18
واﻟﻤﺘﺮﺗﺒﺔ ﻣﻦ ذﻟﻚ
،
وﺣﺰﻣﺔ ھﺬه اﻟﻤﻌﺎﻧﺎة واﻟﻀﻐﻮط ﺟ
ﻌﻠ
ْ
ﺣﯿﺎة ﺖ
أﻓﺮاد اﻷﺳﺮة
ً
ﺗﺰداد ﻣﺮارة
ﻟﻘأو
ْ
اﻟ ﺖ
ﻌﻨﺎء
اﻹو
ﻧﮭﺎك
ﻋﻠﻰ ﻛﺎھﻞ
ﻛﺎﻓﺔ
اﻟﺒﺎﻟﻐﯿﻦ
و
ﺑﻤﺴﺘﻮﯾﺎت ﻻ ﯾﺘﺤﻤﻠﮭﺎ إﻻ اﻟﺬﯾﻦ ﺗﻤﯿﺰوا ﺑﺨﻠﻖ ﻧﺒﯿﻞ وﺧﺼﺎل ﻓﺮﯾﺪة وﻧﺎدرة
.
ّ
وﻏﻄ
ْ
ﺳﻤﺎء ﺖ
اﻷﺳﺮة
ﺳﺤﺎﺑﺔ ﺳﻮداء
ﻟﻢ ﻧﻌﮭﺪ ﻣﺜﻠﮭﺎ،
وﺑﻔﻀﻞ اﷲ
واﻹﯾﻤﺎن ﺑﮫ اﻟﺬي ﯾﺤﻔﻆ ﻋﺒﺎده اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ
وﯾﺴﺪد ﺧﻄﺎھﻢ ﻧﺤﻮ اﻟﺨﯿﺮ واﻟﻨﺠﺎح ﻓﻘﺪ
ْ
أﻣﻄﺮت
ﻟﺘﺮوي ﻣﺎ
ً
ھﺬه اﻟﺴﺤﺎﺑﺔ ﻏﯿﺜﺎ
ﻨﺎ ﻣﻦ زرﻋ
ﺑﺬور اﻷﻟﻔﺔ واﻟﻤﺤﺒ
ﺔ
واﻟﺘﻀﺤﯿﺔ
و
ﻟﻨﺠﻨﻲ ﻣﻨﮭﺎ
ﺻﻔﺎء اﻟﻌﻼﻗﺎت و
ﺳﻤﺎت اﻟﻮﺣﺪة وإدراك
ﺧﯿﺮات اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺠﻤﺎﻋﻲ
واﻟﻤﺴﺎﻧﺪة اﻟﻤﺘﺒﺎدﻟﺔ،
ﻓﺪاس أﻓﺮاد اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻋﻠﻰ أﺷﻮاك ﺷﻘﺎء اﻟﺤﯿﺎة وزرﻋﻮا ﻣﻜﺎﻧﮭﺎ أزھﺎر
اﻟﺠﻠﺪ
و
اﻟﻌﻤﻞ واﻷﻣﻞ واﻻﺟﺘﮭﺎد
اﻟﻤﺸﺘﺮك،
ْ
وﺳﺎھﻤﺖ
اﻟﻤﻌﺎﻧﺎة اﻟﻤﺴﺘﻤﺮة
ﺑﺘﻀﺎﻓﺮ اﻟﺠﮭﻮد و
ﺗﻮﺣﯿﺪ وﺗﻤﺎﺳﻚ أﻓﺮا
د اﻷﺳﺮة ﻓﺤﻔﺮوا اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻓﻲ
اﻟﺼﺨﺮ
اﻟﺼﻠﺐ
ﻟﯿﻜﻮن ذ
ا
أﺳﺎﺳﺎت
ﻣﺘﯿﻨﺔ ﻻ ﺗﮭﺰھﺎ
اﻟﻤﺤﻦ وﻻ ﺗﻀﻌﻀﻌﮭﺎ اﻷزﻣﺎت، وﻟﻨﻌﻤﻞ ﺑﯿﺪ
واﺣﺪة وروح
واﺣﺪة وﺟﺴﺪ واﺣﺪ
َّ
ﺗﺤﺖ ﻇﻼل ﺷﺠﺮة اﻟﻮاﻟﺪﯾﻦ اﻟﻠﺬ
ﯾ
ﻦ ﺟﻤﻌﺎ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ووﺣﺪا ﻣﺸﻮارﻧﺎ وﻋﺰز
ا ﻣﻦ ﺻﻤﻮدﻧﺎ
وﺛﺒﺎﺗﻨﺎ
ﻟﻨﻜﻮن ﻋﺎﺋﻠﺔ
ﺷﺎﻛﺮة ﷲ ﺟﻞ ﺟﻼﻟﮫ،
ﻻ ﺗﻌﺮ
ف اﻻﻧﻜﺴﺎر وﻻ ﻃﺄﻃﺄة اﻟﺮأس
.
ﻋﻮد أ
ﺑﻜﻢ إﻟﻰ
اﻷ
ﺟﻮاء اﻟﺪراﺳ
ﺔ ﯿ
ُ
ﻓﺒﻌﺪ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻻﻧﻜﺸﺎف اﻷوﻟﻰ واﻟﺒﺎﺋﺴﺔ اﻟﺘﻲ ﻣﺮرت
ﺑﮭﺎ ﻓﻲ ﺻﻒ
اﻟﺒﺴﺘﺎن،
ُ
ﺗﺮﻓﻌﺖ
ﻟﻠﺼﻒ اﻷول اﻟﺬي
ُ
ارﺗﺤﺖ
إﻟﻰ ﻣﻮﻗﻌﮫ وﻣﻀﺎﻣﯿﻨﮫ
،
ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﺑﻤﺴﺘﻮى اﻷرض دون درﺟﺎت
أﻣﺎم ﻣﺪﺧﻠﮫ،
وﺗﻀﻤﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﻮاﺿﯿﻊ ﺗﻌﻠﯿﻤﯿﺔ ﻣﻤﺘﻌﺔ
ُ
وﻣﺜﯿﺮة، ﺣﯿﺚ ﻛﻨﺖ
ﻣﻦ ﻣﺤﺒﻲ ﺗﻠﻘﻲ اﻟﻌﻠﻢ واﻟﻤﻌﺮﻓﺔ
ً
ووﻓﻘﺎ
ﻟﺤﺪﯾﺚ
ﻣﻌﻠﻤﺔ و
ﻣﺮﺑﯿﺔ اﻟﺼﻒ
ﻟﻮاﻟﺪﺗﻲ
،
ُ
أﻧﻨﻲ ﻛﻨﺖ
ً
وﻃﻤﻮﺣﺎ
ً
ﻣﺘﻤﯿﺰا
ً
ﻃﺎﻟﺒﺎ
ً
وھﺎدﺋﺎ
ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻠﻨﻲ أﺣﻈﻰ ﺑﻤﻌﺎﻣﻠﺔ
ﺧﺎﺻﺔ
ﻣﻦ اﻟﻤﻌﻠﻤﺔ
،
ْ
ﻓﻜﻤﺎ ﯾﺒﺪو أدرﻛﺖ
ﺗﻌﺎﺳﺔ
اﻟ
ﻮاﻗﻊ
وﻣﺮارة اﻟﻐﺪ
ﻓﺤﻦﱠ
ﻗﻠﺒﮭﺎ
وﻋﻄﻒ
دون أن ﺗﺸﻌﺮ أو
ُ
. ﺨﻄﻂ ﺗ
ﻻ
أﺳﺘﻄﯿﻊ أن اﺟﺰم ﻣﺎذا ﻛﺎن ﺷﻌﻮري ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘﺮة ﻣﻦ ﻋﻄﻒ وﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﻤﻌﻠﻤﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ،
اﻟﺘﻲ
ْ
ﻧﮭﻠﺖ
ﻣﻦ ﻣﻌﯿﻨﮭﺎ أﺟﯿﺎل
ْ
ﻛﺜﯿﺮة ﺣﯿﺚ ﻛﺎﻧﺖ
ذات ﺧﺒﺮة وﻣﺘﻤﺮﺳﺔ
اذﻛﺮ و
ُ
ﻣﺤﺒﺘﻲ واﺣﺘﺮاﻣﻲ اﻟﻜﺒﯿﺮﯾﻦ ﻟﮭﺎ وأﻛﺜﺮت
اﻟ
ْ
ﺘﻮﺟﮫ إﻟﯿﮭﺎ ﺑﺸﻜﺎوي ﻟﻤﻀﺎﯾﻘﺔ اﻷﻃﻔﺎل اﻵﺧﺮﯾﻦ ﻟﻲ ﺣﯿﺚ ﻋﺎﻗﺒﺖ
ْ
ووﺑﺨﺖ
ﻣﻦ ﯾﺴﺨﺮ وﯾﺴﺘﮭﺰ
ئ
ﻣﻨﻲ وﻣﻦ
ﻇﺮوﻓﻲ،
ﻟﯿﺤﺴﺐ ھﺆﻻء اﻷﻃﻔﺎل أﻟﻒ ﺣﺴﺎب ﻗﺒﻞ أن ﯾﻤﺴﻮا ﻣﺸﺎﻋﺮي
.
وﻗﺪ
اﺳﺘﻤﺮ
ُ
ﻓﻲ رت
أﺳﻠﻮب وﺻﻮﻟﻲ
إﻟﻰ اﻟﺼﻒ ﻛﻤﺎ ﻛﺎن ﻣﻦ ﻗﺒﻞ
و
ُ
أﻛﻤﻠﺖ
ﻣﺸﻮار اﻟﺼﺪاﻗﺔ ﻣﻊ اﻟﺪراﺟﺔ
،
وﻣﻊ ﺣﻠﻮل ﻛﻞ ﺻﺒﺎح وﺑﻌﺪ
ﺧﺮوج أﻣﻲ
ﻟﻠﺤﻘﻞ
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻮم ﺷﻘﯿﻘﺘﻲ ﺑﺘﺠﮭﯿﺰي ﻟﻠﻤﺪرﺳﺔ
واﻋﺘﻠﻲ اﻟﺪراﺟﺔ
ﺑﺤﻠﺔ ﺟﺪﯾﺪة ﻣﻦ اﻟﻨﺸ
ﺎط واﻟﺤﯿﻮﯾﺔ و
ﺑﺮﻓﻘﺔ اﺣﺪ
إﺧﻮاﻧﻲ
أو اﺑﻦ اﻟﺠﯿﺮان
ﺗﻮﻟﻰ ﺣﯿﺚ
اﺣﺪھﻤﺎ
ﻣﮭﻤﺔ
ﺣﻤﻞ اﻟﺤﻘﯿﺒﺔ ودﻓﻊ اﻟﺪراﺟﺔ ﺣﺘﻰ
اﻟﻮﺻﻮل
ﻟ
ﻤﻘﻌﺪي ﻓﻲ
ﻟﺼﻒ ا
.
ﻟﻘﺪ
أزﻋﺠﺘﻨﻲ
اﻟﻜﺜﯿﺮ
ﻣﻦ اﻷﻓﻜﺎر واﻟﻤﺸﺎﻋﺮ اﻟﺴﻠﺒﯿﺔ
اﻟﺘﻲ اﻣﺘﻠﻜﺘﻨﻲ
ﻓﻲ ھﺬه اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ
اﻟﺤﺴﺎﺳﺔ
،
وﻣﻊ ﻗﻠﺔ
ﺗﺠﺎرﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة و
ﻛﻨﺖ ﺿﺤﺎﻟﺔ ﺗﻔﻜﯿﺮي
ﻣﻦ ﺿﺤﺎﯾﺎھﺎ
وﻗﺮاﺑﯿﻨﮭﺎ
ﺷﻌﺮ ﻓﻘﺪ
ُ
ت
ﺑﻐﯿﺮة
ّ
ﺔ ﺧﻔﯿ
ﺗﺨﺘﻠﻂ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ
اﻟﺤﺴﺪ
ﺗﺠﺎه زﻣﻼﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﺼﻒ وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ دروس اﻟﺮﯾﺎﺿﺔ
أﺛﻨﺎء ﻟﻌﺒﮭﻢ
ﻛﺮة اﻟﻘﺪم،
و
ُ
أﻣﻠﺖ
اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ
ﻋﺼﺎ ﺳﺤﺮﯾﺔ ﻟ
ﺘﺒﺪﯾﻞ
ﻋﺠﺰي و
ﻗﺼﻮري
وﻗﺪراﺗﻲ اﻟﻤﺤﺪودة
و
اﻣﺘﻼك ﻗﺪراﺗﮭﻢ وﻗﻮﺗﮭﻢ
اﻟﺠﺴﻤﺎﻧﯿﺔ
وﺑﺬﻟﻚ
أﺗﺨﻠﺺ ﻣﻦ وﺿﻌﻲ وﺣﺎﻟﺘﻲ
ﻟا ﻏﯿﺮ
ﻄﺒﯿﻌﯿﺔ
وأﺳﺘﻄﯿﻊ
اﻟﺠﺮي و
ﻟﻌﺐ ﻛﺮة اﻟﻘﺪم وﺗ
ﯿﺴﺠ
ﻞ اﻷھﺪاف وأﺣﻈﻰ
ﺑﻤﺠﺪ اﻟ
ﻤﻨﺘﺼﺮﯾﻦ
واﻟﻔﺎﺋﺰﯾﻦ
وﺗﺼﻔﯿﻖ اﻟﻤﺘﻔﺮﺟﯿﻦ
.