בית איזי שפירא - ספרו של מר נואף זמירו - page 62

61
ﻣﺴﯿﺮة اﻟﻌﻤﻞ واﻹﻧﺘﺎج
وﺑﻤﺮور اﻟﻮﻗﺖ واﻷﯾﺎم وﺑﻔﻀﻞ اﷲ وﻛﺮﻣﮫ ﺗﻢ اﻟﺘﺌﺎم ﺟﺮﺣﻲ اﻟﻨﺎزف واﻟﻤﺆﻟﻢ
ﺑﻌﺪ ﻣﻌﺎﻧﺎة ﻣﺘﻮاﺻﻠﺔ ﻓﻘﺪ
ُ
ﻇﻨﻨﺖ
ّ
أن
اﻟﺤﯿﺎة ﻣﻈﻠﻤﺔ و
ﺣﯿﻨﮭﺎ
ِ
ﻗﺎﺗﻤﺔ وﺑﻼ أﻟﻮان وﻟﻢ أع
ْ
أﻧﻨﻲ اﻟﻮﺣﯿﺪ اﻟﺬي ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ أن
ﯾﻠﻮﻧﮭﺎ ﺑﺮﯾﺸﺔ اﻟﺘﻔﻜﯿﺮ
اﻟﺴﻠﯿﻢ
واﻟﻌﻘﻞ اﻟﺮزﯾﻦ وﺟﻌﻠﮭﺎ أﺟﻤﻞ
ﺗﻣﺎ
ﻜﻮن، ﯾ
ﺠﻤﻠ
ﮭﺎ ﻋﻤﻞ اﻟﺨﯿﺮ اﻟﺬي ﯾﻨﯿﺮ اﻟﻨﻔﻮس وﯾﻔﺘﺢ اﻷﺑﻮاب ﻋﻠﻰ
ﻣﺼﺮاﻋﯿﮭﺎ ﻟﻠﻤﺒﺎدرة واﻹﻧﺘﺎج
.
ُ
ﺗﺨﻄﯿﺖ
ْ
ﻓﺸﻞ ﺗﻘﺒﻠﻲ ﻟﻮﺿﻌﻲ وﻛﯿﺎﻧﻲ واﻟﻔﺘﺮات اﻟﺤﺮﺟﺔ اﻟﺘﻲ واﻛﺒﺖ
ذﻟﻚ،
ْ
واﻟﻌﻤﻠﯿﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺳﮭﻠﺔ وﺑﺴﯿﻄﺔ ﺑﻞ أﺧﺬت
ْ
اﻟﻮﻗﺖ اﻟﻜﺎﻓﻲ واﺳﺘﻨﺰﻓﺖ
ﮭﺎ
َ
اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﺠﮭﺪ واﻟﻤﻌﺎﻧﺎة وﺻﺎﺣﺒ
ﺑﻌﺾ اﻷﺣﺪاث اﻟﻤﺆﺳﻔﺔ
.
ْ
وﺻﺪﻗﺖ
ّ
اﻟﺤﻜﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺪل أن
ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺴﺎن ﺧﻮض اﻟﻔﺸﻞ ﺣﺘﻰ ﯾﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺠﺎح
وﻟﻜﻦ ھﻨﺎﻟﻚ ﺣﻜﻤ
ّ
ﺔ أﺧﺮى ﺗﻘﻮل أن
اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻤﺔ أﺻﻌﺐ ﻣﻦ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﯿﮭﺎ، ﻓﻮﺟﺐ ﻋﻠﻲ اﻻﺣﺘﺮاس
ِ
اﻟﺮﻗﻲ ورﻓﻊ اﻟﻤﻜﺎﻧﺔ ﻃﺮق
ً
وﻋﺪم ﺗﻜﺘﯿﻒ اﻟﯿﺪﯾﻦ ﻣﻨﺘﻈﺮا
ْ
ﺑﺎب ﺑﯿﺘﻨﺎ دون أن
ً
أﺳﻌﻰ وأﺑﺬل ﺟﮭﺪا
ﻟﺬﻟﻚ
.
ﻓﺤﯿﺎﺗﻲ
ْ
أﺻﺒﺤﺖ
ﺑﺤﻖ
ﻛﺎﻟﺴﻔﯿﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﻘﻮدھﺎ رﺑﺎن ذو ﻧﻀﺞ
و ﺣﯿﺎﺗﻲ
ﺧﺒﺮة ﻻ ﺑﺄس ﺑﮭﺎ ﺗﻌﻄﯿﮫ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ
اﻹﺑﺤﺎر ﺿﺪ
أﻣﻮاج اﻷﻟﻢ واﻵھﺎت
واﻟﻮﺻﻮل
إﻟﻰ ﺷﺎﻃﺊ اﻷﻣ
ﻦ واﻷﻣﺎن
.
ﺑﻌﺪ ﺣﻤﺪ اﷲ واﻟﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﯿﮫ، وﻋﻘﺐ ﻛﻨﺲ ﻏﺒﺎر اﻟﯿﺄس ﻋﻦ ﻗﻠﺒﻲ،
واﻧﻘﺸﺎع اﻟﻀﺒﺎب ﻣﻦ أﻣﺎﻣﻲ
ّ
وإﯾﻘﺎﻧﻲ أن
ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻲ وﻧﺠﺎﺣﻲ ﯾﺘ
ﻌﻠﻖ ﻓﻲ اﻟﺴﻌﻲ واﻟﻤﺜﺎﺑﺮة واﻟﺮﺿﺎ،
و
ُ
اﻧﻄﻠﻘﺖ
ﻧﺤﻮ درب اﻟﻌﻤﻞ واﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﺑﺼﻮرة ﻣﻨﻈﻤﺔ
وﻣﺪ
ُ
روﺳﺔ، وأدرﻛﺖ
ّ
أن
ُ
ﺑﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺬي أﻋﯿﺶ ﻓﯿﮫ، ﻓﺒﺪأت
ً
ﺣﻈﻮظ ﻧﺠﺎﺣﻲ ﺗﺘﻌﻠﻖ أﯾﻀﺎ
ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ واﻻﺳﺘﻜﺸﺎف
وﻓﮭﻢ ﻣﻘﻮﻣﺎت اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺤﻠﻲ واﻹﻣﻜﺎﻧﺎت واﻟﻔﺮص اﻟﻤ
ﻮﺟﻮدة ﻻﺳﺘﯿﻌﺎﺑﻲ واﻧﺪﻣﺎﺟﻲ ﻓﻲ
ﺣﺪأ
اﻷﻃﺮ
ُ
اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ، وﻛﻨﺖ
ُ
ﻗﺪ ﺑﻠﻐﺖ
اﻟﺮاﺑﻌﺔ واﻟﻌﺸﺮﯾﻦ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ وﺗﻤﻠﻜﻨﻲ ﺣﯿﻨﮭﺎ ﺟﻮع ﻟﻠﻌﻄﺎء وﺷﻐﻒ
ﻟﻠﺘﻔﻮق واﻟﺒﺮوز
واﻹﻧﺘﺎج
، ﻓﺼ
أﺑﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﺮﺳﻰ ﻟﻄﺎﻗﺎت وﻣﻮاھﺐ أ
ُ
ﺮت
ﺣﻤﻠﮭﺎ ووﺳﯿﻠﺔ ﻟﺘﺤﺮﯾﺮ أﺣﻼم ﺳﺠﯿﻨﺔ اﻹﻋﺎﻗﺔ
ﻓﺮغ ﻓﯿﮫ إﻣﻜﺎﻧﺎﺗﻲ اﻟﻜﺎﻣﻨﺔ، أﻣﺎرس ﻓﯿﮫ ﺣﻘﻲ ﺑﺎﻟﺤﯿﺎة اﻟﻜﺮﯾﻤﺔ واﻵﻣﻨﺔ وﻷﺻﺒﺢ
ُ
وﻇﺮوﻓﮭﺎ، وﻋﻦ وﻃﻦ أ
ﻓﻘﻂ، ﻓﺄﻧﺎ إﻧﺴﺎن ذو ﻛﯿﺎن وأﺣﻼم وﻃﻤﻮح،
ً
وﻟﯿﺲ ﻣﺴﺘﮭﻠﻜﺎ
ً
ﻣﻨﺘﺠﺎ
ً
ﻋﻨﺼﺮا
ﯾﺸﺘﺎق ﺗﺬوق ﻃﻌﻢ اﻟﻨﺠﺎح واﻻﻧﺠﺎز
وﯾﺤﺐ اﻟﻤﺴﺎھﻤﺔ واﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﺑﻨﺎء اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻛﺒﺎﻗﻲ أﺑﻨﺎء اﻟﺒﺸﺮ
.
أ ﻟﻘﺪ
ُ
ﺻﺒﺤﺖ
ُ
ﻣﻤﺎ ﻛﻨﺖ
ً
وأﻛﺜﺮ ﻧﻀﻮﺟﺎ
ً
واﻗﻌﯿﺎ
ﻓﻲ ﺗﻐﯿﺮ ﻧﻈﺮﺗﻲ ﻟﻠﺤﯿﺎة
ً
دورا
ً
ﻋﻠﯿﮫ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ، وﻟﻌﺐ ذﻟﻚ أﯾﻀﺎ
ُ
وﻓﮭﻤﺖ
ﺑﻌﻤﻖ ﻃﺒﯿﻌﺔ إﻋﺎﻗﺘﻲ وﺳﺒﻞ اﻟﺘﻜﯿﻒ ﻣﻌﮭﺎ،
ُ
وأﻧﻨﻲ ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة ﻛﻲ أ
ﻋﻄﻲ
ﻧﺠﺰ
ُ
وأ
ُ
ﻓﻘﺪ ﺿﻘﺖ
ﺑﮭﺬا
ً
ذرﻋﺎ
اﻟﺨﻤﻮل وﻋﺪم اﻟﻨﺸﺎط
ُ
وأﻣﻠﺖ
ﻹﻃﻼق اﻟﻌﻨﺎن ﻟﻘﺪراﺗﻲ
ٍ
اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻓﺮص
وإﺑﺮاز ﻣﻜﺎﻣﻦ اﻟﻘﻮة واﻹﺑﺪاع
واﻟﺨﺮوج إﻟﻰ ﻓﻀﺎء اﻟﺤﯿﺎة اﻟﺮﺣﺐ
وﺗﺤﻘﯿﻖ
ﺑﻌﺾ
اﻟﺮﻏﺒﺎت
اﻟﺘﻲ ﺗﺜﯿﺮ ﺧﯿﺎﻟﻲ وﺗﺮاود ﻛﯿﺎﻧﻲ، وﻣﺎ ﺣﺎﺟﺘﻲ
ً
أو ﻷﺻﺒﺢ ﻣﻠﯿﻮﻧﯿﺮا
ٍ
ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻟﺘﻠﻘﻲ ﻣﻌﺎش
ُ
ﻓﻠﺴﺖ
ُ
ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟﻤﺎل أو ﻣﻮارد ﻣﺎدﯾﺔ وﻛﻨﺖ
ﻟﻠﺘﻄﻮع وﻋﺪم ﺗﻠﻘﻲ
ً
ﻣﺴﺘﻌﺪا
أي
أﺟﺮ
ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻟﻌﻤﻞ، ﺣﯿﺚ أﺗﻤﺘﻊ ﺑﻀﻤﺎﻧﺎت ﺻﺤﯿﺔ واﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ وأﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺼﺼﺎت ﺷﮭﺮﯾﺔ أﻋﺘﺎش
. ﻣﻨﮭﺎ
وﻣﺎ ﯾﻨﻘﺼﻨﻲ ھﻮ إﻃﺎر أو ﻣ
ﺆﺳﺴ
ﺔ أﻗﻀﻲ ﻓﯿﮭﺎ أوﻗﺎت اﻟﻔﺮاغ واﻟﺨﺮوج ﻣﻦ اﻻﻧﺰواء ﺑﺎﻟﺒﯿﺖ واﺷﺘﺮك
ﻓﻲ إﺗﻤﺎم ﻣﮭﺎم وﺑﻨ
ﺎء اﻟﻌﻼﻗ
ﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﻟ
ﺘﻌﺎﻣﻞ
ﻣﻊ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺨﺎرﺟﻲ
.
1...,63,64,65,66,67,68,69,70,71,72 52,53,54,55,56,57,58,59,60,61,...120
Powered by FlippingBook