16
ﺟﻤﯿﻊ اﻟﻨﺼﺎﺋﺢ اﻷﺧﺮى
ً
ﻟﻤﻜﺎن وﻣﺘﺠﺎھﻼ
وﺳﺒﻞ اﻹﻗﻨﺎع
ﺑﺎﺳﺘﻌﻤﺎل ﻛﺮﺳﻲ اﻟﻌﺠﻼت اﻟﺬي
ﮫ ﺘ ﻛﺮھ
ورﻓﻀﺘﮫ
ﺑﺸﺪة،
ﻣﻔﺮ ﻻ ﻛﺎن و
ﻷﻓﺮاد أﺳﺮﺗﻲ ﺳﻮى اﻟﺮﺿﻮخ ﻟﻤﻄﺎﻟﺒﻲ و
اﻟﺘﻜﯿﻒ واﻟﺘﺄﻗﻠﻢ ﻟﻤﺘﻄﻠﺒﺎت اﻟﻮﺿﻊ اﻟ
ﻘﺎﺋﻢ
ورﻏﺒﺎت ﻧﻔﺴﻲ
ﺑﺼﻮرة
ﺰا
ُ
ﻣﻼﺋﻤﺔ ﻓﯿ
ح ﺑﻌﺾ ﻣﻦ اﻟﻘﻠﻖ
و
ُ
ﯾ
َ
ﺤﻔ
ﻆ اﻷﻣﺎن
واﻻﺳﺘﻘﺮار
و
ُ
ﯾ
ﺤﺎﻓﻆ
ﻗﺪر اﻹﻣﻜﺎن
ﻋﻠﻰ
ﺳﯿﺮ اﻟﺤﯿﺎة اﻟﯿﻮﻣﯿﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ
دون
ﺻﺪام وﺳﺨﻂ
وﺗﻌﻜﯿﺮ ﻟﺼﻔﻮ اﻷﺟﻮاء
.
ْ
اﻧﺘﮭﺖ
ُ
اﻟﻌﻄﻠﺔ اﻟﺼﯿﻔﯿﺔ، وﺗﺮﻓﻌﺖ
ُ
ﻟﻠﺼﻒ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻻﺑﺘﺪاﺋﯿﺔ، وﺑﻘﯿﺖ
ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻤﺪرﺳﺔ اﻟﻘﺮﯾﺒﺔ
ﻣﻦ ﺑﯿﺘﻨﺎ،
ُ
وﻟﺤ
ﺴﻦ ﺣﻈﻲ ﻛﺎﻧ
ﺖ ﻏﺮﻓﺔ
اﻟﺼﻒ
ھﺬه اﻟﺴﻨﺔ
ﻓﻲ اﻟﻄﺎﺑﻖ
اﻷرﺿﻲ وﻟﻢ ﯾﻜﻦ أي ﻋﺎﺋﻖ ﯾﺤﻮل دون
اﻟﺪﺧﻮل إﻟﯿﮭ
ﺎ
ُ
وﺑﻤﺴﺎﻋﺪة اﻵﺧﺮﯾﻦ ﻛﻨﺖ
اذھﺐ ﻟﻠﻤﺪرﺳﺔ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﺪراﺟﺔ، وأﺻﻞ ﺑﻮاﺳﻄﺘﮭﺎ ﺣﺘﻰ ﻣﻘﻌﺪي ﻓﻲ
ْ
اﻟﺼﻒ، وﻟﻜﻦ اﻟﺨﺮوج إﻟﻰ اﻟﺴﺎﺣﺔ ﻛﺎن ﯾﺤﺘﺎج ﺗﺨﻄﻲ ﺑﻀﻊ درﺟﺎت ﻣﻘﯿﺘﺔ، ﺟﻌﻠﺘ
ﻨﻲ أﺑﻘﻰ
ﻓﻲ
اﻟﺼﻒ دون
اﻟﺨﺮوج
إﻟﻰ
اﻻﺳﺘﺮاﺣﺔ، إﺿﺎﻓﺔ ﻟﺬﻟﻚ
ﻟﺮﻏﺒﺘﻲ ﺗ
ﺺﯿﻘﻠ
اﺣﺘﻜﺎﻛﻲ
واﺧﺘﻼﻃﻲ
ﺑ
ﺎﻟﻄﻼب ﻣﻦ اﻟﺼﻔﻮف اﻷﺧﺮى،
ُ
ﻓﻘﺪ اﺣﺘﺮﻗﺖ
ً
ﻣﺮارا
ﻣﻦ ﻟﮭﯿﺐ
ﺗﺄﻣﻼﺗﮭﻢ
و
ﺗﻔﻮھﺎﺗﮭﻢ وﻗﮭﻘﮭ
ﺎ
ﺗﮭﻢ اﻟﺴﺎﺧﺮة، وﺣﺪﱢث ﺑﻼ ﺣﺮج ﻋﻦ اﺳﺘﻔﺴﺎراﺗﮭﻢ
وأﺳﺌﻠﺘﮭﻢ اﻟﺠﺎرﺣﺔ اﻟﻤﻮﺟﮭﺔ إﻟﻲ ﺑﺴﺒﺐ ﺟﻠﻮﺳﻲ ﻋﻠﻰ دراﺟﺔ، وﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻟﻢ أﻛﻦ أﺟﺪ اﻷﺟﻮﺑﺔ اﻟﻤﺮﺿﯿﺔ
واﻟﻤﻼﺋﻤﺔ ﻟﻜﻞ ھﺬه اﻟﺘﻌﻠﯿﻘﺎت واﻟ
ﻤﻼﺣﻈﺎت، وﻋﻨﺪ ﺗﻌﺮﺿﻲ ﻟﮭﺎ
ُ
اﻋﺘﺪت
ﻋﻠﻰ
ﺗﺮك اﻟﻤﻜﺎن ﺑﺄﺳﺮع وﻗﺖ ﻣﻤﻜﻦ
ً
ﺣﺮﺻﺎ
ﻋﻠﻰ ﻋﺪم وﻗﻮع ﻧﺰاع
وﻣﺸﺎدات
ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﺮاﻓﻘﻲ واﻟﻄﻼب اﻟﻤﻌﻠﻘﯿﻦ واﻟﺴﺎﺧﺮﯾﻦ
.
وﻟﻜﻲ أﺗﺤﺎﺷ
ﻰ ھﺬه
اﻷﺣﺪاث وﻋﺪم اﻟﺘﺴﺒﺐ ﺑﺎﻟﻌﻨﺎء
ﻟﻤﺮاﻓﻘﻲ
ً
داﺋﻤﺎ
ُ
ﻓﻀﻠﺖ
اﻟﺒﻘﺎء ﺑﺎﻟﺼﻒ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻟﻤﻠﻞ واﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻟﻌﺰﻟﺔ أو
ﺑﺘﻌﺒﯿﺮ آ
اﻟﺸﻌﻮر ﺧﺮ
ﺑ
ﺄﻧﻨﻲ ﻣﺴﻠﻮب اﻟﺤﻖ ﻓﻲ اﻟﺨﺮوج ﻣﻦ ﻧﻄﺎق اﻟﺼﻒ وﺟﻮ اﻟﺪراﺳﺔ
.
ً
ﯾﻈﮭﺮ ﺟﻠﯿﺎ
ﻟﻠﻤﺘﺎﺑﻊ
ﺧﯿﺎر أن
اﻻﻧﻌﺰال ﻛﺎن ﯾﺪل ﻋﻠﻰ
ﻣﺪى ﺧﺠﻠﻲ
ّ
وﺷﺪ
ة ﺣﺴﺎﺳﯿﺘﻲ
ﻣﻦ
ردود اﻟﻔﻌﻞ ﺣﻮل
ﻗﺼﻮري و
ﺒﻌﺎﺗﮫ وﺗ ﺷﺬوذي
ﻣﻦ ﻇﺮوف ووﺳﺎﺋﻞ
ﺣﯿﺎﺗﯿﺔ
ﺐ ﻟﻲ اﻻﻧﺰﻋﺎج و
ّ
ﻣﺮاﻓﻘﺔ، ﻣﻤﺎ ﺳﺒ
اﻟﻀﯿﻖ و
اﻻﻧﻄﻮاء
ﻋﻠﻰ
ﻧﻔﺴﻲ ﻓﻲ
ﺑﻌﺾ
ﻣﻦ اﻷﺣﯿﺎن،
ُ
وأﺻﺒﺤﺖ
ﻟﻈﺮوف اﻹﻋﺎﻗﺔ وﺻﻌﺎﺑﮭﺎ
ً
أﺳﯿﺮا
،
ُ
وﺑﺘﻠﻘﺎﺋﯿﺔ وﻋﻔﻮﯾﺔ اﺗﺨﺬت
اﻻ
ﺑﺘﻌﺎد ﻋﻦ أﻧﻈﺎر اﻵﺧﺮﯾﻦ
ﻛﻮﺳﯿﻠﺔ ﻹﺧﺮاج ﻧﻔﺴﻲ ﻣﻦ ﺑﺌﺮ اﻟﻤﺬﻟﺔ
او
ﻟﮭﺮوب
ﻣﻦ اﻟﻮاﻗﻊ واﻟﻘﺪر اﻷﻟﯿﻢ وﻣﺎ
ﺘﺒﻌﮫ ﯾ
ﻣﻦ ﺷﻘﺎء
ﻨﻔﺲﻟﻠ
إﺿﺎﻓﺔ
ﻟﺸﻘﺎء
وأﻟﻢ
اﻟﺠﺴﺪ
.
ْ
ﺗﺘﺎﻟﺖ
اﻷﯾﺎم اﻟﻌﺼ
ﯿﺒﺔ واﻟﻤﺆﻟﻤﺔ ﻋﻠﻲ وﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ، وﺑﺪا ﻛﺄن ﻻ ﻧﮭﺎﯾﺔ ﻟﮭﺎ، و
ﻛ
ﺄﻧﻨﺎ اﻟﺪرب اﻟﻮﺣﯿﺪ أﻣﺎﻣﮭﺎ
وأﻣﺎم ﺑﻄﺸﮭﺎ
،
ﺣﯿﺚ أﺻﯿﺐ أﺑﻲ
ﻨﻮﺑ ﺑ
ﺔ ﻗﻠﺒﯿﺔ
ﺷﺪﯾﺪة
أﻓﻘﺪﺗﮫ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﻞ وﺑﺬل أي ﺟﮭﺪ ﺟﺴﻤﺎﻧﻲ
، ﺣﺘﻰ
أن
ُ
ﺻﻌﻮد اﻟﺪرج ﻣ
ﻨﻊ ﻣﻨﮫ
ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻄﺒﯿﺐ
ﻣﻤﺎ ،
اﺿﻄﺮه
إﻟﻰ ﺗﺮك ﻣﻜﺎن
اﻟﻌﻤﻞ
اﻟﺬي ﻋﻤﻞ
ﻓﯿ
ﮫ ﻃﯿﻠ
ﺔ ﺣﯿﺎﺗﮫ
ﺑﻌﺪ و .
اﻻﻧﻔﻌﺎل اﻟﺸﺪﯾﺪ واﻟﺼﺪﻣﺔ اﻟﺘ
ھﺎ ﻲ ﺗﻠﻘﺎ
اﻟﻮاﻟﺪ وأﻓﺮاد
اﻷﺳﺮة
أﺟﻤﻌﮭﺎ
و،
ﺑﮭﺬه اﻟﻈﺮوف اﻟﺼﻌﺒﺔ واﻷﺟﻮاء
ﻏﯿﺮ
اﻟ
إذ ﻌﺎدﯾﺔ
أﺻﺒﺢ
اﻟﻮﺿﻊ أﺻﻌﺐ ﻣﻤﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﯿﮫ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻓﺎﻟﻮاﻟﺪ
ﯾﺤﺘﺎج إﻟﻰ
ﻣﻮاﺳﺎة ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺣﻞ ﺑﮫ
ﻣﻦ
ﻣﺮض
وﺗﻐﯿﯿﺮ ﻣﻔﺎﺟﺊ ﻓﻲ ﻣﺠﺮﯾﺎت ﺣﯿﺎﺗﮫ وﯾﺠﺐ ﺗﻮﻓﯿﺮ اﻟﻌ
ﻼﺟﺎت واﻟ
ﻈﺮوف اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﺤﺎﻟﺘﮫ،
إﺿﺎﻓﺔ ﻟﺬﻟﻚ
ﻋﺪم
وﺟﻮد ﻣﻌﯿﻞ ﻟﻸﺳﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺄﻟﻒ ﻣﻦ أﻃﻔﺎل ﺻﻐﺎر اﻟﺴﻦ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ إﻋﺎﻟﺔ
واﺣﺘﯿﺎﺟﺎت
.
ﺑﻌﺪ
ْ
أن
ْ
ﻃﺮأت
ھﺬه اﻟ
ﺘﻐﯿﯿﺮات
اﻟ
ﮭﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ
ْ
اﻷﺳﺮة اﺿﻄﺮت
أﻣﻲ ﻟﻠﺨﺮوج إﻟﻰ اﻟﻌﻤﻞ
ﻟﺘﻮﻓﯿﺮ ﻟﻘﻤﺔ اﻟﻌﯿﺶ
،
وﺗﺤﻤﻠ
ْ
ﺖ
أﻋﺒﺎء اﻟﺤﯿﺎة
ﺑﻤﻔﺮدھﺎ
ﺗﺎرﻛﺔ إدارة ﺷ
ﺆون اﻟ
ْ
ﺒﯿﺖ اﻟﯿﻮﻣﯿﺔ ﻷﺧﺘﻲ اﻟﻜﺒﯿﺮة، وﺷﺮﻋﺖ
ﺎﻟﻌﻤﻞ ﺑ
ﻓﻲ
زراﻋﺔ