54
ُ
ﺷﻌﺮت
ُ
ﻛﺄﻧﻨﻲ اﺳﺘﯿﻘﻈﺖ
ﺑﻌﺪ ﺳ
ﺒﺎت ﻋﻤﯿﻖ ﺗﺨﻠﻠﮫ ﺣﻠﻢ ﻓﻈﯿﻊ،
أﺑﺴﻂ
ُ
ﺗﻔﺎﺻﯿﻠﮫ اﻟﻤﻌﺎﻧﺎة واﻟﺸﻘﺎء، ﺣﻠﻢ رﻏﺒﺖ
ّ
ﺑﺄﻻ
ُ
ﯾﻜﻮن، ﻛﻨﺖ
ﻓﯿﮫ
ﻣﻄﺄﻃﺄ اﻟﺮأس
و
ﺔ اﻟﺤﺰن واﻟﻜﺂﺑﺔ
ّ
ﺿﺤﯿ
.
ﺿﺮورة اﻟﺘﻜﯿﻒ ﻣﻊ اﻟﻈﺮوف ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة دﻓﻌﺘﻨﻲ
ْ
إﻟﻰ رؤﯾﺔ اﻟﺤﯿﺎة ﺑﻤﻨﻈﻮر ﺟﺪﯾﺪ وﻓﺘﺢ ﺻﻔﺤﺔ ﺟﺪﯾﺪة واﻟﻤﺒﺎدرة ﻟﻌﻤﻞ أﻣﻮر ﻟﻢ ﯾﺴﺒﻖ ﻟﻲ أن
ُ
ﻋﻤﻠﺘﮭﺎ، واﻛﺘﺸﻔﺖ
ّ
أن
ُ
ﻧﻤﻂ ﺗﻔﻜﯿﺮي ﯾﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﺗﻐﯿﯿﺮ وﺗﻄﻮﯾﺮ ﻓﻘﺪ ﻛﻨﺖ
ﻛﺎﻟﻤﻜﺘﺌﺒﯿﻦ ﻣﺴﻠﻮﺑﻲ اﻟﻘﻮة واﻟﻌﺰﯾﻤﺔ ﯾﺘﺴﺎءﻟﻮن أﺳﺌﻠﺔ
ُ
، وﻛﻨﺖ
ً
ﻣﺤﺒﻄﺔ وﯾﺘﻠﻘﻮن إﺟﺎﺑﺎت أﺷﺪ إﺣﺒﺎﻃﺎ
ْ
ﻟﻘﻤﺔ ﺳﺎﺋﻐﺔ ﻟﻠﻈﺮوف ﺗﮭﺎﺟﻤﻨﻲ دون أن
أﺳﺘﻄﯿﻊ
اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ
ﻧﻔﺴﻲ ﻟﻌﺪم اﻣﺘﻼﻛﻲ ﺳﻼح اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻤﺘﻤﺜﻞ ﺑﺎﻟﺜﻘﺔ
ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ
. واﻷﻣﻞ
و
ُ
أدرﻛﺖ
ّ
أن
اﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﷲ واﻟﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﯿﮫ وﻋﺪم اﻻﻧﻜﺴﺎر واﻻﺳﺘﺴﻼم ﯾﻤﻨﺢ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻤﺰﯾﺪ ﻣﻦ اﻟﻘﻮة واﻟﺸﻌﻮر
ﺑﺎﻟﺴﻌﺎدة اﻟﺤﻘﯿﻘﯿﺔ اﻟﻨﺎﺑﻌﺔ ﻣﻦ داﺧﻞ اﻹﻧﺴﺎن دون اﻟﺘﺄﺛﺮ ﺑﺎﻟﻈﺮوف اﻟﺨﺎرﺟﯿﺔ اﻟﻤﺤﯿﻄﺔ
. ﺑﮫ
ُ
واﻛﺘﺸﻔﺖ
أﯾﻀﺎ
داﺧﻠﯿﺔ ﻟﻢ أﻛﻦ أدرك أﻧﻨﻲ اﻣﺘﻠﻜﮭﺎ، ﺳﻤﺎت
ً
ﻛﻨﻮزا
أﺧﻼﻗﯿﺔ وإﯾﻤﺎﻧﯿﺔ
ُ
ﻗﯿﻤﺘﮭﺎ ﺗﻔﻮق ﻗﯿﻤﺔ اﻟﻤﺎس ﺗﻌﺜﺮت
ﻗﺒﻞ
ً
ﻛﺜﯿﺮا
ُ
اﻛﺘﺸﺎﻓﮭﺎ ﻓﺤﻔﺮت
ُ
اﻟﺼﺨﺮ ﻟﻨﯿﻠﮭﺎ وﺟﻤﻌﮭﺎ وﺑﮭﺎ ﺷﺮﻋﺖ
أﺻﻌﺪ ﻓﯿﮫ ﻧﺤﻮ اﻟﺘﺄﻟﻖ واﻻﻧﺠﺎز واﻟﻨﺠﺎح
ٍ
ﻢ
ّ
ﻠ
ُ
ﺑﺒﻨﺎء ﺳ
.
ّ
إن
اﻷﺧﻼق اﻟﺤﻤﯿﺪة أﺳﺎس ﻛﻞ ﺣﯿﺎة ﺳﻌﯿﺪة وﺣﺴﻦ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ واﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺒﺎدئ واﻟﻘﯿﻢ واﻟﻤﺜﻞ اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ
ﯾﻌﺰز
ﺑﮭﺎ
اﻟﻔﺮد
ﮫ ﻋﻼﻗﺎﺗ
ﻣﻊ اﻵﺧﺮﯾﻦ واﻟﻤﺤﯿﻄﯿﻦ وﺗﻌﺘﺒﺮ ھﺬه اﻟﺴﻤﺎت ذات ﻗﯿﻤﺔ ﻟﻤﻦ ﯾﻤﺘﻠﻜﮭﺎ وﯾﺘﺤﻠﻰ ﺑﮭﺎ،
وﻣﻦ ﻧﺘﺎﺋﺠﮭﺎ ﺗﻜﻮﯾﻦ ﺻﺪاﻗﺎت ﺣﻘﯿﻘﯿﺔ ﻣﺒﻨﯿﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﺧﻼص واﻟﻤﺤﺒﺔ اﻟﺼﺎدﻗﺔ اﻟﻤﺘﺒﺎدﻟﺔ، واﻟﺼﺪﯾﻖ اﻟﻮﻓﻲ ھﻮ
ذﻟﻚ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﺬي ﺗﺠﺪه ﺟﺎﻧﺒﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺤﺘﺎﺟﮫ وﯾﺤﺲ ﺑﺄﻟﻤﻚ وﯾﺤﺘﺮم ﻗﺪراﺗﻚ وﻇﺮوﻓﻚ
.
واﻟﺤﻤﺪ
ﷲ أن أﻛﺜﺮ ﻣﺎ
ً
ﯾﺴﻌﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺣﯿﺎﺗﻲ اﻣﺘﻼﻛﻲ ﻛﻨﺰا
ﻣﻦ اﻷﺻﺪﻗﺎء اﻟﺬﯾﻦ أﻋﺘﺰ ﺑﺼﺪاﻗﺘﮭﻢ وأﺣﺒﮭﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻗﻠﺒﻲ وﻻ أﺑﺪﻟﮭﻢ ﺑﻜﻨﻮز
ُ
اﻟﺪﻧﯿﺎ، وﺧﻼل ﺳﻨﻮات ﻋﻤﺮي اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺒﺔ ﺣﻈﯿﺖ
ﺑﺎﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ اﻷﺻﺪﻗﺎء ﻃﯿﺒﻲ اﻟﻘﻠﺐ واﻟﻤﺨﻠﺼﯿﻦ
.
ْ
ﺗﻤﯿﺰت
ُ
ﻋﻼﻗﺎت اﻟﺼﺪاﻗﺔ ﺑﺠﺪﯾﺘﮭﺎ وﻛﺜﺮﺗﮭﺎ، وﺑ
ْ
ﻨﯿﺖ
ﻋﻠﻰ أﺳﺲ
اﻟﻌﻔﻮﯾﺔ واﻹﯾﺜﺎر
واﻟﻌﻄﺎء ﺑﻼ ﺣﺪود، ﺣﯿﺚ
ُ
ﺑﺬﻟﺖ
ﺟﻞ ﺟﮭﺪي ووﻗﺘﻲ ﻓﻲ ﻣﺸﺎﻃﺮة
اﻷﺻﺪﻗﺎء ﻟ
ﻶھﺎت واﻷﺣﺰان
وأوﻗﺎت ﻓﺮﺣﮭﻢ وﺳﻌﺎدﺗﮭﻢ
ُ
، واﻋﺘﺪت
ﻋﻠﻰ
إﺧﻔﺎء ﻣﺎ ﯾﺪور ﺑﺪاﺧﻠﻲ ﻣﻦ آھﺎت وأﺣﺰان ﻟﻜﻲ ﻻ أﺿﺎﯾﻘﮭﻢ وأﻧﻔﺮھﻢ،
وﻣﻌﮭﻢ
ﻟﻢ ﯾﺤﺘﻞ اﻟﺘﺸﺎؤم ﻛﯿﺎﻧﻲ وﻟﻢ ﯾﻜﻦ
ﻟﻠﯿﺄس ﻣﻮﻃﺊ ﻗﺪم ﻟﺪي،
و
ُ
ﻛﻨﺖ
إﻟﻰ ﺿﺮورة اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﺤﯿﺎة ﺑﺎﻟﺘﻔﺎؤل واﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻧﺼ
ً
أﺷﯿﺮ دوﻣﺎ
ﻒ اﻟﻜﺄس
اﻟﻤﻶن، واﺗﺨﺎذ اﻟﻌﺒﺮ ﻣ
أﺧﻄﺎء ﻦ
اﻵﺧﺮﯾﻦ
. ﮭﻢ وﺗﺠﺎرﺑ
ُ
واﻋﺘﻤﺪت
أﺳﺎﻟﯿﺐ اﻟﺘﺸﺠ
ﯿﻊ وزرع اﻟﺜﻘﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺳﮭﻢ
ورﻓﻊ ھﻤ
ﻤ
ﮭﻢ وﻣﻌﻨﻮﯾﺎﺗﮭﻢ ﻟﯿﺴﺘﻤﺮوا ﻓﻲ ﻣﺸﻮار ﺣﯿﺎﺗﮭﻢ وﻋﺪم اﻻﻧﻜﺴﺎر أﻣﺎم اﻟﻌﻮاﺻﻒ اﻟﻌﺎﺗﯿﺔ وﻣﺤﺎوﻟﺔ
ﻣﻘﺎوﻣﺘﮭﺎ ﻗﺪر اﻹﻣﻜﺎن
إﻟﻰ
ﺗﻄﻠﻌﺎت ﺑﻤﺴﺘﻘﺒﻞ أﻓﻀﻞ ﻓﻤﻦ اﻟﻌﺒﺚ اﻟﺒﻜﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺎﺿﻲ
واﻷﻃﻼل
، ﺑﻞ ﯾﺠﺐ
اﺳﺘﻼم زﻣﺎم اﻷﻣﻮر وﺗﺤﻔﯿﺰ اﻟﻨﻔﺲ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﻞ واﻟﻨﺸﺎط ﻓﺒﺴﻮاﻋﺪ اﻹﻧﺴﺎن ﻧﻔﺴﮫ ﺗﺘﻢ وﺗﻜﺘﻤﻞ اﻟﻨﺠﺎﺣﺎت
.
إﺣﺴﺎﺳﻲ اﻟﻤﺮھﻒ وﻛﻠﻤﺎﺗﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺒﻊ ﻣﻦ ﻗﻠﺐ ﻣﺤﺐ ﯾﺠﺴﺪا
ن
ﺗﺠﺮﺑﺔ إﻧﺴﺎن ﻓﻲ ﻇﻞ
ﺷﻜﻮك ﺑﺈﻧﺴﺎﻧﯿﺘﮫ
ُ
وﺑﺄھﻠﯿﺘﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻄﺎء، وﻟﻜﻦ ﻟﺘﻌﺎﻣﻠﻲ اﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻲ واﻟﻤﻤﯿﺰ أﺻﺒﺤﺖ
ً
ﻋﻨﻮاﻧﺎ
ﻟﻤﻦ ﯾﺸﻌﺮ ﺑﻀﯿﻖ وﯾﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺳﺒﻞ
ُ
ﻟﺘﺠﺎوز ھﺬا اﻟﺸﻌﻮر، ﻓﺎﻋﺘﺪت
ﻋﻠﻰ ﺗﺮك ﻣﺎ ﺑﯿﺪي ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺑﺔ أو ﻗﺮاءة واﻹﺻﻐﺎء واﻹﻧﺼﺎت واﻻھﺘﻤﺎم ﻟﻜﻞ
ﺻﻐﯿﺮة وﻛﺒﯿﺮة وﻟﮭﻤﻮم اﻟﺪﻧﯿﺎ ﻟﺪﯾﮭﻢ دون ﻣﻠﻞ أو ﺗﻌﺐ وﻣﺤﺎوﻟ
ﺔ اﻟﻮﺻﻮل ﻟﺤﻠﻮل وإﺳﺪاء اﻟﻨﺼﯿﺤﺔ اﻟﻤﺠﺪﯾﺔ
ُ
ﺑﺄﺳﺎﻟﯿﺐ ﺟﻤﯿﻠﺔ، وﻛﻨﺖ
أﻓﺮح ﻟﻔﺮﺣﮭﻢ وأﺣﺰن ﻟﺤﺰﻧﮭﻢ وﻣﺤﺎوﻟﺔ اﻟﻤ
ﺴﺎﻋﺪة ﻗﺪر اﻹﻣﻜﺎن ﻋﻨﺪ اﻟﺤﺎﺟﺔ، و
أ
ھﻢ ﻣﺎ