35
وﻛﻤﺎ ﻛﺎن
ﻟﻠﺒﺪن
ﻋﻠﻲﱠ
ﺣﻖ ﻛﺬﻟﻚ ﻟﻠﻨﻔﺲ
ﻗﻮاھﺎ ﺑﻈﺮوﻓﻲ اﻟﻘﺎھﺮة وآھﺎﺗﻲ
ُ
ﻧﮭﻜﺖ
ُ
ﻋﻠﻲ ﺣﻖ ﻣﻀﺎﻋﻒ، ﻓﻘﺪ أ
اﻟﻤﺘﺰاﯾﺪة وﻗﻠ
ﻘﻲ اﻟﻤﺘﻮاﺻﻞ وروﺗﯿﻦ ﺣﯿﺎﺗﻲ اﻟﻤﻤﻞ
اﻟﻘﺎﺗﻞ وﻛﺎن اﻟﺘﻨﺰه وزﯾﺎرة اﻟﺒﺤﺮ ﻣﻦ
ﻃﺮق
اﻟﺘﺮوﯾﺢ
ﻋﻦ واﻟﺘﺮﻓﯿﮫ
اﻟﻨﻔﺲ، ﻓﻘﺪ ﻗﻀ
ْ
ﺖ
ﻣﻦ ﺑﻌﺾ
ْ
وﺧﻔﻔﺖ
ﻋﻠﻰ إراﺣﺔ اﻟﻨﻔﺲ
ْ
اﻟﺮوﺗﯿﻦ وﻋﻤﻠﺖ
ﻣﻦ ﺿﻐﻮط اﻟﺘﻔﻜﯿﺮ
ﺑﺎﻟﻮاﻗﻊ واﻟﻘﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﺼﯿﺮ واﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ
ْ
ﺑﻌﺾ اﻟﺸﻲء وﺟﺪدت
ْ
ﻓﺎﻧﺸﺮﺣﺖ
اﻟﻨﺸﺎط
واﻟﺤﯿﻮﯾﺔ
.
ُ
ﻣﻊ ﺑﻠﻮﻏﻲ ﺳﻦ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ أو اﻟﺮاﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮ أﺻﺒﺤﺖ
ﺛﻘﯿﻞ اﻟﺒﻨﯿﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻠﺤﻮظ، ﻟﺠﮭﻠﻲ ﺧﻄﻮرة اﻷﻣﺮ ودون
اﻧﺘ
ﺒﺎھﻲ ﻟﺬﻟﻚ، وﯾﺒﺪ
و أن ﻣﺤﺎوﻻت أﻣﻲ
ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ
ْ
أﺛﻤﺮت
ﻧﺘﺎﺋﺠﮭﺎ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘﺮة وﺗﻮﺳﻠﮭﺎ ﻹﺟﺒﺎري ﻋﻠﻰ
ً
اﻷﻛﻞ أﺻﺒﺢ ﺗﻮﺳﻼ
ﯿﺜﻨﻟ
ْ
ﻲ ﻋﻦ اﻷﻛﻞ، ﻓﻘﺪ ازدادت
ُ
ﺷﮭﯿﺘﻲ ﻓﺠﺄة وأﻛﺜﺮت
ﻣﻦ اﻷﻛﻞ ﻷﺳﺒﺎب ﺟﮭﻠﺘﮭﺎ ﺣﯿﻨﺌﺬ،
وﯾﺎ
ْ
ﻟﯿﺖ ﺷﮭﯿﺘﻲ ﻟﻠﺤﯿﺎة زادت
ﻣﺜﻞ ﺷﮭﯿﺘﻲ ﻟﻠﻄﻌﺎم، و
ﺑﻌﺪ ﺣﯿﻦ
ُ
ﻗﺮأت
أن ﻣﻦ ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺿﻐﻮط ﻧﻔﺴﯿﺔ
ﻗﺪ ﺗﺰداد
ﻟ ﺷﮭﯿﺘﮫ
ﻸﻛﻞ ھﺮ
ً
ﻣﻦ ﺑﺎ
اﻟﻀﻐﻮط و
ﺿﯿﻖ
اﻟﻈﺮوف،
ْ
واﻟﻘﺸﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺴﺮت
ﻇﮭﺮ اﻟﺒﻌﯿﺮ ﻗﻠﺔ اﻟﺤﺮﻛﺔ واﻟﻨﺸﺎط
وﻋﺪم ﺣﺮق اﻟﻄﺎﻗﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺴﻢ ﻣﻤﺎ أدى إﻟﻰ اﻟﺴﻤﻨﺔ
وﻋﺪم ﻗﺪرﺗﻲ
ﻋﻠﻰ ﺣﺘﻰ
اﻟﻮﻗﻮف ﻋﻠﻰ ﻗﺪﻣﻲ ﻓﻌﻀﻼت
اﻷرﺟﻞ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺗﻘﻮى ﻋﻠﻰ ﺣﻤﻞ ﺛﻘﻞ ﺟﺴﺪي
.
ْ
ﻟﻘﺪ أﺛﺮت
ُ
اﻟﺴ
ً
ﻤﻨﺔ ﺳﻠﺒﯿﺎ
ﻋﻠﻰ
اﻟﺒﻌﺾ
َ
ﻣﺠﺮﯾﺎت ﺣﯿﺎﺗﻲ اﻟﻌﺎدﯾﺔ، إذ ﻟﻢ ﯾﻘﻮ
ﻣﻦ اﻷﺻﺪﻗﺎء واﻟﻤﻘﺮﺑﯿﻦ
ﻋﻠﻰ
ﺣ
ﻤﻠﻲ وﻧﻘﻠﻲ ﻣﻦ ﻣﻜﺎن ﻵﺧﺮ
ُ
ﻛﻤﺎ اﻋﺘﺪت
ﻛﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﺴﻨﯿﻦ، وﻗﺪ أدى ذﻟﻚ ﻛﻠﮫ ﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت وﺿﻐﻮط ﻧﻔﺴﯿﺔ
وﻗﻠﻖ،
وزاد ﻣﻦ ﺗﻌﻠﻘﻲ
ﺑ
ﺄﺷﺨﺎص ﻣﻌﯿﻨﯿﻦ،
ُ
وﻋﺎﻧﯿﺖ
ﻦ
ْ
ﯾ
ّ
اﻷﻣﺮ
ﻣﻦ اﻟﺤﺴﺎﺳﯿﺔ اﻟﺰاﺋﺪة ﻟﻠﻤﻮﺿﻮع
ﻣﻤﺎ
ﺟﻌﻠﻨﻲ ﻛﺜﯿﺮ
اﻻﻧ
ﻜﻔ
ﺎء واﻻﻧﻄﻮاء
ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺎت ﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﻤﺪرﺳﺔ واﻹﻗﻼل ﻣﻦ
اﻟﻤﺨﺎﻟﻄﺔ و
اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ اﻟﮭﺎﻣﺔ،
ُ
وﻓﻀﻠﺖ
اﻟﺒﻘﺎء
ﻓﻲ
اﻟﺒﯿﺖ ﻷﻗﻠﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﺸﻘﺔ
واﻟﻌﻨﺎء
ﻟﻶﺧﺮﯾﻦ،
إذ ﻻ ﯾﺤﻖ ﻟﻲ وﻛﺬﻟﻚ ﻟﯿﺲ ﻣﻦ اﻟﻼﺋﻖ واﻟﺼﻮاب
ﺗﺤﻤﯿﻞ اﻷﺻﺪﻗﺎء ﻣﺎ ﻻ ﯾﻄﯿﻘ
ﻮﻧ
ﮫ وﻻ ﯾﻘﺪرو
ن
ُ
ﻋﻠﯿﮫ، ﻓﯿﻜﻔﻲ ﻣﺎ ﻛﻨﺖ
اﺳﺒﺐ ﻟﮭﻢ ﻣﻦ
ﻣﺸﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺪرﺳﺔ، وﻗﺪ
ُ
اﻋﺘﺪت
ﻋﻠﻰ ﻗﻀﺎء
ﻲوﻗﺘ
ﻓﻲ اﻟﺒﯿﺖ
ﻣﺎ ﺑﯿﻦ ﻣﺸﺎھﺪة اﻟﺘﻠﻔﺎز وﻛﺮة اﻟﻘﺪم، وﻗﺮاءة اﻟﺼﺤﻒ
اﻟﯿﻮﻣﯿﺔ واﻟﺮﯾﺎﺿﯿﺔ
واﻟﺮواﯾﺎت اﻟﺒﻮﻟﯿﺴﯿﺔ
اﻟﻤﺜﯿﺮة
وﻛﺘﺐ اﻟﺴﯿﺎﺳﺔ واﻟﺘﺎرﯾﺦ
.
ّ
إن
ﻣﻜﻮﺛﻲ ﻓﻲ اﻟﺒﯿﺖ ﺟﻌﻠﻨﻲ أﻟﺠﺄ ﻟﻠ
ﻤﻄﺎﻟﻌﺔ
واﻟﻘﺮاءة، إذ
ْ
ﺖ
ّ
ﻧﻤ
ﻟﺪي ﻗﺪرات ﻟﻐﻮﯾﺔ ﻻ ﺑﺄ
و س ﺑﮭﺎ،
ْ
ﻣﻦ ﻋﺰزت
ﻣﮭﺎراﺗﻲ
ﻓﻲ ﺗﻘﺒﻞ اﻟﺮأي واﻟﺮأي اﻵﺧﺮ
ُ
وﺗﺸﺒﻌﺖ
ﻣﻦ ﻗﺼﺺ وﺧﺒﺮات
ُ
اﻟﻤﺆﻟﻔﯿﻦ واﻟﻜﺘﺎب واﻛﺘﺴﺒﺖ
ﺑﻌﻀ
ً
ﻣﻦ ﺎ
ُ
اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺴﺎﻣﯿﺔ واﻟﻤﻌﺎﻧﻲ اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ اﻟﻨﺒﯿﻠﺔ واﻛﺘﺸﻔﺖ
أن ﻣﻔﺘﺎح اﻟﺤﯿﺎة اﻟﮭﺎﻧﺌﺔ ھﻮ اﻟﺜﺒﺎت واﻟﺼﺒﺮ وﺗﻘﺒﻞ اﻟﺬات
ﻛﻤﺎ ھﻲ،
و
ُ
ﻗﺪ أﺻﺒﺤﺖ
ﻤﯿﺰﻣﺘ
ﻓﻲ دراﺳﺘﻲ وو
ً
ا
ﺻﻠ
ُ
ﺖ
ﻟﻤﺮاﺗﺐ اﻟﺘﻔﻮق واﻻﻣﺘﯿﺎز وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺘﯿﻦ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ
ْ
واﻟﻌﺒﺮﯾﺔ، ﻓﻘﺪ ﻛﻮﻧ
ُ
ﻛﻨﺰ ﺖ
ً
ﻟﻐﻮﯾ ا
ً
ﺟﯿﺪ ﺎ
ً
ا
ُ
ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ ﺑﺎﻗﻲ زﻣﻼﺋﻲ اﻷﻋﺰاء، وﺗﻠﻘﯿﺖ
اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺪﯾﺢ ﻣﻦ
اﻟﻤﻌﻠﻤﯿﻦ
ﻋﻘﺐ
اﻟﻤﺴﺘﻮى
اﻟﺮﻓﯿﻊ
ُ
اﻟﺬي ﻛﻨﺖ
أﺗﻤﺘﻊ ﺑﮫ ﻋﻨﺪ
ﺔﺑﺎﻛﺘ
ﻣﻮاﺿﯿﻊ اﻹﻧﺸﺎء واﻟﺘﻌﺒﯿﺮ اﻟﻠﻐﻮي
.
ﻟﻘﺪ ﻋﻮﺿﻨﻲ ر
ً
ﺑﻲ ﺧﯿﺮا
ﺑﻌﺰﻟﺘﻲ
ﺮﯾﮫﺴأﻟﻘ
ً
وزادﻧﻲ ﻋﻠﻤﺎ
ً
ووﻋﯿﺎ
وﻓﺘﺢ ﻟﻲ أﺑﻮاﺑ
ً
ﺎ
ﻣﻦ ﺣﯿﺚ ﻻ ادري وﻻ
أ
ْ
ﻋﻠﻢ، وﺗﺘﺎﻟﺖ
ْ
اﻷﯾﺎم وﺗﻌﺎﻗﺒﺖ
اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ اﻟﺤﯿﺎﺗﯿﺔ ﻟﺪي، ﻟﺘﺮﺳﻢ ﻣﺴﺎر ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺟﺪﯾﺪة ﻣﻦ ﺣﯿﺎﺗﻲ ﻛﺈﻧﺴﺎن أﯾﻘﻦ
واﺳﺘﻮﻋﺐ أن اﻹﻋﺎﻗﺔ رﻓﯿﻘﺔ اﻟﻌﻤﺮ وﺷﺮﯾﻜﺔ اﻟﺤﯿﺎة، وﻻ ﻣﻔﺮ ﻣﻦ اﺻﻄﺤﺎﺑﮭﺎ وﻣﺮاﻓﻘﺘﮭﺎ
ُ
ﺷﺌﺖ
ُ
أم أﺑﯿﺖ
ﻓﻘﺪ ،