ذﻟﻚ
اﻟﯿﻮم اﻧﺘﺎﺑﺘﻨﻲ آﻻم ﻣﻔﺎﺟﺌﺔ وﻏﯿﺮ ﻣﺤﺘﻤﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻄﻦ وﺣﺎﺟﺔ ﺷﺪﯾﺪة ﻟﻠﺘﺒﺮز وا
ﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﻤ
ﺮاﺣﯿﺾ
ﺑﺸﻜﻞ ﺳﺮﯾﻊ وﻋﺎﺟﻞ
،
ﺣﯿﻨﮭﺎ
ُ
أدرﻛﺖ
أﻧﻨﻲ
ﻓﻲ ﺣﯿﺮة ﻣﻦ أﻣﺮي وﻟﻢ
أﺗﻮﺻﻞ
إﻟﻰ
ﻣﺨﺮج ﻣﻦ ﻣﺤﻨﺘﻲ
ُ
ﻓﻠﻮ ﻗﺮرت
اﻟﺬھﺎب
إﻟﻰ
اﻟﻤﺮﺣﺎض ﻓﻼ
أﻗﻮى
ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﺑﻤﻔﺮدي وﯾﺤﺘﺎج
اﻷﻣﺮ
إﻟﻰ
ﻣﺮاﻓﻘﺔ
اﺣﺪ
أﻓﺮاد
أﺳﺮﺗﻲ
ﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺗﻲ
،
ُ
وﻛﺬﻟﻚ اﻷﻣﺮ إذا ﻗﺮرت
اﻟﻌﻮدة ﻟﻠﺒﯿﺖ ﻓﻲ اﻟﺤﺎل اﺣﺘﺎج ﻷﺣﺪھﻢ ﻟﺪﻓﻊ اﻟﺪراﺟﺔ ﺣﺘﻰ اﻟﺒﯿﺖ،
ووﺳﻂ اﻵﻻم
واﻟﺤﯿﺮة ﻟﻢ
اﺳﺘﻄﻊ أن أﺗﺤﻤﻞ اﻟﻀﻐﻮط
وﻓﻌﻠﺘﮭﺎ
ﻓﻲ
ﺑﻨﻄﺎﻟﻲ
...
أﻛﺎد ﻻ أﺟﺪ اﻟﻜﻠﻤﺎت ﻟﻮﺻﻒ
ُ
ذﻟﻚ اﻟﻤﻮﻗﻒ اﻟﺬي ﻛﻨﺖ
، ﺑﻄﻠﮫ
ً
وﺗﺼﯿﺒﻨﻲ ﻗﺸﻌﺮﯾﺮة ﻛﻠﻤﺎ ﺧﻄﺮ ﺑﺒﺎﻟﻲ ﻣﺠﺪدا
ﻗﺪ و
ُ
ﺗﻤﻨﯿﺖ
ﺣﯿﻨﮭﺎ
ّ
أن ﺗﻨﺸ
ُ
ﻖ اﻷرض وﺗﺒﺘﻠﻌﻨﻲ وﺷﻌﺮت
ﻓﻲ داﺧﻠﻲ ﺑﻤﺰﯾﺞ ﻣﻦ اﻹﺣﺮاج
، ا
ﻟﺨﺠﻞ
ﻻ . واﻟﺤﺰن
ﯾﺤﺘﺎج اﻟﻤﺮء إﻟﻰ ﻋﺒﻘﺮﯾﺔ ﻓﺬ
ة ﻟﯿﺪرك آﺛﺎر اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻘﺮار ﺣﺎﺿﺮي
اﻟﺤﺴﺎس،
وﻛﻨﺖ ﺑﺤﺎﻟﺔ ﻧﻔﺴﯿﺔ ﺻﻌﺒﺔ
ُ
وﺑﻜﯿﺖ
ﺑﺤﺮﻗﺔ أﺛﻨﺎء ﻋﻮدﺗﻲ ﻟﻠﺒﯿﺖ
، ودﻣﻮﻋﻲ اﻟﺴﺎﺧﻨﺔ
ْ
اﻧﺰﻟﻘﺖ
ﺑﺒﻂء
ﻋﻠﻰ
َ
ﻲوﺟﻨﺘ
اﻟﺤﻤﺮاو
ﻟ ﯾﻦ
ﺘﺨﻂ ﺳﻄﻮر
ً
ا
ﻣﻦ
َ
اﻟﺒﺆس واﻟﺸﻘﺎء اﻟﻤﺮﯾﺮ
ْ
.ﻦﯾ