15
ﺧﻼل ﻋﻄﻠﺔ اﻟﺼﯿﻒ
و
ﺑﻌﺪ ﻧﮭﺎﯾﺔ ﻓﺘﺮة اﻟﺘﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﺻﻒ اﻟﺒﺴﺘﺎن،
ُ
وﺑﻌﺪ ﺟﮭﺪ ﺟﮭﯿﺪ ﺣﺼﻠﺖ
ﻋﻠﻰ اﻟﺪراﺟﺔ
اتذ
اﻟﻌﺠﻠﺘﯿﻦ، و
ﻛﺎن ذﻟﻚ
ﻣﻦ
ﺧﻼل
واﻗﻌﺔ
ﻃﺮﯾﻔﺔ
وﻏﯿﺮ ﻣﺘﻮﻗﻌﺔ
ﻓﻘﺪ
وﻋﺪﻧﻲ ﺧﺎﻟﻲ
أﺛﻨﺎء
زﯾﺎرﺗﻨﺎ ﻟﮭﻢ،
ﻣﻨﺤﻲ
دراﺟﺔ اﺑﻨﮫ اﻟﺠﺪﯾﺪة
ُ
إذا أﻛﻠﺖ
وﺟﺒﺔ اﻟﻠﺤﻢ اﻟﺘﻲ
ﻛﺎﻧﺖ
أﻣﺎﻣﻲ
، ﺣﯿﻨﮭﺎ
وﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻗﻤ
ُ
ﺖ
ﺑﮭﺬه اﻟ
ﻤﮭﻤﺔ
اﻟﺼﻌﺒﺔ
ﻋﻠﻰ
ُ
أﻛﻤﻞ وﺟﮫ، وأﻛﻠﺖ
ً
ﻗﻄﻌﺔ اﻟﺪﺟﺎج ﺑﺄﻛﻤﻠﮭﺎ اﻟﺘﻲ ﻧﺎدرا
ﻣﺎ ﻛﻨﺖ آﻛﻞ ﺛﻠﺜﮭﺎ،
و
ﻣﻨﺤﻨﻲ ﺧﺎﻟﻲ اﻟﺪراﺟﺔ
...
ﻓﺮﻗﺺ
و
ً
ﻗﻠﺒﻲ ﻓﺮﺣﺎ
ُ
ﺳﻌﺪت
ُ
وﺳﺮرت
ً
ﻛﺜﯿﺮا
ﺑﺎﻟﺪراﺟﺔ،
وﺣﺼﺔ
ﻛﺒﯿﺮة ﻣﻦ ﻏﺒﻄﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ
ﻹﺣﺴﺎﺳﻲ ﺑﺄ
ﻧﻨﻲ أﺗﻘﻦ اﺳﺘﻌﻤﺎل
اﻟﺪراﺟﺎت
ﻛﺎﻵﺧﺮﯾﻦ
و
ﻋﺪم إﺣﺴﺎﺳﻲ ﺑﺄﻧﻨﻲ ﻣﺨﺘﻠ
ﻒ أو ﺷﺎذ ﺑﯿﻦ
أﻗﺮاﻧﻲ
.
أﻣﺎ أﻣﻲ ﻓ
ﻘﺪ اﻧﺘﺎﺑﮭﺎ اﻟﺘﻮﺗﺮ واﻟﻘﻠﻖ
ﻣﻨﺬ
اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻷوﻟﻰ
ﻟ
ﺤﺼﻮﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺪراﺟﺔ، ﻓﺤﺮﺻﮭﺎ ﻋﻠﻰ
ﻋﺪم ﺗﻌﺮض
ﺣﯿﺎﺗﻲ
ﻨﺔ واﻟﮭﺸﺔ ﺑﺄي ﻛﺴﺮ أو أذى، ﻛﺎن ﻧﺼﺐ ﻋﯿﻨﯿﮭﺎ
ّ
ﻟﻠﺨﻄﺮ أو إﺻﺎﺑﺔ ﻋﻈﺎم ﺟﺴﺪي اﻟﻠﯿ
وﻻ ﯾﻔﺎرق ﺗﻔﻜﯿﺮھﺎ
وﻋﻘﻠﮭﺎ
واﺗﻀﺢ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ
أن
ﻗﻠﻘﮭﺎ ﻛﺎن ﻓﻲ ﻣﺤﻠﮫ
.
ً
ﺣﻘﯿﻘﺔ
ُ
ﺷﻌﺮت
َ
ﻋﻠﻰ ﺟﺴﺪي ﻛﻢ ﺻﺪق
أﻓﺮاد ﻋﺎﺋﻠﺘﻲ
ﺑ
ﺮﻓﻀﮭﻢ
اﻗﺘﻨﺎء اﻟﺪراﺟﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ، ﻓ
ُ
ﻘﺪ ﺳﻘﻄﺖ
ﻋﻦ
اﻟﺪراﺟﺔ اﻟﺠﺪﯾﺪة ﻋﺪة ﻣﺮات،
ُ
وﺗﻠﻘﯿﺖ
إﺻﺎﺑﺎت
ﻣﺼﺤﻮﺑﺔ ﺑﺂﻻم
ُ
ﻛﻨﺖ
ﻓﻲ ﻏﻨﻰ ﻋﻨﮭﺎ، و
ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻣﺮاﻓﻘﺔ اﺣﺪ
إﺧﻮاﻧﻲ ﻟﻲ إﻻ أنﱠ
ﺿﻌﻒ
ﻋﻀﻼت اﻟ
ﻦ ﻘﺪﻣﯿ
أﻓﻘﺪﻧﻲ اﻟﺴﯿﻄﺮة اﻟﺘﺎﻣﺔ و
ﺟﻌﻠﻨﻲ أﻛﺜﺮ
ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻠﺴﻘﻮط
ُ
، وﻛﻨﺖ
ﺑﻌﺪ
ﻛﻞ ﺳﻘ
ﻄﺔ
وأذى
ارﺗﺎح ﻓﺘﺮة ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ
وأﻋﻮد ﻣﻄﺎﻟﺒﺎ ﺑﮭﺎ ﻣﻦ ﺟﺪﯾﺪ
ﻷﻋﯿﺶ ﺑﺄﺟﻮاء ﻣﻄﻠﻮﺑﺔ وﻣﺮﻏﻮﺑﺔ
ﺗﻤﻨﺢ ،
ﻧﻔﺴﻲ وﻛﯿﺎﻧﻲ ﺑﻌﻀ
ً
ﻣﻦ ﺎ
ﺳﻤﺎت اﻟﻤﺴﺎواة ﺣﺘﻰ ﻓﻲ اﻟﺸﻘﺎوة
لودﻻ ، واﻟﻠﮭﻮ
اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻄﺒﯿﻌﻲ
اﻟﺨﺎﻟﻲ ﻣﻦ
اﻟﻨﻘﺺ
ﻓ ،
ﻜﻤﺎ ﯾﻘﻮﻟﻮن أن
ﻟﻠﻄﻔﻮﻟﺔ ﻗﻮاﻧﯿﻦ ﻻ ﯾﻔﮭﻤ
ﺎ إﻻﮭ
اﻷﻃﻔﺎل
وﻛﺬﻟﻚ ﻟﻺﻋﺎﻗﺔ ﻗﻮاﻧﯿﻦ وﻇﺮوف وﺷﺮاﺋﻊ ﻻ
ﯾﻔﮭﻤﮭﺎ
وﻻ ﯾﺸﻌﺮ ﺑﮭﺎ
إﻻ اﻟﻤ
. ﺑﮭﺎ ﺼﺎﺑﻮن
ﺑﺼﺮاﺣﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘﺮة ﻟﻢ أﻛﻦ اﻋﻠﻢ أﻧﻨﻲ
ﺷﺨﺺ ذو إﻋﺎﻗﺔ
ﻣﺎ ﺗﻌﻨﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﻣﻌﺎق، إذ ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻟﺪي
ِ
وﻟﻢ أع
ْ
ﻋﻼﻣﺎت اﻹﻋﺎﻗﺔ اﻟﻈﺎھﺮة واﻟﺼﻌﺒﺔ واﻟﺘﻲ ﻇﮭﺮت
ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ،
ﻟﻢ أﺗﻠﻖﱠ و
أي دواء
ﯾﺬﻛﺮ، وﻋﻨﺪ
ﺘﻲﺼﺎدﻓ ﻣ
ﻟ
ﺸﺨﺺ ﻣﻌﺎق
ﯾﺴﺘﻌﻤﻞ ﻛﺮﺳﻲ اﻟﻌﺠﻼت
اﻟﺘﻲ اﻋﺘﺒﺮ
ﺗ
ﮭﺎ رﻣﺰ
ً
ا
ﻟﻺﻋﺎﻗﺔ
،
ﻛﻨﺖ أ
ﻧﻈﺮ
إﻟﯿﮫ
ﺑﻨﻈﺮات اﻟﺸﻔﻘﺔ
واﻟﺮأﻓﺔ وﻛﺄﻧﻲ ﺷﺨﺺ ﻏﯿﺮ ﻣﺼﺎب ﺑﺄﻣﺮ ﻣﺸﺎﺑﮫ، واﻋﺘﻘﺪ أن
ھﺬا اﻟﺘﺼﺮف
واﻹﺣﺴﺎس
ﯾﻌﻮد
إﻟﻰ
ﻋﺪم ﺗﻮﻋﯿﺘﻲ
ﺑﻤﺎھﯿﺔ إﻋﺎﻗﺘﻲ ﻣﻨﺬ اﻟﻤﺮاﺣﻞ اﻷوﻟﻰ ﻟﺤﯿﺎﺗﻲ
ﺣﯿﺚ ﻧﺒﻊ ذﻟﻚ
ﻣﻦ ﻋﺪم إ
دراك
أﻓﺮاد ﻋﺎﺋﻠﺘﻲ
ﺑﺤﻘﯿﻘﺔ إﻋﺎﻗﺘﻲ
ً
أﯾﻀﺎ
ووﺿﻌﻲ
، ﻓﻘﺪ آ
ﻣﻨﻮا أن وﺿﻌﻲ اﻟﺼﺤﻲ اﻟﺤﺎﻟﻲ ھﻮ ﻣﺆﻗﺖ
وﻣﺎ ھﻮ
إﻻ
ﻣﺮض وﺳﯿﺰول ﻣﻊ ﻣﺮور اﻟﺴﻨﯿﻦ
،
وﺣﺴﺐ رأي ﺟﺎرﺗﻨﺎ أم ﻣﺤﻤﻮد
إذا ﺗ "
ﻛﻞ ﯾﻮم
ُ
ﻨﺎوﻟﺖ
ﻓﺨﺬة د "
" ﺟﺎﺟﺔ
ﺳﺘﺘﺤﺴﻦ ﺣﺎﻟﺘﻲ وﺗﻘﻮى ﻋﻀﻼت
ّ
. رﺟﻠﻲ
أﺳﺘﻄﯿﻊ اﻟﻘﻮل
ﻧا
ﮫ ﻛﺎن
ﻟﻠﺪراﺟﺔ
دور ھﺎم ﻓﻲ
ﻣﺮاﺣﻞ ﺣﯿﺎﺗﻲ اﻷوﻟﻰ، ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ
اﺗﺴﺎم
ھﺬه اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ
ة ﻜﺜﺮﺑ
اﻟﻜﺪﻣﺎت
واﻟﺠﺮوح،
ﻟﻌﺪم
اﺳﺘﻄ
ﻋﺎ
ﺘﻲ ﻗﯿﺎدة اﻟﺪراﺟﺔ
واﻟﺴﯿﻄﺮة ﻋﻠﯿﮭﺎ
ﻣﺜﻞ اﻵﺧﺮﯾﻦ،
ﻣﻤﺎ
ﺗﻄﻠﺐ اﻟﻮﺿﻊ
ﻣﺮاﻓﻘﺘﻲ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻷھﻞ أو اﻷﺻﺪﻗﺎء ﺑ
ﻜﻞ ﻣﺸﻮار وﺗﺠﻮل، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﻮا ﯾﻤﺴﻜﻮن
اﻟﺪراﺟﺔ ﻣﻦ اﻟﺨﻠﻒ وﯾﺪﻓﻌﻮ
ﮭﺎ ﻧ
ﺑﺒﻂء
ﻟﻸﻣﺎم
.
ﺗﺄ وﻗﺪ
ُ
ﻟﻤﺖ
ً
ﻛﺜﯿﺮا
ﻟﻌﺪم اﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻲ اﺳﺘﻌﻤﺎﻟﮭﺎ
ﺑﻤﻔﺮدي و
ﺑﺎﺳﺘﻘﻼﻟﯿﺔ وﺑﺪون
ﻣﺴﺎﻋﺪة
أﺣﺪ
و،
ُ
أﻣﻠﺖ
ً
أن أﻛﻮن ﻛﺎﻵﺧﺮﯾﻦ ﻣﻦ اﻷﻃﻔﺎل، ﺣﺮا
ً
ﻃﻠﯿﻘﺎ
ً
، ﻣﺴﺘﻘﻼ
ً
وآﻣﻨﺎ
دون ﻣﺮاﻗﺒﺔ وﺗﺮﻗﺐ، وﻟﻜﻦ ﻟﻠﻮاﻗﻊ أﺛﺮ ﻣﻐﺎﯾﺮ
ﻷﺣﻼﻣﻲ ورﻏﺒﺎﺗﻲ،
ُ
ﺣﯿﺚ رﻓﻀﺖ
اﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ اﻟﺪراﺟﺔ واﻋﺘﺒﺮﺗﮭﺎ
ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ
اﻟ
ﯿ
َ
أ ﻦﺘﯿﻠاﻟ ﻦ ﻘﺪﻣ
ﺗﻨﻘﻞ ﺑﮭﻤﺎ ﻣﻦ ﻣﻜﺎن