34
اﻟﺒو
،ً
ﻞ زﯾﺎرﺗﮭﺎ داﺋﻤﺎ
ّ
ﺤﺮ ﻣﻦ اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﺘﻲ أﻓﻀ
ﻓﮭﻮ ﻣﻦ ﻣﻌﺠﺰات اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ، وﻣﻦ ﺑﺮاھﯿﻦ ﻋﻈﻤﺘﮫ
وإﺑﺪاﻋﮫ، و
أﺣﻤﺪ
ا
ﷲ اﻟﺬي ﻣﻨﺤﻨﻲ ﻧﻌﻤﺔ ا
ﻟﺒﺼﺮ
ﻟﺮؤﯾﺔ وﺗﺄﻣﻞ اﻟﺒﺤﺮ اﻟﺬي
ﯾﺠﺴﺪ
روﻋﺔ
اﻟﻄﺒﯿﻌﺔ
اﻟﺤﻘﯿﻘﯿﺔ
،
ﺑ
ﺠﻤﺎل زرﻗ
و ﺘﮫ،
أﻣﻮاﺟﮫ اﻟﻤﺘﻮاﺻﻠﺔ واﻷﺑﺪﯾﺔ
،
اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻼﻃﻢ
ﻋﻠﻰ
اﻟﺮﻣﺎل
واﻟﻤﻄﺮزة ﺑﺎﻷﺻ
ً
ﺪاف ﻣﺼﺪرة ﻟﺤﻨﺎ
ﻣﻦ أﺟﻤﻞ اﻷﻟﺤﺎن،
ﻠﺔ و
ّ
ﻣﺸﻜ
ﻣﻦ أروع اﻟﻤﻨﺎﻇﺮ
ً
ﻣﻨﻈﺮا
اﻟﺘﻲ ﯾﻤﻜﻦ أن ﺗﺮاھﺎ اﻟﻌﯿﻦ
ﻓ
ْ
ﺎﺣﺘﻠﺖ
ﻣﻜﺎﻧ
ً
ﺎ
ﻟﮭﺎ ﻓﻲ
ذاﻛﺮﺗﻲ
ﻌﻨﺪ ﻓ
ﻛﻞ زﯾﺎرة
ﻟﻠﺒﺤﺮ ﯾﺮﺗﻌﺶ ﺟﺴﻤﻲ
وﯾﺨﻔﻖ ﻗﻠﺒﻲ
ﻣﻦ ﺟﺪﯾﺪ
ﺧﺸﯿﺔ ورھﺒﺔ ﻣﻦ
ﻋﻈﻤﺔ وﻗﺪرات
اﻟﺨﺎﻟﻖ
اﻟﺘﻲ ﻻ ﺣﺼﺮ وﻻ ﻋﺪ ﻟﮭﺎ
.
ْ
ﺑﻌﺪ أن
ﻗﻮﺗﻲ
ُ
اﺳﺘﻤﺪدت
ﻣﻦ
إﯾﻤﺎﻧﻲ ﺑ
ﺎﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ، رب اﻟﺴﻤﻮات واﻷرض،
ُ
وﺟﺪت
ّ
اﻟﺒﺤﺮ أن
ﻣﻦ أوﻓﻰ
اﻷﺻﺪﻗﺎء، ﻓﮭﻮ ﯾﺴﻤﻊ ﻣﺎ اروﯾﮫ ﻣﻦ ﺿﯿﻖ وﻣﺘﺎﻋﺐ
ﺑﺎھﺘﻤﺎم و
ﻛﺘﻤﺎن ﻻ ﻣﺜﯿﻞ ﻟﮫ،
ﯾﺤﻤﻞ و
ﺑﯿﻦ أﻣﻮاﺟﮫ
أﻛﺜﺮ ﻣﻦ
رد و
ﻓﻘﺎﻗﯿﻌ و رﺳﺎﻟﺔ
ﮭﺎ ورﻏﻮﺗﮭﺎ
ﺗﻐﺴﻞ
اﻟﻨﻔﺲ
وﺗ
ﻨﻘﯿﮭﺎ ﻣﻦ ﺷﻮاﺋﺐ اﻟﺤﯿﺎة وﺗﻤﺪ
ﺑ
ﺎﻷﻣﻞ وﺣﺐ اﻟﺪﻧﯿﺎ واﺳﺘﻤﺮار
ھﺎ
ْ
ﻟﻤﻦ
ﯾﺮﻏﺐ ﺑﮭﺎ،
ُ
واﻋﺘﺒﺮﺗ
ﮫ
ﻣﺼﺪر إﻟﮭﺎم
ﻟﻤﺠﺎﺑﮭﺔ اﻟﺘﺤﺪﯾﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺮض ﺳﺒﯿﻠﻲ
و
ً
رأﯾﺘﮫ ﺗﻤﺎﻣﺎ
ﺎﻟﺤﯿﺎة ﻛ
ﻓﻲ ،
أﻋﻤﺎﻗﮫ اﻟﻤﻈﻠﻤﺔ
ﺗﺘﻮاﺟﺪ
ﻵﻟﺊ واﺳﻤﺎك اﻟﻘﺮش
و
ﯾﺼﻌﺐ اﻹﺑﺤﺎر
ﻓﯿﮫ
ﻷﻣﻮاﺟﮫ اﻟﻌﺎﺗﯿﺔ
، وھﻜﺬا اﻟﺤﯿﺎة
ﻧﺠﺪ
ﻓﯿﮭﺎ
اﻟﺨﯿﺮ واﻟﺸﺮ
وا
ﻟﺸﻘﺎء وا
ﻟﺴﻌﺪ
وﻣﺎ ﺧﻠﻖ اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ اﻟﻌﻘﻞ إﻻ ﻟﯿﺄ
ﺧﺬ دوره ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ
ﺴﺒﻞ اﻟ
اﻟﺴﻠﯿﻤﺔ
ﻟﻺﺑﺤﺎر ﻓﻲ ﻛﻠﯿﮭﻤﺎ
وﻟﺘﻌﻠﻢ اﻟﻌﺒﺮ واﻟﺪروس ﺣﺘﻰ
ﻻ ﺗﻔﺘﺮﺳﻨﻲ
اﺳﻤﺎك اﻟﻘﺮش
وﻻ ﺗﮭﻠﻜﻨﻲ
ﻣﺂﺳﻲ اﻟﺤﯿﺎة
وﻣﺸﺎﻛﻠﮭﺎ ﻛﻤﺎ وﻛﺎن اﻟﻌﻘﻞ ﻻ
ﻧﺘﻘﺎء اﻷﻓﻀﻞ ﻟﻠﺬات
واﻟﺤﺬر ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻧﺪة اﻟﺘﯿﺎر واﻟﺘﺼﺎدم ﻣﻊ اﻵﺧﺮﯾﻦ ﻷﻣﻮر
ﺗﺎﻓﮭﺔ ﻻ ﺗﺰﯾﺪ وﻻ ﺗﻨﻘﺺ
ﺣﺘﻰ ﻻ ﯾﺠﺮﻓﻨﻲ ا
ﻟﺘﯿﺎر وأﺻﺒﺢ ﻣﻦ اﻟﻐﺎرﻗﯿﻦ
.
و
ُ
ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻏﺰو اﻹﻧﺴﺎن واﻟﻌﻮاﺻﻒ اﻟﺸﺪﯾﺪة وﺟﺪت
ً
أﯾﻀﺎ
ً
اﻟﺒﺤﺮ ﻻ ﯾﺘﻐﯿﺮ وﻻ ﯾﻀﻌﻒ، ﺻﺎﻣﺪا
ّ
أن
ﺑﺄﻣﻮاﺟﮫ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﯿﺄس ﺑﺎﻋﺜﺔ ﻣﻌﺎﻧﻲ ورﻣﻮز اﻹرادة ﻟﻤﻦ ﯾﺒﺤﺚ ﻋﻨﮭﺎ، ﻛﺄﻧﮭﺎ ﺗﺤﺎورﻧﻲ و
ً
وﺛﺎﺑﺘﺎ
ﺗﺪﻓﻌﻨﻲ ﻟﻠﺘﻘﺪم
واﻟﻨﺠﺎح
ا وﻋﺪم
ﻻﻧﻜﺴﺎر واﻻ
ﺳﺘﺴﻼم أﻣﺎم ﻗ
ﻮات اﻟﯿﺄس اﻟﻐﺎﺷﻤﺔ
و واﻟﺨﺒﯿﺜﺔ
ﺗﺸﺪﻧﻲ إﻟﻰ
اﻻﻧﺨﺮاط ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة
ٍ
ﺑﻘﻠﺐ ﻣﻔﻌﻢ
ﺑﺎﻷﻣﻞ
وﻣﻮاﺟﮭﺔ اﻟﺼﻌﺎب ﺑﻜﻞ ﺻﺒﺮ وﻋﻨﻔﻮان ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺛﻘﻞ ﺣﻘﯿﺒﺔ اﻟﺤﺴﺮ
اﻟﺘﻲ ات
اﺣﻤﻠﮭﺎ
،
و
اﻷﺣﻼم واﻷﻣﻨﯿﺎت اﻟﻤﺘﻜﺴﺮة ﻛﺘﻜﺴﺮ اﻷﻣﻮا
ج وﺗﻼﻃﻤﮭﺎ أﻣﺎم اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻌﺎﻟﯿﺔ
.
ُ
ﻟﻘﺪ اﻋﺘﺪت
اﻟﺨﺮوج
ﻟﻠﺘﻨﺰه
وا
ُ
ﻟﺘﺮوﯾﺢ ﻋﻦ اﻟﻨﻔﺲ وأﻛﺜﺮت
ﻣﻦ زﯾﺎرة ﺷﺎﻃﺊ اﻟﻄﻨﻄﻮرة اﻟﺬي ﯾﻘﻊ ﻗﺮب ﻗﺮﯾﺔ
اﻟﻔﺮﯾﺪﯾﺲ، ﻷﻣﻮاﺟﮫ اﻟﮭﺎدﺋﺔ
اﻟ ﻏﯿﺮ و
ﺨﻄﺮة، إذ ﻛﻨﺖ اﺳﺘﻠﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﺠﻞ اﻟﺴﺒﺎﺣﺔ اﻟﻤﻄﺎﻃﻲ ﺑﻤﺴﺎﻋﺪة اﺣﺪ
ً
إﺧﻮﺗﻲ، وﻛﺎن اﻟﻌﺠﻞ ﯾﻄﻔﻮ وﯾﺤﺮﻛﮫ أﺧﻲ ﯾﻤﯿﻨﺎ
ً
وﯾﺴﺎرا
، وﻋﻨﺪﻣﺎ
اﺷﻌﺮ ﺑﺎﻹﻧﮭﺎك
ﻛﺎن ﯾ
ﺨﺮﺟ
ﻨﻲ أﺧﻲ
ﻣﻦ اﻟﻤﯿﺎه
ﻲﻨﺠﻠﺴﯾو
ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺳ
ﻲ ﺗﺤﺖ اﻟﻤﻈﻠﺔ واﻣﺴﻚ ﺑﺎﻟﺠﺮﯾﺪة ﺑ
ﯿﺪي
، اﻗﺮأ أﺧﺒﺎرھﺎ
ﺗﺎرة
وأﻧﻈﺮ
إﻟﻰ
اﻟﺒﺤﺮ وزواره
ﺗﺎرة
أﺧﺮى، ﺗﻠﻚ اﻟﺴﺎﻋﺎت اﻟﻤﻤﺘﻌﺔ واﻟﺸﯿﻘﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﺘﮭﻲ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ،
ﻟﺘﺤﻞ دﻗﺎﺋﻖ
ﻏﺮوب اﻟﺸﻤﺲ اﻟﺨﻼب
ودﺧﻮﻟﮭﺎ ﺑﺎﻃﻦ اﻟﺒﺤﺮ، وإﻋﻼﻧﮭﺎ
اﻧﺴﻼخ
ﯾﻮم
ﻣﻦ أﯾﺎم ﻋﻤﺮي
، وﻛﻨﺖ
أﻧﺴﻰ
ﻧﻔﺴﻲ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻠﺤ
ً
ﻈﺎت، ﻣﺤﺪﻗﺎ
دون ﺣﺮاك،
ً
ﻣﻔﻜﺮا
ﻨﻘﻄﻊ ﻣ
اﻷﻧﻔﺎس ﻣﻦ ﺷﺪة اﻻﻧﺒﮭﺎر
،
واﻟﻠﺴﺎن ﻋﺎﺟﺰ ﻋﻦ اﻟﺘﻌﺒﯿﺮ
اﻟﻌﯿﻦ ﺮىﺗ ﻋﻤﺎ
،
وﺧﻼل
ھﺬه اﻟﺪﻗﺎﺋﻖ اﻟﻤﻌﺪودة
أﻏﻮص ﻛﻨﺖ
ﻓﻲ دﻋﻮات ﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ و
ﺗﻤﻨﯿﺎت ورﻏﺒﺎت
ﻓﻲ ا
ﺎ ﻧﺴﺤ
ب إﻋﺎﻗﺘﻲ ﻣﻦ
ﺟﺴﺪي ﻛﺎﻧﺴﺤﺎب اﻟﺸﻤﺲ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء وﻟﻜﻦ
ﻛﻞ
ّ
ﯾﺎ ﻟﯿﺖ أن
ﯾﺘﻤﻨﺎه ﻣﺎ
اﻟﻤﺮء
ﯾﺪ
ﻓ ... رﻛﮫ
ﺄﻧﺎ أرﯾﺪ وأﻧﺖ ﺗﺮﯾﺪ واﷲ
ﯾﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﯾﺮﯾﺪ
.