69
ﻣﯿﺎدﯾﻦ اﻟﻨﻀﺎل، ﻟﯿﺘﻘﻮﻗﻌﻮا ﻣﻦ ﺟﺪﯾﺪ ﺑﯿﻦ ﺟﺪران ﻏﺮﻓﮭﻢ ﻣﻜﺘﺌﺒﯿﻦ وﻏﺎرﻗﯿﻦ ﻓﻲ أﻓﻜﺎ
ر ﺳﻮداوﯾﺔ ﻣﺆذﯾﺔ، ﻓﻼ
ﯾﺴﻤﻊ أﻧﯿﻦ ﺟﺮاح ﻧﻔﻮﺳﮭﻢ أﺣﺪ
، وﻻ ﯾﮭﺘﻢ ﺑﻌﺰﻟﺘﮭﻢ أﺣﺪ، و ﻻ ﯾ
ﻠﻔﺖ
ﻋﺬاﺑﮭﻢ أﻧﻈﺎر أﺣﺪ
.
ّ
ﯾﺒﺪو أن
ﻣﻦ ﯾﺮﯾﺪون اﻻﻧﺪﻣﺎج ﻣﻨﺎ واﻟﻌﯿﺶ اﻟﻜﺮﯾﻢ واﻟﻌﺎدي ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻤﻠﻲء ﺑﺎﻟﺨﻄﯿﺌﺔ واﻟﺮذﯾﻠﺔ وﺟﺐ
ﻋﻠﯿﮭﻢ ﺗﻠﻘﻰ أﻣﺼﺎل ﺿﺪ
"
ﻓﯿﺮوﺳﺎت
"
اﻷﻓﻜﺎر واﻻﻧﺘﮭﺎﻛﺎت اﻟﻤﮭﯿﻨ
ﺔ اﻟﺪارﺟﺔ، واﻟﻤﻀﻲ ﻓﻲ رﻛﺐ اﻟﺤﯿﺎة ﻏﯿﺮ
آﺑﮭﯿﻦ ﺑﺄﺻﺤﺎب اﻟﺨﺼﺎل اﻟﺴﯿﺌﺔ وﻋﻠﯿﮭﻢ ﺗﺮوﯾﺾ اﻟﻨﻔﻮس ﺑﺈھﻤﺎل ﻣﺎ ﻻ ﯾﺮوق ﻟﮭﺎ، ﻓﺎﻟﻨﺠﺎح ھﻮ ﻏﺎﯾﺘﻨﺎ
واﻻﻧﺠﺎز ھﺪﻓﻨﺎ واﻟﺴﻌﺎدة ﻣﻄﻠﺒﻨﺎ
.
ّ
وﻟﻸﺳﻒ ﻧﺠﺪ أن
ْ
ﺑﻌﺾ إﺧﻮاﻧﻲ اﻟﻤﻌﺎﻗﯿﻦ ﻻ ﯾﺴﺘﻄﯿﻌﻮن اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺼﻞ اﻟﻤﻨﺸﻮد وﻧﺮاھﻢ ﻗﺪ ﺧﯿﻤﺖ
ﻣﺸﺎﻋﺮ ا
ﻟﺤﺰن واﻷﺳﻰ ﻋﻞ ﺣﯿﺎﺗﮭﻢ واﺣﺘﻞ اﻹﺣﺒﺎط واﻟﯿﺄس ﻣﺴﺎﺣﺎت ﻣﻦ وﺟﺪاﻧﮭﻢ وﻓﻘﺪوا ﺳﻤﺎت اﻟﺘﺤﺪي
، اﻟﺘﻌﺎون واﻟﺘﻜﺎﺗﻒ ﻟﻸﺧﺬ ﺑﯿﺪ ھﺆﻻء اﻟﻤﺼﺪوﻣﯿﻦ واﻧﺘﺸﺎﻟﮭﻢ ﻣﻦ
ً
واﻟﺼﺒﺮ، ﻓﺤﺮي ﺑﻜﻞ ﻓﺮد، وﻻ اﺳﺘﺜﻨﻲ أﺣﺪا
ھﺬا اﻟﻤﺼﯿﺮ اﻟﻤﺆﻟﻢ واﻟﻮاﻗﻊ اﻟﻤﺨﺰي اﻟﻤﺮﯾﺮ، وﻣﺤﺎوﻟﺔ ﺗﻔﮭﻢ اﺣﺘﯿ
ﺎﺟﺎﺗﮭﻢ ﺑﻨﻔﺲ ﻣﺘﺴﺎﻣﺤﺔ وھ
ﻤﺔ وﻧﺸﺎط
ﻟ
ﺘﻐﯿﯿﺮ
روﺗﯿﻦ أﯾﺎﻣﮭﻢ ﻟﻸﻓﻀﻞ وﻟﻨﺨﻠﻖ ﻟﮭﻢ اﻧﻄﻼﻗﺔ ﺟﺪﯾﺪة وﺧﻼﻗﺔ ﺧﻼل ﻣﺒﺎدرات ﻓﺮدﯾﺔ ورﺳﻤﯿﺔ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ إزاﻟﺔ
اﻹﺣﺒﺎط واﻟﯿﺄس وﺗﺒﺸﺮ ﺑﻐﺪ ﻣﺸﺮق وﺗﺤﺎول ﺗﺠﺎوز ھﺬه اﻟﻔﺠﻮة ﺑﯿﻨﻨﺎ وﺗﺴﺎھﻢ ﻓﻲ ﺑﻨﺎء اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ واﻹﻧﺴﺎن
.
ّ
أوﺟ
ْ
ﮫ ﻧﺪاﺋﻲ ﻋﻠﻰ أﻣﻞ أن
ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ آذان ﺻﺎﻏﯿﺔ وﻗﻠﻮب
ﻣﻨﻔﺘﺤﺔ وﻋﻘﻮل واﻋﯿﺔ، ﻓﻨﺤﻦ ﻧﻌﯿﺶ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻊ
ْ
ﻣﻦ اﻟﻤﻔﺮوض أن
ﯾﻜﻮن ﺗﺄﺳﺲ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺎب اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ وﺳﻨﺔ ﻧﺒﯿﮫ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ، ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻣﻦ
ْ
اﻟﻤﻔﺮوض أن
ْ
ﯾﺌﻦ ﻷﻧﯿﻦ ﺑﻌﺾ أﻓﺮاده اﻟﻤﺘﺄﻟﻤﯿﻦ وﯾﻐﯿﺚ اﻟﻤﺴﺘﻐﯿﺜﯿﻦ، وأن
ً
اﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺎ
ً
وﻣﺘﻤﺎﺳﻜﺎ
ً
ﯾﻜﻮن ﻣﺘﻀﺎﻣﻨﺎ
ً
وأﺧﻼﻗﯿﺎ
)
ﻟﻘﻮل رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ
اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ
" :
اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻠﻤﺆﻣﻦ ﻛﺎﻟﺒﻨﯿﺎن ﯾﺸﺪ ﺑﻌﻀﮫ ﺑﻌﻀﺎ
("
ّ
ﻛﻞ ، وأن
ﻓﺮد ﻓﯿﮫ ﯾﺤﺐ
ﻟﻐﯿﺮه
ﻣﺎ ﯾﺤﺐ ﻟ
ﻨﻔﺴﮫ
ْ
، وأن
ﯾﺤﻈﻰ ﻓﯿﮫ اﻟﺼﻐﯿﺮ ﺑﺎﻟﺮﺣﻤﺔ واﻟﺮﻋﺎﯾﺔ واﻟﻜﺒﯿﺮ ﺑﺎﻟﻮﻗﺎر واﻻﺣﺘﺮام
.
ّ
ﻟﻜﻦ وﻟﻸﺳﻒ واﻗﻌﻨﺎ ﻣﻐﺎﯾﺮ ﻵﻣﺎﻟﻨﺎ ﻓﻨﺠﺪ أن
ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﯾﺴﯿﺮ ﺑﺪرب ﯾﻌﺎرض أواﻣﺮ ﻛﺘﺎب اﷲ وﺳﻨﺔ ﻧﺒﯿﮫ، و
ﻧﺠﺪه
ً
ﺿﻌﯿﻔﺎ
ﻛﻀﻌﻒ ﺑﯿﺖ اﻟﻌﻨﻜﺒﻮت، ﺗﻜﺎد ﺗﻨﻌﺪم ﻓﯿﮫ اﻟﺮﺣﻤﺔ واﻟﻤﻮدة ﻟﻠﺸﺮاﺋﺢ اﻟﻀﻌﯿﻔﺔ وأھﻤﮭﺎ ﻓﺌﺔ اﻟﻤﻌﺎﻗﯿﻦ اﻟﺬﯾﻦ
ﻧﺮاھﻢ ﺑﻮﺟﻮه ﻣﺘﻌﺒﺔ وﺣﺰﯾﻨﺔ، وﻇﮭﻮرھﻢ ﻣﻨﺤﻨﯿﺔ ﻣﻦ ﺛﻘﻞ أﻛﯿﺎس اﻟﮭﻢ واﻟﻐﻢ وﻣﺎ ﺗﺤﺘﻮي ﻣﻦ ذل وﺳﺨﺮﯾﺔ
وإھﺎﻧﺔ وﻣﺎ ﯾﺰﯾﺪ اﻟﻄﯿﻦ ﺑﻠﮫ ﺗﺪھﻮر وﺗﻔﻜﻚ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﺑﯿﻦ أﻓﺮ
اد اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻮاﺣﺪ ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻞ اﻟﻤﻌﺎﻗﯿﻦ
ﺿﺤﺎﯾﺎ وﻗﺮاﺑﯿﻦ وﻣﮭﻤﺸﯿﻦ دون اھﺘﻤﺎم ﻣﻦ أي ﺟﮭﺔ ﻣﺴﺌﻮﻟﺔ
.
ْ
ﻻ أدري إن
ُ
ﻛﻨﺖ أﺑﺎﻟﻎ ﻓﻲ ﻣﺎ ذﻛﺮت
أﻋﻼه وﻟﻜﻨﻨﻲ اﺳﺮد ﻣﺎ رأﯾﺘﮫ ﻣﻦ ﻧﮭﺞ وواﻗﻊ وﺣﻘﯿﻘﺔ، وﻣﺎ دﻓﻌﻨﻲ
إﻟﻰ ذﻟﻚ إﺣﺴﺎﺳﻲ ﺑﺎﻷﻟﻢ ﯾﻌﺘﺼﺮ ﺟﻮاﻧﺒﻲ، وﺷﻌﻮري ﺑﺎﻟﺤﺴﺮة ﺗﺠﺎه إﺧﻮاﻧﻲ اﻟﻤﻌﺎﻗﯿﻦ ا
ﻟﻘﺎﺑﻌﯿﻦ ﻓﻲ زواﯾﺎ اﻟﻌﺰﻟﺔ
واﻟﻮﺣﺪة، وﺟﺤﯿﻢ اﻻﻛﺘﺌﺎب اﻟﺬي اﺣﺘﻞ ﻗﻠﻮب ﺑﻌﻀﮭﻢ، وﻋﯿﺸﮭﻢ ﺑﺄﺷﻖ ﻇﺮوف اﻟﺤﯿﺎة وأﺷﻘﻰ ﻟﺤﻈﺎت اﻟﻌﻤﺮ،
راﻓﻀﯿﻦ اﻻ
ﻧﺪﻣﺎج واﻻﻧﻜﺸﺎف ﺧﺸﯿﺔ ﻣﻦ ﻣﺨﺎﻟﺐ
ﺑﻌﺾ
ﻗﺴﺎة اﻟﻘﻠﻮب
، ﻣﻦ أﻟﺴﻨﺔ
ﺑﻌﻀ
ﮭﻢ
وﻣﻦ ﻋﯿﻮن
ﺑﻌﻀ
. ﮭﻢ
واﻟﺤﺪﯾﺚ ھﻨﺎ ﻋﻦ أﻓﺮاد ﯾﻌﯿﺸﻮن ﻣﻌﻨﺎ وﺑﺠﺎﻧﺒﻨﺎ وﺑﯿﻨﻨﺎ، وﻛﺄﻧﮫ
ﻻ ﯾﻜﻔﻲ ﻣﺎ ﺑﮭﻢ ﻣﻦ ﻣﺼﺎب ﻓﺄﺛﻘﻠﻨﺎ ﻛﺎھﻠﮭﻢ
وﺣﻮاﺟﺰ ﻣﻦ اﻟﺨﻮف واﻟﺸﻜﻮك ﺗﺠﺎه اﻟﺨﺮوج ﻟﻠﺤﯿﺎة
ً
ﺑﺤﻤﻼت اﻟﮭﻮان واﻟﺬل، اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﺧﻠﻖ ﻟﺪﯾﮭﻢ رادﻋﺎ
وﻟﻮاﻗﻌﮭﺎ اﻟﻘﺎﺳﻲ
.