בית איזי שפירא - ספרו של מר נואף זמירו - page 47

46
واﻟﺨﻼﺻﺔ ، ُأﻧﻨﻲ ذﻗﺖ َ اﻷﻣ ْﺮﯾ ُﻦ وﻋﺎﻧﯿﺖً ﻛﺜﯿﺮا ﺣﺘﻰ ْﺗﯿﺴﺮت اﻷﻣﻮر وﺑﻔﻀﻞ اﷲ وﻣﻦ ﺑﻌﺪه أﻓﺮاد ﻋﺎﺋﻠﺘﻲ ﺗﻢ
ُﺗﺬﻟﯿﻞ اﻟﺼﻌﺎب ﻹﺗﺎﺣﺔ اﻟﻔﺮﺻﺔ ﻟﻲ ﺑﺘﺤﻘﯿﻖ أﻣﻨﯿﺔ ﻃﺎﻟﻤﺎ رﻏﺒﺖ ُﺑﮭﺎ وﻃﺎﻟﺒﺖ ﺑﮭﺎ .
ﺷ ُﺑﺎﻟﺘﻌﻠ ﺮﻋﺖ ﻢ ﻓﻲ أﺣﺪ اﻟﻤﻌﺎھﺪ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﻓﻲ ُﻣﺪﯾﻨﺔ رﻋﻨﺎﻧﺎ، وﻛﻨﺖ اﻋﺘﻠﻲ ﺳﯿﺎرة ﺧﺎﺻﺔ، ﻣﺰودة ﺑ ﺮاﻓﻌﺔ،
ﻓﻲ ﻛﻞ ﺻﺒﺎح ﻟﺘ ﻮﺻﻠﻨﻲ ﻟﻠﻤﻌﮭﺪ وﻓﻲ ﺳﺎﻋﺎت ﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﻈﮭﯿﺮة أﻋﻮد إﻟﻰ اﻟﺒﯿﺖ .
ﻛﺎن ﺑﻮدي أن ُأدرس ﻛﻞ اﻟﺘﺨﺼﺼﺎت اﻟﺘﻲ ﺣﻠﻤﺖ ﺑﮭﺎ، وﻟﻲ ﻣﯿﻮل أدﺑﯿﺔ ﻟﻢ ﺗﺠﺪ ﻟﮭﺎ ﻣﻜﺎﻧ ً ﺎ ﻓﻲ دراﺳﺘﻲ،
ُﻓﺎﺿﻄﺮرت ﻟ ﺪراﺳﺔ ﺗﺨﺼﺺ ﻻ أﻣﻠﻚ أدﻧﻰ ﻣﯿﻞ ﻧﺤﻮه، وﻟﻜﻦ ﻛﻤﺎ ﯾﺪﻋﻮن أن ﻟﻠﻀﺮورة أﺣﻜﺎم، ﻓﻘﺪ
ُﺗﺨﺼﺼﺖ ﺮض ﻋﻠﻲُھﺬه اﻟﻜﻠﯿﺔ ﺑﺈدارة اﻟﺤﺴﺎﺑﺎت وﻋﻠﻮم اﻟﺤﺎﺳﻮب، ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻠﻨﻲ اﻗﺒﻞ ﺑﻤﺎ ﻋ .
ﻛﺎن ﻟﻠﺘﻌﻠﯿﻢ ﻓﻮاﺋﺪ ﻧﻔﺴﯿﺔ ﻋﺪﯾﺪة ﻋﻠﻲ، ﻓﻨﺎھﯿﻚ ﻋﻦ اﻟﻔﻮاﺋﺪ اﻟﻌﻠﻤﯿﺔ اﻟﺒﺪﯾﮭﯿﺔ، ﻓﻘﺪ أﻋﺎد ﻟﻲ ﺛﻘﺘﻲ ﺑﻨﻔﺴﻲ ﻣﻦ
ﺟﺪﯾﺪ واﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺒﯿﺮ ﻋﻦ اﻟﻤﺸﺎﻋ ٌﺮ واﻷﻓﻜﺎر ﺑﺴﮭﻮﻟﺔ، وﻛﺎن ﻟﺪي ھﺪف ﻻ ﺑﺪ أن أﺣﻘﻘﮫ ﺑﺄن أﺗﻠﻘﻰ اﻟﻌﻠﻢ
ﻛﻲ اﻣﻨﺤﮫ ﻟﻐﯿﺮي ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ، ﻓﻜﻤﺎ ﯾﻘﺎل ﻻ ﺧﯿﺮ ﻓﻲ ﻛﺎﺗﻢ اﻟﻌﻠﻢ، و ُﺑﺬﻟﺖ اﻟﺠﮭﻮد ﻟﻠﻮﺻﻮل إﻟﻰ ھﺬه اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ
ﻟﯿﺲ ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﺷﮭﺎدة أﺗﻔﺎﺧﺮ ﺑﮭﺎ إﻧﻤﺎ ﻟﺘﻨﻤﯿﺔ ﻗﺪراﺗﻲ وﻣﺴﺘﻮاي اﻟ ﺜﻘﺎﻓﻲ ﻓﻲ ﺷﺘﻰ اﻟﻤﺠﺎﻻت، ﻓﻜﺜﯿﺮ ﻣﻤﻦ
ﺼﺪم ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻮاھﻢ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻟﻤﺘﺮدي ﻓﻠﯿﺲ ھﺬا اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺬي ﺣﺜﻨﺎ ﻋﻠﯿﮫ دﯾﻨﻨﺎ اﻹﺳﻼﻣﻲ ُﯾﺤﻤﻠﻮن اﻟﺸﮭﺎدات اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻧ
اﻟﺤﻨﯿﻒ .
ُﺑﺪأت ﻣﺸﻮاري اﻟﺘﻌﻠ َﻤﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﮭﺪ اﻟﺬي ﺷﻤﻞ ﻣﻮﺿﻮﻋ ﯿﻦ ﺑﺘﺮﻛﯿﺰ ﻣﻮﺳﻊ، واﻟﺘﻌﻠﯿﻢ ﻛﺎن ﺑﺄﺳﻠﻮب ﺷﺨﺼﻲ
ذاﺗﻲ ، إذ ﻛﺎن اﻟﻄﺎﻟﺐ ﯾﺘ ﻠﻘﻰ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﻠﻢ اﻟﻤﺎدة وﯾﻘﻮم ﺑﻘﺮاءﺗﮭﺎ وﯾﺄﺗﻲ اﻟﻤﻌﻠﻢ ﺑﻌﺪ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﺪﻗﺎﺋﻖ ﻟﯿﺸﺮح ﻟﮫ
ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻮاد اﻷﺳﺎﺳﯿﺔ وﯾﻘﺪم ﻟﮫ أﺳﺌﻠﺔ ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻤﺎدة ﻟﯿﻘﻮم ﺑﺎﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﯿﮭﺎ ، وﺧﻼل اﻷﺳﺌﻠﺔ ﯾﺘﻀﺢ ﻣﺪى إﻟﻤﺎم
وﻓﮭﻢ اﻟﻄﺎﻟﺐ ﻟﻠﻤﺎدة .
ُﺗﺄﻗﻠﻤﺖ ً ﺟﯿﺪا ًﻣﻊ اﻷﺟﻮاء واﻟﺰﻣﻼء اﻟﺠﺪد، اﻟﺬﯾﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﺟﻤﯿﻌﺎ ﻣﻦ اﻟﻮﺳﻂ اﻟﯿﮭﻮدي، ُ ﻛﻮﻧﺖ ﻋﻼﻗﺎت اﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ
ﺟﯿﺪة ﻣﻊ اﻟﻄﺎﻗﻢ واﻟﺰﻣﻼء، وﻛﻨﺎ ﻧﺠﻠﺲ وﻧﺘﺒﺎدل اﻷﺣﺎدﯾﺚ واﻟﻤﺰاح ﻓﻲ ﺟﻮ ﻣﻦ اﻟﻤ ﺮح واﻟﮭﺪوء . وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ
اﻟﺘﻌﺐ اﻟﺠﺴﺪي ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻨﺪ اﻻﺳﺘﯿﻘﺎظ اﻟﻤﺒﻜﺮ إﻻ أﻧﻨﻲ ﻣﻊ إﻃﻼﻟﺔ ﻛﻞ ﺻﺒﺎح ﻛﻨﺖ اﺳﺘﯿﻘﻆ وﺛﻤﺔ اﺑﺘﺴﺎﻣﺔ
ﻣﺮﺳﻮﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻲﱠ ﺷﻔﺘ ُﺗﻌﺮض ﻣﺪى ا ﻟﺴﻌﺎدة واﻟﺮﺿﺎ اﻟﺬ ﺟﻌﻞ ي ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺸﻮة ﺗﻌﻮد ﻟﻘﻠﺒﻲ اﻟﻤﺠﺮوح و ﻋﺴﻰ أن
ﺗﻜﻮن اﻟﺒﻠﺴﻢ ﻟﻜﻞ ﺟﺮاﺣﮫ .ﮫ وﺷﻘﺎﺋ
أﺛﻨﺎء دراﺳﺘﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﮭﺪ وﻓﻲ اﺣﺪ أﯾﺎم ﺷﮭﺮ رﻣﻀﺎن اﻟﻤﺒﺎرك، ﺷﺐﱠ ﺣﺮﯾﻖ ﻛﺒﯿﺮ ﻓﻲ اﻟﻄﺎﺑﻖ اﻟﺴﻔﻠﻲ ﻣﻦ
اﻟﻤﺒﻨﻰ، وﻛﻨﺎ ﻧﺘﻌﻠﻢ ﻓﻲ اﻟﻄﺎﺑﻖ اﻟﺮاﺑﻊ، وﻟﻢ ﻧﺸﻌﺮ ﺑﻤﺎ ﯾﺤﺪث ﺑﺎﻷﺳﻔﻞ، وﻣ ُﻊ ﻣﺮور اﻟﺪﻗﺎﺋﻖ ﺑﺪأت أﺷﻢ راﺋﺤﺔ
ْدﺧﺎن وﻟﻜﻦ ﻟﻢ اﻋﺮ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮع أي اھﺘﻤﺎم وﻟﻜﻦ ﻓﺠﺄة دوت ﺻﻔﺎرة اﻹﻧﺬار ﺿﺪ اﻟﺤﺮاﺋﻖ ﻣﻌﻠﻨﺔ ﻋﻦ وﺟﻮد
ًدﺧﺎن ﻛﺜﯿﻒ ﻓﻲ أروﻗﺔ اﻟﺒﻨﺎﯾﺔ، وﺗﻢ اﻟﺒﺪء ﺑﺈﺧﻼء ﺟﻤﯿﻊ اﻟﻄﻼب ﺗﺪرﯾﺠﯿﺎ وﺑﺎﻧﺘﻈﺎم ﺧﻼل درج اﻟﻄﻮارئ إذ
ﻣﻨﻊ اﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﻤﺼﻌﺪ ﻟﺨﻄﻮرﺗﮫ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻈﺮوف ً وأﯾﻀﺎ ﻻﻧﻘﻄﺎع اﻟﺘﯿﺎر اﻟﻜﮭﺮﺑﺎﺋﻲ أﺛﻨﺎء اﻟﺤﺮاﺋﻖ .
ُﺑﺼﺮاﺣﺔ، أﺻﺎﺑﻨﻲ ھﻠﻊ وﺧﻮف ﺷﺪﯾﺪﯾﻦ، وﺑﺪأ اﻟﻀﻐﻂ واﻻرﺗﺒﺎك ﯾﻨﺘﺎﺑﻨﻲ، وﻟﻜﻦ ﺣﺎوﻟﺖ ﻗﺪر اﻹﻣﻜﺎن
اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ھﺪوء أﻋﺼﺎﺑﻲ واﻧﺘﻈﺎر اﻟﻔﺮج اﻟﺬي أﺗﻰ ﺑﻔﻀﻞ اﷲ ﺟﻞ ﺟﻼﻟﮫ وﺑﻔﻀﻞ زﻣﻼﺋﻲ ﻟﻠﺪراﺳﺔ اﻟﺬﯾﻦ
أﺑﻮا إﺧﻼء اﻟ ﻣﻦ ھﻢ ﺒﻨﺎﯾﺔ إﻻ ﺑ ﻌﺪ ﺗﺄﻛﺪھﻢ ﻣﻦ إﺧﻼﺋﻲ ﻣﻨ ًﮭﺎ أﯾﻀﺎ ، ﻓﻘﺪ ﺗﻢﱠ ﺣﻤﻠﻲ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺷﺨﺼﯿﻦ ﻋﻠﻰ اﻷﯾ ﺪي